شافتسبرى
09-09-2020, 11:02 PM
عـدة الكاهـن
الفصل الأول
أغمض عينيك واترك خيالك للانطلاقة والجموح ، هل ترى فى الخيال من عائق ! ارحل عبر المسافات فى أحلامك لا تعبأ بوقت الاستيقاظ ولا على أية حال ستستيقظ ، فقط استمتع بالحلم فلربما جاء يوم ليتحقق ، لكن عليك دائما أن تحافظ عليه بصدق حينما تجده بين يديك ، فإنك لا تدرى لو زال عنك هل سيعود من جديد أم أنه لن يعود أبدا ! والحكمة تقتضى أن من بلغ قمة الجبل ليس عليه أن ينظر للقاع ولا يفكر فى العودة إليه ، فالعودة ستفسد عليك الرضا بسكناه ، وتنغص عليك بقاءك فى أدناه وقد كنت منذ قليل تراه من أعلاه ، استمسك بكل ما يسعدك واحفظ مودته ، فمن شرب من نهر بعد الظمأ يصعب عليه أن يرمى فيه بالحجارة !
قبل ما يزيد عن الأربعة آلاف عام ، وقف الكاهن " زو - برا " كاهن التطهير الملكي و مفتش القصر والمركب المقدس ومعبد الملك " مو - نفر- كا- رع " وهو يجفف قضيبه ثم يرتدى ثيابه في مخدع الملكة "خنت - كى " بينما قامت هى عارية تضمه من الخلف لتضغط بنهديها الرائعين على ظهره تتلمس كتفيه بشفاهها وهى تهمس في شبق !
الملكة : لولا أن الملك أمامه أقل من يوم ويعود من رحلته لأبقيت قضيبك بداخلى حتى الصباح يا زو- برا ، أنت ممتع للغاية ، قضيبك حينما يقطر بمائه في داخل رحمى أشعر بطعم العسل يتخلل حلقى
الكاهن زو- برا : هذا من فرط حبى وسعادتى حينما أكون بين أحضانك ، ائذنى لى بالانصراف يا مولاتى
الملكة : بل أنت مولاى يا زو- برا ، سيكون لقاؤنا القادم في القريب ، دائما أشتاق لك ، وحدك تعرف ما يرضينى ويسعدنى في الفراش ، جسدى لا يتشبع إلا بجسدك فوقه
انطلق الكاهن خارج القصر تتابعه عين الوصيفة " مير- إيت " والشرر يتطاير من عينيها ، تبعته في خفة حتى وصلت خلفه للجناح الخاص به في معبد الملك ، أغلقت الباب خلفها وهى غاضبة !
مير- إيت : لا أظن أن امرأة بقيت في المدينة دون أن تحظى بقضيبك أيها الكاهن العجوز المغرور الـ !
الكاهن : مير! احفظى أدبك وإلا كان الحرق مصيرك ، أنت في حضرة الكاهن الأكبر ، الكل يعرف من أكون وماذا يمكن أن أفعل فتأدبى يا امرأة ! هل تظنين ان لك حماية من جلالة الملك ! لولاى ما منحها لك !
مير- إيت : جلالة الملك ! الملك الذى كانت زوجته الملكة بين يديك منذ قليل تمتص قضيبك بشفاهها التى يشرب منهما الملك خموره ، تُرى ماذا سيفعل بك لو علم أن ريق الملكة أصبح ممتزجا بمائك !
الكاهن : ولو كل ملوك الأرض في مواجهتى يا امرأة ! أنا لا أخشى أحدا ، من يتجرأ ليذكر اسمى بسوء أمام الملك يخر صريعا ، ولو رآنى الملك بنفسه أضاجع زوجته وأراد المساس بى لجعلته قعيدا لا يصلح لشئ ، أنا الكاهن زو- برا ، أنا من نصب ملوك هذه الأسرة وأبقاهم على عروشهم حتى اليوم وهم جميعا مدينون لى ، انصرفى ولا تعودى فلا حاجة لى بك ، قضيبى لن تدنسه مشافرك مرة أخرى ، كان الخطأ منى حينما علمتك تلك الترانيم ، لكننى لم أكن اظن أنها ستقويكِ على مواجهتى انا كذلك ، لا أحد يجرؤ على محادثتى بهذا الشكل غيرك ، لكنى قريبا سأجردك من كل حصن !
مير- إيت : أها الترانيم ! علمتنى إياها وأنت ثمل تلعق فرجى ، حينما كنت تريدنى لم تكن لك امرأة غيرى ، وأردت ألا أكون لغيرك ، لكن حينما نبذتنى تركتنى وما عاد غيرك يرغب فيّ ، قريبا ! قريبا سنرى !
انصرفت الوصيفة وقد انتوت الانتقام منه ومن الملكة التى لم تحفظ عهد الملك ، انتظرت حتى كان موعد اللقاء الغرامى التالى بين الكاهن والملكة ، ظلت أياماً تجهز تركيبات السم بدقة وهى تردد " قدمت كل ما أملك هدية للطبيب "خن - سو" لأجمع كل هذه السموم حتى أصنع مزيجا يليق بالخونة " ، بعد قليل أرسلت الملكة لاستدعاء الكاهن ، أسرعت مير- إيت توهم الملكة أنها ترتب مائدتها ثم جعلت تقطر السم فى الشراب وفى كأس الملكة وكأس الكاهن ، ملأت الكأسين بالخمر ثم انصرفت ، دخل الكاهن إلى المخدع والملكة تلقى بثيابها بعيداً لتقف أمامه عارية حتى إذا اقترب منها ركعت أمامه على ركبتيها وفكت إزاره حتى بلغت قضيبه ، نظرت إليه وعيناها مسحورتان ، وضعته في فمها بين شفاهها وكلما تمتصه كلما يعلو شبقها وترتفع حدة الأنين المنبعث من بين فخذيها طالبا النجدة ، نظر إليها الكاهن في تعالٍ وغرور ثم أشار إليها لتنهض ، نهضت وهى تجرد جسدها مما عليه تماما ، كانت ملهوفة تضمه لصدرها ثم تنظر في عينيه نظرة المستعبد ، جعل قضيبه بين فخذيها فتقدمت الملكة واعتدلت في وقوف جسدها حتى دخل قضيبه مخترقا فرجها ، اتسعت عيناها وانفغر فمها كما لو كانت مطعونة بخنجر ، راحت ترفع جسدها لتقف بأطراف أصابعها على وجهى قدميه وهو يرفعهما ويخفضهما ببطء وهى تعانقه مبتسمة ، جعلت شفاهها على شفاهه ودخلت معه في قبلة ساخنة ، كانت تتقلب بين شفتيه بينما قدماه لا تكفان عن الصعود والهبوط ، تحرك بجسده ضاغطا جسدها فانطلقت منها آهة متوسلة ، ضغط بكفيه على ردفيها الناعمين ثم صعد حتى بلغ تحت إبطيها ، رفعها عن الأرض يحملها فوق قضيبه ، راحت هى تتأرجح فوقه محتضنة لجسده واضعة رأسها بجوار عنقه ، أنزلها من فوق قضيبه ثم نظر إليها ، وجدها تتقدم ساحبة يده ثم تتوقف لتزيح عن جسده ما تبقى من ملابس ، التقطت كأسها وشربت منه ثم جعلت فمها على فم الكاهن ليمتص ما بفمها ، جعلت تُسقط ما تبقى من كأسها على جسدها من الأمام بينما راح الكاهن يلعقه في نهم حتى بلغ بلسانه قبة فرجها فتمددت تتلوى في الفراش ، وقف على قدميه ثم مد يديه ليرفع ساقيها ، ثم أمسك بقضيبه المتمدد كذراع ملاكم ليدسه بين أشفارها وهو ممسك بفخذيها ، ظل يرهز رهزات منتظمة بينما يتمتم ببضع كلمات غير مفهومة ، نظرت إليه وعيناها تتحرق شوقا لقبلة من فمه ، دفعت جسده بساقها اليمنى ثم نهضت تضمه بين ذراعيها ، قبل شفتيها ثم أدارها ووقف ينظر لجسدها البهى يتابع انحناءاته ، مرر يده اليمنى على ظهرها ومؤخرتها الشهية المستديرة الناعمة ، جسدها كعارضة أزياء في القرن العشرين ، لحم جسدها طازج شهى لا يليق به إلا الفراش في أحضان رجل ، دفعها بيديه فنامت على بطنها ، تململت حتى جعلت نصف جسدها العلوى على الفراش ونصفها السفلى على الأرض ، وقف خلفها ليباعد ما بين ردفيها ، صب مزيدا من الخمر بين ردفيها وراح يستقبله من بين فخذيها بلسانه بعد أن مر على مشافرها ، نهض من مكانه بشهوة تقوده بعنف ، مد قضيبه باحثا عن مشافرها ، دخل قضيبه عن آخره فراحت تدفع بمؤخرتها لتضغط قضيبه نحو الأعمق وهى تتأوه ، زادت تأوهاتها وعلت ، تحولت لصراخ متتابع ، نزل الكاهن بكفيه بحنان ليمسك بجنبيها ، زاد صراخها ، اندهش الكاهن وهو يتابع جسدها ينتفض بقوة ، مدت يديها لتمسك بعنف بأغطية الفراش بينما التأوهات لا تنقطع ، صارت تضعف وترتجف ، لم تكن تلك عادتها ، لحظات وأمسك هو ببطنه يتأوه كذلك ، الألم يغزو جسده ، سكنت حركات الملكة ، انكمش قضيبه دونما متعة أو قذف ، نزل عنها وهو يعتذر لها ، انتظر حتى تجيبه لكنها لم ترد ، قلب فيها قليلا حتى تيقن أنها قد فارقت الحياة ، وعلى الفور أدرك أن هناك مؤامرة ، نظر إلى الشراب بعمق ثم سكبه على الأرض بغيظ ، في عجلة ارتدى ثيابه واندفع نحو الخارج وهويترنح في خطواته بينما تنظر إليه الوصيفة وفى عينيها نظرة الشماتة وعلى وجهها ابتسامة خبيثة ، أشار بيده المرتعشة إليها دون أن ينطق وعينه تتوعدها .
انطلق حتى بلغ جناحه ، أخرج زجاجة إكسير من صندوق ثم شربها عن آخرها ، سكن الألم حتى هدأ قليلا ، جمع كل أدواته في ذلك الصندوق وحمله ثم أزاح غطاءً كغطاء البئر تحت قدميه ، نزل ثم أعاد غطاءه بيده وأداره يمينا ثم يسارا حتى استقر لتختفى كل آثار وجوده ، نزل بما يشبه الدرج حتى بلغ القاع ، انحرف يمينا ثم سار مسافة كبيرة يستند لجدران النفق حتى صار يحبو متجها نحو غرفة ضئيلة الحجم لها قبو صغير كذلك ، ثم جلس واضعا صندوقه إلى جواره ، نظر لخاتم في يده نظرة الحسرة ثم نزعه وهو يلهث ، الألم يعاوده من جديد ، الخاتم فضى به فص مربع الشكل كان أبيض اللون في يده ولكن بعد خلعه تحول الفص للون الأسود منقوش عليه سطور من كلمات صغيرة الحجم ، ما يقرب من أربعين سطرا ، مد يده داخل الصندوق ليخرج تمثالا بحجم مرفق اليد لكنه غريب على شكل رجل يضع يده اليسرى على قضيبه رافعا ذراعه الأيمن وفي ظهره امرأة تضع يدها اليسرى كذلك على فرجها بينما يدها اليمنى على كتفها الأيسر ، وضع خاتمه كالسوار في يد الرجل اليمنى المنبسطة وهو يحدثه والحزن يعتصره !
الكاهن : بفضلك يا " مور- حات " تعلمت وعلمت ما يحتاج دهورا ليتعلمه البشر ولن يتعلموه ، فعلت كل ما أردت ، حكمت الملك نفسه ، بل كدت أن أحكم العالم ، عرفت أسرار الأرض وما تحوى ، ضاجعت كل نساء المدينة وفتياتها من أحقرهن حتى أكرمهن ، لم أطلب شيئا من أحد بلسانى ، لم تكن لى حاجة لذلك ، فقط يهمس قلبى بما أريد وفى يدى الخاتم لينصاع الكل لى ويرغبون بشدة فيما أرغب فيلبون ما أريد وهم سعداء ، لكننى أراك اليوم تتآمر علىّ ، لم تخبرنى بما يحاك ضدى ، هل أصابتنى لعنة منك ، هل غضبت علىّ ؟! أجبنى يا مور- حات ، هل من مخرج ؟ أضاء التمثال في يده ثم انطلق صوت رخيم يقول !
مور- حات لا يعرف التآمر يا زو- برا ، أنت المتآمر على نفسك ، وهذه هى نهايتك ، لو لم تكن بالسم لجاءك الموت من أى طريق ، إنه الأجل يا زو- برا ، وانت من تخليت عن نفسك عندما علّمت تلك الخادمة كل الترانيم التى حجبت عقلها عن ناظريك ومنعت عقلك من التأثير عليها ، كنت تظن انك خارج تأثير الترنيمة الأخيرة ، لم تسألنى وخدعك عقلك ، ثم تبدل الصوت الرخيم لصوت نسائى رقيق : لا مزيد من الحياة لك فوق عمرك ولو ليوم ، الرحيل مصيرك الحتمى ، وها قد حان فارحل غير مسئ أيها الفارس العاشر ، فما رأيت منذ يوم العهد إلا ما تمنيت ، والآن دع مور- حات ليخلد في نوم عميق ، عميق ، سيُطوى الزمن وتتبدل صفحاته ، ومور- حات سيبقى الحارس على من يفى له بالعهد لتستمر قوته في فرسانه ! ثم راح الصوت الرخيم مع الصوت الرقيق يرددان " واح ! مور- حات " ثم كان السكوت !
زو- برا : نعم صدقت ! فلتستمر يا مور حات ! ليتنى تمكنت من التخلص من أنانيتى لأورثك ولو لأحد كهنة " وعب " كما فعل السابقون تباعا ، لكننى لم أثق في أحد لأمنحه سرى وكنزى "مور- حات" ، تُرى هل سيحظى بك أحد بعد موتى ! أريد أن أكون أنا آخر من يمتلكك ، بطنى يتمزق ، آه ، حتى لو وجدك أحدهم فلن يعرف سر العهد ، سقيتك دماء الخادم " بر – إيب – سن " وعشيقته الخاطئة الزانية " إين – يم – سن " حتى تحقق لى ما أردت ، هذا هو عهدك وما أوضعه من عهد ! تشرب دماءً شابة مسفوحة لرجل وامرأة يٌقتلان في حضرتك لتنطلق سهام طلاسمك في خاتمك فتكون الحارس على صاحبه طوال العمر، لكن ها قد انتهى العمر ، سحقا لك أيتها الخادمة ! آه ، وضعت أشد أنواع السم ، يبدو انه مزيج ، لكن حتى ولو لم يكن سما ، هو الأجل ، آهٍ يا زو- برا ، انطوت صفحات مجدك ، ولى عهد شموخك ، كان يتحدى الألم بتنظيمه لأدواته في الصندوق كى يتناسى ما يوجعه لكن الألم كان أقوى ، أغلق الصندوق بإحكام ثم ضرب رأسه في جدار الحجرة بعنف عدة مرات حتى فقد الوعى ولم يتحرك بعدها ، مات الكاهن في موضعه .
مرت القرون المتعاقبة ولا يزال كل شئ في مكانه في بطن الأرض حتى بلغنا هذا القرن " الحادى والعشرين " بعد الميلاد ، المكان تغير كثيرا فوق الأرض ، صار اسمه " قرية أبو صير- البدرشين " بالجيزة ، في ظلام الليل وقف الشاب " بشير " خلف ستائر نافذته ممسكا بقضيبه المتصلب وعيناه تخترقان غرفة النوم المواجهة لغرفته ، الحارة ضيقة تتيح له رؤية بعض ما يدور في الغرفة المقابلة مع مواربة الجيران لنافذتهم ، فاتنة الحى " فاتن " وقفت لتتراقص على أنغام أغنية صاخبة الإيقاع ، ترتدى قميص نومها الوردى اللامع ، بينما يجلس على الأرض زوجها الشاب اليافع " سامح " ليصفق لها ويتمايل مع ميلها ، لحظات وسقطت تتمرغ في أحضانه ، تمددت على الأرض بينما اعتلاها سامح وراح يتحرك فوقها ، تلبيتها لطرقات ابنتها " نيرمين " على باب الغرفة قاطعت هذه الجلسة المثيرة ، ضرب بشير بقبضته على الحائط مبديا حسرته ، عاد إلى سريره يكمل رؤية ما كان سيحدث في خياله حتى قذف ببضع قطرات من المنى ثم هدأ ، رنين هاتفه قاطع هدوءه !
بشير : آلو ! مختار ازيك ، انت فين ! طيب أنا جاى لك على طول
بشير شاب طويل القامة جسده مترهل بلا تقسيم عضلى ، قارب الثلاثين من العمر ولم يتزوج بعد ، كان دائما يتردد في اتخاذ أية خطوة حتى يتجاهلها ، ترضيه أدنى الحلول ، يسكن مع أمه المسنة في الطابق الثانى في بيت أبيه في أحد شوارع قرية " أبى صير " ويسكن أخوه الأكبر " مدحت " الذى يعمل في بيع الدهانات مع أسرته المكونة من زوجته " مى " وولديه " يونس و عزيز " في الطابق الثالث ، بينما بقى الدور الأرضى به مخزن لصناديق الخضر والفاكهة وبعض أدوات الزراعة مع بعض أجزاء من السيارات القديمة ، بشير ضعيف الشخصية ، انهزامى ، متشبع باللامبالاة ، مهزوز وليس لديه ادنى ثقة في نفسه ، كان مختار دائما يحاول دعمه وتغييره لكن لم تفلح محاولاته ، كان في الأصل يركن إلى مختار ولهذا لم يكن يفارقه إلا لضرورة ، قام بشير يرتدى ملابسه في عجالة ، استأذن امه التى كانت تتابع التلفاز في الصالة الصغيرة وانطلق إلى بيت مختار الذى كان على بعد حارتين فى أطراف تلك القرية بين الحقول ، كان مختار يسكن في بيت متهالك من طابقين فقط على مساحة لا تزيد عن السبعين مترا ، يقيم بمفرده في ذلك البيت بينما هاجر أخوه الأكبر إلى إيطاليا وتزوجت أخته الصغرى في الأسكندرية ، وقبل سنوات مات أبوه وأمه في حادث سير نجا منه مختار ، صعد بشير مباشرة إلى الطابق الثانى حيث يقيم مختار ، لم يكن بحاجة لطرق الباب فهو مفتوح ، دخل مباشرة وهو ينادى !
بشير : مخ !
مختار : خش يا بشير انا في المطبخ
بشير : إيه يا سيدى ! هى ام الفكرة دى مش هاتخلع من نفوخك بقا !
مختار : يا ابنى انا عديت التلاتين وعاوز اتنيل اتجوز ، وطول ما البيت بمنظره ده مفيش واحدة هاترضى تدخله ، على يدك كل واحدة تسألنى هانسكن فين ! أقول لها في بيتنا ترفض
بشير : بص اللى عاوزاك هاتعيش معاك لو في عشة ، وبعدين البيت يلزمه بس شوية تجديد ، هو آه صغير بس لو ظبطت الدورين وروقتهم كده تبقا وسعت على نفسك
مختار : يا حبيبى ده انا ممكن اعدى لك إيدى في الحيطة دى ، البيت دايب يا ابنى حوائط حاملة من غير لا عمدان ولا قواعد ، بلا أرف ، ده من عمر جدى الكبير وشكله كان بيوفر في كل حاجة ، كل واحد كان فرحان بعلبة السردين اللى ساكنها ، هاهدمه خالص واوسع مساحته بالنص قيراط اللى اشتراه ابويه جنبنا ، وابنى دورين واسعين مبحبحين
بشير : هاتدخل في مشاكل مع المجلس المحلى
مختار : لا يا غالى انا معاية تصريح أهه لسه سارى ، صادر من الجهة الإدارية بالاحلال والتجديد ده للبيت ، وتصريح تانى ببناء النص قيراط اهه من سنتين ابويه كان مطلعه ، استنا هاوريك ملف على بعضه اهه ، آدى قرار الجهة الإدارية ، وآدى تقرير معتمد من المهندس بالرسم الهندسى والتفاصيل ومقايسة فيها بنود الأعمال وقيمتها ، هاشتغل بالورق ده محدش له عندى حاجة
بشير : طب والفلوس يا غالى !
مختار : انا معايه 150 الف وهاخد منك خمسين ، انت لا ناوى تتجوز ولا هباب وكده اعرف اعمل حاجة
بشير : أنا عينى ليك يا مخ
مختار : أصيل يا بوتشى ، تعرف ياض أنا سنة واحدة وابنى لك دور كمان معاية هنا تتجوز فيه ، نقطة ليك يا صاحبى ، بس التشطيب عليك آه
بشير :حبيبى يا صاحبى يا ابو الرجولة ، طب نويت امته تبدأ
مختار : يومين اتنين بعد ما نوصل نقلة سوهاج انا وانت ،
بشير : آه صحيح كنت هانسى ، انا وديت العربية عند الحداد ، باب الصندوق كان بيفتح وهى ماشية والفرانتونة مساميرها كانت مصدية ومتاكلة
مختار : كويس انك افتكرت احسن مال الناس يضيع ع الأرض ، بكرة ع الساعة 9 الصبح هانطلع انا وانت على جرجا نحمل ونرجع ع الوكالة
بشير : مش عارف ايه حبك في المشاوير البعيدة دى !
مختار : ما هى دى يا ابنى اللى بتجيب الفلوس ، خمسين صندوق خضار وواحد مزاج ، واحد سلاح وبنطلع بالعمولة ولا كنت عاوزنا نقضيها خناقات ع الناولون مع الزباين !
بشير : لا يا عم المهم تكمل بالستر وبس
مختار : صب الشاى وتعالى
بشير : طب طلع انت الأكل وانا هاجيبه
العلاقة بين بشير ومختار أعلى من الأخوة ، لم يفلحا في التعليم فخرجا منه معا ، تعلم مختار القيادة منذ الصغر مع أبيه السائق ، تنقل بشير في الأعمال المختلفة حتى مل فجلس شهورا بلا عمل ، لم يترك مختار صديق طفولته يعانى البطالة ، كان لديه سيارتان نصف نقل إحداهما زرقاء والأخرى حمراء ورثهما عن أبيه ، كان يقود الزرقاء وإلى جواره أمه وأبيه ليلة الحادث ، اصطدم بسيارة نقل ثقيل ، وبعد موتهما عاهد نفسه ألا يقودها مرة أخرى ، فمنحها لبشير ليعمل عليها سائقا ، السيارة فقط باسم مختار لكنها في حوزة بشير ، لم يكن يحصل من بشير على أية أموال ، ترك له السيارة تماما بمدخلاتها ومخرجاتها واكتفى هو بقيادة الحمراء ، لكنه كان مغامرا ينقل أى شئ في أى وقت بينما لم يكن يشرك بشير معه إلا في الرحلات الطويلة أو حينما يحتاج النقل لسيارتين ، كان بشير يركز على عمليات النقل السليمة إلا مع مختار الذى كان يقوى قلبه ، وساهم ذكاء مختار وبراعته أكثر في طمأنة بشير أثناء عمليات التهريب ، وانتهت رحلة سوهاج على خير وشرع مختار في عملية هدم البيت ، نقل مختار كل متعلقاته عند بشير وكان يبيت معه في غرفته ، تمت إزالة الطابق العلوى ثم السفلى وانتهى حفر القواعد ، فى المساء ذهب بشير مع مختار للسهر والمبيت بجوار مواد البناء خشية السرقة ! وفى الثانية صباحا بينما كانا يجلسان تحت شجرة بجوار البيت ، همس مختار لبشير أن يذهب بعيدا لمدة ساعة ثم يعود ، فهم بشير الأمر عندما لاحظ " جواهر " تسير بخفة مقتربة من موضع البناء ، ذهب إليها مختار وفى عينيه اشتياق لجسدها ، كان ظهرها له فوضع كف يده على ردفها الأيسر فالتفتت إليه وهى تشهق !
مختار : مالك يا مرة ! إيه شوفتى عفريت ؟!
جواهر : خضيتنى انا كنت جاية لك اقوم الاقى البيت مهدود !
مختار : وماله مهدود ولا سليم هاتفرق يعنى !
جواهر : يا لهوى آه يا اخويه تفرق ، عايز الجيران تشوفنا !
مختار : هما فين الجيران دول ؟ ده أول جار بينه وبينك 400 متر اهه ، تعالى خلينا نسيب ذكرى هنا
جواهر : آجى فين هاتنيكنى فى الهِو ده !
