افنان
07-05-2018, 11:54 PM
المرأة .. الجنس .. العولمه
* خاص بمسابقه القسم العام *
السينما كانت من اوائل الوسائط التي كسرت الحواجز بين الشعوب والثقافات .. فهي اول من بشر بالعولمة قبل نشوء هذا المصطلح بقرن من الزمان ..
وقد كانت السينما ولا زالت ذات تأثير كبير على نظرة المجتمعات حول العالم للمرأة ..
بما في ذلك بالطبع السينما المصرية، وهي الرائده والاكثر انتشاراً وقبولاً في العالم العربي ، وكان لها تأثير خطير على نظرة المجتمعات العربية للمرأة عموماً وللمراة المصرية على وجه الخصوص ..
فالسينما المصرية كانت بدايتها على يد نساء : مثلوا وانتجوا واخرجوا .. مثل اسيا داغر (ام السينما المصرية) وماري كويني وعزيزة أمير وفاطمة رشدي وغيرهن من الرائدات اللتي سبقن الرجال في صناعة السينما ..
/ (/ /> عزيزة امير
فحملت عناوين الافلام السينمائية المصرية الاولى اسماء ومواضيع نسائية مثل "الخالة الامريكانية 1922" ، "ليلى 1927" ، "سعاد الغجرية 1928" ، "بنت النيل 1929" وَ "غادة الصحراء 1929" ...
/ d1b6d55ce601fd755cb7c0e2683c.jpg (/ />
ولكن هل كانت السينما العالمية او المصرية تقدم صورة حقيقية لواقع مجتمعاتها وللمرأة على وجه الخصوص ؟!!
اذا رجعنا لبدايات السينما المصرية وحتى الاربعينيات سنجد ان معظم ابطال وبطلات السينما لا علاقه لهم بالشعب المصري (باستثناء افلام قليله) ..
فبطل السينما المصرية التقليدي عندما يحزبه امر يذهب للكباريه ويشرب ..
والاسرة المصرية تحت المتوسطة التي تعيش في حارة تأكل بادوات المائدة الكاملة مثل ملكة انجلترا ..
اما المرأة المصرية في تلك الافلام فكانت اما مغنيه او راقصة او فتاه مغلوبه على امرها او بنت باشا مرفهه ..
ولم يتحسن الامر كثيراً في ما تلى ذلك من عقود الا مع ظهور ممثلات انتجن او قدمن افلام نسوية قوية وكانت للاسف قليله للغاية .. مثل افلام ماجدة الصباحي ،فاتن حمامه، لبنى عبدالعزيز واخيراً ماجدة الخطيب ..
وبالتالي فان افراد بعض المجتمعات العربية المغلقه (بما في ذلك بعض مناطق مصر نفسها) نظروا للمراة المصرية بنت المدينه نظرة يشوبها الكثير من الشك في سلوكها الاخلاقي..
فهاي هي ذا "المصرية" ترقص وتغني وترتدي ملابس جريئه ومايوهات وتتبادل القبل والاحضان مع الرجال ..
وعندما يأتي ذلك العربي او المصري من المناطق النائيه الى القاهرة يجد مجتمع مختلف تماماً عن مجتمعات الافلام فيصاب بصدمه في طموحاته الجنسية !!
ونفس الشيء ينطبق على السينما العالمية ..
ففي لقاء اجراه محرر راديو سوا عبد الوهاب الرامي مع مجموعه من المهاجرين العرب عن "الحرية الجنسية في امريكا" ونشره على موقع الراديو في 11 ابريل 2013 (وهو راديو حكومي امريكي ناطق بالعربية) ..
قال شاب مغربي : حينما كنت في المغرب كنت اعتقد أن أميركا هي "أرض الانحلال والنساء السهلات"، وحينما قررت السفر إليها كنت متأكدا من أنني سأعيش "حياة جنسية زاخرة"، لكن كل هذه الأفكار تغيرت ما إن خرجت من مطار واشنطن العاصمة .. فقد أدركت أن الحياة صعبة في الولايات المتحدة، والنساء الأميركيات بعيدات المنال والجنس أصعب في أميركا منه في المغرب، هنا يجب أن تقتنع بك الأميركية أولا، وتعجبها وبعد علاقة ومسار طويل من بناء الثقة يتحقق المراد.. الأمر ليس سهلا بتاتا"... انتهى الاقتباس ..
