نداء 84
05-09-2018, 05:05 PM
قصة حياة امرأة عادية
هذه القصه مبنيه على احداث واقعيه
الجزء الاول
/ (/ />
سأروي هنا قصة حياتي لمن قد يهتم بها ، جزءها الاول عن ابي وامي قبل ان اولد وهو مدخل لابد منه لمن يريد ان يفهم قلبي وعقلي وروحي ..
سيناء هي مسقط رأس والدي ، ليس مهم شمالها او جنوبها ، المهم انه من هناك وقد غادرها ذات يوم من عام 1963 متجهاً للقاهرة لاتمام تعليمه الثانوي ثم الجامعي حيث التحق بكلية الاداب قسم الصحافة بجامعة القاهرة سنة 1966 وهو القسم الذي تحول بعد ذلك بعقود الى كلية الاعلام .. والدي وسيم بحق وليس لان كل فتاه بابيها معجبه ، هو وسيم ووسامته رجوليه .. هو باختصار جذاب ..
في كافيتريا كلية الاداب التقى بوالدتي التي كانت تزور صديقة لها ، وهذه الكافيتريا كما يقول والدي ووالدتي كانت مهوى العشاق في جامعة القاهرة فباقي الكليات كانت تعاني من جفاف شديد وندرة في الجنس اللطيف بعكس كلية الاداب.
امي كانت تدرس التصوير الضوئي والسينمائي في كلية الفنون التطبيقية بالاورمان التابعة لجامعة حلوان بجوار جامعة القاهرة .. كانت قاهرية اسرتها من جذور عبرانيه ولكنها عريقه في مصريتها ... امي بيضاء البشره في غير شقره شعرها اسود فاحم كانت تجيد تصفيفه على طريقة تلك الايام .. وجهها جميل ولكن جماله غير متوحش ، جمال بريء انوثته اكثر من طفولته وجسدها ممشوق ومرسوم بدقه ..
وقع والديي في الحب لسنوات وتزوجا قبل اتمام دراستهما الجامعية سنة 1968م ، كان والد امي قد توفي قبل ذلك ب 3 اعوام ووافقت امها على الزواج بصعوبه "ربما لجذور والدي السيناوية" اما اسرة والدي فقرروا مقاطعته "ربما لجذور امي العبرانيه" ..
كان يحلو لي مشاهدة صور ابي وامي وهم شباب ، بعضها في باحات الجامعه او في كازينوهات على النيل او جروبي والامريكان الخ .. اناقة وجمال ورقي الستينات .. ابي ببذاته الانيقة ذات الالوان الغامقه وربطة العنق دائماً ومنديله في جيب الجاكيت العلوي .. وامي بتياراتها وفساتينها وجوباتها القصيرة موضة تلك الايام التي لم تكن تستطيع ارتدائها في الجامعه بسبب منع الادارة للميني جوب والاستثناء كان لبنتي الفريق فوزي وزير الحربية (الدفاع الان) فقد كن يرتدين فساتين وجوبات قصيرة ولفتن نظري في الصور فاوضحت لي امي من هن وسبب الاستثناء .
اذاً تزوج ابي وامي بدون موافقة اسرة ابي وعلى مضض من اسرة امي وانقطعت عن والدي كل مساعدة مادية من ابيه (جدي) وكان عليه ان يعمل ليعيل نفسه اولاً ولكي يستطيع تحمل اعباء الزواج .
بسهولة انضم والدي للعمل وهو طالب في الاذاعات الموجهه بماسبيرو (اذاعات موجهه لغير المصريين بلغات ولهجات عديدة - ماسبيرو : مبنى الاذاعة والتلفزيون المصري) وفي نفس الوقت تدرب في مؤسسات صحفيه كبرى فاصبح لديه دخل محترم وهو ما زال طالب فتزوج امي.
اجروا شقة صغيرة في شارع القصر العيني لتكون قريبه من الجامعه وماسبيرو في نفس الوقت ..
ولقد علمت في وقت متأخر واثناء معركة كلاميه حاده مع واحده من بنات اخوالي وعندما رمت امي وعماتها بكلمة نابيه (عماتي كلهن عاهرات) ان امي كانت على علاقه جنسية كامله بابي قبل الزواج !! تاكدت ببساطه من تاريخ عقد الزواج في نهاية سبتمبر 1968 وتاريخ ميلاد اختي الكبرى في بداية ديسمبر 1969 !!