مختار : لا هانيكك فى الحفرة دى
جواهر : هح ، هيجت لى كسى ، اول مرة اتناك فى مكان مكشوف ، بس التراب يا مخ مخ
مختار : هابقا انفضهولك ، ده تراب هبو ما بيلزقش يا بت
جواهر : آه ! لولا إنى عاوزاك وكسى مش على بعضه ماكنتش وافقتك
مختار : هاعيشك احلى ليلة ، تعالى يا بت بقعرك ده اللى مهيجنى
سحبها من يدها نحو الحفرة التى كانت فى موقع الحمام ، نزل وأنزلها بهدوء ثم جردها من كل ملابسها ، تجرد من ثيابه وفرشها لتنام فوقها ، قبل النوم منحته وصلة من المص العميق لقضيبه المتصلب ، ضغطت عليه بشفاهها وامتصت رأسه وهو ممسك بشعرها ، لحظة وضغط على رأسها بيده ضاغطا بقضيبه فى حلقها ، كادت ان تصرخ لولا انه نزعه من فمها ليقذف أول إنتاج الليلة على الأرض ، شعر بهزة خفيفة تحت قدميه لكنه لم يعبأ ، جلست تفتح ساقيها مطالبة له برد الجميل ليهبط لاعقا أشفارها الحمراء ، تراجع قليلا وظل يعبث ببظرها بأصابعه وهو مبتسم ، عاد ليمتصه هو حتى تجاوز شفتيه إلى داخل فمه ، كان كبيرا أحمر اللون ، أمسك بنهديها الكبيرين بين يديه يفعصهما ويرجهما بعنف ، راح لحلمتيها البارزتين ، ضغط على إحداهما حتى تقاطر اللبن منها وانطلق كنافورة ضعيفة ، ظل يحلبها ويشرب لبنها حتى طالبته بالتوقف فرضيعها يحتاجه ، لكنه لم يتوقف عن رضاعة حلمتيها مثنى وفرادى ، عاد ليضخ اللبن من حلمتيها ليستقبله بوجهه بينما هى تبتسم بدلال ، راح يمسك بلحم فخذيها ليرفعهما عن الأرض قليلا ليوسع لقضيبه الذى تصلب بقوة ، داعب بظرها برأس قضيبه ، مرره بين أشفارها ، فاضت سوائلها وهو يشعر بها ، ضرب به فتحة فرجها وأدخله مرة واحدة وهو يبدى إعجابه بفيض سوائلها التى دوما تتسارع ملبية لنداء قضيبه لتفتح له الطريق ، استقبلت قضيبه وهى تسحب جسده ليستقر فوقها ، مسحت بيدها على ظهره وربتت على لوح كتفه ثم منحته قبلة على خده ، راح يقبل فمها ووجنتيها وانفها وبين عينيها وجبينها ، طالبته بسرعة الرهزات فاستجاب وهو مع كل رهزة يضغط بعنف وهى تكافئه بضماتها القوية لجسده ، كانت تهمس فى أذنيه بفحش وغنج بينما هو يهمس فى أذنها يسبها ويلعنها وهى منتشية سعيدة بما يقول ، طالبها بتغيير الوضع والانكفاء على وجهها رافعة مؤخرتها الكبيرة الرجراجة ليدك ما لاقاه من فتحات ، أسرعت تفعل ما أراد ، وضع رأس قضيبه على فتحة مؤخرتها وهو يضرب أردافها ويغرس أظافره فيهما ، راحت تعض ملابسه التى تحتها وتصرخ صرخات مكتومة متحشرجة ، سحبت قضيبه ووجهته لفتحة مهبلها ، ضرب به للداخل بعمق ، ضغط وضغط حتى صارت رأسها تصارع جدار الحفرة دفعا ولو أنه يتحرك لابتعد مسافات بدفع رأسها له ، لحظات وضغط ضغطة طويلة ثم صار يقذف منيه داخل فرجها ، مع كل دفعة كانا يشعران بهزة فى الحفرة ، لم ينتبها ظنا منهما انها اهتزازات تلقائية لجسدهما ، أغمض مختار عينيه للحظات بينما عينا جواهر مفتوحة ، أضاء قاع الحفرة كأنما تبرق أرضها ، شهقت شهقة عنيفة ظنها مختار بفعل منيه ، لكنها انتفضت تخرج قضيبه بسرعة وهى مرتعبة ، اعتدلت فى جلستها ثم قامت تلبس ثيابها كأنما تهرب من وحش !
مختار : إيه رايحة فين ده احنا لسه ماخلصناش
جواهر : نخلص إيه انت ما شوفتش ! انا ماشية
مختار : أشوف إيه !
جواهر : الحفرة دى نورت دلوقتى
مختار : طبعا لازم تنور ، نورت بوجودك يا قمر انت
جواهر : يا ابنى مابهزرش نورت بجد
مختار : أيوة بقا ورد عليك يا واد يا مختار يا جامد ، فيه حد ضرب زبره كده فى كسك لحد ما تحسى بالشرار طالع من عينك ، دى عافية يا بت ! إيه هانحمرق بقا ، تعالى عاوز اضربك واحد ورا
جواهر : بس أوام أوام الواد زمانه هايقلق عاوز يرضع وهايفضحنى !
مختار : انتى مش سايبة البيبرونة جنبه ! لما يصحى هاياخدها ، هو صغير ! ما تفطميه بقا
جواهر : طب بطل هرى بقا وخلص ، بس بالراحة مش عاوزة اتعور زى المرة اللى فاتت
مختار : لف يا جمل ، آه يااانى من قعرك
بلل مختار رأس قضيبه بما تبقى من آثار منيه ثم ضغط على فتحة مؤخرتها وظل يضغط وهى تهبط حتى صار خدها على الأرض ، حينما دخل قضيبه ارتجفت وتأوهت بينما مختار مستمتع بتأوهاتها ، تعالت أنفاسه وتسارعت وهو يدك مؤخرتها الرجراجة ويمسك بخصرها يجذبها ، كانت تمسك بتراب الأرض بيديها ومختار مستمتع بحرارة الممر العميق فى مؤخرتها ، لحظات من الإثارة حتى عاد يضغط من جديد ويثبت بينما خدها على الأرض ، مزيد من ضغطه جعل خدها على أرض الحفرة مباشرة ، سمعت صوتا من بطن الحفرة حينما راح يقذف بكل متعة وإثارة فى مؤخرتها وهو يمسك بردفيها بكفيه ، جعلت أذنها على الأرض أكثر لتتحقق ، أنصتت فسمعت صوتا يشبه الصوت الهامس فى أذن النائم " واح ! مور - حات " ، انتفضت تسحب قضيبه من مؤخرتها وقامت تمسك بملابسها فى يدها !
جواهر : طلعنى من هنا !
مختار : يا بت فيه إيه انتى مستعجلة كده ليه ! طب البسى هدومك براحتك
جواهر : انا جسمى متلبش ، طلعنى هالبس فوق
مختار : طيب خلاص تعالى ، هاطلع الأول وآخد إيدك ، مش عارف مالها دى ؟
جواهر : مالها دى ؟ فيه حد بيتكلم تحت !
مختار : تحت فين ؟
جواهر : تحت الأرض !
مختار : هههههههه انتى ضاربة إيه يا مرة ؟
جواهر : ضاربة نفسى بالجزمة لو جيت هنا تانى
مختار : ليه بس هو انا غلطت فى ايه ما الليلة ماشية فل اهه
جواهر : يا ابنى فيه حد تحت قال كلمتين كده زى " هات " معرفش !
مختار : هههههههههه طب مش تقولى كده !! حاضر يا اختى خدى 100 جنيه اهه هو انا كلت حقك قبل كده !
جواهر : يا مختار انا مش بأفلم ده بجد ، هات الفلوس ، انا ماشية ، سلام
مختار : سلام يا اختى ، قال حد بيكلمها من تحت ! وليه مهبوشة
عاد بشير بعد قليل ليجد مختار في انتظاره تحت الشجرة ، قررا النوم ، كان بشير يفضل النوم تحت الشجرة لكن مختار أقنعه بالنوم في حفرة ، فالنوم فيها ممتع ، نام مختار في موقع معركته مع جواهر بينما اختار بشير إحدى الحفر المجاورة لينام فيها ، بعد قليل تقلب مختار ليجد يده تغوص في التراب ، استفاق ونفض التراب من يده ثم ضغط مرة أخرى ليراها تغوص في العمق بكل سهولة ، قام يضغط بقدمه اليمنى ليجد انهيارا يحدث في الأرض ، لولا أن سرعة رد فعله جعلته يقفز خارج الحفرة لسقط للأسفل إلى العمق ، أيقظ بشير خوفا عليه فقام هو الآخر يستطلع الأمر !
مختار : شوفت ! حفرة نجسة ! كنت بانيك فيها جواهر! محتاجين نردمها دى ولا نهبب فيها إيه !
بشير : انت بتستعبط انت كمان ! ماتاخدها في اى حتة بعيد عن البيت ، مش هايتبنى في سنينه اهه
مختار : يا عم ما انا طول عمرى بانيكها في ام البيت إيه اللى جد يعنى !
بشير : يا عم خلاص ابقا خليهم يصندقولك القاعدة دى حوالين قفص الحديد ويصبوها وخلاص والشدادات تبقا تمسكها مع اخواتها
مختار : ولما تبلع الخشب والخراسانة نبقا نجيب لها منين تانى ؟ دى تتردم بتراب شراقى او رملة لحد ما توصل لمستوى اللى جنبها ، بص ! ده لسه بتنزل ! ، هو ترابها بيروح فين ؟ تحتها بحر ولا إيه بالظبط ؟
بشير : استنا القاعدة دى كانت مكان الحمام ، الأرض بايشة يا معلم !
مختار : طب والعمل إيه ؟
بشير : لما ييجى المقاول بكره نوريهاله اكيد عنده حل
مختار : وشك فقر يا جواهر ، قال وعمالة تقولـ ..........
عاود مختار النظر للحفرة فوجد الهبوط يزداد لكن ببطء شديد ، أصابه الهم ثم قرر النزول لاستطلاع الأمر ، حمل الكشاف ونزل في الحفرة وصوت بشير يحاول منعه ، لكنه استمر في الهبوط مع الحفرة كمن ينزل برافعة من النوع الثقيل ، لم يجد بشير أمام إلحاحه إلا أن يسحب حبلا من صندوق سيارة مختار وربطه في الشجرة ثم أخذه ونزل به إلى الحفرة مع صديقه ، كان الهبوط لا يزال مستمرا بينما القلق يزداد على وجه بشير لكن مختار كان يضحك ساخرا مستهزئا مما يجرى ، حتى توقف الهبوط على عمق حوالى عشرة أمتار أو أكثر ، ضغط مختار بقدمه لكن لم يعد هنالك حركة ، نظر بشير للأعلى ليرى أنهما قد ابتعدا عن السطح ، تنهد بعمق وعلامات القلق تبدو عليه ثم قال !
بشير : لا ده كده فل أوى ، يلا يا ابا الحاج نطلع بقا بس اياك نعرف ، ده انت محتاج عربيتين رمل
مختار : عربيتين ايه ! الخازوق تكون حفر القواعد كلها اتخريطت ، ده كده يبقا الخازوق مغرى
بشير : تعالى نبص ، لا خازوق ولا مغرى ، كل حاجة ليها حل
مختار : طب يلا بينا انا هاطلع الاول وانت ابقا امسك في الحبل وانا هاسحبك ، أه ، ايه ده فيه حاجة ماسكة في رجل البنطلون
بشير : حاجة ايه ! تلاقيه جدر شجرة
مختار : لا ، استنا ، هات الكشاف !
الفصل الثانى !
أخفض بشير الكشاف ليرى ما علق ببنطال مختار ، بينما أزال مختار حفنة من التراب حول قدمه ، ثم أخرى حتى رأى صخرة مدببة تخترق رجل بنطاله ، حاول أن يزيلها لكنها كانت صلبة متماسكة ، كشف المزيد من التراب حتى يسهل نزعها من الأرض وبشير يساعده ، الهبوط يقع خلفهما مباشرة ليبتلع كل التراب الذى يزيحونه ، بدأت معالم قبو من الطوب الصخرى تظهر ، نظر مختار لبشير وهو يبحث في عينيه عن تفسير ، أزال بشير حفنة أخرى ثم اخرى ، نظر كلاهما في عين الآخر ثم انطلقا دون كلام يمسكان بالحبل ليخرجا من الحفرة ذاهبين لأدوات الحفر التى تركها العمال ، ألقى كل منهما بفأس ثم نزلا تباعا ، ضربة ثم أخرى حتى انفتحت طاقة في القبو ، ضربات متتابعة حتى صارت الطاقة أكثر اتساعا ، نظر كلاهما في وجه الآخر وهو مبتشر يضحك ، لم يتحدث احدهما للآخر حتى صارت الطاقة باتساع متر مربع ، نظر بشير لوجه مختار ثم قال !
بشير : أما لو كان اللى في بالى !
مختار : نبقا عدينا يا بوتشى ، بص انا هانزل الاول من الفتحة دى وانت نورلى بالكشاف
بشير : استنا الاول نشوف الأرض فين لا يكون بير ده ! شكلها قريبة ، بس ما تديش أمان ، اربط الحبل على وسطك ، وخد بالك من نفسك
مختار : ياض متخافش جمد قلبك
ثم نزل مختار ببطء شديد وهو يمسك بأركان الفتحة العلوية ، وصلت قدماه إلى الأرض ويداه تخرجان من الفتحة ، بشير يمسك بكف يده اليمنى ، بعد قليل طلب منه الكشاف ، لكنه أصر على النزول معه ، أعطاه الكشاف أولا ثم نزل ، نظر خلفه ليجد الممر مسدودا بالتراب الذى هبط منذ قليل للأسفل ، ثم شهق بشير شهقة عميقة حينما وجه مختار الكشاف للأمام ليجد بقايا هيكل عظمى ، أمسك بكتفه وهو يناشده الخروج !
بشير : ده قبر يا عم ، قبر ده يا سيدى اهه تعالى نخرج
مختار : ششش اسكت يا اخى فيه صندوق اهه تعالى
بشير : مممم ماتفتحهوش ابوس ايدك ، ياللا نخرج
مختار : طيب نطلعه من هنا بس ونفتحه فوق ، شيل معايه عضم الراجل الطيب ده من حواليه ، شكله مات وهو حاضنه
بشير : قصدك اتقتل ، ده قتيل يا اخويه واتدفن تحت بيتكم ، يا ترى مين من عيلتكم كان قتال قتلا ؟
مختار : يا ابنى اتقتل ايه ؟ واللى قتله ساب له الصندوق ده للذكرى يعنى
بشير : وهو انت فاكر ان الصندوق فيه إيه ! ماتلاقى فيه ادوات الجريمة ، يلا نطلع ابوس إيدك
مختار : ياض سيب كتفى بقا خلينى اشوف
بشير : انت لو ناوى تقعد هنا انا طالع ، انا جتتى مش ناقصة وحاسس ان الدنيا هاتتهد فوق دماغنا ابوس رجلك بقا نطلع
مختار : طب بص اطلع وانا هاربطلك الصندوق ده ، إيه ده ! تقيل اوى ، بص شيل قصادى نخليه تحت الفتحة وأنا هاربطه كويس واطلع ونشده احنا الاتنين ، استنا هاركن اللى فاضل من الراجل الطيب ده ، ارفع الصندوق حبة من ناحيتك كده ، ايوه اسحبه كمان مرة ! بس كده هات الحبل ، لفة بالطول ، كمان لفة بالعرض ، ده لو صح الكلام يبقا فتحت يا معلم
بشير : فتحت إيه ! يا ابنى انت فاهم غلط ، اقطع دراعى لو ما كان الصندوق ده فيه جثة تانية ، اللى انت تقصدها مابتبقاش بالشكل الهفأ ده ، بتبقا اوضة كبيرة وجدرانها ملونة عليها رسومات وفيها توابيت ومليانة خيرات بقا ، مش تقول لى دى ! واحد مقتول وجثته مدفونة في قبر ، تلاقيه جدك سالم اللى قتله انا كنت اعرف انه غشيم وعقله على اده وبيتكلم بالخرطوش
مختار : وانت بقا جدودك كانوا مين ! ملوك النرويج ! اطلع خلينا نشوف بنعمل إيه بطل هرى
بشير : طب خد الكشاف على ما اطلع ، إششششش استنا استنا إيه ده ؟ تمثال ده !
مختار : هوب بوب بوب ، مش قلتلك يا حمار ! ابقا اسمع الكلام ، اهه فرعونى ده ولا مش فرعونى يا جاهل ، ده كان بين رجليه ، شايف الخاتم ده اللى في دراع التمثال !
بشير : ده خاتم فضة مايجيش بتلاتة جنيه ، تلاقيه كل اللى حيلته والصندوق ده تلاقيه حاطط فيه جلابيتين وطاقية
مختار : يا ابنى انت حد مأجرك علينا ! ماتنقطنا بسكاتك واطلع بقا .... ها ، طلعت خلاص ! مد ايدك امسك خلى التمثال ده معاك وامسك الخاتم كويس ، البسه في إيدك على ما اطلع لك
بدأ مختار يضبط وضع الصندوق ليسهل خروجه من الفتحة ثم صعد حتى صار مستقرا فوق القبو ، أمسك بالحبل مع بشير يسحبان الصندوق ، ها قد استخرجاه تماما من القبو ، صعد مختار خارج الحفرة اولا وتسلق بشير بعده ثم رفعا الصندوق تماما من الحفرة وذهبا به تحت الشجرة ، كان غطاء الصندوق عليه شكل مجسم لثعبان ، محكم الغلق لكن بقليل من الجهد تم فتحه ليخرج مختار ما فيه قطعة بقطعة حتى صار كل شئ أمامه ، كان أول ما توقف أمامه مختار هو خمس قطع من الحجر على شكل قضيب مع الخصيتين ، لم يكن يعرف سر وجودها ، إلى جانب مائة واثنين وستين قطعة تبدو فرعونية على شكل كرات من البازلت ، مائة وثمان وستين قطعة تبدو فرعونية كذلك مختلفة الحجم لكنها جميعا على شكل قرون الفلفل ، وخمس قطع على شكل كف اليد المفرود ، وإحدى عشرة قطعة على شكل ثعبان ملفوف ، وست قطع على شكل ورق الشجر، وتمثالين فرعونيين على شكل انسان، وتمثالين على شكل ثعبان متأهب للإنقضاض ، وقطع فرعونية مستديرة ، وبعض قطع مجسمة من الزجاج ، وفى قاع الصندوق عباءة مهلهلة وبعض البرديات المتآكلة !
بشير : اشرب يا عم مختار ! ازبار وتعابين وقرون فلفل ، اللى ما فيه حتة دهب واحدة في قلب ده كله
مختار : يا ابنى مش كل الآثار دهب ، لم معايه بالراحة وتعالى نعبى الحاجات دى في شوال ونوديها عندك بالراحة كده قبل النهار ما يطلع ، اللى انا مش فاهمه راجل محترم زى اللى شوفناه تحت ده يبقا عنده ازبار حجر ليه !! وبعدين انا اول مرة اعرف ان الفراعنة كانوا بيستخدموا الزبر الصناعى !
بشير : لا ده بيتاجروا فيه كمان اهه ، تلاقى كان عندهم شركة انزبار وتزبير جنب الهرم
مختار : ورينى كده التمثال اللى كان بره الصندوق ، شايف ده اتنين لازقين في بعض من ضهرهم
بشير : بص دول راجل وست ، ههههههههه الراجل تقريبا ماسك زبره شوف ، والست اللى في ضهره حاطة إيدها على كسها ، عليا الطلاق ده ماهو شغل فراعنة أبدا ، ده تلاقيه جدك برعى ، انا كنت اعرف انه فلاتى وبتاع نسوان
مختار: ماتلم لسانك يا ابن الجزمة عن جدودى بقا
بشير : ههههههههههه معلهش اصلى باشوف حاجات الليلة دى عجب في بيتكم ، ناوى على إيه يا نجم !
مختار : نوديها عندك بس وبعدين لما يطلع النهار هاكلم حد ، انا معارفى كتير في السكة دى
وفى الليلة التالية أثناء مبيت مختار مع بشير في غرفته ، نهض مختار من فراشه ليجد بشير واقفا خلف النافذة كعادته يراقب جارته الفاتنة ، لم تكن الساعة قد تجاوزت الواحدة صباحا ، تسلل من ورائه ثم نظر في مرمى نظره ليجد سامح يعانق فاتن امام الفراش ، كانت لا ترتدى إلا قميصا أبيض اللون على اللحم ، كانت القبلات محمومة ، حاول سامح أن يرفعها عن الأرض في حضنه لها فلم يفلح ، كانت ملفوفة القوام ممتلئة الجسد منحوتة ، لم يتمالك مختار نفسه من الضحك وهو يرى سامح يختل توازنه ويسقط بفاتن على الأرض ، ضحك مختار فشقت ضحكاته سكون الليل ، فوجئ بشير بمختار خلفه ، نظر سامح ليجد نافذة غرفة بشير مفتوحة بينما هو يقف خلفها ، تملكه الغضب وتطاير الشر من عينيه ، أغلق أبواب شرفته وهو يتوعده !
بشير : عاجبك كده ! دلوقتى يقول إن أنا اللى ضحكت ويعرف انى كنت بابص عليهم ، وقعتنى في مشكلة معرفش هتروح على فين !
مختار : تروح فين يا ابنى ؟ هو مين اللى قال كنا بنبص عليه ، وبعدين واحد بيضحك في أوضته ، إيه هايحكم ع الناس في بيوتها ؟ اسمع لو اتكلم نص كلمة حط الجزمة في بقه ، بطل تطاطى بقا
بشير : جزمة في بقه ! انت مش شايفه عامل ازاى !
مختار : على نفسه ! ماهو قدامك ماعرفش يرفع المرة ، بس حتة فخدة ياض يا بشير ، ليك حق تبص عليها ، دى لو جارتى كان زمانى مخلف منها توأم
قبل العصر بقليل عاد بشير إلى البيت ، أوقف سيارة النقل في مدخل الحارة ثم نزل مترجلا، وقبل أن يدخل بيته وجد سامح يخرج له مسرعا من بيته ويتوقف أمامه والشر يملأ عينيه !
سامح : انت ما اتعلمتش انك تلم نفسك وتعمى عينك عن جيرانك !
بشير : أنا مش فاهم هو فيه إيه ؟ فيه واحدة قالت إنى عاكستها ؟
سامح : انت فاهمنى كويس وعارف أقصد إيه
بشير : لا مش فاهم ، وسع حبة كده من طريقى
لم يمهل سامح بشير أن يمر فجعل قدمه تعترض سيره فسقط على الأرض ، قام بشير وهو ينظر لسامح نظرة الغضب العاجز ، أمسك سامح بمجامع ثيابه من الأمام ثم دفع به من جديد نحو الجدار ، وهو يحذره لو كررها فلن يبقى عليه في الحارة ولا في القرية ، في تلك اللحظة كان مدحت الأخ الوحيد لبشير يتقدم نحو بيته عائدا من عمله فشاهد المنظر ، انطلق يندفع نحو سامح ليخلص بشير من يده ، أمسك سامح برأس مدحت ثم منحه " روسية " ولكمة في أنفه ، سقط طريحا على الأرض ينزف منه الدم حتى صار يغرق وجهه ، نظر بشير لأخيه فثارت ثائرته ، وجه لكمة لوجه سامح لكن قبل أن تصل وجد نفسه منطرحا على الأرض إثر ركلة من قدم سامح ، وضع سامح قدمه فوق عنق بشير وهو لا يزال يحذره من تكرار النظر لزوجته ولو على سبيل الصدفة ، ثم توجه ناحية مدحت وهمس في أذنه أن يتحرى ويستعلم عن خطأ أخيه أولا قبل أن يثور ، هم مدحت ان يمسك به لولا تدخل الناس التى دائما ما تأتى في وقت متأخر ، استند كل منهما على كتف الآخر وصعدا بينما مدحت لا زال يقسم أن يردها لسامح صاعا بصاع ، دخل بشير غرفته وهو يستشعر الذل والمهانة والهوان ، سقط في الأرض يبكى حسرته على نفسه ، في الليل أقبل مختار للمبيت ، لم يخبره بشير بما حدث لكنه تظاهر بالنوم حتى الصباح بينما لا زال المشهد يتأرجح في عينيه ، حتى أخوه الذى جاءه ليشد عضده أهين بسببه ، لا بل بسبب مختار ، لا بل بسبب هوانه على سامح ، أراد أن يمحو هذا المشهد من ذاكرته لكنه أبى إلا التكرار في عقله ، يوم واثنان وثلاثة حتى بدأ بشير يصرف تفكيره عن ذاك الموقف ، بعد أسبوعين تقريبا كان بشير قد نسى ما كان ، اكتمل بناء الدور الأول في منزل مختار ، ولملم مختار بعض حاجياته من بيت بشير تاركا الباقى حتى اكتمال الطابق الثانى ، وفى ليلة حضر المعلم " نصير " إلى البدرشين ، وبعدما جلس وجاء إليه مختار وفرد امامه القطع كان رد فعل المعلم نصير عجيبا !
المعلم نصير : أووووف لم لم عبيهم تانى ، بلا نجاسة !
مختار : ايه خير يا معلم مالك ؟
المعلم نصير : أنا لو أعرف انك جايبنى عشان دى لا كنت جيت ولا سألت
مختار : ليه يا معلم ؟ ماهى آثار اهه
المعلم نصير : لا يا ابن عمى دى " عدة كاهن "
بشير : عدة كاهن ! يعنى إيه ؟
المعلم نصير : لا ده موال كده ، انا جاى من سفر ودماغى مش رايقة ، المهم مين اللى شال باقى المقبرة منك !
مختار : مقبرة إيه ؟ ده هو ده اللى لقيناه بس
المعلم نصير : اسمع ! انا كريه على قلبى اللف والدوران ، انا لولا خاطر خليل بيه الحلوانى ماكنتش جيت عميانى كده من غير ما اعرف انا جاى ليه ! خلص قول مين اللى شال الباقى
بشير : وغلاوتك يا معلم ما لقينا إلا ده
مختار : هى بيبقا معاها إيه يا معلم ؟!
المعلم نصير : يا ابنى مقبرة الكاهن بعد مقبرة الملوك على طول يعنى الخير كله ، طب اوصفلى المكان اللى جبتوها منه
مختار : حاجة كده زى نفق صغير من الصخر آخره خلعة تيجى مترين في متر وهيكل عظمى وصندوق فيه الحاجات دى
المعلم نصير : آه فهمت ، ده بقا تلاقيه زمان كان شريك مع اللى لقيوا المقبرة اللى كان فيها العدة دى واختلفوا مع بعض فقتلوه ودفنوه معاها عشان يخلصوا منها ومنه ، انما في الأصل عمرها ما بتبقا لوحدها أبدا ولا مكانها بيبقا بالوصف ده
مختار : طب قول كلمة يا معلم ؟ هاتاخدها على كام ؟
المعلم نصير : آخد إيه ! انا ما باخدش الحاجات دى
بشير : ليه يا معلم مالها ؟
المعلم نصير : ما باشتغلش فيها ! انت بتكلم نصير اللى طول عمره إيده نضيفة
مختار : نضيفة يعنى ايه ! مش مهرب آثار انت ولا انا غلطان !
بشير : خلاص يا مختار ، طيب يا معلم نعمل فيها إيه ؟
المعلم نصير : بالليل هابقا اكلملكم حد يشيلها
بشير : هى تساوى كام يا معلم ؟
المعلم نصير : كبيرها مليون دولار
مختار وهو منشرح الصدر: طب ما تاخدها يا معلم وهاكرمك في السعر!
المعلم نصير : ولا بدولار واحد ، يا ابنى النجاسة دى خراب على اى حد ، لو لقيناها في مقبرة بنرميها على احد ما بيفهمش
مختار : ليه هى خطر على حياتنا ولا إيه يا معلم !