وفي نفس الاطار الذي يتوهم اشياء غير شائعه في الغرب تقول ليلى الوهامي في مقال بعنوان "حرية المراة الجنسية وتبادل الازواج" نشر في موقع الحوار المتمدن : فإن فكرة تبادل الزوجات والأزواج ليست بجديدة، بل إن الغرب يسمح بها، ربما بين الأصدقاء أو السماح للزوجة بممارسة الجنس مع من ترغب، ومن ينظر لهذه الفكرة بإشمئزاز وغرابة، وبأنها إنحلال أخلاقي، ينبغي أن يفهم بأن هذا سوف يحصل شاء أم أبى، إلا إن كانت زوجته تعاني من البرود الجنسي فهي ليست المعنيّة، نحن نطرح الفكرة لمن يتمتّع برغبة جنسية طبيعيّة، وإن تم ذلك فإنه يتم برضا الزوجين وباتّفاق بينهما وعليهما أن يكونا على مدى كبيرٍ من الشفافية، وأن الطرفين متعادلان، حيث لا يعتبر أي منهما أن ما يفعله شريكه خيانة زوجية، سوف يحصل كل منهما على حريته باختيار من يشاء، وبذلك لن يضيع أو يهضم حق أحدهما للآخر" انتهى الاقتباس ..
بالطبع هذه الافكار الفلكورية عن الغرب في شرقنا السعيد مجافيه للواقع تماماً ولكننا نتداولها تداول الحقائق التي لا تقبل النقاش ..
وستصابوا بالدهشه اذا علمتم ان المجتمع الامريكي مثلاً مجتمع محافظ .. يفضل معظم النساء فيه (على عكس ما تروج له السينما) الحفاظ على عذريتهن حتى الزواج !!!
وهذا ليس مجرد كلام بل نتيجة دراسات اكاديمية احصائية دقيقه ..
الدراسة الاولى التي نشرتها مجلة ابحاث المراهقين في 2008، اكدت على ان المستطلعات فضلن الإمتناع عن ممارسة الجنس حتى الزواج، وهذه القيمة تم تشجيعها من طرف جميع الأمهات، وكل البنات فيما عدا اثنتين. فأغلبية الأمهات المستجوبات في هذا البحث كن واضحات بكونهن يأملن أن تقوم بناتهن بالامتناع عن ممارسة الجنس حتى الزواج" انتهى الاقتباس ..
/ (/ />
اما الدراسة الثانية التي اشار اليها موقع راديو سوا فقد اكد فيها المستطلع اراؤهم على أن الأشخاص الذين يتزوجون بالطريقة التقليدية ولا يمارسون الجنس إلا بعد الزواج تكون زيجاتهم أنجح وأسعد... وقال الباحثون الأميركيون الذين أجروا الدراسة إن تأخير الفرحة والانتظار حتى ليلة الزفاف لا يسفر عن علاقة أفضل بين الزوجين فحسب، بل وحياة جنسية أمتع كذلك." وشملت الدراسة 2035 رجل وامراة متزوجين " انتهى الاقتباس ..
اذاً السينما "كمظهر من مظاهر العولمة المبكرة" لا تعكس الواقع في جميع الاحيان بل تحاول تغييره بخلق وتزيين وتطبيع انماط سلوكيه يؤمن بها صانعوها !!!
فما الذي حدث اذاً في زمن العولمه وما بعد الحداثه .. وكيف تغيرت نظرة العالم ومنهم العرب للمراة والجنس بالتالي مع ثورة الانترنت ؟!!
عندما عرفت الانترنت لاول مره سنة 1998 كان ذلك في قاعات الدرس بالجامعه التي كنت ادرس بها .. سأل الدكتور كم عدد سكان العالم ؟
فاجبت مثل الشاطره : 7 مليار ..
فقال لي ممتاز ولكن اريدك ان تعرفي ذلك عن طريق محرك البحث الذي امامك على الشاشه .. هذا هو المستقبل ..
عرفت يومها ما هو محرك البحث وانشأت بريد الكتروني ،ما زال معي حتى الان، وارسلت واستقبلت ايميلات مع الزميلات والزملاء ..
كان محتوى الانترنت وقتها ضعيف .. والاتصال عن طريق الهاتف المنزلي ويبقى الهاتف مشغول اذا استخدمنا الانترنت وتأتي فاتورة فلكية ..
