baher ellnemr
09-08-2018, 06:15 PM
جلس فى شرفته ينظر أمامه إلى مشهد الغروب .. الشمس تلفظ الانفاس الاخيرة لتعلن نهاية يوم كانت ساعاته و دقائقه سنوات بالنسبة له .. فى كل لحظة كانت تمر عليه كان يبدو عليه القلق و التوتر و كأنه ينتظر شيئا ما .. يمسك بهاتفه فى يده يقلب فيه للحظات ثم يغلقه .. يجلس امام مكتبه و ينظر الى شاشة الكمبيوتر امامه و يقلب فيه للحظات ثم يغلقه و يعود إلى الشرفة .. يتابع آخر نقطة كانت تبدو من قرص الشمس .. يعود و يقلب فى هاتفه ثم يغلقه للمرة الأخيرة .. و تحدثه نفسه .. ما الذى كنت تنتظره ؟ تعود به الذاكرة شهورا و شهورا إلى الخلف حين كانت تداعبه أحاسيسه التى كانت تتحرك بعد انتهاء صباه للمرة الاولى .. تتقاذف المشاهد امام عينيه .. لقاء و فراق ثم لقاء و فراق .. ثم لقاء و وداع .. كلها كانت بيديه الجانيتين تنعقد حواجبه و هو يتذكر .. تسيل دموعه حين يتذكر كم كان متلهفا لرؤيتها و هى تواجه لهفته بثلاث كلمات - هذا يخصك وحدك - .. يتذكر حين كان ينتظر موعدها فيجدها فى المكان و الزمان و لكنها لم تكن تنتظره .. و يعود فيتذكر لحظات كان ينعم فيها بلقاء عابر او حديث هاتفى نادر فى وقعه و معانيه ، ضاع منه و رحل عنه ، و لكنه حين كان يحدث كان يدوم لساعات .. فتمتد يده على هاتفه من جديد يقلب فيه ثم يضعه الى جواره ..أقبل الليل عليه و هو لا يزال فى شرفته .. و هاجمه صوت فى رأسه يتوعده و يلومه و يؤنبه فتبدو على وجهه نبرات الحزن العميق .. و علامات الحسرة على انتظاره .. كان ينتظر ردا على جملتين كتبهما بخط يده على ورقة ثم وضعها فى زجاجة و القى بها و هو لا يدرى انه القى بها فى قاع بئر عميق و استقرت فى القاع .. ثم انتظر ليسمع صوتا من العمق يرد عليه و لكن هيهات .. مرت عليه الدقائق و الساعات كانها أعوام دون أى رد و كأن رسالته ذهبت إلى حيث اللاعودة .. ترى هل من الطييعى عدم الرد ؟
كان يظن انه سيتلقى ردا و لو بكلمة واحدة يرتاح لها باله .. تساله نفسه ماذا أردت برسالتك ؟ فيجيب نفسه .. لا شئ الا اننى كنت ارغب فى استقبال كلماتها لأشعر فقط بوجودى .. لأجيب على كل الظنون التى اقتحمت عقلى .. لأطمئن فقط عليها و لتكن هى آخر مرة .. لا أريد شيئا يكدر صفوها و لا يغلب هدوءها و لا يغيب ابتسامتها .. فكل شئ عنها محجوب عنى .. و كل شئ منها محبوب عندى .. ثم يعود الى مقعده امام مكتبه و يكتب رسالة اخرى فيقول :- مرة بعد مرة تضيع رسائلى و لا اعلم كيف قد استقبلتها عيناكى هل بغضب ام بابتسامة ام بفتور و برود .. لكنها لن تتكرر فانعمى بهدوئك و استقرار أيامك فلن اكون ابدا بين ما يعكر صفو حياتك أو يطفئ نور أيامك أو يظهر القلق على وجهك .. كنت دوما أدعو لك بكل الخير و أتمنى لك كل السعادة .. و اليوم لا ابتغى بسؤالى عنك الا الاطمئنان و انى صادق و انك تعلمين مدى صدقى فى احساسى بك .. ربما افترقنا و لكن ما يكمن فى القلب لم يفارقه و لن يفارقه .. لقد قطعت على نفسى................. ثم يسحب يده فجأة و يمسح بيده كل ما كتب و هو يقول لنفسه .. لا داعى لهذه الرسالة أيضا فانى اعلم ان مكانها سيكون الى جوار ما سبقها فلتختفى رسائلى و لتغلق كل دفاترى و لتنكسر كل اقلامى فلن يحتمل القلب جرحا اكثر مما فيه .. فلم يعد فيه موضع ليس به ضربة موجعة .. و سوف أرحم قلبى الضعيف من أى زيادة فى جراحه و سأكتفى بما كان و انسحب و لن أحيى فى قلبى حزنه الذى عاشه فى أشهر و كأنه عاشه عمره كله .. و ليكن تجاهلها لرسالتى عقابا اتقبله لكن دون رضا .
كان يظن انه سيتلقى ردا و لو بكلمة واحدة يرتاح لها باله .. تساله نفسه ماذا أردت برسالتك ؟ فيجيب نفسه .. لا شئ الا اننى كنت ارغب فى استقبال كلماتها لأشعر فقط بوجودى .. لأجيب على كل الظنون التى اقتحمت عقلى .. لأطمئن فقط عليها و لتكن هى آخر مرة .. لا أريد شيئا يكدر صفوها و لا يغلب هدوءها و لا يغيب ابتسامتها .. فكل شئ عنها محجوب عنى .. و كل شئ منها محبوب عندى .. ثم يعود الى مقعده امام مكتبه و يكتب رسالة اخرى فيقول :- مرة بعد مرة تضيع رسائلى و لا اعلم كيف قد استقبلتها عيناكى هل بغضب ام بابتسامة ام بفتور و برود .. لكنها لن تتكرر فانعمى بهدوئك و استقرار أيامك فلن اكون ابدا بين ما يعكر صفو حياتك أو يطفئ نور أيامك أو يظهر القلق على وجهك .. كنت دوما أدعو لك بكل الخير و أتمنى لك كل السعادة .. و اليوم لا ابتغى بسؤالى عنك الا الاطمئنان و انى صادق و انك تعلمين مدى صدقى فى احساسى بك .. ربما افترقنا و لكن ما يكمن فى القلب لم يفارقه و لن يفارقه .. لقد قطعت على نفسى................. ثم يسحب يده فجأة و يمسح بيده كل ما كتب و هو يقول لنفسه .. لا داعى لهذه الرسالة أيضا فانى اعلم ان مكانها سيكون الى جوار ما سبقها فلتختفى رسائلى و لتغلق كل دفاترى و لتنكسر كل اقلامى فلن يحتمل القلب جرحا اكثر مما فيه .. فلم يعد فيه موضع ليس به ضربة موجعة .. و سوف أرحم قلبى الضعيف من أى زيادة فى جراحه و سأكتفى بما كان و انسحب و لن أحيى فى قلبى حزنه الذى عاشه فى أشهر و كأنه عاشه عمره كله .. و ليكن تجاهلها لرسالتى عقابا اتقبله لكن دون رضا .