المعلم نصير : لا مش خطر على حياتكم بس هى شؤم على صاحبها
بشير : طيب يا معلم احنا لقينا الخاتم ده والتمثال ده جنب الصندوق ، تبعها دول !
المعلم نصير : ورينى كده ! لا دول ماشوفتهومش في عدة قبل كده ، حتى خامة التمثال مش باينة ان كانت حجارة ولا معدن ، ده إيه ده !
بشير: شوفت يا معلم ماسك لامؤاخذه زبره أهه
المعلم نصير : لا لا ، ده مغطيه زى ما يكون بيستر نفسه ، حتى الست اللى وراه دى مغطية صدرها ومغطية لامؤاخذه كسها ، ده اكيد وراهم حكاية
مختار: والخاتم يا معلم !
المعلم نصير : لا الخاتم ده كمان شكله كده مش !! بس طالما كانوا معاها يبقوا نجاسة برضه ، ما اشتريهاش
بشير : طب يا معلم لا مؤاخذة يعنى الازبار اللى في العدة دى لزمتها إيه ؟
المعلم نصير : دى الكاهن كان بيحطها في اكساس النسوان ويعمل عليها سحر سفلى عشان تبــ.... بقولك إيه انا عاوز اشرب حجر مع الشاى ده وبعدين نبقا نرغى
مختار : عنينا يا معلم ، ده انت نورتنا ، هات احلى شيشة يا بشير لاحلى معلم نصير ، كمل يا معلم!
وانتهى اللقاء وبعد ساعات وجد مختار اتصالا من هاتف المعلم نصير يخبره ان عليه التوجه في الفجر لنزلة السمان لملاقاة احد التجار هناك على مقهى بشارع الأميرة فادية للاتفاق ، لكنه شدد على الحذر ألف مرة من أى تلاعب مع التاجر ، طلب منه ان يحمل البضاعة ثم يتوجه بها لهناك ، وينتظر دقائق خارج المقهى حتى يهاتفه التاجر، وبعد الاتفاق يتم التسليم ، نبهه بشدة أن يتسلم الثمن كاملا قبل ان يسلم بضاعته ، دب الخوف فى نفس مختار الذى ظل ساعتين يلقن بشير !
مختار : اسمع انا مش مطمن ، احنا هانعمل حسابنا من الاول ، انت هاتركب العربية الزرقة وانا هاخد الحمرا ، هاركنها على اول النزلة ، البضاعة فى عربيتك انت ، هانحط الشوال فى الدواسة وهاتقف على بعد تلاتين متر من القهوة وعينك علينا وموتورك داير ، وانا هاقعد مع الناس بره القهوة نخلص واشاورلك تيجى نسلمهم ، لو انا حسيت بأى لبش هاحدف علبة السجاير على آخر دراعى ، تطلع انت بالعربية وتعدى من قدامنا هانط فى الصندوق ونخلع ، نروح عند عربيتى واركبها ونرجع سوا
بشير : يا عينى على دماغك يا معلم ، ده انت مهرب جامد بقا ، طالع لجدك حسين انا كنت اسمع انه كان مهرب حشيش كبير اوى
مختار : هو انت بتسمع عن جدودى من مين انا مش فاهم ! انت ابوك كان مؤرخ ياض !
بشير : انتو فضايح عيلتكم ماليه الدنيا يا ابنى ، حتى التمثال ابو زب اللى فى الشوال ده يشهد
مختار : اه كنت هانسى ، نصير كان قال ان التمثال والخاتم مش تبع العدة خليهم بره ، نبقا نحط التمثال ده بره الشوال فى الدواسة ، خلى الخاتم فى إيدك ، لو لقينا البيعة تمت نبيع لهم الاتنين بسعر لوحدهم
بشير : مش بقولك دماغك حلوة ، هاتحط الشوال فين للصبح !
مختار : هاحط الشوال جنب الفرشة اللى بانام عليها دى هنا ،
بشير : طب واخينا ابو زب هو والمدام بتاعته !
مختار : جنب الشوال ، هاتهم كلهم جنب الفرشة ونغطيهم بشوية قش رز من اللى فى العربية ، كلها ساعتين ونخلع ع النزلة ، حافظ ع الخاتم لا يتخلع من إيدك وانت بتضرب عشرة
بشير : ليه شايفنى شرقان !
مختار : طب اخلع بقا ساعة وابقا ارجع عشان البت سمارة جاية دلوقتى
بشير : سمارة مين ! مرات جلال الاستورجى !
مختار : شاطر ! هى دى قوم بقا
بشير : آه يا نمس ! اللى ما فيه مرة عزمتنى معاك على حتة من النسوان دى
مختار : أعزمك !! ليه ، شايفنى قرنى ، انت لازم توصل للنسوان بمجهودك ما تطلعش على زبر غيرك ، مش كفاية عليك انى باحكى لك ، كمان عاوز تشاركنى فيهم !
بشير : أصل انت بجح وفلاتى وانا غلبان !
مختار : انجز بقا في ليلتك دى مش عاوزها تشوفك ، دى أول نيكة بيننا وانا ما صدقت وافقت تيجى
بشير : طب ما تستنا لحد ما تركب شبابيك وابواب حتى !
مختار : يا ابنى ده الأرضى هاسيبه على حالته دى أصلا ، نوفر الفلوس للدور الفوقانى اللى عليه العين ، قوم بقا يا اخويه انجز
بشير : ادينى قايم اهه ، مستعجل اوى !على فكرة دى ندالة ، أكيد انت وارثها من جدك صابر كان طول عمره راجل ..........
مختار : غور يا اخى ينعل أبو جدودك
خرج بشير ليستلقى تحت شجرة في الأرض المنزرعة بجوار بيت مختار على مسافة مائة متر تقريبا منه ، كانت الليلة قمرية مضيئة ، نظر في السماء يتأمل وجه القمر ، يراجع الفوارق بينه وبين مختار في كل شئ ، الجرأة والقوة والقبول لدى النساء ، والمال كذلك ، كان يحدث نفسه : لولا مختار لما وجدت قوت يومى ، ربما كانت هذه الصفقة هى انطلاقة جديدة له ، وقد يطمع في ثمنها كله أو يلقى لى ببعض الفتات ، على كل حال هو الصديق والأخ ، مدينٌ له بالفضل ، حقا أتمنى مثل ما لديه لكننى لا أتمنى زواله من عنده ، ثم أغمض عينيه وراح في النوم ، عاقدا كفيه على بطنه ، أقبلت سمارة تتسلل في حذر ، لم تلحظ ان هناك من يتعقبها على بعد ، وصلت للبيت فدخلت مباشرة ليستقبلها مختار بالأحضان والقبلات المسعورة ، سحبها ودخل إلى حيث ينام !
سمارة : إيه ده ! أنا خايفة حد يشوفنا ، ده احنا كأننا في الشارع
مختار : يا بت متخافيش محدش لا بيروح ولا بييجى النواحى دى بعد العشا ، وبعدين اللى يبصلك بعينه اقلعهاله ، طمنينى انتى الأول خرجتى ازاى ؟
سمارة : جلال نام هو والعيال بعد ما اتعشوا ، لما المعاد قرب بصيت عليهم اطمن ولبست واتسحبت وجيت لك ، بس اوعدنى محدش يعرف احسن جلال كان يموتنى
مختار : هو حد يقدر يقربلك وانا موجود يا قمر ، تعالى فرجينى ع الحلويات
سمارة : طب اطفى النور أصلى مكسوفة أوى
مختار : اموت في حياء الأنثى ! عيونى ، هاطفيه المرة دى ، نور القمر عامل شغل برضه من الشباك ، بس المرة الجاية لازم نسيب النور
راح مختار يخلع عنها ثيابها بهدوء وهو متشوق للحظة دخول قضيبه بين فخذيها ، تجرد كلاهما من ثيابه وأراحها مختار على فراشه الذى كان عبارة عن غطاء سيارة ووسادة فوق الأرض مباشرة ، فتحت ساقيها فنزل يقبل مشافرها فسحبته حتى يبدأ مضاجعتها خشية التأخير ، خارج البيت كان هناك من يقف تحت النافذة يسترق السمع وفى يده شئ ما ، إنه جلال جاء يحمل " سنجة " مسنونة ، شعر بها تتسلل في الثانية صباحا فتبعها وعندما رآها تدخل بيت مختار ذهب لبيته ليتسلح بالسنجة ثم عاد ، كان يشعر بعدم إخلاصها لكنه الآن تيقن من هذا ، دار ليدخل من حيث دخلت زوجته ، وصل إلى داخل الغرفة ، تقدم خطوات بهدوء حتى اقترب من الفراش بينما كان الاثنان منهمكين في إطفاء نيران أجسادهما ، كانت تأوهات سمارة تحرق سمعه ، وصوتها يستفز نخوته وهمته ، قبض على يد السنجة بكفيه ثم رفعها وهوى بالسنجة على أجسادهما العارية وهو يردد : يا فاجرة ، يا فاجرة ، يا خاينة !
ضربات متتابعة قوية فوق رأس مختار وعنقه كانت تكفى لقتله ليسقط عنها بينما كان لها النصيب الأكبر من الضربات حتى مر حد السنجة مرتين ما بين عنقها ومنكبها ، لم يكن لهما أى نطق مع الضربات المركزة ، فارقا الحياة في صمت مطبق ، سالت دماؤه ممتزجة بدمائها حتى بلغت التمثال ، كان جلال لا يتابع ضرباته في الجسدين وكانه قد ذهب عقله ، أبرقت الغرفة عدة مرات متتالية وسمع جلال بوضوح جدا هذه المرة صوتاً يقول " أوبا واح مور- حات " ارتعد جسده وهرب تاركا إياهما غارقين في الدماء وبجوارهما السنجة أداة القتل ، بجوار رأس مختار كان هنالك التمثال يضئ ويطفئ كلمبة الإنذار ، انتصب التمثال واقفا ثم انطلق شعاع من يد رجل التمثال يعانقه شعاع آخر من عينى المرأة ليتحدا معا فيصبحا شعاعا واحد بألوان الطيف ويخرج من النافذة ثم يتجه مباشرة نحو الخاتم الذى يلبسه بشير ، ما إن وصل الشعاع لفص الخاتم حتى أضاء تماما وتحول لونه للأبيض الساطع ، في تلك اللحظة رأى بشير نفسه ينهض من نومه وأمامه مجسم كبير الحجم للتمثال ، وجه الرجل ناحيته ، ثم يدور جسد المرأة من الخلف إلى جوار جسد الرجل ، تنطلق الطبول والمزامير ويتغنى الكورال بالنشيد الذى لم يتبينه بشير ، يتقدم الرجل ليضع يده فوق رأس بشير الذى ينزل على ركبتيه بينما يقرأ عليه الرجل طلاسم غير مفهومة ، ثم يأمره بالنهوض ويعود ليجلس ، تتقدم المرأة نحوه في صمت لتقبل رأسه ثم تضع عليها يديها قائلة :
سيد " بيش - را " منذ الليلة أنت صاحب العهد المقدس ، انطلق في هذه الأرض كما تشاء ، ستفعل ما تريد بلا قيد ، ستطّلع على كل ما كان يخفى عليك وما تريد معرفته ، بإشارةٍ منك تنصاع لأمنياتك الرجال وتنحنى هاماتهم أمام سطوتك ، تركع أمامك النساء طالبةً رضاك ، كل ما تتمناه مجاب ، حتى الوحوش الضارية بأمرك تحنو على من أردت ، فقط اجعل الخاتم في يدك واقصد في قلبك ما تتمناه قصد الموقن تجده أمام عينيك ، انظر لوجه سيدك " حات " واقبل العهد ، وامسح بكفك جسد مولاتك " مور " ، قد لا تكون أفضل من في العالم قبل اليوم ، لكنك اليوم سيدهم ! ثم قبلت رأسه مرة أخرى وعادت لتجلس في مكانها كما كانت .
تقدم الرجل نحوه من جديد ثم نظر إليه وقال :
سيد " بيش – را " ملك ملوك الأرض ! كل التعازى في وفاة صديقك ، نعلم كيف سيكون حزنك عليه لولا مواساتنا وحفلنا هذا لبقيت العمر في أحزانك ، لكنك ستتخلص منها ومن كل الأحزان حالا ، تقبل هدية صديقك لك قبل رحيله ، دماؤه هى الهدية ، أنت أشرف من توليت حراسة أمنياتهم حتى اليوم ، لم تقتل كما فعل من سبقوك لينالوا العهد ، لكن لحسن طالعك تولى القتل أحدٌ غيرك حينما كان الخاتم في يدك فكنت أنت صاحب العهد ، فليبق الخاتم في يدك ولتحفظ أثر " مور- حات " بين جلدك ولحمك ، اذهب الآن فاحمله ثم اذهب لبيتك ، في غرفتك ستجد خزانة في الجدار المواجه للباب ، افتحها وضع فيها الأثر واغلق بابها ، لن يراها أحدٌ غيرك ، ولن يفتحها أحدٌ غيرك ، اتركه هناك ثم نم قرير العين ، ففى الصباح لنا شأن آخر سأخبرك به فور أن تستيقظ ، هنيئا لك ما بلغته ، اشرب هذا الكأس وانعم بحراسة مور- حات ، إن فيه خلاصة القوة والحكمة والنضج والهيبة والشجاعة وبهاء الطلعة ، لن يسيطر عليك بشر ، لن تحكمك عاطفة أيا كانت ، بإمكانك أنت قيادة العواطف ، الشهوات فقط هى ما قد تجعلك تلبى نوازعها لنهل المتع ، لكنك ستجيد ترويضها متى شئت وكيف تشاء ، سيكون عقلك هذا خير من يقودك مع حراسة مور- حات ، تعرّف على نفسك الجديدة واترك الماضى تطويه صفحات النسيان ، أنت منذ اليوم ملك بكل ما تعنيه الكلمة !
شرب بشير الكأس حتى آخر قطرة ، شعر برعشة تجتاح جسده كمس الكهرباء ، كان مسار الشراب يتبدى كالنور في عروقه ، استوى جسده واستقام وانبسطت عضلاته وارتسمت ملامح جسده كجسد المصارعين ، شعر بشير كأنما قد صار شخصاً آخر بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، تم إعلان انتهاء مراسم التتويج ، تمطأ بشير ، وقف لينظر لوجه القمر من جديد ، العافية تدب في أوصاله ، نظر لذراعيه ثم لصدره ، نزع ملابسه حتى يرى باقى جسده فتهلل وجهه ، تذكر ما قاله التمثال عن صديقه فانتبه ثم تقدم بخطى ثابتة نحو بيت مختار ، دخل فوجده مدرجا في دمائه وإلى جواره سمارة على نفس حاله ، لم يدم حزنه إلا لدقائق المفاجأة ، حبس أنفاسه ثم نظر إلى الدماء ليرى التمثال وقد أضاء ، نظر إليه فتحول وجه الرجل لوجه حقيقى كان يراه منذ قليل ، كان يبتسم له ، حمله ثم أداره ليجد وجه المرأة كذلك وجها حقيقيا يومئ له برأسه ، ضم التمثال لصدره فأبرق البرق في الغرفة من جديد ، وجد بقلبه شيئا من الغلظة والثبات الانفعالى ، ترك صديقه المدرج بدمائه وانطلق في هدوء يحمل التمثال ، ثم حمل جوال العدة ووضعه في الصندوق ثم توجه نحو بيته ، كان الصندوق في يده كصندوق التبغ من خفته ، رفعه وأخفضه عدة مرات وهو يبتسم ، دخل غرفته فوجد الخزانة بالفعل ، فتحها ثم وضع فيها التمثال وأغلقها ثم وضع الصندوق تحت سريره وذهب لقسم الشرطة ليبلغ عن الجريمة ، وفى لحظات كانت الشرطة تحاصر بيت مختار ، وبتفتيش البيت وجدوا الجثامين وأداة القتل وتم القبض على جلال الذى اعترف بمنتهى السلاسة بجريمته وهو يفتخر بما فعله ، تم التحفظ على ممتلكات مختار لحين إبلاغ ورثته بما ترك ، في الصباح عاد بشير لبيته وأخبر أمه التى لم تستوعب الصدمة فبكت بكاءً مريرا على مختار ، دخل غرفته فوجد " حات " يستأذنه في رحلة لن تزيد على خمسة أيام في قصر الدر المنحوت ، لم يكن بشير يعلم أين القصر ولا كيف سيذهب لكنه استأذنه ليطمئن على أمه ويعد إفطارها ثم يعود ، خرج ليجدها منخرطة في بكائها على مختار وإلى جوارها مى زوجة أخيه !
أم بشير : صحيح اللى حصل ده يا بشير ؟ مختار كان مع مرات جلال !
بشير بثبات : ربنا يرحمه يا امه خلاص بقا
مى : انا ما صدقتش لما عرفت ، مش عشان سمارة بس مختار كانت العيبة ما بتطلعش منه
بشير : خلاص يا ام يونس بقا انتهينا
مى : خلاص على رأيك ، ماتجوزش عليه إلا الرحمة ، المهم ما تخليش الحزن ياخدك وربنا يخلى لك أخوك تقف جنبه كده ويقف جنبك
بشير : اللى يزعلنى بجد هو الراجل اللى هايخش السجن أو يتعدم عشان واحدة خاينه وواحد مابيفكرش ولا بيعمل حساب الخطوة قبل ما يخطيها
نظرت أم بشير في عينى مى والدهشة تعلو ملامحهما ، لم يعد بشير اليوم على ما كان عليه بالأمس ، تراه أقوى من ذى قبل في كل شئ ، حتى جسده ومشيته وخطواته صارت مختلفة ، تحدث بشير مع مى بشأن مدحت وأبنائهما ثم انصرف تاركا دهشتها كذلك على وجهها ، تغير كثيرا في طريقة تحدثه ، بعد قليل استأذن أمه في الخروج للعمل في الصعيد بضعة أيام وطلب من مى أن تبقى دائما إلى جوار امه ، وما إن وصل إلى الزراعات حتى رأى نفسه داخل قصر منيف ، وفى ساحته صفوف المستقبلين والمستقبلات ، العجيب أن ملامح الرجال جميعا هى نفس ملامح الرجل " حات " ، وملامح النساء هى ملامح "مور" ، دخل من باب القصر ليجد السيد "حات " جالسا على العرش وإلى جواره السيدة " مور "
حات : أهلا بك يا سيد " بيش - را "
بشير : انا فين !
مور : انت في قصر الدر المنحوت ، مركز إعداد فرسان مور- حات
حات : هنا ستتعلم كل شئ ينفعك في زمنك ويرفع قدرك بين الناس
بشير : اتعلم ! انا فشلت في التعليم قبل كده
مور : قلنا من قبل أننا سنطوى صفحات الماضى ، هل تشعر أنك اليوم بشير أم "بيش - را " ؟
بشير : انا فعلا مش حاسس إنى بشير ، لكنى مش عارف مين بيش - را
حات : بيش - را هو أنت ، الفارس الحادى عشر من فرسان مور- حات ، ستتعلم كل شئ في خمسة أيام ، اترك نفسك لهؤلاء المعلمين وهو سيتولون كل شئ ، أما الآن فإلى مدرسة فرسان مور- حات !
كانت كتائب المعلمين تضم علماء في كل شئ ، اللغات والرياضيات والهندسة والفلك والآثار والمنطق والجغرافيا والتاريخ والاجتماعيات ، وفنون الحرب والقتال ، لم يعهد بشير في حياته هذه السلاسة واليسر في التعلم ، الدقيقة الواحدة كان يتعلم فيها ما يعادل التعلم فى عام ، ساعة بعد ساعة وهو يستشعر الفخر والفرحة تتفرع في قلبه لما هو فيه ، وفى نهاية المدة كان الحفل الصاخب ! تقدم الفارس بيش - را وهو يرتدى زى الفارس الهمام ، أشار له السيد حات ليعتلى المنصة كما لو كان يناقش رسالة العالِمية ، توجه له الحضور بالأسئلة واحدا بعد واحد ، باللغة الهيروغليفية تارة وبالانجليزية تارة وحتى باللغة الصينية ، وهو يجيب ، سألوه في كل ما تعلم فكان يجيب كالحواسب الآلية دونما توقف ولا تلعثم ، صفق له الحضور تصفيقا حادا ثم قام السيد حات وقال !
حات : أحسنت يا سيد بيش - را ملك ملوك الأرض
بشير وقد تغيرت لهجته وصارت عينه تفيض بالعلم والحكمة : مولاى حات ، إن بيش - را لا يملك من الكلمات ما يعبر عن امتنانه لعظمتكم
حات : هذا أول المشوار يا بيش - را لا ترهق نفسك بالبحث عن كلمات الشكر ، ليس هذا في عرف جمعنا
مور : أنت جاهز الآن لاقتحام عالمكم كالإعصار ، تعرف الآن كل شئ عنه ، وترى بعينيك كل ما خفى متى أردت ، ونحن حراس أمنياتك أيا ما كانت ، لا سلطة لنا على ما تريد ، أنت وحدك من يقرر ماذا يفعل طالما بقى الخاتم في يدك والأثر في حوزتك
حات : فقط احذر أن يعرف أحدٌ سرك وإلا كنت في خطر محدق ، فالكل يتمنى ما أنت فيه ، ونحن على العهد لمن يفى به ، وإياك وتولى المناصب ، ففيها المكائد وعليها التآمر ، كن دائما سيد نفسك حتى تنال النجاة ، والآن فلتبدأ مراسم الحفل ابتهاجا بفارسنا الممجد " بيش - را " الفارس الحادى عشر
وانتهى الحفل وعاد بشير أو " بيش - را "في الخامسة مساء لبيته فوجد أمه تجلس في الصالة ومى إلى جوارها!
مى : بشير جه اهه يا خالتى حمدلله على سلامتك يا بشير!
أم بشير : قومى هاتى له الغدا يا مى
بشير : لا شكرا انا عاوز انام بس شوية ولما اصحا ابقا اتغدى
مى : طب انا طالعة بقا مدحت زمانه هايرجع هو كمان
بشير : إيه هو هايرجع بدرى النهارده ليه ؟!