مع العلم انه لم يكن يوجد وقتها يوتيوب مثلاً .. ولا مواقع اخباريه كبيره .. ولا بث مباشر للاحداث الرياضية والفنية والسياسية الهامة ..
وفي نفس الوقت ظهر الهاتف المتحرك "الموبايل" وكان ايضاً محدود الامكانيات .. مجرد اداة اتصال متحركة ..
ومضت سنوات قليله ليصبح الانترنت ومعه الهاتف المتحرك جزء من اسلوب حياتنا وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها ..
ولكن بقي استخدام الانترنت بين النساء في العالم العربي محدود ومحصور في شرائح عمريه وطبقات معينه حتى حدثت الانفراجه الكبرى في السنوات الاخيرة بعد 2011م .. وهذا رأي شخصي مبنى على الملاحظة وليس على ابحاث ..
فصديقاتي وقريباتي وانا نفسي : عاد البعض منا للانترنت وبدء البعض الاخر في استخدامه لاول مره، وكلنا استخدمناه بكثافه بعد تلك السنة لاسباب معروفه لا داعي لذكرها ..
كل واحده انشأت حساب على فيسبوك واكتشفنا ان هناك شيء اسمه تويتر .. وانطلقنا ..
نكتب ونعلق ونحادث المشاهير .. ثم كانت الصدمه فوجدنا لغة حوار هابطه من شباب اصغر سناً واحياناً اكبر .. كما وجدنا التحرش بالالفاظ او الصور او ردود الفعل القاسية من بعض الصحافيين .. فحدث الانسحاب التدريجي مرة اخرى ..
واحده من قريباتي كانت مصابة بالاكتئاب النفسي "مريضة فعلاً وتحت العلاج" ونصحها الطبيب المعالج بمنح جزء من وقتها لوسائل التواصل الاجتماعي فكانت النتيجة عكسية وزادت حالتها سوءً ..
والدول العربية من اعلى دول العالم في الاصابة بمرض الاكتئاب .. والرسم التوضيحي التالي يعرض المزيد عن انتشار المرض :
/ (/ />
وفي نظري فان وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت قد تزيد احياناً من تفاقم المرض .. والسبب هو سلوكيات الاخرين..
وكما يقول استاذ التاريخ ريشتارد جنسن : توجد حجة دامغة مفادها أن التفاعل والتعاون والنزاع الاجتماعي الذي يحدث بين المستخدمين (في الانترنت) يشبه إلى حد كبير الغرب الأمريكي القديم الذي يتميز بالفوضوية والعنف الظاهر أوائل القرن التاسع عشر .. انتهى الاقتباس ..
اذاً فمرضى الاكتئاب سيواجهون اشخاص اشد ضراوه من الواقع الحقيقي اذا واظبوا على الانترنت واصبحوا جزء من العالم الافتراضي .. بما في ذلك السخرية والتحرش والمؤمرات والعنف اللفظي .
*********************************** ***
وفي جانب اخر من الموضوع قدم " مركز بيو للأبحاث" في واشنطن بحث سنة 2013م بعنوان : الازواج، الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي .. تناول عدة نقاط هامه متعلقه بموضوعنا ..
ولقد صممت الشريحة التوضيحية التاليه وهي مستقاه من البحث وتتناول تأثير التكنولوجيا على العلاقات طويلة الامد بين الازواج .. وارى انها تنطبق على معظم المجتمعات وليس المجتمع الامريكي فقط ..
/ (/ />
بالاضافة الى ذلك قدمت الدراسة بعض النتائج اللطيفة التي رأيت ان اعرضها مثل :
25 % من الازواج قالوا انهم يتبادلون الرسائل النصية عندما يكونوا في البيت معاً !!
21 % من الازواج شعروا انهم اقرب الى شركائهم بسبب تواصلهم معهم عن طريق الانترنت او الرسائل النصية !!
41 % من عينه عمرية تقع بين 18 الى 29 عام احبوا وعرفوا شركائهم عن طريق الانترنت او الرسائل النصية
67 % من مستخدمي الانترنت المتزوجين قالوا انهم يتشاركون الباسوورد لحسابتهم على الانترنت مع ازواجهم
27 % من الازواج يستخدمون حسابات انترنت مشتركة خصوصاً المتزوجين لفترة تزيد عن 10 سنوات او الكبار في السن
9 % اعترفوا بإرسال رسائل جنسية عبر الموبايل الى اخرين
20 % قالوا انهم تلقوا رسائل جنسية من اخرين يعرفونهم عبر الموبايل ..