مستحيل ان يستمر الحمل شهرين فقط بالطبع .. وبالرغم من استيائي من بنت خالي ومن الموقف كله الا ان ما حز في نفسي ان الجميع كان يعلم تلك الحقيقه باستثنائي انا وشقيقاتي .. ورفضت تخيل ما حدث وكيف حدث تماماً .
بعد تخرج والدي ووالدتي انضمت هي الاخرى للعمل كمصورة سينمائيه وتلفزيونية في ماسبيرو ، بينما ثبت هو اقدامه كمذيع في الاذاعات الموجهه ومحطات اخرى موجهه للداخل .
وكان الناس في مصر بتلك الايام يستطيعون الحياة بكرامه برواتبهم فقط .. الشقه فيها تلفزيون نصر وثلاجة ايديال وبوتجاز وسخان المصانع الحربية .. المواصلات متوافره وان كانت بعد هزيمة 1967 وتهجير سكان مدن القناة اصبحت اكثر صعوبة .. يمكن للموظف شراء اللحم والدجاج والسمك والفواكه طوال الاسبوع .. وهناك وقت للنزهه والترويح عن النفس في نهايات الاسبوع في الحدائق والمسرح والسينما .. باختصار تمكن والدي من تعويض انقطاع امدادات جدي الماليه وتمتع بحياة طيبه ..
ثم مات الزعيم في سبتمبر 1970 ومرت سنه بهدوء على والدي ووالدتي .. ثم اتت ثورة التصحيح التي قادها الزعيم الجديد في مايو 1971 واطاح بالحرس القديم .. هنا تغيرت حياة ابي وامي الى الابد ..
لا تستطيع ان تكون ناصري وان تعمل في جهاز حساس مثل هذا .. تساقط نجوم مثل المطر .. رحل العشرات من المذيعين والكتاب والممثلين الى بلدان مجاورة .. فها هو المذيع جلال معوض وزوجته الممثله ليلى فوزي يرحلون .. عمر الحريري يرحل الى ذات البلد وغيرهم ..
كانت النصيحة من مخلص محب لوالدي ان ارحل قبل ان يطويك القطار تحت عجلاته انت وزوجك وابنتك الرضيعه ..
ورحل والدي الى ذلك البلد العربي الذي يرفع شعارات ثوريه .. بمدخرات قليله وزوجه وطفله ..
وجدوا غرفة في بيت مشترك اواتهم مؤقتاً حتى العثور على عمل مناسب ..
ولقد حكت لي امي كيف اعترفت زوجة صاحب ذلك البيت بعد اسابيع قليله من الاقامة وامام زوجها وابي وامي انها تحب ابي !!
قالت بصراحه اريده واحبه .. خذي زوجي واعطيني زوجك !!
زوجها لم يعقب وبدا انه راضي !!
امي اصابها مزيج من الدهشه والخوف والغيره والرغبه في البكاء والعودة الى مصر ..
ابي اعتذر بهدوء عن قبول العرض واخذ امي وشقيقتي الرضيعه واشيائهم القليله ورحل ..
ولكن الى اين ؟!!
لا قريب هنا ولا صديق حقيقي والجنيهات القليله تبخرت وبالكاد بقي ما يسد الرمق ..
وامام محل بقاله جمله جلست امي مع صغيرتها تنتظر ابي الذي ذهب يبحث عن غرفه يقبل اصحابها تاجيل السداد لحين ميسره ..
صاحب المحل قدم لامي كرسي فاعتذرت .. اصر بشده .. ولما احست بابوته وافقت وقبلت كوب ماء قدمه لها .. وسمع منها قصتها بدون الخوض في التفاصيل المؤلمه ..
عندما عاد ابي منهك القوى حائر ويائس .. قدم له ذلك الرجل عرضاً بالسكنى في غرفة اعلى بيته ووظيفة كاتب في محله حتى يعثر على عمل مناسب ..
كانت نجده من السماء .. ولم يطل الامر بوالدي حتى عثر على وظيفه في تلفزيون ذلك البلد وكانت امي تقوم بتصوير بعض البرامج بنظام القطعه كلما تيسر لها الوقت .. ومع مرور السنوات اثبت ابي كفاءه فحصل على مكانه ومكانته الحقيقيه.
ولدت انا في تلك الفترة السعيدة .. في فيلا من طابقين فيها كل اسباب الراحه فلم اشعر بمدى معاناة شقيقتي الكبرى خلال سنوات الجفاف ..