مى : أصله !!! ساب الشغل وكان بيصفى النهارده حسابه ، هو يبقا يحكى لك بقا ، ابقا تعالى اقعد معانا شوية لما تصحا ونتغدى سوا ، هانستناك
تمدد بشير في سريره وهو آمل مستبشر بغده ، بعد قليل سمع صوت مدحت في الشارع ، صوته يعلو ، لحظات قبل أن يتبين فوجد مى تطرق باب غرفته بقلق وسرعة ، لم ينتظر حتى يكمل ارتداء ملابسه لشعوره بخطورة الأمر ، فتح لها الباب فطلبت منه نجدة اخيه الذى يتشاجر مع سامح ، خرج وهو يرتدى " بوكسر " فقط ، نظر لأمه في الصالة فوجدها تجثو على ركبتيها كأنما حاولت الخروج ، نظر لمى طالبا منها البقاء إلى جوارها وعدم النزول حتى يعود مع مدحت ، قفز بشير من نافذة الصالة ونزل للأرض كالعاصفة يزأر ويكشر عن انيابه ، نظر ليجد سامح ممسكا بمدحت يكيل له اللكمات ، كانت مى تصرخ من النافذة ، ذهب بخطى الواثق ليمسك بقبضة سامح التى كانت في طريقها لوجه اخيه ، ضغط عليها بقبضة يده ، ترك مدحت من يده ليسقط أرضا ، زاد بشير في ضغطه وعينه في عينى سامح بثبات وتحدٍ ، نظر سامح في وجه بشير ثم نظر ليده وهو يسمع صوت كسر أصابعه ، لوى بشير ذراعه فنزل بجسده ثم خرجت منه آهة عنيفة ، نهض ورفع ركبته حتى يضرب بشير في بطنه ، ضربه بالفعل لكن ضربته لم تترك أى أثر ، أمسك بشير بمجامع ثوب سامح وطرحه على الأرض كما تطرح الذبيحة ، جعل قدمه فوق عنقه للحظات وهو ينظر له بكل احتقار بينما سامح يحاول احتضان ساقه بذراعيه حتى يسقطه لكن محاولاته لم تفلح ، ركله بقدمه في وجهه ثم تركه واتجه نحو مدحت ، أنهض اخاه من الأرض وهو ينفض الغبار عن ثيابه ، توقف أهل الحارة مشدوهين مما يرونه بينما حضر أبناء عم سامح وأقربائه المجاورين له واحد بعد واحد وهم يحاصرون بشير ويهجمون عليه فكانت حركاته أسرع وأخف من أمهر لاعبى الرياضات القتالية ، كان يقاتلهم دونما ان تتغير ملامح وجهه ، لم ينطق بكلمة طوال المعركة ، بعد لحظات كان يقف وحوله على الأرض ثمانية رجال ما بين جريح ومكسور ، بعضهم نام في مكانه وبعضهم ظل جالسا في الأرض وهم في خزى ، ربت بشير على كتف اخيه وقبل رأسه ثم عاد ليوقف سامح وهو يكيل له الصفعات على وجهه ، ختم صفعاته بلكمة خطافية في فكه أراقت الدماء على ذقنه حتى عنقه ، أمسكه من كتفه وهم ان يضربه الثانية لكن يدا تعلقت بمرفقه ، توقف ثم التفت ليجد تلك الفاتنة الرقيقة " فاتن " تنظر إليه بعين راجية تتوسل إليه أن يتركه ، تركه من يده ليسقط على الأرض وتحولت ملامح الشر في عينيه لنظرة رفق وحنان ، أشفق على تلك الأنثى من الروع ، كان اول ما نطق به هو اعتذاره لها على ما تسبب فيه من ألم لها لما تراه لكنه لم يكن المتسبب في كل ما جرى ، لم تجبه وحاولت مساعدة سامح وإيقافه فلم تستطع ، أمسك بيدها وهو ينظر في عينيها طالبا منها ان يتولى هو مهمة توصيله لشقته ، انفض الناس من حولهم وذهب الجميع لما كان منشغلا به قبل المعركة عدا ضحاياه من الجرحى ، عينا بشير لا زالت تنظر في عينى فاتن بكل رفق ، نظرت إليه مندهشة من تصرفه ، كانت يده لا تزال في يدها ، نظرت دون نطق ليده ، حمله بين ذراعيه كالعصفور ، نظرت فاتن للمشهد وهى غير مصدقة ، صعد به السلم ودخل به إلى فراشه ، تبعته فاتن وقد زال عنها بعض التوتر ، وقف امامها وهو يكرر اعتذاره ، نظرت له في صمت تام وارتباك يعلو ملامح وجهها ، فقط اومأت له برأسها ، سحب يدها اليمنى ليقبلها ثم عاد تاركا إياها تقف في صمت وحيرة تنظر ليدها موضع قبلته ، لم تنتبه إلا على صوت تأوهات سامح ، فذهبت لتجلب بعض المسعفات الأولية . دخل بشير شقته ليستقبله مدحت استقبال الأبطال ينظر له بفخر وعزة ، بينما راحت مى تجلب له بعض الماء ليغسل وجهه ويديه ، قبل يد امه التى ربتت على كتفه العارى ثم دخل ليأخذ حمامه وهو يفكر ويتصور ماذا سيكون له في الغد ، لقد تغيرت نظرته تماما لكل شئ ، ارتفعت هامته واشتد عوده ، لم يعد مرتعشا ذليلا ، لم يعد جاهلا بأى شئ يدور حوله كما كان من قبل ، كان يسترجع ما دار فى الأيام السابقة وهو يبتسم ويفكر :
النهارده بإمكانى أعمل أى شئ وأعرف أى شئ ، بقيت شخصية أسطورية بجد ، المكان ده مابقاش يليق بيا خلاص ، لازم ارسم لحياتى شكل تانى ، كل شئ لازم يتغير
عاد لغرفته ليرتدى ملابسه ، جعل الفوطة على ظهره ، وقف يرتدى الشورت فقط ، كان لا يزال يفكر في نقطة البداية ، في النقلة التى ستعبر به ، قاطع تفكيره جسد فاتن وهى منحنية إلى جوار زوجها في فراشه تضمد جروحه ، ناجاه جسده أن يلبى رغبته فيها ، فتح نافذته عن آخرها ووقف امامها في الشرفة بكل ثقة ، تامل فيها وجدها أشهى بكثير ، كانت فاتن ملفوفة القوام مكتنزة ، ممتلئة الأرداف والنهدين ، لها خصر يبرز بوضوح تضخم أردافها وبروزهما واستدارتهما ، نهضت لتعتدل بجواره فانكشف ساقها حتى ركبتها ، اشتعلت النيران في جسده ، قامت لتقف على السرير لتمد يدها تجلب شيئا من فوق الدولاب ، أكلتها عيناه ، الخصر النحيل المحاصر بين نهدين مكورين من الأعلى وردفين مصبوبين من الأسفل يجعل اشتهاءه لها أكثر من ذى قبل ، أنثى تجاوزت العشرين بقليل لكنها في نظره تجمع كل أنوثة النساء ، ، شعرها المصفر بعضه وسط خطوط سوداء مع بياض وجهها المشرق جعله يتمنى تقبيل كل ملمح في وجهها ، نام زوجها بفعل المسكنات فاستدارت لتجلس من جديد لتنزل من فوق السرير فنظرت له ، رأته عارى الصدر يداعب شعر صدره بيده فأشاحت بوجهها عنه ، عاودت النظر إليه كمن تراه لأول مرة ، ذهبت لتغلق باب الشرفة عليها ، نظر لخاتمه في يده وتمنى بعمق لو يطارحها الغرام الآن ، عادت لتفتح أبواب الشرفة تماما ، تركت كل ما في يدها ووقفت في الشرفة أمامه ، تأمل وجهها المستدير كالبدر ، أنفها الأقنى ، شفاهها الحمراء بلا تجميل وعينيها المتسعتين الكحيلتين ، تركت زوجها ليغط في نومه ثم اطالت الوقوف في الشرفة ، كرر اعتذاره لها همسا من نافذته فابتسمت له ، ابتسامتها الساحرة كانت تحمل الإذن له بالتقدم خطوات ، ألقى لها بقبلة طائرة في الهواء ، نظرت إلى الأرض خجلا ، عاودت النظر إليه وهو مستبشر يجتاحه السرور ، حرك شفتيه لها بكلمة الحب ، غابت عيناها ومالت رقبتها وهى تنتظر المزيد ، أشار إليها أن تأتى إليه ، فرفعت كتفيها ترفض بدلال ، فأشار إليها أن يذهب هو فأشارت لسامح ، أشاح لها بيده ألا تهتم ، ابتسمت وعيناها في الأرض ، ارتدى ملابسه في عجلة ثم خرج مسرعا .
الفصل الثالث
على ثالث درجات السلم توقف بشير يفكر قليلا ، بينه وبين ذلك الجسد الذى اشتهاه خطوات معدودة ، للمرة الأولى سيلتقى جسده بجسد أمرأة ، وليست كأى امرأة ، إنها بطلة كل أحلامه الجنسية ، إنها فاتن ، اكمل الهبوط درجة بعد درجة وهو يتصور كيف سيكون ذلك الحدث ، كانت تستعصى عليه حتى في أحلامه ، أواه من فعل الأيام ! خرج إلى أرض الحارة ، نظر بعينيه للأعلى ، فاتن تنتظره بشوق ولهفة تزيد عن لهفته ، أشارات له بالتفاتة وجهها نحو باب البيت أن يدخل ، دخل وفرحته تسابق خطواته ، كان يشعر بأن موسيقى الزفاف تعزف له مع كل درجة ، وصل إلى شقة فاتن ، قبل أن يطرق الباب وجدها تقف خلفه ، فتحت ودون كلمات دخل وأغلق الباب خلفه وهى تنظر إليه بنظرات ممتزجة بالرغبة العارمة والخوف كذلك ، لم يمهلها إلا لثوان معدودة ، أمسك بيدها فتوقفت غير ناظرة له ، أدار وجهها بيده فاستدارت تعانقه دونما هوداة ، تمرغت في أحضانه ، اعتصرها بين ذراعيه ، كان يفرغ شوق جسده لجسدها على شكل شحنات احتضانية ، كان يديرها فيمرر كفه على ظهرها ومؤخرتها البارزة الشهية ، نزع عنها جلبابها فكانت ترتدى تحته شلحة وبنطالا من القطن الطرى المطاطى ، أنزل بنطالها عن أردافها ، لم يجد تحته شيئا ، هرعت لتغلق باب غرفة الأطفال بالمفتاح بينما لا يزال بنطالها ساقطا ، نظر يتأمل ردفيها العاريين أمام عينيه للمرة الأولى ويتابع حركاتهما وفمه مفتوح ، عادت إليه لتشير له بعلامة النوم في إشارة لنوم أولادها في ذلك الوقت ، أمسك بيديها وأعادها لحضنه من جديد ، احتضنها ، ضم أردافها وهو يضع يديه عليهما كمن يقيس مساحتهما ، أدارها وهو ينزل بنطاله ليحرر قضيبه المنتفخ الأوداج من محبسه الذى استمر ست سنوات هى عمر زواجها بسامح ، جعل قضيبه بين ردفيها ثم ضمها من ظهرها لصدره وهو يداعب نهديها ليعتصرهما بين يديه ، وضعت أطراف أصابعها على يديه ، تسللت يداه مباشرة للحمها حتى صعدتا لنهديها ، لم تكن كذلك ترتدى شيئا يعيق لمساته فداعبهما ، استدارت فعاد يضمها لصدره وهو يضغط على ردفيها العاريين ، لحظات من نظر العين للعين في قوة من عينيه وخنوع من عينيها ، اقتحمت شفتاه شفتيها في قبلة هادئة متقنة الأداء ، تبعتها قبلات أخرى أكثر هدوءا ، ارتفعت حرارة نيران الشوق فزادت حرارة القبلات ، زادت سرعتها كذلك ، ارتجفت بين يديه ، كانت تقبله وعيناها مغمضتان لا تفتحهما إلا لتنظر في ملامحه ثم تعود لتغمضهما وهى تترنح .
احتضن لسانها بشفتيه يمتص ما به من شهد يتدفق على أطرافه ، جذبته من يده لتدخل به إلى غرفة الصالون ، وما إن دخل حتى حاول يزيح عن جسدها كل ما يغطيه ، تمنعت قليلا ونبهته أن النافذة مفتوحة وذهبت لتغلقها ولا زال بنطالها ساقطا أسفل مؤخرتها وردفاها عاريان ، ذهب خلفها وهى واقفة تحكم غلقها ، جلس على ركبتيه ليحتضن ردفيها بذراعيه ، التقى كفا يديه على منصة فرجها فراح يمد أصابع يده اليمنى لتبلغ شفاهه ، داعب بداية فرجها بطرف أصابعه في هذا الحضن ، بلغ بأطراف أصابعه بظرها البارز كحلمة الثدى خارج الشفرين فكانت تميل بجسدها للامام فتضغط مؤخرتها على وجهه وهو يداعب الشق ما بين ردفيها بلسانه ، جسدها ممتلئ لكن بغير ترهلات ، جسدها صبى شهى متماسك ، هبط بها إلى الأرض وراح يكمل تجريدها من كل ما تبقى فوق جسدها ، الآن قد اقترب مما يريد ، أشارت له نحو الأريكة فامتنع وراح يقف على قدميه وهى منطرحة أمامه على الأرض عارية تماما ينزع عن جسده كل ما يرتديه على الجزء العلوى ، نظرت لجسده وهى تتأوه ونظرات الإعجاب تخترق صدره المنبسط المتسع ونحتة جوانب جسده وهى تضيق عندما تتجه للخصر مطرزة بخطوط العضلات المتنوعة حتى تبلغ خصرا نحيلا ، طلبت منه البقاء قليلا كما هو أمام ناظريها لتستمتع بجسده الذى جعلها منتشية بنشوة السكر ثملة لا تتمكن من استيعاب ما تراه ، وقف وهو يظهر معالم جسده بدءاً من عضلات الكتفين وتحت الإبطين مع عضلات البطن واستوائها ، أزالت عنه بنطاله الساقط قليلا تحت قضيبه المتحرر ونظرت لعضلات فخذيه المتشكلة بشكل يتسق مع نحتة جسده الرائع الذى رأته كبطل في كمال الأجسام لا يبرح مسرح الاستعراض حتى يخرج فائزا بالذهبية ، نظرت لجسده بتمعن وهى تداعب شفتها السفلى بلسانها ثم وجهت عينيها نحو قضيبه المتصلب المتضخم وعروقه المنتفخة ، رأسه حمراء مشربة بالزرقة ، لم تتردد في التهامه بين شفتيها وهو تزوم وتهمهم وتحمحم وتنبعث من حنجرتها الآهات العميقة التى تدل على تحرقها لمذاقه ، قبضت عليه بكف فوق كف والرأس في فمها ، بهذا الحجم كان قضيبه طولا ، أما عرضا فكانت أصابعها لا تلتقى مع إبهامها ، نزلت إلى الأرض رافعة ساقيها لينظر إلى فرجها ومشافره الحمراء بين فخذين منبسطين كصينية الثريد فوقها ظلف الشاة ، نزل بفمه ليبدأ بأكله ، كانت تجيد الاعتناء بنفسها ، وكيف لا وهى فاتن الفاتنة ، سافر عبر مسافات الشوق يبتلع بظرها في فمه ، لسانه راح يجوب مشافرها وما بينهما ، أقحمه داخل فرجها فتذوق الطعم اللاذع لشهوتها ، لكنه اشتهى المزيد ، راح يدس إصبعه الوسطى في فتحة مؤخرتها وضغط بلسانه على بظرها ، خرجت آهاتها المحمومة وهى ترتفع بخصرها عن الأرض ، رفعت ساقيها وأمسكت بفخذيها بكفى يديها كأنما تحملهما حتى لا يسقطا فيعترضا متعتها ، اعتلاها دون دخول قضيبه ، أمسك بنهديها يداعب حلمتيهما ، عانقت شفتاه الحلمات جيئة وذهابا ، أمسك بنهديها بكلتى يديه ، راح يقبل عنقها ويمتص حلمة أذنها هامسا بما لاقاه من نيران الشوق وهو ينظر إليها عبر الشرفة ، كانت متعتها أقوى من مفاجأتها حينما رأته يعرف تفاصيل يومها ، ابتسمت في انتشاء لأنها جذبت هذا الوحش فصار من مريديها ، التهمت شفتيه مكافأة له على الإطراء ، أمسكت بقضيبه بأطراف أصابعها وراحت تدفعه داخل مهبلها وهى تعدل وضع جسدها بينما هو يتمنع ، كان يريد الاستمتاع بما حرمته منه الليالى السابقة ، قلبها على بطنها وراح ينام بخده على أردافها الرجراجة المصبوبة ، مسح على ظهرها بكفيه ، دلك كل جسدها بيديه ، جعل قضيبه بين ردفيها كثعبان نائم بانتظار تغافل فريسته حتى ينقض عليها ، تحرك قليلا به للأمام وللخلف ثم توقف ، راحت تحرك خصرها وردفيها لمزيد من حركته المنتظمة في ذلك الفلق ، انقلب وجعل وجهه عند قدميها ، بينما جعل قضيبه في الفلق والرأس موجهة لما بين فخذيها عند أول حدود مهبلها ، راح يداعب أصابع قدميها وكعبيها بلسانه ، كانت كلها في عينيه مشتهاة ، ونيران الشوق جعلته لا يريد ترك شئ من المتعة التى قد تخيلها من قبل ، ضاق بها الشوق واستبدت بها حرقة فرجها فاعتدلت لتنام على ظهرها وهى تهمهم متوسلة إليه أن يعتليها ، اعتلاها وأدخل قضيبه بهدوء بين أشفارها ثم ضغط عليه حتى اخترق قناة فرجها إلى نهايتها وهى أول مرة له ، لكن بحنكة الخبراء كان يتعامل مع جسدها ، كانت تتأمله وهو ينفذ ما تفكر فيه وترغبه ، يسرع قبل أن تطلب ، ويبطئ قبل ان تشير إليه ، يعنف قبل أن تناشده ويحنو قبل أن ترجوه ، يقبلها ويمتص لسانها ويقبل خديها حتى حدود العنق ، بقيت لتستمتع بما يؤديه حتى صرخت في لوعة واحتراق : أين كنت من قبل ، أنت المتعة مجسدة في رجل ، آه من فقدانك طيلة ما مضى ، ظلت تحسب معه رعشاتها بابتسام ، الأولى ، الثانية ، الرابعة ، السادسة ، وأين انتفاضتك أنت ورعشتك يا حبيب العمر الذى حل على غير موعد !
جلس القرفصاء ورفع ساقيها ، دلك مشافرها وأمسك بكفيها ، أدخل قضيبه وجذبها ، جذبها أكثر واكثر ، نهضت معه ، جلست على قضيبه وهو يركن بظهر إلى الجدار ، ضغط على جسدها فصار قضيبه مزروعا في فرجها تكاد تورق رأسه وتثمر داخلها ، لكنها ستروى وتسقى أولا ، انطلقت قذائف منيه داخل معسكرات المبيضين ، شعرت فاتن بلذة تغمرها من شعر رأسها حتى أطراف أصابعها ، شعرت بتنميل جسدها ، أغمضت عينيها وراحت تحتضنه بهدوء وتنام على كتفه في صمت إلا من التنهدات المنطلقة فوق عنقه ، حاول إنزالها فاستعصت ، امامنا الوقت يا حبيبى فلنهنأ بمتعتنا ، لا تتركنى ، هكذا توسلت ، أقامها ليلبسها سترة فوقيه ، كانت تنظر إليه في دهشة لكنه أخبرها انه سيمتعها بشكل كانت تتمناه من قبل ، افتحى النافذة ، جعلها تطل منها ثم أرخى الستارة على ظهرها فوق جسدها ليحجب رؤية جسده من الخارج ، صار نصفها العلوى يظهر من النافذة خلفها الستارة ، أحنى جسدها للامام ، دفع بقضيبه بين فخذيها من الخلف حتى دخل إلى فرجها ، كانت الستارة حاجزا بينه وبين ظهرها ، نزعت قضيبه والتفتت إليه وضمته بلهفة وشبق وهى تهمس في أذنه بحرقة : طوال عمرى يا حبيبى تمنيت ان يضاجعنى زوجى هكذا ، رجوته وتوسلت إليه وهو يرفض ، أنت تحقق أمنياتى دون طلب ، أنت تشعر فيم أفكر ، الآن عرفت أنك تحبنى حقا ، قلبى يراسل قلبك وقلبك يفك شفرات قلبى ، اما قضيبك فهو المكافأة التى وافتنى بها الدنيا ، افعل ما تريد يا عشيقى فهو ذاته ما أريد ، ثم عادت تتخذ نفس الوضع ترفع مؤخرتها اكثر ، تفتح ساقيها أكثر ، وقفت تنادى صاحب المحل المفتوح في الأسفل وتسأله عن بعض أشياء غير موجودة بالمحل ، لم تكن تريد شيئا ، لكنها أرادت أن تتحدث فقط بينما هنالك قضيب يناغى نشوتها ويلبى سعار جسدها ، وقفت تحكى مع جارتها في الشقة الملاصقة وهى تقف في شرفتها بينما راح بشير يرهز بقوة كلما سمع صوتها ، كانت تحاول أن توارى انتشاءها وتأوهاتها بينما تحدثها الجارة ، انطلقت ضحكاتها على نكتة سخيفة قالتها جارتها لكن ضحكاتها كانت بفعل نشوتها ، صفعها بشير على فردة مؤخرتها اليمنى ، فعاودت الضحك ، أدخل إصبعه في فتحة مؤخرتها فتعالت ضحكاتها وكلما سألتها الجارة ترد عليها أن ضحكاتها لأجل تلك النكتة التى قالتها ، فانطلقت الجارة تروى المزيد من النكات الغبية ، وفاتن مستمرة في الضحك والتأوه ، كان بشير قد بلغ أقصاه ، كان من قبل يتابع تلك المشاهد في حواراتها مع الجارات دون استيعاب للحوار لكن مع استيعاب تام لتفاصيل صوتها ووجهها ، لكنه اليوم هو من يدير المشهد من الخلف ، من خلف جسد فاتن ، ضغط وضغط حتى مال نصف جسدها من النافذة فسألتها الجارة ، فأجابت مدعية انها تنظر في اتجاه اول الشارع تتابع إحدى النساء لعلها صديقتها فلانة ، تراجعت بمؤخرتها للخلف فضغط بقضيبه للعمق وامسك بخصرها يضمه فانطلقت آهة عالية منها لتقاطع حديث الجارة التى سألتها عما بها فأجابتها أن شيئا ما يؤلم ساقها واستأذنت منها دقيقة لتراه ، التفتت إليه وعانقته تقبله بشكل محموم وقضيبه يضغط فوق قبة فرجها ويتمدد حتى يبلغ سرتها .
سحبته من قضيبه وتوجهت به للأريكة ، جلست وأسندت ظهرها ثم رفعت ساقيها وفتحت فخذيها وأمسكت بشفاه فرجها بأطراف أصابعها ، تقدم إليها وهو جالس على ركبتيه على الأرض يوجه قضيبه لداخل مهبلها ، كان كلما يضرب بقضيبه تتحرك إليه حتى صار ظهرها فقط على الأريكة بينما مؤخرتها وفخذاها خارج حدود الأريكة بشكل تام ، ضمها من تحت ذراعيها ثم حملها ووقف بها وهى فاغرة فمها مندهشة كيف تمكن من حملها كاليمامة وهى الممتلئة المكتنزة ، زالت عنها دهشتها حينما وجدته يرفعها ويخفضها فوق قضيبه وهو يدور بها في أرجاء الغرفة ، همست في أذنيه لا لتمدحه بل لتسبه ، كيف غبت عنى كل تلك الاعوام وانت هكذا ؟ لو طلبتنى خادمة لك لظللت العمر تحت قدميك ، أنت الرجل الوحيد في هذا العالم ، لا يوجد رجل مثلك ، لم يعبأ بكلماتها وانطلق يضغط ويضغط ، أراد أن يريها المزيد من العجائب فأنزل إحدى يديه وحملها بذراع واحد ، غمرتها السعادة حتى فاضت سوائلها على قضيبة ، بل فوق خصيتيه ، بل زادت وفاضت حتى هطلت على فخذيه ، احتضنته وهى تقبل خديه وشفتيه بخطفات سريعة ، اطلق العنان لمنيه ليقتحم فرجها ، كانت تشعر بكل قطرة منه تضرب عنق رحمها ، نزلت من فوق قضيبه تدريجيا وهى لا زالت تحتضنه ، نظرت في الساعة المعلقة على الحائط فقبل جبينها وارتدى ملابسه وهى تتحسر على انتهاء حصتها من المتعة الفائقة ، ذهبت معه في هدوء دون كلام نحو الباب ، قبل أن يفتح الباب أمسكت بظهره تناشده أن يضرب لها موعدا آخر ، لا يتركه للصدفة من جديد ، عاهدها على التكرار مرة كل أسبوع حينما تسنح له الظروف إما في بيتها أو في بيته في مخزن الدور الأرضى .
خرج عائدا لبيته ، صعد لشقة أخيه مدحت الذى كان لا يزال ينتظره للغداء معه !
مدحت : إيه يا عم أنا نزلت أنادى عليك مالقيتكش كنت فين !
بشير : روحت اشترى حاجة من ع الناصية
مدحت : طب اقعد كل تعالى انا قلت اتسلى على ما تيجى
بشير : ألف هنا يا ابو يونس ، تسلم إيدك يا ام يونس ، الأكل ريحته تجنن
مدحت : ههههههه انت اللى شكلك جعان ، ده انت اول واحد يشكر في أكلها
مى : شوف اللى بقاله ساعة بياكل بيقول إيه ! طب انا راضية شهادتك يا بشير ، الأكل وحش !
بشير : لا ازاى بس !! بجد حلو جدا ، تسلم إيدك ، قول لى يا ابو يونس ، نويت على إيه ؟
مدحت : في إيه بالظبط ؟!
بشير : في شغلك ؟
مدحت : فين بقا على ما ابقا الاقى شغل تانى زى اللى كنت فيه ! ده انا من امبارح دماغى هاتتفرتك مانمتش الا بعد الفجر عمال افكر هاصرف ع العيال منين !
بشير : مدحت ! مش أخويا اللى يقول كده ، اللى انت عاوزه من عينى ، بعد الغدا ننزل عندى شوية
واصطحبه بعد الغداء إلى غرفته وأخرج له ما يقرب العشرة آلاف جنيه كانت كل ما تبقى بعد سلفة مختار منه ليكمل بناء البيت ، أخرجها له من دولاب ملابسه ومنحها له وهو يقول !
بشير : الأخ لاخوه يا مدحت ، خد ولو احتجت تانى تعالى قول لى
مدحت باكيا يحتضن بشير : أنا آسف ليك يا بشير ، يا أخويه ، بعد كل اللى شوفته منك النهارده عاوز اقول لك انى كنت شايفك بعين عميا خالص عن رجولتك وشهامتك
بشير : اعمل ايه في سوء ظنك بس ! بكره هاخليك تلعب بالفلوس لعب يا مدحت ، انا داخل في شوية مشاريع كده وشكلها هاتفتح وانا عينى ليك يا ابو يونس
مدحت ضاحكا : حبيب اخوك يا بشبش ، انما قول لى انت اتغيرت اوى ليه كده وازاى يعنى !
بشير : اهه الواحد بينام ويصحى يلاقى نفسه في حال غير الحال ، روق كده وفرفش وماتشيلش هم طول ما بشير موجود
في المساء جلس بشير في غرفته يتحدث مع مور - حات
بشير : لا زلت أفكر من أين أبدأ !
حات : عجيب أمرك ! أنت تملك العلم الذى يتيح لك كل ما خفى ، ابدأ من حيث كنت قبل العهد ، افتح تلك البرديات التى في الصندوق واقرأ ما فيها ، من هنا يبدأ الطريق ، إنها تخص الفارس العاشر ، كان يهوى تدوين الأحداث الهامة والجنائزية بأماكنها وتفاصيلها كنوع من التأريخ والتوثيق ، بعد القراءة اسألنى عن التفاصيل التى تحتاجها كاملة سأخبرك بها ، وها هو رقم هاتف ذلك " النصير " هو خير من تستعين به ، سجله على هاتفك ! إلى اللقاء يا بيش - را
نهض بشير ليفتح الصندوق وهو يستخرج البرديات ليقرأها بعناية ، كان يفهم كل نقش فيها علام يدل ، رأى الرسوم والإحداثيات حتى استوعب تماما كل ما فيها ، بعد القراءة ظهر له السيد حات يشرح له التفاصيل كاملة ويخبره بما جعله منتشيا مستبشرا ، ابتسم وهو يسحب هاتفه ليتصل بالمعلم نصير !
بشير : أيوة يا معلم ! أنا بشير بتاع البدرشين ، افتكرتنى ! كنت عاوزك في مشوار شغل ، تنزل البدرشين بكرة ! العصر ! آه ماشى حاضر ، لا خلاص هاستناك في ميدان الرماية ونكمل سوا بعربيتك ، لا مش هارجعك بإيدك فاضية عيب !
أنهى المكالمة وانتظر حتى اليوم التالى وفى الموعد كان يستقل سيارة المعلم نصير وفى الطريق تبادلا الحوار !
بشير : لقيت لك طلبك يا معلم !
المعلم نصير : إيه خير ! مقبرة الكاهن !
بشير : شوف يا سيدى ، انت قدامك مش أقل من سبع مقابر ملكية وتسعة للكهنة وكلهم في الجيزة ، والمقابر اللى اخترتهالك فى أرض فاضية ومفيش حواليها اى مشاكل شغل ع الرايق اوى يعنى يادوب نشترى ونشتغل ، ومن الآخر كده سنة شغل قدامك
المعلم نصير : ازاى ده ! انت بتتكلم بجد ! لو طريقهم سالك فأنا شارى والفلوس حاضرة
بشير : بعدين نبقا نتكلم في الفلوس وعلى كل حال اعتبرنا شركا
ظل بشير يوجه سيارة المعلم نصير نحو المناطق التى سيشتريها كما قال ، وكانت البداية على مقربة من بيت مختار ، نزل المعلم نصير وبشير إلى جواره ، توقف لحظات ثم قال !
بشير : شايف يا معلم حتة الأرض دى كلها !
المعلم نصير : آه مالها ؟!