انتهى الاقتباس ..
******************************
اخيراً في زمن العولمه والهاكرز واختراق الحواسيب .. هل تخافوا من الانترنت ؟
انا اخاف ودعوني اعترف انني اضع قطعة بلاستر على كاميرا اللاب توب واحرص على كتم مايكرفونه ايضاً حتى لا اجد نفسي في يوم من الايام وانا اكتب مثلاً هذا الموضوع وفيديو ما لي منشور على الانترنت مع عنوان غير لائق وتعليقات سخيفه ...
لا توجد احصائيات تبين كم الفيديوهات التي نشرت لسيدات وفتيات في العالم العربي دون ارادتهن ودون علمهن ولكني اعتقد انها بالالاف ولها سوق رائجه للاسف .. والاسف هنا لانتهاك خصوصيتهن ولان جرائم الشرف منتشره وهذه الفيديوهات سبب رئيسي للقتل بدون رحمه او لهرب السيدة والفتاه ما تبقى من عمرها ..
سؤال اخر واخير : هلى تخافون على سلامتك البدنيه والنفسيه نتيجة استخدام الانترنت ؟
الشريحة التاليه هي نتاج دراسة نشرتها "الجمعية الامريكية لعلم النفس" سنة 2017 عن هذا الموضوع:
/ (/ />
في النهاية الح على سؤال لم اجد له مصادر كافيه للحصول على اجابه وهو : هل تشاهد السيدات والفتيات افلام الجنس كما يدعي البعض في السنوات الاخيرة ؟!
انا لا اعتقد ذلك .. والسبب وهو اجتهاد مني واستنتاج وليس معلومه، فشركات الافلام الجنسية تتوجه للرجال فقط في اعلاناتها .. وكل من درس علم التسويق يدرك ذلك جيداً فكل اعلانات تلك الشركات موجهه للرجال وليس للنساء .. اذاً فالعميل المستهدف هو الرجال فقط ... حتى في مواقع جنس السحاقيات العميل المستهدف بالدرجة الاولى الرجال !!
تقبلوا محبتي وتقديري وارجوا ان ينال موضوعي اعجابكم وان تكونوا قد استفدتم بما ورد فيه ..
أفنان
* خاص بمسابقه القسم العام *
السينما كانت من اوائل الوسائط التي كسرت الحواجز بين الشعوب والثقافات .. فهي اول من بشر بالعولمة قبل نشوء هذا المصطلح بقرن من الزمان ..
وقد كانت السينما ولا زالت ذات تأثير كبير على نظرة المجتمعات حول العالم للمرأة ..
بما في ذلك بالطبع السينما المصرية، وهي الرائده والاكثر انتشاراً وقبولاً في العالم العربي ، وكان لها تأثير خطير على نظرة المجتمعات العربية للمرأة عموماً وللمراة المصرية على وجه الخصوص ..
فالسينما المصرية كانت بدايتها على يد نساء : مثلوا وانتجوا واخرجوا .. مثل اسيا داغر (ام السينما المصرية) وماري كويني وعزيزة أمير وفاطمة رشدي وغيرهن من الرائدات اللتي سبقن الرجال في صناعة السينما ..
/ (/ /> عزيزة امير
فحملت عناوين الافلام السينمائية المصرية الاولى اسماء ومواضيع نسائية مثل "الخالة الامريكانية 1922" ، "ليلى 1927" ، "سعاد الغجرية 1928" ، "بنت النيل 1929" وَ "غادة الصحراء 1929" ...
/ d1b6d55ce601fd755cb7c0e2683c.jpg (/ />
ولكن هل كانت السينما العالمية او المصرية تقدم صورة حقيقية لواقع مجتمعاتها وللمرأة على وجه الخصوص ؟!!
اذا رجعنا لبدايات السينما المصرية وحتى الاربعينيات سنجد ان معظم ابطال وبطلات السينما لا علاقه لهم بالشعب المصري (باستثناء افلام قليله) ..
فبطل السينما المصرية التقليدي عندما يحزبه امر يذهب للكباريه ويشرب ..
والاسرة المصرية تحت المتوسطة التي تعيش في حارة تأكل بادوات المائدة الكاملة مثل ملكة انجلترا ..
اما المرأة المصرية في تلك الافلام فكانت اما مغنيه او راقصة او فتاه مغلوبه على امرها او بنت باشا مرفهه ..