نهاية الجزء الاول
في الجزء القادم سأتحدث عن عالم طفولتي السحري وما فيه من مسرات واحزان وآلام لا بد منها طالما كنا احياء
هذه القصه مبنيه على احداث واقعيه
الجزء الاول
/ (/ />
سأروي هنا قصة حياتي لمن قد يهتم بها ، جزءها الاول عن ابي وامي قبل ان اولد وهو مدخل لابد منه لمن يريد ان يفهم قلبي وعقلي وروحي ..
سيناء هي مسقط رأس والدي ، ليس مهم شمالها او جنوبها ، المهم انه من هناك وقد غادرها ذات يوم من عام 1963 متجهاً للقاهرة لاتمام تعليمه الثانوي ثم الجامعي حيث التحق بكلية الاداب قسم الصحافة بجامعة القاهرة سنة 1966 وهو القسم الذي تحول بعد ذلك بعقود الى كلية الاعلام .. والدي وسيم بحق وليس لان كل فتاه بابيها معجبه ، هو وسيم ووسامته رجوليه .. هو باختصار جذاب ..
في كافيتريا كلية الاداب التقى بوالدتي التي كانت تزور صديقة لها ، وهذه الكافيتريا كما يقول والدي ووالدتي كانت مهوى العشاق في جامعة القاهرة فباقي الكليات كانت تعاني من جفاف شديد وندرة في الجنس اللطيف بعكس كلية الاداب.
امي كانت تدرس التصوير الضوئي والسينمائي في كلية الفنون التطبيقية بالاورمان التابعة لجامعة حلوان بجوار جامعة القاهرة .. كانت قاهرية اسرتها من جذور عبرانيه ولكنها عريقه في مصريتها ... امي بيضاء البشره في غير شقره شعرها اسود فاحم كانت تجيد تصفيفه على طريقة تلك الايام .. وجهها جميل ولكن جماله غير متوحش ، جمال بريء انوثته اكثر من طفولته وجسدها ممشوق ومرسوم بدقه ..
وقع والديي في الحب لسنوات وتزوجا قبل اتمام دراستهما الجامعية سنة 1968م ، كان والد امي قد توفي قبل ذلك ب 3 اعوام ووافقت امها على الزواج بصعوبه "ربما لجذور والدي السيناوية" اما اسرة والدي فقرروا مقاطعته "ربما لجذور امي العبرانيه" ..
كان يحلو لي مشاهدة صور ابي وامي وهم شباب ، بعضها في باحات الجامعه او في كازينوهات على النيل او جروبي والامريكان الخ .. اناقة وجمال ورقي الستينات .. ابي ببذاته الانيقة ذات الالوان الغامقه وربطة العنق دائماً ومنديله في جيب الجاكيت العلوي .. وامي بتياراتها وفساتينها وجوباتها القصيرة موضة تلك الايام التي لم تكن تستطيع ارتدائها في الجامعه بسبب منع الادارة للميني جوب والاستثناء كان لبنتي الفريق فوزي وزير الحربية (الدفاع الان) فقد كن يرتدين فساتين وجوبات قصيرة ولفتن نظري في الصور فاوضحت لي امي من هن وسبب الاستثناء .
اذاً تزوج ابي وامي بدون موافقة اسرة ابي وعلى مضض من اسرة امي وانقطعت عن والدي كل مساعدة مادية من ابيه (جدي) وكان عليه ان يعمل ليعيل نفسه اولاً ولكي يستطيع تحمل اعباء الزواج .
بسهولة انضم والدي للعمل وهو طالب في الاذاعات الموجهه بماسبيرو (اذاعات موجهه لغير المصريين بلغات ولهجات عديدة - ماسبيرو : مبنى الاذاعة والتلفزيون المصري) وفي نفس الوقت تدرب في مؤسسات صحفيه كبرى فاصبح لديه دخل محترم وهو ما زال طالب فتزوج امي.
اجروا شقة صغيرة في شارع القصر العيني لتكون قريبه من الجامعه وماسبيرو في نفس الوقت ..
ولقد علمت في وقت متأخر واثناء معركة كلاميه حاده مع واحده من بنات اخوالي وعندما رمت امي وعماتها بكلمة نابيه (عماتي كلهن عاهرات) ان امي كانت على علاقه جنسية كامله بابي قبل الزواج !! تاكدت ببساطه من تاريخ عقد الزواج في نهاية سبتمبر 1968 وتاريخ ميلاد اختي الكبرى في بداية ديسمبر 1969 !!