بشير : شايف مساحتها كبيرة ازاى ! تيجى 1500 متر ، من يوم ما طلعنا للدنيا واصحابها عارضينها للبيع ولا حد فكر يشتريها
المعلم نصير : أنا اشتريها وهاسيبهالك هدية منى بعد الشغل وكل حتة اشتريها لو لقينا فيها خير تبقا بتاعتك !
بشير : تسلم يا معلم
المعلم نصير : انا اعرف اقدر الرجالة كويس
بشير : تعيش يا معلم ، بس عاوز اقولك وانورك ، انا صحيح فرجتك على كل الأماكن اللى فيها الشغل إنما المداخل والمخارج والتفاصيل كلها معايه انا ، لو فيه أى نية للـ..... !
المعلم نصير : عيب تهيننى يا بشير ! أنا راجل ، وطول عمرى إيدى نضيفة وسجلاتى بيضة ولو ما تعرفنيش اسأل عنى خليل الحلوانى يقول لك
بشير: يا معلم انت تتاقل بالدهب ، باتكلم على الرجالة اللى هاتشتغل
المعلم نصير : دول رجالتى ، عمرهم ما يعصوا أوامرى ، يبيعوا روحهم عشانى ، بكرة لما نشتغل مع بعض هاتعرفهم اكتر
بشير : يبقا اتفقنا ، تعالى نكلم اصحاب الأرض
المعلم نصير : طالبين فيها كام ؟
بشير : اهو شوية يقولوا هانبيعها بالمتر وشوية يقولوا على بعضها هانتكلم معاهم سوا ونشوف
المعلم نصير : لو بخمسين مليون هاخدها
وفى خلال يومين لا أكثر أنهى المعلم نصير عملية الشراء وبعلاقاته استخرج خلال أيام كذلك تصريح بناء مصنع للبويات بناء على طلب بشير ، كان كل شئ باسم نصير حتى انتهاء عملية الاستخراج ثم تنازل بعدها عن الأرض والمصنع لبشير ، بدأ العمل ، تم بناء السور أولا حول الأرض ، وتم وضع لافتة وبدأ العمل في وضح النهار ، فى اول يوم عمل وقف بشير في اتجاه الشمس ثم سار بضع خطوات في اتجاه الشمال وتوقف !
بشير : نبدأ هنا : مقبرة ملكية على عمق 12 متر وأربعين سنتى بالظبط ، الحفر عمودى 7 متر وبعدها غرب مترين وبعدين عمودى تانى 5 متر
المعلم نصير منبهرا : تسلم لى دماغك ! اشتغلوا يا رجالة زى ما قال الباشا
وبعد الوصول للباب وإزاحته قال بشير : دلوقتى السلالم تحت فيهم أول سلمة سليمة والتانية مقلوبة ، التالتة سليمة والرابعة مقلوبة ، الخامسة والسادسة تمام والسابعة مش سلمة أصلا دى مزلاج ، زحليقة يعنى ، بعد الدرجة العشرين فيه عتبة عرض ستين ، دى مش عتبة دى غطا مدغدغ وتحته بير! ناخد بالنا ، مفيش بيننا خاين ولا ابن حرام ! نيتنا صافية كلنا ، الرزقة شركة ! يلا همة يا رجالة
المعلم نصير : إدينى دماغك أبوسها يا ابنى ، ده انت كنز لوحدك ، انا لو اعرف انك كده كنت اشتريك بعمرى من يوم ما قابلتك اول مرة !
الآن أزيل الباب ، نزل أكثر الرجال خبرة وحده يرتدى قناعا لفلترة الهواء ، قام بتوصيل اللمبات المضيئة داخل المقبرة ثم وضع بها جهازا طاردا للهواء لمدة ساعة وخرطومه خارج الحفرة ، بعد الساعة وضع جهازا ضاخا للهواء بداخل الحفرة لساعة أخرى ، ثم نادى على المعلم نصير وبشير ليدخلا ، وفى الأسفل نظر نصير يمينا ويسارا وهو في غاية الإنبهار مما يراه من كنوز تفتح أحضانها لطالبيها ، احتضن المعلم نصير بشير وهو يهنئه ، كان تصميم المقبرة يتكون من فناء مفتوح وكانوا يستخدمونه في الماضى كمزار لأقرباء الميت يتلون فيه الترانيم عليه ، ثم واجهة المقبرة وعلى جانبيها لوحتان إحداهما على اليمين والثانية على الشمال ، قرأهما بشير فوجد عليهما أسماء المتوفي وألقابه التى حازها في عهده ، ثم مدخل المقبرة ، وتليه صالة مستعرضة تتعامد عليها صالة طولية لتشكلان حرف T وتوضع في الصالة الطولية على الحائط صورة لصاحب المقبرة ، وبعض منجزاته ومناقبه ، لا صوت يعلو فوق صوت الذهب ، أكثر من 750 قطعة من تماثيل ومنحوتات متنوعة ما بين الذهب والحجر ، وبوق فضي وسرير جنائزي ، وتمثال بالحجم الطبيعي للملك يقف متأهبا عند مدخل مقبرته ، رفع الرجال غطاء تابوت الملك ، نظر المعلم نصير حول موميائه فى صمت ثم ابتسم ، خرج مع بشير ليتم الاتفاق على النقل فى حينه ، وبمساعدة مور- حات أعطاه بشير خارطة تعليمات للسير والاتجاهات ليستعين بها أثناء النقل حتى لا يتم القبض عليهم ، نجحت عملية النقل كما رسمها بشير ، بعد أيام قليلة أرسل المعلم نصير سائقه ومعه حقائب للسفر مكتظة بالأموال المتنوعة فى جنسيتها بالملايين التى وضعها فى سيارة حديثة تركها هدية لبشير مخبرا إياه ان بداخلها نصيبه ،عاد بشير يخطط ليوجههم إلى المقبرة الثانية والثالثة والرابعة ، عمليات شراء الأراضى كانت كلها تتم باسم المعلم نصير الذى كان يستخرج ما فيها ثم يضع أساسات المبانى ويتنازل عنها لبشير بعد الانتهاء ، تكدست الملايين فى غرفة بشير بلا عدد وتكاثرت عقاراته ، قام بشراء إحدى الفيلات من خليل بك الحلوانى رجل الأعمال والتهريب على السواء ، وهناك جعل غرفة فى الطابق الأرضى فقط لتخزين الأموال ، أكمل بناء المصنع وتجهيزه على أحسن ما يكون ، وبعد عشرة أشهر تقريبا تمت العملية السادسة عشرة والأخيرة فى تلك المرحلة ، بعدها ذهب ليمنح أخاه عقد المصنع وتراخيصه وسجلاته الضريبية مع مبلغ نقدى يتجاوز الستة ملايين كرأس المال لشراء الخامات وعين له خبير إنتاج فى ذلك المجال كمستشار له حتى يثبت قدميه ، لم يصدق مدحت ما يجرى ، استبدت به الحيرة حتى أخبره بشير أنه أصبح من مضاربى البورصة منذ عدة أشهر ودخل فى عدة مشاريع مع عدد من رجال الأعمال ، وكل يوم هنالك المزيد من الأرباح ، انطلق بعدها مدحت ليدير المصنع الذى لم يكن ليحلم بالعمل فى مثله يوما ما .
لم تكن لقاءات بشير الغرامية بفاتن على ما يرام فى تلك الفترة لكنها كانت تتحرق شوقا إليه ، أما هو فكان لديه شهوة عارمة لجمع الأموال ، قبل انتقاله تماما ليقيم فى الفيلا بليلتين فقط أقام له مدحت حفل عشاء دعا إليه عائلة زوجته ام مى أو " عزيزة 51 سنة " إلى جانب أخوات مى " ماجدة 28 سنة ومايسة 26 سنة" بأزواجهما وأبنائهما بالاضافة لأم بشير التى رفضت الإنتقال إلى الفيلا وقررت البقاء فى بيتها لترعاها مى التى تعرف احتياجاتها جيدا ، بعد العشاء نزل بشير لحجرته ليلاحظ بعد قليل انصراف المدعويين ، كان يلملم بقية حاجياته مع التمثال والصندوق حينما انتبه لشئ يسقط فى شرفته ، كانت فاتن هى من ألقت له بحجر صغير لتطلب منه اللقاء المحموم ، لم تتردد حينما أشار إليها لتأتى لبيته ، خرجت من شقتها ونزلت السلم ثم عبرت الشارع فى هدوء تام حتى دخلت من الباب لتجده ينتظرها خلفه ، دخل بها الدور الأرضى خلف الأقفاص القديمة المتراصة ، ضمته فى حضنها الملتاع المتشوق وهى تنزع عنه ملابسه الفوقية ، جلست على ركبتيها وهو لا زال واقفا يرتدى البوكسر فقط ، أخرجت قضيبه لتمتصه وتلعق رأسه وهى تتجرد من ملابسها ، أمسكت بقضيبه تداعب به شفاهها وتمرره على أثدائها ، نامت على ظهرها كما لو كانت فى عجلة لتطفئ نيران مهبلها وعيناها فى عينيه ، جلس بين فخذيها ثم انطرح فوقها ليتجه قضيبه بلا عون نحو فتحتها ، همست فى أذنه بنبض مشاعرها بينما هو يتحلى بالصمت والجدية فى أداء مهمته ، بعد قليل انطلق قضيبه ليقذف بحممه بينما هى تعتصر جسده فوق جسدها ، قامت لترتدى ملابسها وارتمت فى أحضان بشير بينما هو لا زال يرتدى ملابسه ، خرج بحذر حتى وصل لباب البيت ، نظر يمينا ويسارا وللأعلى والأسفل ثم أشار إليها لتخرج عائدة إلى بيتها .
اتجه ليصعد السلم فوجد على رابع درجاته امرأة تقول : صباحية مباركة يا عريس ! ودى من مقامك بردو عشان تنزل لها المخزن !
بشير : خالتى أم مى ! لا دى واحدة غلبانة كانت عاوزة مساعدة
أم مى : وساعدتها يا أخويه مش كده !
بشير : تعالى بس نشرب سوا فنجانين قهوة من إيدك الحلوين دول
أم مى : إيدى أنا اللى حلوين ! تعالى ، تعالى
دخل بشير إلى شقته وجلس فى الصالة مع أم مى ليسألها !
بشير : إنما انتى إيه اللى صحاكى لحد دلوقتى ! وماروحتيش معاهم ليه ؟
أم مى : أخوك هو اللى صمم أبات عنده عشان بكره يفرجنى ع المصنع ، دخلوا كلهم ناموا وسابونى ، أنا بقا مش بأنام بدرى أبدا ، وانا قاعدة بقا فى الشباك فوق لقيت البت دى رايحة جاية فى بلكونتها زى اللى بتولد وعنيها على أوضتك ، الفار لعب فى عبى ، طفيت نور الصالة وفضلت مستنياها اشوف هاتعمل إيه لحد ما بدأت تحدفلك طوب وبعدها لقيتها داخلة البيت ، نزلت على طراطيف صوابعى لحد ما لقيتك نازل لها ، نسوان هايجة عاوزة الحرق ، ابعد يا حبيبى عن الأشكال دى عشان كده غلط ، دى طمعانة فيك يا قلب أختك
بشير : لا ماتخافيش عليا ، إنما قولى لى بقا ، انتى احلويتى اوى عن الزيارة اللى فاتت كده ليه ؟
أم مى : أنا حلوة يا اخويه طول عمرى ، كل اللى يشوفنى مع بناتى يقول اختهم الكبيــ ! الصغيرة
بشير : طبعا أصغرهم وأحلاهم كمان ، هاتقعدى هنا كام يوم ؟
أم مى : لا ده انا ماشية بكره بعد ما نروح المصنع على طول
بشير : خسارة !
أم مى : خسارة ليه بقا !
بشير : كان نفسى تنورينا شوية كمان
أم مى : أنوركم آه ! ما كفاية عليك اللى بتنورلك المخزن ، على كل حال العزومات جاية كتير ، افوتك بعافية عشان تنام ، تلاقيك تعبان وحيلك مهدود !
بشير : هههههههه ، لا ده أنا قوة الموتور عندى أربعة وعشرين ساعة شغل من غير تعب
أم مى : الحصان الجامد تبان عافيته لما يسحب عربية عفية محملة بصحيح فى مشوار طويل ، مش ينط نطة على سور واطى ويقول أنا حصان !
بشير : هههههه يخرب بيت لسانك اللى بينقط عسل ، ماتيجى تقعدى جنبى ده انتى كلامك وحشنى
أم مى : واحشاك تبقا تيجى تزورنى ، مش من يوم جواز مى ما خطيتش ناحية الشارع ! تصبح على خير
وبعد انتقاله تماما للفيلا الجديدة ، مكث بضعة أيام يرتب فى حاجياته ، وضع الأثر فى خزانة خلف سريره ثم نام حتى الصباح ، استيقظ على رنين هاتفه فوجد المعلم نصير يدعوه بإلحاح ليذهب إليه فى زيارة له فى قصره الكائن بالمنيا ، تعلل بشير فى البداية بالانشغال ثم وافق على تلك الزيارة ، ذهب إليه فاستقبله استقبال الفاتحين ، يوم كامل وهو يقدم له واجب الضيافة ثم فى آخر النهار أخبره ان أمامه عملية يحتاج فيها استشارته وعلمه حتى يرى هل يكمل أم لا ، كانت المقبرة فى سفح الجبل ، ولم يكن نصير يؤمن أن بها شيئا مهما ، كان يظن انها ليست مقبرة فرعونية أصلا ، لكنه لم يكن ليترك فرصة إلا اغتنمها ، ولأنها ليست كطبيعة المقابر فى مدخلها وبابها الذى وصل إليه بالفعل ، قرر الاستعانة ببشير لعلمه ودهائه فى استكشاف المقابر قبل فتحها ، وقف نصير وبشير والعمال امام الباب ، صمت بشير للحظات ثم نظر أمامه ليجد " مور " تتبدى امام عينيه فى الأفق وهى مبتسمة ، بسطت يدها أمامه لتظهر له كيفية الدخول للمقبرة ، وما سيواجههم حينها من أكمنة ومطبات قد تودى بحياة من يحاول المساس بالمقبرة عن جهل ، شرح لهم بشير بالتفصيل ، دخلوا بالطريقة المعتادة بعد ضبط الهواء والإضاءة ، دخل الرجل الخبير أولا يليه نصير ومعه بشير يدا بيد ، قلب يمينا ويسارا فلم يجد شيئا يذكر، دبت الحسرة فى قلب نصير الذى دعا الرجال ليخرجوا بينما بقى بشير ينتظر انصرافهم بشغف ، توقف نصير ليتابعه متعجبا ثم قال له !
المعلم نصير : إيه خير مستنى إيه !
بشير : تعالى شيل الحجر ده البنى اللى فى الحيطة
المعلم نصير : طب ما أنادى على حد من الرجالة يشيله
بشير : يا معلم روق بقا واسمع كلامى ، مش عاوز حد يعرف احنا بنعمل إيه
نصير : تمام يا غالى ، آدى الحجر أهه ، يا قوى ! ايوة ده وراه ورق برديات اهه ، اقرا يا كبير ومتعنى
ظل بشير يقرأ والابتسامة لا تغادر وجهه بينما نصير ينظر إليه وهو مستبشر حتى توجه له بالحديث !
بشير : شوف يا معلم ! احنا من اول ما اشتغلنا سوا واحنا ع الجد والدوغرى مع بعض ، صح !
المعلم نصير : صحيح أنا معرفتى بيك مابقالهاش كتير لكن ما شوفتش منك الا الجدعنة والرجولة وفوقهم العلم والمفهومية اللى خلونى اعمل فى كام شهر اللى ما عملتهوش طول عمرى ، أنا بجد مديون لك بكتير يا بشير بيه ، إنما ليه الكلام ده ؟
بشير : خلى الرجالة يسبقونا ع البيت وقول لهم احنا راجعين وراكم
المعلم نصير : طب ومين اللى هايتاوى الباب ويقفل البتاعة دى اللى لا هى مقبرة ولا قبر !
بشير : بعدين ، قول لهم يرجعولنا بعد ساعة
المعلم نصير : من عينى يا استاذ
وقام نصير بصرف كل المتواجدين واتفق مع أربعة منهم على العودة بعد ساعة ليقوموا بردم ما حفروه ويواروا المقبرة عن الأعين !
المعلم نصير : تمام يا أستاذ ، دلوقتى مفيش غير انا وانت بس ، تؤمرنى !
بشير : عاوز اعمل معاك صفقة يا معلم ، اللى هنا وجنبنا ماكنتش تحلم تشوفه ، اللى هنلاقيه كله بالنص بينى وبينك تبيع وتبعتلى نصيبى
المعلم نصير : ده انت تاخد عينى يا بشير بس هو فيه إيه هنا والدنيا مغفلقة أهه ، هو الورق ده بيقول إيه !
بشير : فيه هنا باب هاندخل منه على مخزن فيه أكتر من أربعين ألف حتة كبير على صغير ودهب على فضة على حجارة ، المخزن ده زمان اوى مجموعة من المخلصين لموا فيه كل اللى خافوا عليه وشالوه هنا سنة31 قبل الميلاد لما معركة " أكتيوم البحرية " كانت شغالة والرومان كانوا بيحطوا رجلهم جوه مصر
المعلم نصير : آه حرب أكتيوم عارفها ، اللى انتحرت بعدها الست كيلوباترا
بشير : عليك نور ، الرجالة دى كانوا خايفين من الرومان يدمروا أو ينهبوا كنوز أجدادنا ، شالوها هنا وشالوا كمان خمستاشر ألف بردية فيها تاريخ مصر الفرعونى الحقيقى عشان الرومان ما يزوروهوش ولا يمسحوه ، وجوه امان أوى لا محتاجين أقنعة ولا غيره
المعلم نصير : يا سلاااام ! لا ولاد أصل صحيح ، طب افتح ورينى خلينى أتكيف ، فين الباب ؟
بشير : الحيطة دى ! هى الباب
المعلم نصير : طب افتحه ازاى ! دلنى يا غالى !
بشير : امسك المطرقة !
المعلم نصير : إيه هانكسر !
بشير : شايف الحجر ده !
المعلم نصير : آه شايف
بشير : اخبطه خبطة واحدة
وما إن ضرب نصير بالمطرقة حتى تفتت الحجر وظهر مقبض ملء الكف من الخشب ، ضغط عليه بشير ثم أداره وضغط بكتفه على الحائط للداخل فاستدارت على محور أوسط حمل بشير فرع الإضاءة ودخل به وخلفه نصير ليظهر أمامهما ما جعل نصير يخر على ركبتيه غير مصدق ، الحجرة فى بطن الجبل بلا أية نقوش ولا نحوت ، لكنها ممتلئة بالآثار الفرعونية المتنوعة فى أشكالها وخاماتها وعصورها ، جلس يبكى بكاءً هستيريا ، يقبل قدم بشير الذى أنهضه من الأرض وهو يربت على كتفه ، نهض وهو يقبل رأسه ، على اليمين وجد كومة من البرديات ، طلب من نصير أن يستدعى سيارة نقل ثم حملها بكل ما وجده من برديات ، تمت عملية التمويه أثناء النقل مع اتباع خطوط سير تبتعد عن مسار الشرطة واكمنتها حتى وصلت للفيلا بسلام ، أما نصير فقد أخفى سر المخزن حتى عن رجاله وهو يفكر فى التسويق ، عاد بشير بالبرديات للفيلا ، شئ ما جذبه لقراءتها سطرا سطرا ، عكف على قراءتها واحدة تلو الأخرى وهو يدون كل ما يقرأ ويترجم ، بعد قراءة ما أدهشه من حقائق غائبة أو مغيبة قرر أن يوصل كل ذلك للناس ليعلموا تاريخهم بصدق ، بدأ التفكير فى طريقة النشر ، استدعى مور- حات ليأخذ رأيهما ، وعندما حدثهما عن نيته فى النشر وجدهما يحذرانه !
حات : نحن حراس عليك يا بيش - را ، وما تفعله لن ينفعك ، لو استطعنا الوقوف معك امام العالم كله فكيف نمنع عنك نفسك ؟ أنت تلقى بنفسك إلى التخلى عن كل ما أنت فيه !
مور : سيد بيش - را ! بكل تاكيد نثمن سعيك للمعرفة ولكن ما تنوى فعله الآن لن يفيد ، ولولا اننا حراس على امنياتك لما حذرناك ، فبحق ما بيننا نناشدك التخلى عن رغبتك هذه حتى لا ينتهى وعدنا معك بالاستمرار !
بشير : لست أدرى لماذا تتحدثان بهذا الشكل وقد اعتدت منكما السمع والطاعة ؟!
حات : لأن بإمكانك الاستفادة العظمى مما أنت فيه لكنك تريد الانصراف عنه ، تريد وداعنا للأبد يا سيد بيش - را
مور : أنت الآن تختار بين أمرين أحدهما ينفعك والثانى سيلحق بك الأذى والضرر العميق
بشير : أنا متحير فى أمركما اليوم ، وأرجوكما التوضيح
مور : توضيح !ّ أى توضيح ! ليت بإمكاننا حل أنفسنا من الوعد والعهد ، أخبرنى سيد بيش - را ! هل تنوى بالفعل أن تخرج بما ستعرفه للناس أم أنك ستحتفظ به لنفسك ؟
بشير : ماذا سيحدث حينما اختار هذا الطريق او ذاك ؟!
حات : لو أنك ستحتفظ به لنفسك فنحن سنبقى على العهد شريطة ألا تتحدث فيه معنا مرة أخرى أو تخبر به احدا حتى لو كان ظلك ، أما لو أطلعت الناس عليه فحينها يكون قد انتهى شأننا معك وسنرحل عنك وبعدها لا نضمن تعرضك لأعنف المؤذيات
بشير : أتعجب من موقفكما ، بالقطع لن أخبر أحدا أنى فى حراسة مور- حات ، فكيف يكون الخيار إذاً
مور : لكى تفهم أكثر قبل أن تختار سيد بيش - را عليك أن تفكر جيدا ، ولكن لتفكر بصدق فاقرأ تلك البردية السوداء أولا ثم بعدها لك القرار ، إما ببقائنا إلى جوارك وإما الرحيل إلى الأبد !
حات : اقرأ واحفظ السر إن شئت لنفسك السعادة !
مد بشير يده ليأخذ البردية السوداء ليطالع ما فيها بينما لا زال حات ومور يقفان أمامه ، لم يفهم الأسطر الأولى لكنه بعد قليل بدأ يستوعب !
الفصل الرابع
كانت البردية تتحدث عن واقعة تعود لعهود سحيقة ، لكن أثرها امتد بعد ذلك لقرون اخرى ! راح يقرأ بكل تركيز وبدقة !
............. وحينما شعرت الأميرة " موريس " بالقلق على أخيها " حاتوم " من حزنه لما كان من زوجة أبيهما الملكة " بيرا - إم " ذهبت إليه فى جنح الليل لتطمئن عليه فوجدته واقفا فى شرفة جناحه والدموع فى عينيه ، حاولت أن تهدئ من روعه لكن ألمه كان عميقا ، وبينما هى تحاوره قاطع تحاورهما تسلل تلك الملكة " بيرا - إم " إلى حديقة القصر الخلفية وسط الأشجار العالية ، لم يفهما ما فى الامر فنزلا يسيران على قدميهما بهدوء إلى خارج القصر لمراقبتها ، وقفا على بعد يرقبان الأمر فوجداها تسكب من يدها سائلا من قارورة لترسم بها دائرة قطرها حوالى عشرة أقدام ، ثم وكزت على ركبتيها داخل الدائرة وهى تتمتم بشئ يشبه التعويذة حتى بدا لها " سايت - آن " الشيطان الذى كان دائما يستعين به أبوها الكاهن الملثم " سور- آن " وطلبت منه بوضوح أن يضع الرغبة العارمة فى قلب الامير " حاتوم " تجاهها بعدما ضبطها مع عشيقها الخادم " جور- رام " فهددته هى أن تفضحه بالتلفيق عند أبيه الملك " كا - إين - حو " ، شعر " سايت - آن " برقابة حاتوم وموريس لهما فأشار للخائنة بالسكوت وفى لحظة وجد موريس وحاتوم نفسهما فى قفص زجاجى أمام الخائنة وشيطانها ، تجمدت الخاطئة " بيرا - إم " مكانها ووقف ذلك الشيطان غير عابئ ، أمرته الخائنة أن ينكل بهما قبل ان يفضحا أمرهما ثم انصرفت عائدة للقصر وكلها ثقة فى شيطانها ، ظل يعذبهما فى قفصهما حتى صار يدفعهما لممارسة الفحشاء معا ليخضعا لسلطانه ، لكنهما رفضا ، كان يقرب أبدانهما بسحره ليجعلهما يتعانقان بطلاسمه بينما ظل حاتوم يتلو الترانيم ويمانع وكذلك كانت تفعل موريس ، جردهما من ثيابهما فتعالت صرخاتهما لكن القفص الزجاجى كان مانعا من خروج الأصوات ، وضع حاتوم يده على قضيبه ليستره رافعا يده الأخرى ليتوعده بينما وضعت موريس يدها على فرجها ، ويدها الأخرى على صدرها ، ظلا يجاهدانه بما يحفظان من ترانيم حتى استبد به الغضب فدخل لهما فى القفص ، ظل يردد ترانيمه وهما يقتربان بأجسادهما حتى استدار حاتوم فجعل ظهره فى ظهر أخته ولم يزل كل منهما ساترا عورته ، جلدهما حتى يغيرا من وضعهما فلم يتمكن .