ولم يتحسن الامر كثيراً في ما تلى ذلك من عقود الا مع ظهور ممثلات انتجن او قدمن افلام نسوية قوية وكانت للاسف قليله للغاية .. مثل افلام ماجدة الصباحي ،فاتن حمامه، لبنى عبدالعزيز واخيراً ماجدة الخطيب ..
وبالتالي فان افراد بعض المجتمعات العربية المغلقه (بما في ذلك بعض مناطق مصر نفسها) نظروا للمراة المصرية بنت المدينه نظرة يشوبها الكثير من الشك في سلوكها الاخلاقي..
فهاي هي ذا "المصرية" ترقص وتغني وترتدي ملابس جريئه ومايوهات وتتبادل القبل والاحضان مع الرجال ..
وعندما يأتي ذلك العربي او المصري من المناطق النائيه الى القاهرة يجد مجتمع مختلف تماماً عن مجتمعات الافلام فيصاب بصدمه في طموحاته الجنسية !!
ونفس الشيء ينطبق على السينما العالمية ..
ففي لقاء اجراه محرر راديو سوا عبد الوهاب الرامي مع مجموعه من المهاجرين العرب عن "الحرية الجنسية في امريكا" ونشره على موقع الراديو في 11 ابريل 2013 (وهو راديو حكومي امريكي ناطق بالعربية) ..
قال شاب مغربي : حينما كنت في المغرب كنت اعتقد أن أميركا هي "أرض الانحلال والنساء السهلات"، وحينما قررت السفر إليها كنت متأكدا من أنني سأعيش "حياة جنسية زاخرة"، لكن كل هذه الأفكار تغيرت ما إن خرجت من مطار واشنطن العاصمة .. فقد أدركت أن الحياة صعبة في الولايات المتحدة، والنساء الأميركيات بعيدات المنال والجنس أصعب في أميركا منه في المغرب، هنا يجب أن تقتنع بك الأميركية أولا، وتعجبها وبعد علاقة ومسار طويل من بناء الثقة يتحقق المراد.. الأمر ليس سهلا بتاتا"... انتهى الاقتباس ..
وفي نفس الاطار الذي يتوهم اشياء غير شائعه في الغرب تقول ليلى الوهامي في مقال بعنوان "حرية المراة الجنسية وتبادل الازواج" نشر في موقع الحوار المتمدن : فإن فكرة تبادل الزوجات والأزواج ليست بجديدة، بل إن الغرب يسمح بها، ربما بين الأصدقاء أو السماح للزوجة بممارسة الجنس مع من ترغب، ومن ينظر لهذه الفكرة بإشمئزاز وغرابة، وبأنها إنحلال أخلاقي، ينبغي أن يفهم بأن هذا سوف يحصل شاء أم أبى، إلا إن كانت زوجته تعاني من البرود الجنسي فهي ليست المعنيّة، نحن نطرح الفكرة لمن يتمتّع برغبة جنسية طبيعيّة، وإن تم ذلك فإنه يتم برضا الزوجين وباتّفاق بينهما وعليهما أن يكونا على مدى كبيرٍ من الشفافية، وأن الطرفين متعادلان، حيث لا يعتبر أي منهما أن ما يفعله شريكه خيانة زوجية، سوف يحصل كل منهما على حريته باختيار من يشاء، وبذلك لن يضيع أو يهضم حق أحدهما للآخر" انتهى الاقتباس ..
بالطبع هذه الافكار الفلكورية عن الغرب في شرقنا السعيد مجافيه للواقع تماماً ولكننا نتداولها تداول الحقائق التي لا تقبل النقاش ..
وستصابوا بالدهشه اذا علمتم ان المجتمع الامريكي مثلاً مجتمع محافظ .. يفضل معظم النساء فيه (على عكس ما تروج له السينما) الحفاظ على عذريتهن حتى الزواج !!!
وهذا ليس مجرد كلام بل نتيجة دراسات اكاديمية احصائية دقيقه ..
الدراسة الاولى التي نشرتها مجلة ابحاث المراهقين في 2008، اكدت على ان المستطلعات فضلن الإمتناع عن ممارسة الجنس حتى الزواج، وهذه القيمة تم تشجيعها من طرف جميع الأمهات، وكل البنات فيما عدا اثنتين. فأغلبية الأمهات المستجوبات في هذا البحث كن واضحات بكونهن يأملن أن تقوم بناتهن بالامتناع عن ممارسة الجنس حتى الزواج" انتهى الاقتباس ..