مستحيل ان يستمر الحمل شهرين فقط بالطبع .. وبالرغم من استيائي من بنت خالي ومن الموقف كله الا ان ما حز في نفسي ان الجميع كان يعلم تلك الحقيقه باستثنائي انا وشقيقاتي .. ورفضت تخيل ما حدث وكيف حدث تماماً .
بعد تخرج والدي ووالدتي انضمت هي الاخرى للعمل كمصورة سينمائيه وتلفزيونية في ماسبيرو ، بينما ثبت هو اقدامه كمذيع في الاذاعات الموجهه ومحطات اخرى موجهه للداخل .
وكان الناس في مصر بتلك الايام يستطيعون الحياة بكرامه برواتبهم فقط .. الشقه فيها تلفزيون نصر وثلاجة ايديال وبوتجاز وسخان المصانع الحربية .. المواصلات متوافره وان كانت بعد هزيمة 1967 وتهجير سكان مدن القناة اصبحت اكثر صعوبة .. يمكن للموظف شراء اللحم والدجاج والسمك والفواكه طوال الاسبوع .. وهناك وقت للنزهه والترويح عن النفس في نهايات الاسبوع في الحدائق والمسرح والسينما .. باختصار تمكن والدي من تعويض انقطاع امدادات جدي الماليه وتمتع بحياة طيبه ..
ثم مات الزعيم في سبتمبر 1970 ومرت سنه بهدوء على والدي ووالدتي .. ثم اتت ثورة التصحيح التي قادها الزعيم الجديد في مايو 1971 واطاح بالحرس القديم .. هنا تغيرت حياة ابي وامي الى الابد ..
لا تستطيع ان تكون ناصري وان تعمل في جهاز حساس مثل هذا .. تساقط نجوم مثل المطر .. رحل العشرات من المذيعين والكتاب والممثلين الى بلدان مجاورة .. فها هو المذيع جلال معوض وزوجته الممثله ليلى فوزي يرحلون .. عمر الحريري يرحل الى ذات البلد وغيرهم ..
كانت النصيحة من مخلص محب لوالدي ان ارحل قبل ان يطويك القطار تحت عجلاته انت وزوجك وابنتك الرضيعه ..
ورحل والدي الى ذلك البلد العربي الذي يرفع شعارات ثوريه .. بمدخرات قليله وزوجه وطفله ..
وجدوا غرفة في بيت مشترك اواتهم مؤقتاً حتى العثور على عمل مناسب ..
ولقد حكت لي امي كيف اعترفت زوجة صاحب ذلك البيت بعد اسابيع قليله من الاقامة وامام زوجها وابي وامي انها تحب ابي !!
قالت بصراحه اريده واحبه .. خذي زوجي واعطيني زوجك !!
زوجها لم يعقب وبدا انه راضي !!
امي اصابها مزيج من الدهشه والخوف والغيره والرغبه في البكاء والعودة الى مصر ..
ابي اعتذر بهدوء عن قبول العرض واخذ امي وشقيقتي الرضيعه واشيائهم القليله ورحل ..
ولكن الى اين ؟!!
لا قريب هنا ولا صديق حقيقي والجنيهات القليله تبخرت وبالكاد بقي ما يسد الرمق ..
وامام محل بقاله جمله جلست امي مع صغيرتها تنتظر ابي الذي ذهب يبحث عن غرفه يقبل اصحابها تاجيل السداد لحين ميسره ..
صاحب المحل قدم لامي كرسي فاعتذرت .. اصر بشده .. ولما احست بابوته وافقت وقبلت كوب ماء قدمه لها .. وسمع منها قصتها بدون الخوض في التفاصيل المؤلمه ..
عندما عاد ابي منهك القوى حائر ويائس .. قدم له ذلك الرجل عرضاً بالسكنى في غرفة اعلى بيته ووظيفة كاتب في محله حتى يعثر على عمل مناسب ..
كانت نجده من السماء .. ولم يطل الامر بوالدي حتى عثر على وظيفه في تلفزيون ذلك البلد وكانت امي تقوم بتصوير بعض البرامج بنظام القطعه كلما تيسر لها الوقت .. ومع مرور السنوات اثبت ابي كفاءه فحصل على مكانه ومكانته الحقيقيه.
ولدت انا في تلك الفترة السعيدة .. في فيلا من طابقين فيها كل اسباب الراحه فلم اشعر بمدى معاناة شقيقتي الكبرى خلال سنوات الجفاف ..
نهاية الجزء الاول
في الجزء القادم سأتحدث عن عالم طفولتي السحري وما فيه من مسرات واحزان وآلام لا بد منها طالما كنا احياء