ولما أصاب اليأس " سايت - آن " دعا قرناءه من المردة فجعلوا يقذفونهما بالحمم المتقدة من جحيم البراكين ثم صبوا عليهما خلاصة المعادن الجوفية المنصهرة لكن الجسدين لم ينصهرا ، فقط تحولا إلى تمثال يتخذ نفس الوضعية التى كانا عليها ، راح يقرأ طلاسمه مع قرنائه كى يختفى التمثال او ينصهر لكن كل ما حدث ان تقلص حجمه حتى صار تمثالا بحجم الكف داخل القفص الزجاجى ، أخرجه الشيطان من القفص ثم حمله واختفى ، وحينما طال غيابهما أمر أبوهما الملك ذلك " الكاهن الملثم " كبير كهنة معبده أن يفعل كل ما بوسعه ليعيدهما أو ليدله على مكانهما ، فاستعان الكاهن بالشيطان " مى - رو - فان " الذى أخبره بالقصة كاملة ، خاف الكاهن لو أخبر الملك بحقيقة كل ما حدث أن يؤدى ذلك لإشتعال القصر او لقتله هو على أقل تقدير مع ابنته زوجة الملك ، وخاف كذلك أن يستعين الملك بغيره من الكهنة فيخبره بما حدث ، فاستعان بكل القوى الشيطانية حتى اقترح عليه شيطانه أن يجعل لهما شبيهين من أعوانه أبناء جنسه ، لكن الشرط كان قتل الملكة الخائنة وعشيقها الخادم كقربان لما قد قتل لأجله موريس وحاتوم ، وحينما يتشبع التمثال من دمائهما يخرج الشبيهان ، خاف الكاهن من تلك التجربة فطلب من " مى - رو - فان " أن يجعله مسيطرا على الشبيهين فمنحه الخاتم المطلسم الذى سيجعلهما تحت إمرته تماما ، وعلامة العهد ان يضئ فص الخاتم الأسود ليتحول لونه للبياض ، قرر الكاهن التضحية بابنته ولتذهب هى إلى الجحيم طالما كانت حياتها مقابل حياته ، راقب الكاهن الملثم ابنته الملكة عن كثب حتى تسلل فى ليلة إلى ملتقى العشق فى حديقة القصر الخلفية ، وبينما كانت فى أحضان عشيقها الخادم قتلهما وغمس التمثال فى دمائهما ليخرج الشبيهان مجيبين لكل طلبات الكاهن القاتل ثم أخفى جثة ابنته والخادم عنده حتى حين .
دخل الكاهن على الملك ومعه الشبيهان وظن الملك أنهما ابنه وابنته ففرح بهما ومنح الكاهن مكافأة ضخمة ، ثم أخبره الكاهن حينها أن زوجته الملكة قد مرضت بداءٍ قد يعديه واوحى للملك أنه عزلها عنده حتى لا تصيبه العدوى ، ثم أعلن موتها بعد أيام قلائل وتم حرق جثتها الحقيقية مع جثة الخادم الخائن ، كان الملك يستجيب لكل ما يقول وكأنه عبد عنده ، وبعد شهرين مات الكاهن فاختفى الشبيهان وعادا تمثالا من جديد ، وبعد ساعات فقط حمل الشيطان " مى - رو - فان " تمثالهما وذهب به إلى نائب الكاهن وأخبره بالقصة وبما سينعم به لو أعاد استخراج الشبيهين ، ففرح الكاهن بما سيجد منهما ، وذهب يتربص برجل وامرأة يمارسان الزنا فقتلهما وغمس التمثال فى دمائهما وظل التمثال يورث لكاهن بعد كاهن حتى وصل للكاهن " مو - كا - را " معلم الكاهن " زو - برا " الذى حكى له القصة كاملة فدونها زو- برا فى رقعة وجعلها فى رواق جناحه فاكتشفتها الخادمة " مير- إيت " بعد اختفائه من المعبد ، ولكرهها له قررت أن تعلن كل ما فيها أمام الملك " مو - نفر - كا - رع " وروت له ما كانت ترى بينه وبين الملكة الراحلة فأشعل النار فى كل "كهنة وعب" وقتل الخادمة التى اخبرته بما رأت ، بينما كان هنالك ابن الملك الصغير " ها - لى - أو " الذى أصابه مس فمرض حتى الموت جراء ما فعل أبوه الملك الذى لم يتحمل كل ذلك ، فكتب كل ما صار وأثبت انتحاره واوصى بالعرش لابن أخيه فى بردية تركها فوق جسده ثم شرب السم ومات ، بينما بقى اختفاء الكاهن " زو- برا " والتمثال هو السر الذى لم يعرفه أحد حتى اليوم !
نظرت مور لوجه بشير وهى مبتسمة هادئة الملامح ، بينما كان حات فى ترقب وانتظار لقراره ، طوى بشير البردية واسترخى على كرسيه وأرجع رأسه للوراء وهو يتنفس بعمق ثم نظر لهما وهو يقول !
بشير : إن بيش - را لا يعنيه من تكونان وما أصل قصتكما ، وحتى لو أخرجت للناس التاريخ صحيحا باستثناء هذه الصفحة فلن أشعر انى قدمت لهم ما أريده وما يحتاجونه هم ، فليبق كل شئ على حاله ، ما اتمناه بحق هو أن تتغير احوالهم ، والنبش فى التاريخ لن يفيد بقدر حاجتهم لما هو أغلى عندهم ! أشعر أن ما أنا فيه هم فيه شركاء ، وأشعر أن لهم فى عنقى ديونا !
مور : هذا طبع النبلاء ، أنت حر فى كل ما تريد يا سيد بيش - را ، طالما كنت تحفظ السر فالعهد بيننا ولا تزال الفرص متاحة لتنفعهم بالفعل
بشير : كيف ذلك !
حات : الافكار لا تنتهى يا بيش - را ، لكن عليك أن تعلم وتستوعب أن الناس لا تنظر لما مضى بقدر ما يهمهم المستقبل ، فاجعل المستقبل هدفك ، وفكر بطريقة أخرى
بشير : أشعر أن فى عقلك شيئا يدور
حات : نعم لكن قبل كل شئ ، لابد أولا أن يعرفك الناس حتى لا تظهر لهم فجأة لتقدم لهم العون فيرتابوا فى أمرك ، اذهب أولا لخليل الحلوانى ونصير واعقد اجتماعا لإنشاء مصنع كبير للسيارات فى مصر ولتكونوا فيه شركاء ، تذكر ! لن يرفض أحد لك مطلبا ، عندما تتحدث عن مصنع لإنتاج السيارات فانت تتحدث فى المليارات وهذا لا يمكن لك وحدك الآن ، بعد ذلك يكون لنا حديث آخر ، عندما تصبح نموذجا لكل الشباب !
لم يكن بشير يعلم أن نصير وخليل بك قد بدآ فى بيع ما بالمخزن حتى وجد نصير يتصل به ليخبره بشفرات يفهمها انه سيرسل له الدفعة الأولى من رصيده والتى تجاوزت أقصى أحلامه ، ثم أخبره أن خليل الحلوانى هو الوسيط الدولى ولهذا وجد بشير الفرصة لطلب عقد الاجتماع الثلاثى ، وهناك تم الاتفاق على إنشاء مصنع لإنتاج السيارات كغطاء له ولنصير على الأقل وتم اختيار اسمه ليكون KNB رمزا للأحرف الأولى من أسمائهم ، ومع تدخلات خليل بك تمت سراعا كل الإجراءات من تراخيص وإنشاءات واستيراد للميكنة والخامات الأولية والأجزاء الأساسية ، ولم يمر إلا بضعة أشهر حتى كان المصنع يعلن عن باكورة إنتاجه لسيارة تحمل اسم المصنع فكانت حديث الساعة لدى الجميع ، وعلى أرض الجيزة كان ذلك الصرح العملاق ، مصنع وشركات للتسويق ، ترك نصير وخليل رئاسة مجلس الإدارة لبشير ليتفرغا لباقى أعمالهما ، وفى يوم وجد بشير وفدا إعلاميا لديه فى المصنع لتسجيل حوار ومتابعة تفاصيل الإنتاج لتقديم فيلم تسجيلى عن هذا العمل الرائع لتشجيع كل رجال الأعمال على فتح الأبواب امام المنافسة العالمية فى كافة المجالات ، وانتهى اللقاء التليفزيونى وشعر بشير أنه الآن قد حقق اول خطوة طلبها منه السيد حات ، فها هو قد وصل للناس ولن يفاجئهم حينما يطل عليهم ليقدم لهم بالفعل رد الديون ، جلس بشير فى الفيلا يتابع الفيلم التسجيلى وبعدما انتهى العرض وجد مكالمات التهنئة من كل من يعرفونه حتى وجد اتصالا هاتفيا من رقم مجهول !
بشير : ألو ، مين !
عزيزة : عارفة انك لا هاتعرفنى ولا هاتفتكر ليلة ما قفشتك ! محدش أدك بقيت نجم اهه هاتفتكرنا ليه ؟
بشير : أم مى ! ازيك ، ليكى وحشة
عزيزة وهى تضحك بنعومة : وحشة ! فين ده ! تعبتنى لحد ما جبت رقمك من اخوك وهو عمال يسألنى عاوزاه ليه !
بشير : حقك عليا ما تزعليش أنا عارف انى مقصر معلهش
عزيزة : انا كنت هناك عندكم الأسبوع اللى فات قالولى انك لسة ماشى قلت يبقا راح يبل ريقه ، آه تلاقى البت وحشته ههههههههه
بشير : يا ظالمة يا ظالمة ! طب وحياة غلاوتك ما شوفتها من ليلة ما كنا سوا ، شكلها عرفت انك شوفتيها فخافت
عزيزة : أمال بتعدل مزاجك فين الأيام دى ؟
بشير : لوحدى اهه تعالى شوفى بنفسك ، مشغول لشوشتى
عزيزة : ما اصدقش ! أصل أنا عارفاك ماتستحملش ، فاهماك أنا من يوم فرح مى ! فاكر !
بشير : يخرب عقلك انتى لسه فاكرة ! ده انتى بصتك ليا يومها حبست دمى !
عزيزة : يا اخى ما تقولش كده ما تحسسنيش بالذنب ، انا فكرتك حد غريب ، وبعدين اصل انت كنت زانقنى وداخل فى ضهرى جامد اوى واحنا فى الزفة
بشير : ماتكسفينيش بقا ، كنت وقتها مش واخد بالى
عزيزة : امممم ! بجد ما كنتش واخد بالك ، لو قابلتك فى اى حتة هابقا اسألك وانا عينى فى عينك
بشير : طب ما تخليها النهارده ، نتغدى مع بعض عندى ، انتى ما دخلتيش الفيلا بتاعتى أبدا ، تعالى قضى هنا يومين وغيرى جو الحارة ، إيه رأيك ؟
عزيزة : إيه ده بجد ولا عزومة مراكبية ؟
بشير : مراكبية يا زوزو ! طب ما تقولى آه وشوفى بنفسك !
عزيزة : بس يومين لا ، اتغدى ماشى ممكن ، عاوزنى أجى لوحدى ولا عامل وليمة !
بشير : لا الدعوة ليكى لوحدك آه انا راجل على اد حالى
عزيزة : هههههههههه ما هو باين ، طيب موافقة
بشير : خلاص وانا هاجى آخدك ، ربع ساعة وتلاقينى مستنيكى على اول الشارع بالعربية
وكأن بشير كان يشعر أن عزيزة هى بقية من تصفية حساباته مع الماضى ، نسى كل ما يشغل باله وراح ينظر لبشير السابق بنظرة عطف وإشفاق ، وفى طريقه لعزيزة ظل يتذكر ليلة زفاف اخيه حينما رأى أم مى ترتدى عباءة خضراء اللون مجسمة محبوكة على جسدها لتظهر تفاصيل تضاريسه بشكل صارخ ، حتى ثنيات ظهرها كانت تظهر بوضوح فوق خصرها الذى تضاءل فوق مؤخرة عريضة شهية مستديرة بارزة مشدودة حتى اليوم اهتزازاتها شابة ، اشتهاها حتى فاض به الكيل ليلتها فذهب يتقدم حتى وقف خلفها وهى خلف ابنتها العروس ، اقترب حتى صار قضيبه يعانق الفلق بين ردفيها وهو يستشعر حركتهما الرجراجة بحرية وكأنها تقصد استفزاز شهوة الرجال ، وحينما توقفت مسيرة الزفة ضغط بكل جسده فالتفتت تنظر إليه بجسارة عينيها الكحيلتين ، تمعن فى وجهها وقد جعلتها الزينة نجمة سينمائية مثيرة ، زينت وجهها بإحكام فى كل خطوطه ، شعر بالسكر يدب فى اوصاله بغير شراب ، لم يسمع حينها وهى تحذره وتنهره وتطالبه أن يبتعد عنها ، كان فى غيبوبة ليلتها حتى تحركت وهو فى مكانه ثم انتبه وقد تحركت الزفة ، ثم صار الحزن والخزى يعتصرانه حينما رآها تنفر منه بعدها فى كل الاجتماعات العائلية ، لكنها !! لا زالت تتذكر ما فعله ، همس لنفسه لو صدق إحساسى فسأجعلها الليلة عشيقتى ، لا زلت أروى ظمأك وأطفئ نيران أشواقك يا بشير الماضى .
توقف بسيارته على ناصية الشارع الذى تقيم فيه عزيزة فى نفس قريته القديمة ، نزل من السيارة لينظر إليها ليجدها ترتدى عباءة أروع من تلك التى كانت ترتديها منذ سنوات ، نفس الزينة التى تزينت بها من قبل ، لازال جمالها وشبابها كما هو ، لم يكن الزمن قد ألقى بظلاله على جمالها وجاذبيتها ، توقف لحظات ليرحب بها وهو ينظر لها بعين مشتهية قصيرة القامة لكنها ممتلئة بشكل يتناسق مع قامتها ، رقيقة الملامح جميلة ، بيضاء حينما تلفحها الشمس تحمر وجنتاها مباشرة ، نهداها مرتفعان ومؤخرتها بارزة خارج العباءة بسنتيمترات ملحوظة ، قوامها ملفوف حتى ان خصرها النحيل تبديه ضخامة ردفيها وبروزهما من الأجناب ، أطال النظر فابتسمت له وهى فى ترقب وقلق ممن حولها ، فتح لها الباب وأجلسها إلى جواره وانطلق بالسيارة نحو الفيلا ، كانت الساعة تقترب من الرابعة بعد العصر ، ازداد وجهها احمرارا وهى فى السيارة ، بادرها بالحديث عن سعادته لقبولها دعوته فعبرت له عن خالص امتنانها لدعوته ، دخلا إلى الفيلا وأمر الطهاة بإعداد الطعام ، ثم أخذا جولة فى حديقة الفيلا ، الأشجار والزهور والحشائش ، كانت تشاهد وهى مندهشة ثم استفاقت لتجد يدها فى يده ، شعرت برعشة تخلل جسدها لكنها لم تجرؤ على سحب يدها من يده بل استمرت حتى مع ارتفاع الحرارة فى جسدها ، شاهدت حمام السباحة وهى تحدثه أن هذه اول مرة تقف فيها وجها لوجه مع حمام سباحة ، ابتسم وهو يصدر فرمانا بأنها ستجربه كذلك لأول مرة بعد انصراف الخدم ، ابتسمت بلا رد وهى فى ارتباك كفتاة فى العشرين ، عادا لتناول الغداء وهى تتابع نظراته لها وحديثه غير مصدقة انها تجلس بين يدى هذا النجم الذى كانت صورته منذ قليل تزين الشاشة ، بل إنها تتناول معه الغداء فى عقر داره ، كانت تشعر باندفاع نحوه غير عادى ، منذ تلك الليلة التى رأته فيها مع فاتن وحقدها عليها مستمر لكن لم يكن بيدها حيلة حينها ، انتهى الغداء وتابعته وهو يأمر الخدم بالانصراف قبل ان تتجاوز الساعة السادسة مساء ، جلسا لتناول الشاى وحينها رن هاتفه فنظر ليقرأ اسم المتصل ثم أغلقه وهو يردد انه لا يريد لشئ أن يقطع حديثه فى حضرة سيدة النساء عزيزة ، سمعته وهى تبتسم فى دهشة غير مصدقة لتسأله !
عزيزة : بتقفل تليفونك عشان قاعد معايه ! ده بجد ولا انت مخنوق من اللى بيتصلوا
بشير : طبعا عشانك انتى ، انتى لسه مش عارفة غلاوتك عندى
عزيزة : مش عارفة حاسة انك بتاخدنى على اد عقلى
بشير : ده انتى عقلك يوزن بلد ، وبعدين طول ما انتى هنا انا مش خارج كمان الا معاكى انتى
عزيزة : لا ده كده انا هابتدى اصدق بقا
بشير : ماتيجى نقعد شوية ع البيسين !
عزيزة : يا ريت ده القعده جنبه تجنن
بشير وهو يمد يده ليمسك بيدها : طب يلا بينا مستنيين إيه ؟
سارا إلى المسبح وهو يمسك بيدها وهى لا تحرك ساكنا ، سحب لها الكرسى وأجلسها ثم جلس إلى جوارها !
بشير : انا بقا مزاج عندى أنزل فى الاوقات دى آخد لفة لفتين فى الميه بتدى إحساس ممتع
عزيزة : هو فى أى وقت النزول للمية حلو
بشير : بتعرفى تعومى !
عزيزة بدلال وكسوف وهى تحرك كتفها : لأ
بشير : أعلمك انا ، إيه رأيك !
عزيزة : انت عاوزنى انزل بجد ؟!
بشير : طبعا بجد ، إوعى تقولى لأ ، عشان خاطرى
عزيزة : طب بس ازاى مش هاينفع بقا يا بشير
بشير : لا هاينفع بقا يا زيكو
عزيزة : هى الناس بتنزله بهدومها طيب ! لما ابقا اجيب معايه هدوم احتياطى
بشير : بصى انتى انزلى بهدومك زى ما انتى عاوزة وانا هابعت دلوقتى لأفخم المحلات أجيبلك هدوم خروج تانية ، متفقين !
عزيزة : انت كل حاجة سهلة عليك مش هاتغلب ، وانا اصلا هموت وانزل
بشير : سلامتك يا زيكو
عزيزة : طب دور وشك عشان اشيل العباية وانزل باللى تحتيها
بشير : اشطاااا يا زوزو يا جامد والعة معاك يا بشيييير ، ثانية واحده انا كمان اشيل الهدوم دى مكتفانى وافضل بالبوكسر بس
التفتت عزيزة لترى جسده وقد تجرد امام عينيها فصار يكشف عن تقسيماته المبهرة ، صمتت للحظات وهى تنظر فى اشتهاء ثم نطقت بصوت يشبه الهمس !
عزيزة : هانزل بالجلابية دى كنت لابساها تحت العباية ، نزلنى بقا
وضع بشير يده اليمنى على خصرها وامسك يدها بيده اليسرى بينما هى تمسك يده بكلتى يديها ثم نزل درجات المسبح وهو يقول !
بشير : تاتا يا زوزو ، على مهلك خالص
عزيزة : خليك اتريق لحد ما اغرق هنا بجد وانت تسيبنى وتقول ما اعرفهاش ولا شوفتها قبل كده
بشير : يا قلبى سلامتك ليه بس كده ده انا بحبك ما تزعلينيش
توقفت عندما شعرت بالماء يحيط بجسدها وجسده وقد فقدت الأرض جاذبيتها تحت قدميها وهى ممسكة بيديه خائفة أن يترك يديها ، نظر لها والماء يحيطها ثم نزع عنها غطاء رأسها وألقى به داخل الماء ، حركت رأسها لتفرد شعرها وهى تنظر باسمة لوجهه ، ظهرت الغمازات فى خديها ، صار يمسك بكتفيها وتمسك بكتفيه دار بها فكانت تتأرجح وهى تشهق كل فينة تخشى أن يتركها ، دار مرة بعد مرة حتى احتنضته وهى تتشبث به كانما قد غرقت بالفعل وجاء لينقذها ، همست فى أذنيه ان يكف عن هذا ، لكنه لم يكتف ، استدار وطلب منها ان تحتضنه من الخلف حتى يسبح بها ، كانت غير مصدقة ان هذا ممكن ، لكنها استجابت ، صار يروح بها ويجئ فى المسبح وكأنه يحمل فراشة ، لكن جسدها البض الطرى فوق جسده جعله يتعجل تجريده ، جعلت تحتضنه من صدره وهى تداعب شعره بأصابعها ، ضغطت نهديها فوق ظهره ، نامت بخدها بين كتفيه ، لم تعد تعبأ بالمياه ولا تخشاها ، توقف ليمسك بيدها واستدار لها وهو يسند ظهرها بيده اليسرى تمددت على يده وكانها نائمة ، نظرت للسماء ثم فى عينى بشير ، حاولت الابتسامة لكنها لم تتمكن منها ، نظر لها وهو يهمس !
بشير : الهدوم دى مكتفاكى ومقيدة حركتك ، ماتقلعيها ، خليكى على راحتك ، هنا مفيش غير انا وانتى وبس ، إيه ! خايفة منى يا زوزو ؟!
غابت عينا عزيزة وهمس صوتها بمنتهى النعومة والخجل : أصلى عمرى ما !!!
بشير يقاطعها بهمس وعيناه تأكلان ملامحها : مع بشير اعملى كل حاجة لأول مرة وكأنك بتعمليها للمرة الألف بكل جرأة يا زوزو ، هاقلعك انا ، سيبيلى نفسك خالص ، تعالى
وانطلق يجردها من الجلباب ويده تتلمس جسدها بكامله ، لم تكن لمسات عادية بل كانت عزفا على اوتار شهوتها ، أزال الجلباب ، تبدى امام عينيه ذراعيها وكتفيها المصبوبين صبا ، عنقها والمدى الفسيح تحته جعله يهبط مختطفا قبلة من فوق نهديها بقليل ، وصل بيده للقميص وهى تمانع دون حراك خشية الغرق كما كانت تعتقد ، لم يتبق إلا ما يستر فرجها ونهديها ، نظر بشير لجسدها فى الماء وهو منبهر ببياضه وصفائه ونعومته ، كانت تشعر بالخدر من نظراته ، لم تعد تنطق ، اقترب بوجهه من وجهها ، اقترب بشفتيه من شفتيها ، عانقته قبل ان يقبلها ، هجم على شفتيها فى قبلة ساخنة حارة كاد بسببها بخار الماء أن يتصاعد من المسبح ، تابع قبلاته على خديها وعنقها ، مد يديه خلف ظهرها ليحرر نهديها مما يحبسهما عنه ، ضمته لصدرها وتعلقت برقبته وهو يضغط بذراعيه على خصرها يضمه لقضيبه ، عاد لشفتيها وهى ثملة لا تنطق بل تتنهد وتعلو زفراتها حتى مد يده نحو مؤخرتها فمدت يدها تزيح عنها ما تبقى ليسترها حتى صارت عارية تحت يديه ، اطلق العنان لقضيبه وازال ما يرتديه فوقه حتى انطلق ليعانق قبة فرجها ، أمسك بنهديها ونظر لهما يتأمل حجمهما الكبير ، جعل يتمعن فى جسدها ويمد يده يتحسسه حتى همست له فى أذنه !
عزيزة : تعالى نطلع م المية بقا عشان خاطرى ، انا مش مستحملة
بشير : تعالى يا روحى ، هاركبك على كتافى
عزيزة : هو انت حصان متعافى بصحيح !
بشير : هههههه مع احلى فرسة شقية
أوقفها على أول درجات سلم المسبح ثم نزل من بين ساقيها وصعد وهو يمسك بذراعيها ، فتحت فخذيها فنهض بها ثم أمسك بفخذيها العاريين ، استقرت حتى صارت مشافرها فوق مؤخرة عنقه فجعلت تتحرك وكأنها تتلوى من الألم ، صعد بها خارج المسبح ثم أنزلها فراحت تبحث عن عباءتها ، كانت خطواتها وهى عارية تهتز كل أرجاء جسدها تشعل فيه النيران ، ذهب خلفها ليمسك بيدها وهو يضمها من الخلف ، توجه قضيبه مباشرة للفلق فاندس للأسفل وكانه يريد الذهاب لفرجها ، توقفت وهى تضع رأسها على كتفه تدلكه بشعرها ، قبل خديها ويداه على بطنها يضمها ، وضعت يدها فوق يديه ثم نزلت بهما نحو الأسفل ، فوق فرجها بقليل ثم تركته ، نزل بأصابعه ليداعب قبة فرجها الناعمة ثم قال !
بشير : من يوم الفرح وانا باتمنى احضنك الحضن ده
عزيزة بشوق وشبق : وانا جسمى والع ونفسى فيك من يوم ما شوفتك بتنيك البت فى المخزن
بشير وهو يقبل عنقها : وماقلتيش ليه يا روحى من يومها
عزيزة وهى تحتضن يديه بيديها : كنت خايفة تكون لسه زعلان منى ، ماكنتش بتكلمنى
بشير : كنت خايف تصدينى ، رغم انى كنت باتمنى تكلمينى
عزيزة وهى تستدير لتعانقه : أنا كلى ملكك يا بشير احضننى ، احضننى جامد ، من يوم ما جوزى مات وانت اول واحد تلمسنى ، المسنى اوى أوى أوى
ثم راحت تنزل بجسدها حتى نامت على الأرض بجوار المسبح وهى تردد بصوت كله غنج واشتهاء !
عزيزة وهى تفتح ذراعيها : مش قادرة اقف ، رجلى مش شايلانى ، جسمى بيرتعش ، حتى شوف !
بشير وهو ينظر لذراعيها المفرودين : فى حضنى جسمك هايطمن ، تعالى يا روحى ، تعالى نعوض كل اللى فاتنا فى أحضان بعض
عزيزة وهى تحضنه بعمق : حضنك ، آه من حضنك آه احضننى ، اعصرنى
اعتلاها وهو يقبل كل ما يلمحه فى وجهها ، كان يمتص بعض قطرات الماء العالقة فوق جبينها وخديها بلسانه ، يمسح بيده وجهها من أثر الزينة التى شتت الماء جمعها ، كانت أشهى جمالا بغير زينات وجهها يعلوه البهاء والنضرة ، جعلته بين ساقيها وضغطت جسده تحتضنه بفخذيها ، رفع جسده قليلا عن جسدها ثم نظر لجسدها وهو يدور بلسانه على شفتيه ، نظرت إليه تضم شفتيها استعدادا أو رجاءً لقبلة منه ، راح يلبى نداء شفتيها ، كان لهما طعما فى التقبيل لم يعهده ، كانت تقبله وأصابعها تتلمس ظهره كعازفة البيانو ، رقيقة شهية تتلمسه برفق ، دون مقدمات راح قضيبه يعانق شفريها ، همست له فى ضعف وانين !