/ (/ />
اما الدراسة الثانية التي اشار اليها موقع راديو سوا فقد اكد فيها المستطلع اراؤهم على أن الأشخاص الذين يتزوجون بالطريقة التقليدية ولا يمارسون الجنس إلا بعد الزواج تكون زيجاتهم أنجح وأسعد... وقال الباحثون الأميركيون الذين أجروا الدراسة إن تأخير الفرحة والانتظار حتى ليلة الزفاف لا يسفر عن علاقة أفضل بين الزوجين فحسب، بل وحياة جنسية أمتع كذلك." وشملت الدراسة 2035 رجل وامراة متزوجين " انتهى الاقتباس ..
اذاً السينما "كمظهر من مظاهر العولمة المبكرة" لا تعكس الواقع في جميع الاحيان بل تحاول تغييره بخلق وتزيين وتطبيع انماط سلوكيه يؤمن بها صانعوها !!!
فما الذي حدث اذاً في زمن العولمه وما بعد الحداثه .. وكيف تغيرت نظرة العالم ومنهم العرب للمراة والجنس بالتالي مع ثورة الانترنت ؟!!
عندما عرفت الانترنت لاول مره سنة 1998 كان ذلك في قاعات الدرس بالجامعه التي كنت ادرس بها .. سأل الدكتور كم عدد سكان العالم ؟
فاجبت مثل الشاطره : 7 مليار ..
فقال لي ممتاز ولكن اريدك ان تعرفي ذلك عن طريق محرك البحث الذي امامك على الشاشه .. هذا هو المستقبل ..
عرفت يومها ما هو محرك البحث وانشأت بريد الكتروني ،ما زال معي حتى الان، وارسلت واستقبلت ايميلات مع الزميلات والزملاء ..
كان محتوى الانترنت وقتها ضعيف .. والاتصال عن طريق الهاتف المنزلي ويبقى الهاتف مشغول اذا استخدمنا الانترنت وتأتي فاتورة فلكية ..
مع العلم انه لم يكن يوجد وقتها يوتيوب مثلاً .. ولا مواقع اخباريه كبيره .. ولا بث مباشر للاحداث الرياضية والفنية والسياسية الهامة ..
وفي نفس الوقت ظهر الهاتف المتحرك "الموبايل" وكان ايضاً محدود الامكانيات .. مجرد اداة اتصال متحركة ..
ومضت سنوات قليله ليصبح الانترنت ومعه الهاتف المتحرك جزء من اسلوب حياتنا وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها ..
ولكن بقي استخدام الانترنت بين النساء في العالم العربي محدود ومحصور في شرائح عمريه وطبقات معينه حتى حدثت الانفراجه الكبرى في السنوات الاخيرة بعد 2011م .. وهذا رأي شخصي مبنى على الملاحظة وليس على ابحاث ..
فصديقاتي وقريباتي وانا نفسي : عاد البعض منا للانترنت وبدء البعض الاخر في استخدامه لاول مره، وكلنا استخدمناه بكثافه بعد تلك السنة لاسباب معروفه لا داعي لذكرها ..
كل واحده انشأت حساب على فيسبوك واكتشفنا ان هناك شيء اسمه تويتر .. وانطلقنا ..
نكتب ونعلق ونحادث المشاهير .. ثم كانت الصدمه فوجدنا لغة حوار هابطه من شباب اصغر سناً واحياناً اكبر .. كما وجدنا التحرش بالالفاظ او الصور او ردود الفعل القاسية من بعض الصحافيين .. فحدث الانسحاب التدريجي مرة اخرى ..
واحده من قريباتي كانت مصابة بالاكتئاب النفسي "مريضة فعلاً وتحت العلاج" ونصحها الطبيب المعالج بمنح جزء من وقتها لوسائل التواصل الاجتماعي فكانت النتيجة عكسية وزادت حالتها سوءً ..
والدول العربية من اعلى دول العالم في الاصابة بمرض الاكتئاب .. والرسم التوضيحي التالي يعرض المزيد عن انتشار المرض :
/ (/ />
وفي نظري فان وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت قد تزيد احياناً من تفاقم المرض .. والسبب هو سلوكيات الاخرين..