عزيزة : عشان خاطرى خليك حنين ، كسى ماشافش زبر من قبل جوزى ما يموت بسنتين ، دخل زبرك بالراحة اعتبرنى بنت بنوت ، هو انت نكت بنت بنوت قبل كده ! رد عليا ، طب حركه شوية بره فرشنى خلينى اجهز الأول وواحدة واحدة عليا يا حبيبى ، آه ، لا مش كده بقاااااااا ، يوووووه بشير بالراحة
كان بشير يركز برأس قضيبه على مدخل مهبلها ثم يضغط دون أن يعبأ بها حتى راح قضيبه يتسلل تدريجيا ، دخلت الرأس فأعاد سحبها وهى تضمه خشية خروجها ، أعاد دخول قضيبه بعد أن لانت له أكثر ، أدخله حتى صار متمكنا من دخوله ، راح يرهز برفق وهى تضع رأسها على الأرض مباشرة مغمضة العينين دون نطق ، فقط تنهداتها وزفراتها وتأوهاتها ، كان شهيقها وزفيرها نحيبا من عمق حنجرتها ، راح يرهز بعنف وهى ترجوه ان يتمهل ، يتمهل فترجوه ان يسرع ، يسرع فترجوه ان يسكن ، يسكن فتقبله وهى تحرك خصرها تحته ، يمد يده ليقبض على أردافها تحت جسده فترفع ساقيها للأعلى ، يضربها على فخذيها ثم يسرع فتثبت عيناها فى عينيه وفمها مفتوح كمن تستنجد فى صمت ، دقائق فقط بين رعشة ورعشة تجتاحها لتسكن لثوان ثم تعاود الهياج ، توسلت إليه مطالبة له بالقذف حتى تستريح ، قذف بداخلها بالفعل لكنها لم تسترح ، بل زادت اشتعالا من جديد ، نزلت إلى المسبح تسحبه من يده لتقف ممسكة بحديد السلم بيديها وهى تحنى جسدها فى الماء لياتى من خلفها ليدخل قضيبه فى فرجها والماء يعانده حتى استقر بداخلها ، ثم راحت تتولى هى الرهز بالعودة للخلف بضربات متتابعة وهو يقبض على فردتى مؤخرتها بيده ، زاد اشتهاؤه لها حينما تذكر وقفته خلفها فى حفل زفاف أخيه ، ضغط بقضيبه فضغطت بردفيها حتى انفلتت يداها فسقطت معه فى الماء وهو يحضن خصرها وقذائف منيه تتدافع داخل رحمها ، حملها بين يديه ليخرجها ، استمر يحملها وهى متعلقة برقبته حتى دخل الفيلا ، صعد بها لغرفة نومه ثم دخل وهو يغلق الباب بقدمه ، أراحها على فراشه فانقلبت تنام على بطنها ، نظر لمؤخرتها التى كبر حجمها وانبسطت فى ذلك الوضع ، ذهب ليدلكها ويداعبها بكفيه ، همست له !
عزيزة : عاوزها !
بشير : أوى
عزيزة :بس براحتك بقا احسن زبرك جامد اوى عليها
بشير : عامل حسابى ، هاحطلها كريم
عزيزة : على مهلك بردو
بشير : حاضر يا قلبى
عزيزة : اول مرة بجد يا بشير عشان خاطرى خليك حنين عليها
راح بشير يعتليها وهو يدلك فتحتها بالمرطب حتى شعر باستعدادها ، وضع رأس قضيبه وضغط بحنان حتى اخترقت رأس قضيبه فتحتها ، وجدها تضغط أكثر لأعلى وهو يحاول تهدئتها وهى تزوم كأنما تفترس قضيبه فلم يستطع ، لم تهدأ حتى كان قضيبه بكامله داخل مؤخرتها ، راحت رهزاته تتلاحق وهى تدعك بظرها فى فراشه ، استمر يتابع وهى ترفع خصرها أكثر وأكثر حتى صارت فى وضع انحناء ورأسها فوق الفراش ، راح يضرب ويضرب حتى قذف منيه داخلها وتمدد فوقها حتى استغرقا فى نوم عميق .
استيقظ بشير والساعة تقترب من الواحدة صباحا ، ذهب ليأخذ حماما دافئا ثم عاد ليكمل جولاته مع جسد عزيزة التى استيقظت على لعقه لشفاه فرجها وبظرها الناعم المرن ، أمسكت بشعره وهى تسحبه حتى جعلته فوقها من جديد ، راح النوم بلا عودة فى تلك الليلة حتى الصباح ، جلب لها ملابس جديدة وأغرقها بالهدايا حتى اعادها لبيتها ، قبلته فى السيارة وهى تودعه ثم نزلت بعدما ضرب لها موعدا جديدا فى المسبح مرة أخرى حتى يكمل تعليمها السباحة !
لا زال نجم بشير يسطع فى عالم المال والاعمال ، خزائنه تتكدس بالأموال ، سياراته تقتحم الأسواق ، اللقاءات الصحفية والتليفزيونية تنعقد معه كل أسبوع على الأقل على مختلف المحطات وفى مختلف الصحف ، الجميع صار يتمنى صداقته ، وفى ليلة خرج إليه السيد حات مستبشرا !
حات : الآن بإمكانك ان تخرج للناس لتقدم لهم يد العون كما تريد
بشير : بداخل عقلى امر محير سيد حات ! هل لى ان أناقشك فيه !
حات : تكلم سيد بيش - را ، كلى آذان صاغية
بشير : كما علمت من قصتكما أن أصولكما تعود للـ !
حات : قبل أن تكمل ، أعلم أنك تفكر هل نحن مع الخير أم الشر ! نحن ككل الأسباب يا سيد بيش - را ، وانت صاحب الاختيار ، لا نميل لطريق بعينه فكلاهما سواء لدينا ، نحن نمتثل لرأيك وننصاع لرغبتك ، فلنعد الآن لما هو أهم ، هيا بنا لمدرسة الفرسان لأطلعك على شئ قد يفيد !
وفى لحظة وجد بشير نفسه فى قصر الدر المنحوت وهناك لجنة من علماء القصر تقف امامه لتتحدث بالخرائط والصور ومقاطع الفيديو بما يبهره وهو يتابع فى شغف وتطلع !
الفصل الخامس والختام .
تقدم السيد حات واعتلى منصة المعلمين إلى جوار السيدة مور ليلقى كلمة لبشير وفى عينيهما نظرات الإكبار والتوقير له ، تعابير الود والسعادة لم تفارق وجههما حتى انتهى الكلام !
حات : سيد بيش - را ! قلت من قبل أنك أشرف من توليت حراسة امنياتهم ، لا زلت أعيدها عليك ، فما رأيت بين من سبقوك من جعل الناس شركاء له فيما حصل عليه ، ولهذا فائذن لى أن أساهم فى وضع اسمك فى سجلات التاريخ بأحرف من نور ، أياديك البيضاء هذه ستتذكرها أجيال وأجيال حتى تنتهى الحياة على كوكبكم ، ستكون رمزا أمام كل بلدان العالم يضربون بك المثل ، فما ستقدمه ليس بالهين على البشر ، لكنه فى صميم حاجاتهم ، كلى ثقة بك فى تنفيذ ما سيُطلب منك ، فقط استمع لما سيقوله العلماء وانتبه لكل حرف فيه ، وبعد الدرس لنا حديث آخر ، ثم أشار لأول العلماء وأكبرهم ليتقدم مكانه وهو يدير شاشة عملاقة ، أضاءت الشاشة وكان العنوان " مشروع الرباعية " ، ظهرت ملامح الحيرة على وجه بشير لرؤية الإسم حتى فسر له العالم مفهومه !
بشير : لم أفهم هذا الإسم يا سيدى
المعلم الأول : تعلم سيد بيش - را أن أكبر مشكلات العالم هى الغذاء والإسكان والاقتصاد ، أليس كذلك !
بشير : نعم يا سيدى ، لكنى أقصد العنوان !
المعلم الأول : إن المشروع الذى نعهد إليك به رباعى الاتجاهات ، فهو يشمل زراعة وصناعة وتوليد طاقة كهربية وإسكان كذلك ، لا تندهش ، بعد قليل ستفهم ، هل تعلم شيئا عن ما يسمى بـ "منخفض القطارة " !
بشير : نعم أعلم عنه الكثير
المعلم الأول : هذا هو مشروعك سيد بيش - را ، ستبنى بيديك مصر جديدة ، ولكن فى البداية استمع لهذا الشرح ! أول من فكر في المشروع كان البروفيسور هانز بنك استاذ الجغرافيا في جامعة برلين عام ألف وتسعمائة وستة عشر لكن عبر العصور تلاشت الفكرة ، وأنت من سيجعلها حقيقة .
إن منخفض القطارة هو منخفض عملاق يقع في الصحراء الغربية بمحافظة مطروح وأقصى انخفاض له يبلغ مائة واربعة وثلاثون مترا تحت مستوى سطح البحر ويمتد من الشرق إلى الغرب ، طرفه الشرقى يقترب من البحر الأبيض المتوسط عند منطقة العلمين ، وتبلغ مساحته حوالي عشرين ألف كيلومتر مربع ، بينما يبلغ طوله حوالى ثلاثمائة كيلومترات وعرضه حوالى ثمانين كيلومترا عند أوسع نقطة فيه ، ويبدأ المنخفض من جنوب العلمين على مسافة مائة كيلومتر تقريباً ، وأول خطوات مشروعك هذا هو توصيل المنخفض بالبحر المتوسط عن طريق شق قناة بطول خمسة وسبعين كيلومترا تندفع فيها مياه البحر الأبيض المتوسط إلي المنخفض الهائل فتتكون بذلك بحيرة صناعية من ماء البحر تزيد مساحتها عن خمسة عشر ألف كيلومتر مربع ، وأول ما فى " الرباعية " هو توليد الطاقة الكهربية عن طريق بناء سد عملاق مع استغلال انحدار المياه بقوة للبحيرة ليصل معدل الإنتاج إلى ألفين وخمسمائة كيلووات فى الساعة ، أى ما يعادل مائتين وعشرة آلاف ميجا وات سنويا ، بمعدل إنتاج أكثر من السد العالى الذى ينتج فقط ألفين ومائة ميجا وات سنويا ، أى ضعف إنتاجه مائة مرة ، سيحقق ذلك مليارات الدولارات سنويا ويزيد من فرص الاستثمار الصناعى فى المنطقة وبالصناعة نصل لثانى ما في الرباعية ، أما الثالثة فهى تخص الزراعة وكما قلت أن مساحة منخفض القطارة تبلغ نحو عشرين ألف كيلومتر مربع لو فرضنا أن عمق المنخفض متر واحد فقط فستكون سعته عشرون مليار متر مكعب من المياه المالحة ، لكن بما أن عمقه مائة واربعة وثلاثون مترا فستكون سعته تريليونين وستمائة وثمانين مليار متر مكعب من المياه ولك أن تتخيل أن كل ما تستهلكونه سنويا من مياه النيل هو فقط ما يقارب الثمانين مليار متر مكعب ، فماذا لو جعلنا مياه البحيرة المالحة هذه مياها عذبة تصلح تماما لأعمال الرى والشرب ! ألا ترى ما لا يتصوره عقلك الآن ، سيكون بإمكانك شق الترع والقنوات العذبة في عمق الصحراء الغربية لزراعة أكثر من عشرين مليون فدان سيتم بالفعل استصلاحها ، فماذا بعد ذلك ! أربعة أضعاف مساحتكم المنزرعة حاليا ، ألن تدب الحياة في أوصال الصحراء وتتغير طبيعتها المناخية لتصبح جاذبة للسكان ، ومع بناء المصانع التى ستقوم في أساسها على المنتجات الزراعية ومشتقاتها وما سيتم بناؤه في تلك المناطق فلن يبق في مصر رجل واحد بلا عمل أو بلا سكن ، وهنا تكتمل الرباعية ببناء المساكن فضلا عن شق الطرق وتحويل وجه ما يزيد عن ستمائة وثمانين ألف كيلومتر مربع إلى الوجه الأخضر العامر بالحياة ! انظر سيد بيش - را للمنطقة بعد نهاية مشروعك ! نظر بشير للمشهد النهائى ثم وقف على قدميه والحماس يدب في أرجاء جسده وهو يسأل عن إمكانية هذا وكم التكاليف ، تقدم إليه العالم الثانى ليشرح تكلفة كل جزء على حدة !
المعلم الثانى : بدايةً سيتم العمل في ثلاثة جوانب على التوازى كسبا للوقت ، بناء السد وملء البحيرة واستصلاح الأراضى ، اما حفر القناة الواصلة بين المنخفض والبحر الأبيض فلن يكلفك أنت شيئا ، سنقوم بها دون تدخل منك ، أما عن عملية بناء السد فيكفيها ستة مليارات من الدولارات وعملية التحلية ربع هذا المبلغ وأما عن الاستصلاح فأقل بكثير ، ويمكن التمويل بين ثلاثتكم ، نصير وخليل وأنت ، بعد قليل سيأتيك الخبر من نصير ببيع كل ما وجدتم ، وستجد أرقاما فلكية في محصلتك ومحصلتهم ، سيكفى نصف ما لديك انت وحدك لإنهاء المشروع على تمامه ، لكن يجب أن يظهر خليل ونصير معك في الصورة كى لا تثير التساؤلات ، اما عملية التحلية فسوف تتم بنظام " التناضح العكسي " وفيه ينتقل الماء من المحلول الأعلى تركيزا نحو الأدنى عبر غشاء شبه نافذ باستخدام الضغط ، وهي طريقة متَّبعة لتنقية المياه بمرورها بعدد من المراحل يفصل بعدها الماء عن الأملاح والمعادن الأخرى تماما ولذا سيتم تقسيم البحيرة لنصفين ببناء الحاجز الذى سيحمل الأغشية النافذة ، ليصبح نصفها عذبا ونصفها الآخر مالحا ، وفى الجزء المالح يمكنك الاستفادة من الملح ببيعه ، أما عن عملية الاستصلاح فلا تقلق منها ، عليك اولا بتمهيد الأرض واستعدالها بيد عمالك ونحن معك ، وفي خلال ستة أشهر فقط وباستخدام تركيبة كيماوية معينة صنعت في معاملنا وتشبه المخصبات التى سيقوم العمال بنشرها في كل الأنحاء وبعدها سترى تلك التربة المتنوعة الألوان ما بين الأصفر والأبيض والأسود كلها صالحة لزراعة القمح والعديد من الخضروات والفاكهة سنعطيك بها جدولا وخارطة بالأماكن التى سيصلح فيها هذا او ذلك ، كل ماكينات الرفع والسحب والضخ بإمكانك تصنيعها في مصنعك بعد استيراد بعض الماكينات والمخارط ، وهذه دراسة شاملة مستفيضة لكل ما أردنا الحديث فيه ، والآن مع المعلم الثالث ليشرح لك خارطة الأفدنة وما يمكن أن يجود فيها من مزروعات !
وانتهت الجلسة بعدما استوعب بشير كل ما فيها بالحرف الواحد وقبل أن يحمل الدراسة والخرائط اعتلت السيدة مور المنصة ووقفت أمامه لتقول !
مور : سيد بيش - را ! حينما ترى بعينيك كل هذا حقيقة فتذكر أنك أردت منه نفع الناس فحسب ، فلا تتركه حتى تطمئن أنه قد وصل لما كنت تريد ، واجعل سعيك منذ البداية لأن تكون صاحب اليد العليا فيه ، هذه وصية أدرك أنك لن تنساها ، تمنياتى لك بالتوفيق سيد بيش - را !
حات : بعد أيام قليلة سيعلو موج البحر بشكل غير معتاد ليشق طريقه في الساحل بعمق سبعين كيلومترا وستبقى الخمسة كيلومترات المتبقية للقيام بأعمال بناء السد ، كن مبادرا فلن يقف امامك أحد ، سنكون معك بكل ما ترغب وسترى العجائب فى اختصار الوقت للانتهاء من هذا الأمر على أحسن صورة ، تهنئتى لك سيد بيش - را بما ستحققه ، إلى لقاء في القريب !
اتصل نصير ببشير ليهنئه ببيع آخر قطعة في المخزن وطلب منه أن يذهب إليه ليحمل باقى نصيبه الذى تخطى الستين مليارا من الدولارات ، ابتسم وهو يتخيل كيف كان يمكنه نطق هذا المبلغ في العام الماضى ، حمله في سيارة نقل وقادها بنفسه يتبع خطوط سير مختلفة في حراسة مور- حات ، حتى بلغ الفيلا وهو يعرف إلى أين سيذهب ذلك المال ، وبعد أيام تعرضت منطقة العلمين لما يشبه الإعصار الذى أصاب البحر بحالة من الجنون فصار يفيض على الساحل وفى لحظات فوجئ الجميع بصدع يحدث في الأرض لتنشق مكونة ما يشبه القناة التى رآها بشير في مدرسة الدر المنحوت ، فاضت فيها مياه المتوسط وتقدمت ، رآها الجميع كارثة أو سببا للمزيد من التصدعات الأرضية بينما كان بشير يتابع وهو مبتسم ، حضر إليه السيد حات في ليلة وطلب منه أن يفتح التلفاز بعد نصف الساعة ثم ذكره بأن يكون مبادرا ، الآن يعرفه الجميع ! وفى الموعد فتح التلفاز على قنوات التليفزيون المصرى !
المذيعة الجميلة فائقة الأنوثة " ك - س " : أهلا بكم سيداتى وسادتى بالطبع كلنا تابعنا في الأيام الماضية ذلك الحدث العجيب بارتفاع مياه البحر قرب منطقة العلمين ونحرها للساحل حتى إن فيه تقارير بتقول إن فيه زلزال وقع في تلك المنطقة نتيجة الضغط فشق البحر طريق لنفسه باتجاه منخفض القطارة ، ولكى نستوضح المزيد معنا ومعكم الخبير الجيولوجى دكتور أدهم أبو حسين الأستاذ في جامعة ..... إلى جانب أستاذ الجغرافيا دكتور حمدون الميرغنى الأستاذ بجامعة ...... أهلا بكم ضيوفنا الأعزاء واسمحولى أسألكم وأوجه اول سؤال للدكتور أدهم أبو حسين : دكتور أدهم حضرتك شايف الحدث ده ازاى ؟
دكتور أدهم : أنا شايف إن البحر الأبيض قل معانا وكده غلط ومش هانعديهاله بقا إحنا معروفين في العالم كله واسمنا زى الطبل مايجيش البحر الأبيض يعلم علينا !
المذيعة : حضرتك بتتكلم عن حد ثبتك وانت مروح بالعربية وخد فلوسك ! بنعتذر للسادة المشاهدين وبأوجه سؤالى ده للدكتور حمدون الميرغنى !
دكتور حمدون : هو إيه السؤال يا قمــ ! إحم ، أقصد إيه هو السؤال عشان أجاوبك أنا عمرى ما اتأخر عنك أبدا ، إإإإإ ولا عن السادة المشاهدين طبعا
المذيعة : حضرتك كيف ترى هذا الحدث !
دكتور حمدون : شوفى حضرتك ! تخيلى كده إنك كنتى بتستحمى في البانيو وقالعة ملط وانا فتحت عليكى باب الحمام هييييح ، إيه ممكن يكون رد فعلك وانتى شايفانى باتفرج عليكى !
المذيعة : يا دكتور أنا مش فاهمة رد حضرتك ده وبعدين ...!
دكتور حمدون : ما تقاطعينيش بس واستنى أفهمك ، لو ده حصل هاتفضلى في قلب البانيو تشتمى وتصرخى لكنك مش هاتخرجى منه أبدا ، ليه بقا ! عشان هاتبقى خايفة إنى أشوف كل الـ........ الحاجات !!
المذيعة : لو سمحت وضح وجهة نظرك بشكل تانى أرجوك ده برنامج محترم ومشاهدينه محترمين ومقدمة البرنامج محترمة فلو سمحت غير طريقتك في الكلام !
دكتور حمدون : يا افندم لو سمحتى خلينى أكمل ، حضرتك وانتى بتصرخى في قلب البانيو ومنفعلة أكيد هايحصل طرطشة من المايه اللى في البانيو ، لو المية اللى نزلت دى نزلت بقوة او كان السيراميك عندك بميل شوية هتلاقيها تمشى مش هاتقف في مكانها ! صح ولا غلط !
المذيعة : فعلا مظبوط ، كمل حضرتك !
دكتور حمدون : هو ده اللى حصل في البحر بالظبط ، زلزال في قاع البحر حرك الميه خرجت منه دورت على أضعف مكان فيه وشقت طريقها مع الانحدار ، المية لقت الخرم اللى تدخل فيه ، حست بدفاه ونعومته ، مشيت في قلبه وهى مستمتعة ، أول ما دخلت حضنها الخرم واستقبلها بفرحة ! وساب نفسه خالص لحركاتها جواه تروح مكان ماهى عاوزة !
المذيعة : أنا مش فاهمة هو ده كلام علمى !
دكتور حمدون : لا ده كلام أدبى هههههههههه
المذيعة : مع فاصل إعلانى ونرجع لحضراتكم ! اطلع بره يا حيوان انت وهو ، ورحمة امى ما انا ضاربة الإعداد إلا بالشبشب ، جايبلى اتنين مساطيل وتقول لى خبرا يا ابن الوارمة
المخرج : هوا يا أستاذة هانطلع هواااا ارجعى مكانك بعد إذنك
المذيعة : ورجعنا لحضراتكم من جديد ومعانا اتصال من رجل الأعمال المشهور بشير عز العرب ، أهلا بحضرتك يا افندم !
بشير : أهلا بيكى يا افندم وتحية ليكى ولجمهورك الكبير
المذيعة : اتفضل يا افندم في الكنترول بيقولولى ان حضرتك بتتصل بخصوص الحدث العجيب اللى كنا بنتكلم عنه قبل الفاصل مع الخبرا الحيــ ! الحيويين في مجال الجيولوجيا والجغرافيا
بشير : تمام ، كلامى عن طريقة استغلال الحدث ده وتحويله لحدث مفيد ينفع مصر ويغير الخريطة الجغرافية ، أنا أحب أتوجه للمسئولين بكلامى ده ، أنا باطلب لقاء عاجل مع كبار المسئولين في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة لأن اللى في دماغى لابد يوصل لأعلى المستويات ، اللى حصل ده هايكون أكبر خير وصلت له بلادنا يا افندم
المذيعة : أكيد حضرتك قامة كبيرة جدا في مجال الصناعة ومش هاتتكلم إلا بما هو حقيقى وأنا باضم صوتى لصوتك وأطالب المسئولين بتنفيذ رغبة الأستاذ بشير عز العرب في اللقاء وأكيد هما سامعيننى دلوقتى ! لحظة يا افندم خليك معانا أستاذ بشير ! معانا المهندس سمعان الفولى مسئول ......
المسئول الكبير : أهلا بيكى يا أستاذة ، تحياتى ليكى ولكل جمهورك ، طبعا أنا أتمنى دايما إن بلدنا يكون فيها شباب واعد وواعى زى الأستاذ بشير وأنا واثق في كل أفكاره اللى أكيد هاتنقلنا نقلة تانية زى ما نقلنا من مجال المستوردين للسيارات لمجال المصدرين ، وتحت امره في أى وقت لو يشرفنا ، وانا هاكلم المسئولين من كافة المجالات لعقد الاجتماع اللى هو عاوزه في أى وقت يناسبه
وتم تحديد موعد ومكان الإجتماع ، وضع بشير بين يديهم أفكاره كاملة ، كانوا صامتين تماما وهم يستمعون إليه حتى ذكر لهم انه سيقوم باستئجار الأرض التى سيقام عليها المشروع بأكملها لثلاثة أعوام من الدولة بمبلغ مائة مليار جنيه مصرى كما أن تكاليف المشروعات كاملة لن تكون إلا من ماله ومال شركائه ، وسيتم تسليم المنطقة في خلال ثلاث سنوات فقط كما هى في الصورة النهائية هدية منه للوطن ، ولو لم يحدث ذلك كما هو مقرر فهو مستعد لأى تعويض ، انفرجت أساريرهم وقاموا بإعداد التقارير الداعمة لمشروعه ورفعوها للجهات العليا لأخذ الموافقات ، كونت الجهات هيئات إشرافية جعلها بشير لا تتمكن من المتابعة حتى لا يعرفون أن الأمر لا يقتصر في تنفيذه على إمكانيات البشر ، اشترط كذلك على الأجهزة أن تحبس عنه الإعلام بكامل صوره حتى ينتهى تماما من المشروعات ، وما هى إلا أيام حتى بدأ العمل ، تم بناء السد كما هو موقعه في داخل الدراسة ، وتم تجهيزه لبدء انطلاقته وتوصيله بالمحطات المتتابعة ، أما عملية النقل الكهربى وإنشاء الاعمدة ومد الأسلاك فتكفلت بها شركات نصير وفق الخرائط التى أقرتها الجهات المختصة في ذات التوقيت على التوازى مع البناء ، ومع نهاية اول عام كان العالم يتحدث عن تصدير الطاقة الكهربية بشكل مفاجئ من مصر إلى شمال وغرب القارة الأفريقية ، وفى نفس الوقت كان التعديل والتمهيد للأرض التى سيتم استزراعها ، وفى معامل الدر المنحوت تم تجهيز التركيبات الكيماوية التى تم نشرها بآلاف الأطنان فوق التربة بطول وعرض السبعة ملايين فدان ، كما تم شق الترع والقنوات وفق الخرائط بالاستعانة بشركات نصير وخليل الحلوانى ، كما قامت الشركات كذلك بشق الطرق وفق تخطيط محكم ، وتم إعداد المناطق التى ستكون لبناء المدن بعد إكتمال المشروع ، وحينما انطلق الماء داخل المنخفض كان يفيض بسرعات مذهلة ، امتلأ النصف المالح من البحيرة الصناعية في غضون سبعة أشهر دونما استخدام لأى طلمبات رفع ، كان بشير يفهم السر الذى لا يعرفه غيره ، كانت قد تمت عملية بناء الحواجز التى تحمل أغشية النفاذ لإكمال عملية التناضح العكسى لأجل تحلية الماء ، وفى غضون سبعة أشهر أخرى كان امتلاء النصف العذب من البحيرة وتم شق الترع وتوصيل المياه لها عن طريق طلمبات ومضخات الرفع ذات الكفاءة العالية ، وانطلقت المياه العذبة في الترع والقنوات تعانق أرض الصحراء الغربية التى كانت قد تمردت على لقب الصحراء ، لم تعد صحراء .