وكما يقول استاذ التاريخ ريشتارد جنسن : توجد حجة دامغة مفادها أن التفاعل والتعاون والنزاع الاجتماعي الذي يحدث بين المستخدمين (في الانترنت) يشبه إلى حد كبير الغرب الأمريكي القديم الذي يتميز بالفوضوية والعنف الظاهر أوائل القرن التاسع عشر .. انتهى الاقتباس ..
اذاً فمرضى الاكتئاب سيواجهون اشخاص اشد ضراوه من الواقع الحقيقي اذا واظبوا على الانترنت واصبحوا جزء من العالم الافتراضي .. بما في ذلك السخرية والتحرش والمؤمرات والعنف اللفظي .
*********************************** ***
وفي جانب اخر من الموضوع قدم " مركز بيو للأبحاث" في واشنطن بحث سنة 2013م بعنوان : الازواج، الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي .. تناول عدة نقاط هامه متعلقه بموضوعنا ..
ولقد صممت الشريحة التوضيحية التاليه وهي مستقاه من البحث وتتناول تأثير التكنولوجيا على العلاقات طويلة الامد بين الازواج .. وارى انها تنطبق على معظم المجتمعات وليس المجتمع الامريكي فقط ..
/ (/ />
بالاضافة الى ذلك قدمت الدراسة بعض النتائج اللطيفة التي رأيت ان اعرضها مثل :
25 % من الازواج قالوا انهم يتبادلون الرسائل النصية عندما يكونوا في البيت معاً !!
21 % من الازواج شعروا انهم اقرب الى شركائهم بسبب تواصلهم معهم عن طريق الانترنت او الرسائل النصية !!
41 % من عينه عمرية تقع بين 18 الى 29 عام احبوا وعرفوا شركائهم عن طريق الانترنت او الرسائل النصية
67 % من مستخدمي الانترنت المتزوجين قالوا انهم يتشاركون الباسوورد لحسابتهم على الانترنت مع ازواجهم
27 % من الازواج يستخدمون حسابات انترنت مشتركة خصوصاً المتزوجين لفترة تزيد عن 10 سنوات او الكبار في السن
9 % اعترفوا بإرسال رسائل جنسية عبر الموبايل الى اخرين
20 % قالوا انهم تلقوا رسائل جنسية من اخرين يعرفونهم عبر الموبايل ..
انتهى الاقتباس ..
******************************
اخيراً في زمن العولمه والهاكرز واختراق الحواسيب .. هل تخافوا من الانترنت ؟
انا اخاف ودعوني اعترف انني اضع قطعة بلاستر على كاميرا اللاب توب واحرص على كتم مايكرفونه ايضاً حتى لا اجد نفسي في يوم من الايام وانا اكتب مثلاً هذا الموضوع وفيديو ما لي منشور على الانترنت مع عنوان غير لائق وتعليقات سخيفه ...
لا توجد احصائيات تبين كم الفيديوهات التي نشرت لسيدات وفتيات في العالم العربي دون ارادتهن ودون علمهن ولكني اعتقد انها بالالاف ولها سوق رائجه للاسف .. والاسف هنا لانتهاك خصوصيتهن ولان جرائم الشرف منتشره وهذه الفيديوهات سبب رئيسي للقتل بدون رحمه او لهرب السيدة والفتاه ما تبقى من عمرها ..
سؤال اخر واخير : هلى تخافون على سلامتك البدنيه والنفسيه نتيجة استخدام الانترنت ؟
الشريحة التاليه هي نتاج دراسة نشرتها "الجمعية الامريكية لعلم النفس" سنة 2017 عن هذا الموضوع:
/ (/ />
في النهاية الح على سؤال لم اجد له مصادر كافيه للحصول على اجابه وهو : هل تشاهد السيدات والفتيات افلام الجنس كما يدعي البعض في السنوات الاخيرة ؟!
انا لا اعتقد ذلك .. والسبب وهو اجتهاد مني واستنتاج وليس معلومه، فشركات الافلام الجنسية تتوجه للرجال فقط في اعلاناتها .. وكل من درس علم التسويق يدرك ذلك جيداً فكل اعلانات تلك الشركات موجهه للرجال وليس للنساء .. اذاً فالعميل المستهدف هو الرجال فقط ... حتى في مواقع جنس السحاقيات العميل المستهدف بالدرجة الاولى الرجال !!
تقبلوا محبتي وتقديري وارجوا ان ينال موضوعي اعجابكم وان تكونوا قد استفدتم بما ورد فيه ..
أفنان