ثلاثة أعوام لم يفعل بشير فيها شيئا غير متابعة وتنفيذ هذا المشروع الذى انتهى في فترة تحقق رقما قياسيا وبأيد عاملة محلية بلغت في مجملها مائة ألف عامل كانوا اول من وضع نواة المدن الجديدة في جوار الأرض التى اخضرت بعد ثلاثة أعوام فقط من لقائه بالمسئولين ، عشرون مليون فدان كان نصفها من القمح الذى عولجت بذوره حتى تكون زراعته على مدار العام ، وبتعديلات جينية في معامل الدر المنحوت فصار القمح يُزرع صيفا وشتاء ، وتنوع النصف الثانى في زراعاته ما بين الخضر والفواكه على اختلاف أشكالها ، بينما مصنعه للسيارات صار مصنعين في غياب تام عن الإعلام ، زياراته للجيزة كانت مرة كل شهر تقريبا ولمدة لا تزيد عن الساعات يرى فيها امه ويطمئن على أخيه وأسرته ، كانت دعوات أمه له لا تنتهى ، مع اكتساء المساحة كلها باللون الأخضر كان اليوم الذى قرر فيه التصوير لكل ما قد تم فكان السماح لأجهزة الإعلام بالذهاب لمصر الثانية ، وهناك وقف الجميع في ذهول يشاهدون ما أسفرت عنه الأفكار المدعمة بالعرق والكفاح وبالتوفيق ، تم تجهيز احتفال ضخم بنجاح المشروعات وبدء تدفق ثمارها حضره كبار المسئولين والوجهاء ورجال الأعمال الذين قرروا المساهمة في إكمال المدن الجديدة على الرحب والسعة ، وتم نقل الحفل على كل القنوات التليفزيونية ، ألقى كل المسئولين بكلمة والكل يناشده أن يتولى بنفسه رئاسة مجلس إدارة المشروعات كاملة بمن يحب من معاونين يختارهم بنفسه ويبقى طيلة عمره هو المشرف عليها بشكل كامل ، وحانت كلمة بشير الذى وقف والميكروفون في يده يقول !
بشير : من أربع سنين أو أكتر لو كان حد قال لى إنى هاقف قدامكم وانتم كلكم فرحانين بيا وبتحيونى ماكنتش صدقت ، يمكن حتى كان صعب أصدق وجود شركائى نصير وخليل جنبى في مكان واحد ، طول عمرى ماكنتش اعرف إنى أحلم ، كنت شايف نفسى أصغر من أى حلم ، لكن في لحظة لقيت نفسى بانتقل في حياتى نقلة تانية ، نقلة غيرت طريقة تفكيرى وحولت مسار أحلامى لاتجاه تانى ، بطلت احلم لنفسى ، بقا الحلم أكبر بكتير منى ، حلم لأهلى وناسى ، حلم ليكم انتم ، حلم يخليكم أد إمكانياتكم الحقيقية ، انتم كبار اوى ، أكبر من تصوراتكم ، كبار بتاريخكم ، كبار بنفوسكم الطيبة ، كبار بالهمة المزروعة جواكم ، مهما حاول أى حد يحبطكم ماتيأسوش ، في يوم من الأيام هاتوصلوا لكل اللى بتحلموا بيه ، النهارده هانحط رجلينا على أول الطريق ، من هنا هاننطلق باتجاه آفاق جديدة ، هانقدر نحقق لنفسنا مكان تانى ، وحياة تانية يملاها الأمل والبشرى بأجيال جديدة تفخر بينا لما تعرف يعنى إيه تعبنا وشقينا عشان هما يطلعوا مرتاحين ، ومن النهارده وبكره ولألف سنة جاية هايفضل اسم المشروع ده " الرباعية " مشروعنا اللى هانكمل بيه مشوارنا ناحية طابور الدول المتقدمة ، ولو كان فيه حد باهديله المشروع ده معاكم فهو مختار ، صديق طفولتى اللى رحل عن دنيانا وهو سايب لى هدية ، لكنها ماكانتش هدية ليا انا لوحدى ، كانت هدية لكل إنسان كان بيحلم وماقدرش يوصل لحلمه ، ولما وصل له أجل سعادته وفرحته بيه لما شاف ان السعادة ماتكملش إلا بنقاء الحلم ، ونقاء الحلم معناه إنك توزع فرحتك بيه على كل الناس عشان يفرحوا معاك ، عشان يفرحوا بيك ، فرحتكم اللى انا شايفها في عيونكم هاتخلينى دايما فرحان إنى قدرت أكون شريك ليكم في صناعة المجد ، لسه فيه حاجات تانية كتير واحلام أكبر مش هاتنتهى طول ما احنا جنب بعض ، ولا يمكن هايكون فيه يأس طول ما قلوبنا قوية وقادر تحلم .
بعد عشرة أعوام دخل بشير لقصره الكائن بمدينة الرباعية المستصلحة ذات ليلة بعد ان استقر هناك وتزوج وصار لديه ولدان " مختار وإياد " استدعى مور وحات فحضرا إليه ، كان يسألهما كيف يمكن أن ينقل العهد لأحد وهو على قيد الحياة فأجابه السيد حات !
حات : لو كنت قاتلا كمن سبقوك لقلت لك بقتل عشيقين وشرب الأثر لدمائهما ، لكنك لم تقتل يا سيد بيش - را ، ولهذا فلك ان تنقله في حياتك بتلاوة بعض الترانيم التى سأعلمها لك ، ولكن هل تود فراقنا !
بشير : لا ، فقط أريد ان اورث العهد لأحد أبنائى
مور : تريد أن تمنحه لمختار ! أليس كذلك ؟
بشير : نعم ، ليس فقط بسبب إسمه ولكنى أراه سيكون محل ثقة وإخلاص
حات : لا يمكن التكهن بهذا سيد بيش - را ، لكن رغباتك أوامر ، عندما يبلغ العشرين بالتقويم الشمسى يمكنك منحه العهد
...........في استوديو قناة الزهرة بعد عشرين عاما !
المذيعة الحسناء جيهان العايش : أهلا بكم أصدقاءنا المشاهدين ، مش هاتتصوروا بقالنا كام شهر بنطلب هذا اللقاء لأن ضيفنا في الحقيقة ماعندهوش وقت إطلاقا لكن تقديرا منه لبرنامجنا قرر إنه يكون معانا ومعاكم ، ضيفنا الليلة دى هو ضيف حير كل العالم بثباته وصموده في سوق السيارات العالمية حتى اليوم ، معانا ضيفنا العزيز: المهندس مختار بشير عز العرب
المهندس مختار : أهلا بيكى يا افندم سعيد جدا بلقائى بيكم النهارده
المذيعة : إحنا الأسعد طبعا يا افندم حضرتك نورتنا ! أول سؤال أحب أوجهه لحضرتك هو برغم توقف كل الشركات المنتجة للسيارات عن العمل وإعلان إفلاسها تباعا تبقى سيارتكم KNB هى التى لا تزال صامدة فى السوق والطلب عليها بيزداد يوم بعد يوم ، ومطالب يومية من دول كتير جدا ببناء مصانعكم على أراضيها ، يا ترى ده راجع لإيه !
المهندس مختار : الحقيقة هو راجع للسمعة الطيبة والجودة والكفاءة العالية جدا اللى خلتنا ننافس ، والدى ربنا يرحمه بنى أول مصنع سيارات في المنطقة ومن خلاله كملت انا مشواره ، واتوقع في المستقبل هاتشوفوا إمكانيات أعلى بكتير لشركاتنا
المذيعة : أكيد يا افندم محتاجة افهم من حضرتك بتخطط ازاى للمستقبل !
المهندس مختار : الحقيقة أنا بافكر أنا والباشمهندس إياد اخويه إننا نتجه لتصنيع الطيارات وننافس من جديد الشركات العالمية في المجال ده
المذيعة : الطيارات ! إزاى ده يا افندم !
المهندس مختار : طالما الإمكانيات موجودة والإرادة موجودة يبقا كل شئ ممكن ، من غير لا ليه ولا إزاى
المذيعة : في نهاية حلقتنا بنشكر حضرتك باشمهندس مختار ونتمنى لقاءات تانية كتيرة باشكركم وتصبحوا على خير
المخرج : شكرا يا باشمهندس ، شكرا يا أستاذة جيهان ، تقدروا تتفضلوا
مختار : تحبى أوصلك في طريقى !
جيهان : خايفة أعطلك يا افندم ميرسى ليك
مختار : لا تعطلينى إيه ، نخليها عشا بقا مع بعض !
جيهان : ده كرم كبير من حضرتك ، متشكرة جدا جدا
وبعد تناول العشاء ركبت سيارة مختار إلى جواره فهمس لها يقول !
مختار : عندك مانع نكمل السهرة عندى في الفيلا ؟!
جيهان : كلام إيه اللى بتقوله ده يا افندم ! نزلنى هنا بعد إذنك ، نزلنى قبل ما افتح الباب وارمى نفسى
مختار : حاضر حاضر بس استنى لحظة واحدة ألبس الخاتم وانزلك ، أصلى كنت ناسيه في جيبى ! أهه ،، اصلى وارثه عن المرحوم والدى ، ها ! نكمل السهرة عندى في الفيلا
جيهان مبتسمة فى دلال : بس مش عاوزة اتأخر ، لازم الصبح الساعة 9 أبقا في الاستديو
مختار : من عينى ! هاصحيكى بنفسى يا قمر انتى
..............النهـــــــــاية !
الفصل الأول
أغمض عينيك واترك خيالك للانطلاقة والجموح ، هل ترى فى الخيال من عائق ! ارحل عبر المسافات فى أحلامك لا تعبأ بوقت الاستيقاظ ولا على أية حال ستستيقظ ، فقط استمتع بالحلم فلربما جاء يوم ليتحقق ، لكن عليك دائما أن تحافظ عليه بصدق حينما تجده بين يديك ، فإنك لا تدرى لو زال عنك هل سيعود من جديد أم أنه لن يعود أبدا ! والحكمة تقتضى أن من بلغ قمة الجبل ليس عليه أن ينظر للقاع ولا يفكر فى العودة إليه ، فالعودة ستفسد عليك الرضا بسكناه ، وتنغص عليك بقاءك فى أدناه وقد كنت منذ قليل تراه من أعلاه ، استمسك بكل ما يسعدك واحفظ مودته ، فمن شرب من نهر بعد الظمأ يصعب عليه أن يرمى فيه بالحجارة !
قبل ما يزيد عن الأربعة آلاف عام ، وقف الكاهن " زو - برا " كاهن التطهير الملكي و مفتش القصر والمركب المقدس ومعبد الملك " مو - نفر- كا- رع " وهو يجفف قضيبه ثم يرتدى ثيابه في مخدع الملكة "خنت - كى " بينما قامت هى عارية تضمه من الخلف لتضغط بنهديها الرائعين على ظهره تتلمس كتفيه بشفاهها وهى تهمس في شبق !
الملكة : لولا أن الملك أمامه أقل من يوم ويعود من رحلته لأبقيت قضيبك بداخلى حتى الصباح يا زو- برا ، أنت ممتع للغاية ، قضيبك حينما يقطر بمائه في داخل رحمى أشعر بطعم العسل يتخلل حلقى
الكاهن زو- برا : هذا من فرط حبى وسعادتى حينما أكون بين أحضانك ، ائذنى لى بالانصراف يا مولاتى
الملكة : بل أنت مولاى يا زو- برا ، سيكون لقاؤنا القادم في القريب ، دائما أشتاق لك ، وحدك تعرف ما يرضينى ويسعدنى في الفراش ، جسدى لا يتشبع إلا بجسدك فوقه
انطلق الكاهن خارج القصر تتابعه عين الوصيفة " مير- إيت " والشرر يتطاير من عينيها ، تبعته في خفة حتى وصلت خلفه للجناح الخاص به في معبد الملك ، أغلقت الباب خلفها وهى غاضبة !
مير- إيت : لا أظن أن امرأة بقيت في المدينة دون أن تحظى بقضيبك أيها الكاهن العجوز المغرور الـ !
الكاهن : مير! احفظى أدبك وإلا كان الحرق مصيرك ، أنت في حضرة الكاهن الأكبر ، الكل يعرف من أكون وماذا يمكن أن أفعل فتأدبى يا امرأة ! هل تظنين ان لك حماية من جلالة الملك ! لولاى ما منحها لك !
مير- إيت : جلالة الملك ! الملك الذى كانت زوجته الملكة بين يديك منذ قليل تمتص قضيبك بشفاهها التى يشرب منهما الملك خموره ، تُرى ماذا سيفعل بك لو علم أن ريق الملكة أصبح ممتزجا بمائك !
الكاهن : ولو كل ملوك الأرض في مواجهتى يا امرأة ! أنا لا أخشى أحدا ، من يتجرأ ليذكر اسمى بسوء أمام الملك يخر صريعا ، ولو رآنى الملك بنفسه أضاجع زوجته وأراد المساس بى لجعلته قعيدا لا يصلح لشئ ، أنا الكاهن زو- برا ، أنا من نصب ملوك هذه الأسرة وأبقاهم على عروشهم حتى اليوم وهم جميعا مدينون لى ، انصرفى ولا تعودى فلا حاجة لى بك ، قضيبى لن تدنسه مشافرك مرة أخرى ، كان الخطأ منى حينما علمتك تلك الترانيم ، لكننى لم أكن اظن أنها ستقويكِ على مواجهتى انا كذلك ، لا أحد يجرؤ على محادثتى بهذا الشكل غيرك ، لكنى قريبا سأجردك من كل حصن !
مير- إيت : أها الترانيم ! علمتنى إياها وأنت ثمل تلعق فرجى ، حينما كنت تريدنى لم تكن لك امرأة غيرى ، وأردت ألا أكون لغيرك ، لكن حينما نبذتنى تركتنى وما عاد غيرك يرغب فيّ ، قريبا ! قريبا سنرى !
انصرفت الوصيفة وقد انتوت الانتقام منه ومن الملكة التى لم تحفظ عهد الملك ، انتظرت حتى كان موعد اللقاء الغرامى التالى بين الكاهن والملكة ، ظلت أياماً تجهز تركيبات السم بدقة وهى تردد " قدمت كل ما أملك هدية للطبيب "خن - سو" لأجمع كل هذه السموم حتى أصنع مزيجا يليق بالخونة " ، بعد قليل أرسلت الملكة لاستدعاء الكاهن ، أسرعت مير- إيت توهم الملكة أنها ترتب مائدتها ثم جعلت تقطر السم فى الشراب وفى كأس الملكة وكأس الكاهن ، ملأت الكأسين بالخمر ثم انصرفت ، دخل الكاهن إلى المخدع والملكة تلقى بثيابها بعيداً لتقف أمامه عارية حتى إذا اقترب منها ركعت أمامه على ركبتيها وفكت إزاره حتى بلغت قضيبه ، نظرت إليه وعيناها مسحورتان ، وضعته في فمها بين شفاهها وكلما تمتصه كلما يعلو شبقها وترتفع حدة الأنين المنبعث من بين فخذيها طالبا النجدة ، نظر إليها الكاهن في تعالٍ وغرور ثم أشار إليها لتنهض ، نهضت وهى تجرد جسدها مما عليه تماما ، كانت ملهوفة تضمه لصدرها ثم تنظر في عينيه نظرة المستعبد ، جعل قضيبه بين فخذيها فتقدمت الملكة واعتدلت في وقوف جسدها حتى دخل قضيبه مخترقا فرجها ، اتسعت عيناها وانفغر فمها كما لو كانت مطعونة بخنجر ، راحت ترفع جسدها لتقف بأطراف أصابعها على وجهى قدميه وهو يرفعهما ويخفضهما ببطء وهى تعانقه مبتسمة ، جعلت شفاهها على شفاهه ودخلت معه في قبلة ساخنة ، كانت تتقلب بين شفتيه بينما قدماه لا تكفان عن الصعود والهبوط ، تحرك بجسده ضاغطا جسدها فانطلقت منها آهة متوسلة ، ضغط بكفيه على ردفيها الناعمين ثم صعد حتى بلغ تحت إبطيها ، رفعها عن الأرض يحملها فوق قضيبه ، راحت هى تتأرجح فوقه محتضنة لجسده واضعة رأسها بجوار عنقه ، أنزلها من فوق قضيبه ثم نظر إليها ، وجدها تتقدم ساحبة يده ثم تتوقف لتزيح عن جسده ما تبقى من ملابس ، التقطت كأسها وشربت منه ثم جعلت فمها على فم الكاهن ليمتص ما بفمها ، جعلت تُسقط ما تبقى من كأسها على جسدها من الأمام بينما راح الكاهن يلعقه في نهم حتى بلغ بلسانه قبة فرجها فتمددت تتلوى في الفراش ، وقف على قدميه ثم مد يديه ليرفع ساقيها ، ثم أمسك بقضيبه المتمدد كذراع ملاكم ليدسه بين أشفارها وهو ممسك بفخذيها ، ظل يرهز رهزات منتظمة بينما يتمتم ببضع كلمات غير مفهومة ، نظرت إليه وعيناها تتحرق شوقا لقبلة من فمه ، دفعت جسده بساقها اليمنى ثم نهضت تضمه بين ذراعيها ، قبل شفتيها ثم أدارها ووقف ينظر لجسدها البهى يتابع انحناءاته ، مرر يده اليمنى على ظهرها ومؤخرتها الشهية المستديرة الناعمة ، جسدها كعارضة أزياء في القرن العشرين ، لحم جسدها طازج شهى لا يليق به إلا الفراش في أحضان رجل ، دفعها بيديه فنامت على بطنها ، تململت حتى جعلت نصف جسدها العلوى على الفراش ونصفها السفلى على الأرض ، وقف خلفها ليباعد ما بين ردفيها ، صب مزيدا من الخمر بين ردفيها وراح يستقبله من بين فخذيها بلسانه بعد أن مر على مشافرها ، نهض من مكانه بشهوة تقوده بعنف ، مد قضيبه باحثا عن مشافرها ، دخل قضيبه عن آخره فراحت تدفع بمؤخرتها لتضغط قضيبه نحو الأعمق وهى تتأوه ، زادت تأوهاتها وعلت ، تحولت لصراخ متتابع ، نزل الكاهن بكفيه بحنان ليمسك بجنبيها ، زاد صراخها ، اندهش الكاهن وهو يتابع جسدها ينتفض بقوة ، مدت يديها لتمسك بعنف بأغطية الفراش بينما التأوهات لا تنقطع ، صارت تضعف وترتجف ، لم تكن تلك عادتها ، لحظات وأمسك هو ببطنه يتأوه كذلك ، الألم يغزو جسده ، سكنت حركات الملكة ، انكمش قضيبه دونما متعة أو قذف ، نزل عنها وهو يعتذر لها ، انتظر حتى تجيبه لكنها لم ترد ، قلب فيها قليلا حتى تيقن أنها قد فارقت الحياة ، وعلى الفور أدرك أن هناك مؤامرة ، نظر إلى الشراب بعمق ثم سكبه على الأرض بغيظ ، في عجلة ارتدى ثيابه واندفع نحو الخارج وهويترنح في خطواته بينما تنظر إليه الوصيفة وفى عينيها نظرة الشماتة وعلى وجهها ابتسامة خبيثة ، أشار بيده المرتعشة إليها دون أن ينطق وعينه تتوعدها .
انطلق حتى بلغ جناحه ، أخرج زجاجة إكسير من صندوق ثم شربها عن آخرها ، سكن الألم حتى هدأ قليلا ، جمع كل أدواته في ذلك الصندوق وحمله ثم أزاح غطاءً كغطاء البئر تحت قدميه ، نزل ثم أعاد غطاءه بيده وأداره يمينا ثم يسارا حتى استقر لتختفى كل آثار وجوده ، نزل بما يشبه الدرج حتى بلغ القاع ، انحرف يمينا ثم سار مسافة كبيرة يستند لجدران النفق حتى صار يحبو متجها نحو غرفة ضئيلة الحجم لها قبو صغير كذلك ، ثم جلس واضعا صندوقه إلى جواره ، نظر لخاتم في يده نظرة الحسرة ثم نزعه وهو يلهث ، الألم يعاوده من جديد ، الخاتم فضى به فص مربع الشكل كان أبيض اللون في يده ولكن بعد خلعه تحول الفص للون الأسود منقوش عليه سطور من كلمات صغيرة الحجم ، ما يقرب من أربعين سطرا ، مد يده داخل الصندوق ليخرج تمثالا بحجم مرفق اليد لكنه غريب على شكل رجل يضع يده اليسرى على قضيبه رافعا ذراعه الأيمن وفي ظهره امرأة تضع يدها اليسرى كذلك على فرجها بينما يدها اليمنى على كتفها الأيسر ، وضع خاتمه كالسوار في يد الرجل اليمنى المنبسطة وهو يحدثه والحزن يعتصره !
الكاهن : بفضلك يا " مور- حات " تعلمت وعلمت ما يحتاج دهورا ليتعلمه البشر ولن يتعلموه ، فعلت كل ما أردت ، حكمت الملك نفسه ، بل كدت أن أحكم العالم ، عرفت أسرار الأرض وما تحوى ، ضاجعت كل نساء المدينة وفتياتها من أحقرهن حتى أكرمهن ، لم أطلب شيئا من أحد بلسانى ، لم تكن لى حاجة لذلك ، فقط يهمس قلبى بما أريد وفى يدى الخاتم لينصاع الكل لى ويرغبون بشدة فيما أرغب فيلبون ما أريد وهم سعداء ، لكننى أراك اليوم تتآمر علىّ ، لم تخبرنى بما يحاك ضدى ، هل أصابتنى لعنة منك ، هل غضبت علىّ ؟! أجبنى يا مور- حات ، هل من مخرج ؟ أضاء التمثال في يده ثم انطلق صوت رخيم يقول !
مور- حات لا يعرف التآمر يا زو- برا ، أنت المتآمر على نفسك ، وهذه هى نهايتك ، لو لم تكن بالسم لجاءك الموت من أى طريق ، إنه الأجل يا زو- برا ، وانت من تخليت عن نفسك عندما علّمت تلك الخادمة كل الترانيم التى حجبت عقلها عن ناظريك ومنعت عقلك من التأثير عليها ، كنت تظن انك خارج تأثير الترنيمة الأخيرة ، لم تسألنى وخدعك عقلك ، ثم تبدل الصوت الرخيم لصوت نسائى رقيق : لا مزيد من الحياة لك فوق عمرك ولو ليوم ، الرحيل مصيرك الحتمى ، وها قد حان فارحل غير مسئ أيها الفارس العاشر ، فما رأيت منذ يوم العهد إلا ما تمنيت ، والآن دع مور- حات ليخلد في نوم عميق ، عميق ، سيُطوى الزمن وتتبدل صفحاته ، ومور- حات سيبقى الحارس على من يفى له بالعهد لتستمر قوته في فرسانه ! ثم راح الصوت الرخيم مع الصوت الرقيق يرددان " واح ! مور- حات " ثم كان السكوت !
زو- برا : نعم صدقت ! فلتستمر يا مور حات ! ليتنى تمكنت من التخلص من أنانيتى لأورثك ولو لأحد كهنة " وعب " كما فعل السابقون تباعا ، لكننى لم أثق في أحد لأمنحه سرى وكنزى "مور- حات" ، تُرى هل سيحظى بك أحد بعد موتى ! أريد أن أكون أنا آخر من يمتلكك ، بطنى يتمزق ، آه ، حتى لو وجدك أحدهم فلن يعرف سر العهد ، سقيتك دماء الخادم " بر – إيب – سن " وعشيقته الخاطئة الزانية " إين – يم – سن " حتى تحقق لى ما أردت ، هذا هو عهدك وما أوضعه من عهد ! تشرب دماءً شابة مسفوحة لرجل وامرأة يٌقتلان في حضرتك لتنطلق سهام طلاسمك في خاتمك فتكون الحارس على صاحبه طوال العمر، لكن ها قد انتهى العمر ، سحقا لك أيتها الخادمة ! آه ، وضعت أشد أنواع السم ، يبدو انه مزيج ، لكن حتى ولو لم يكن سما ، هو الأجل ، آهٍ يا زو- برا ، انطوت صفحات مجدك ، ولى عهد شموخك ، كان يتحدى الألم بتنظيمه لأدواته في الصندوق كى يتناسى ما يوجعه لكن الألم كان أقوى ، أغلق الصندوق بإحكام ثم ضرب رأسه في جدار الحجرة بعنف عدة مرات حتى فقد الوعى ولم يتحرك بعدها ، مات الكاهن في موضعه .
مرت القرون المتعاقبة ولا يزال كل شئ في مكانه في بطن الأرض حتى بلغنا هذا القرن " الحادى والعشرين " بعد الميلاد ، المكان تغير كثيرا فوق الأرض ، صار اسمه " قرية أبو صير- البدرشين " بالجيزة ، في ظلام الليل وقف الشاب " بشير " خلف ستائر نافذته ممسكا بقضيبه المتصلب وعيناه تخترقان غرفة النوم المواجهة لغرفته ، الحارة ضيقة تتيح له رؤية بعض ما يدور في الغرفة المقابلة مع مواربة الجيران لنافذتهم ، فاتنة الحى " فاتن " وقفت لتتراقص على أنغام أغنية صاخبة الإيقاع ، ترتدى قميص نومها الوردى اللامع ، بينما يجلس على الأرض زوجها الشاب اليافع " سامح " ليصفق لها ويتمايل مع ميلها ، لحظات وسقطت تتمرغ في أحضانه ، تمددت على الأرض بينما اعتلاها سامح وراح يتحرك فوقها ، تلبيتها لطرقات ابنتها " نيرمين " على باب الغرفة قاطعت هذه الجلسة المثيرة ، ضرب بشير بقبضته على الحائط مبديا حسرته ، عاد إلى سريره يكمل رؤية ما كان سيحدث في خياله حتى قذف ببضع قطرات من المنى ثم هدأ ، رنين هاتفه قاطع هدوءه !
بشير : آلو ! مختار ازيك ، انت فين ! طيب أنا جاى لك على طول
بشير شاب طويل القامة جسده مترهل بلا تقسيم عضلى ، قارب الثلاثين من العمر ولم يتزوج بعد ، كان دائما يتردد في اتخاذ أية خطوة حتى يتجاهلها ، ترضيه أدنى الحلول ، يسكن مع أمه المسنة في الطابق الثانى في بيت أبيه في أحد شوارع قرية " أبى صير " ويسكن أخوه الأكبر " مدحت " الذى يعمل في بيع الدهانات مع أسرته المكونة من زوجته " مى " وولديه " يونس و عزيز " في الطابق الثالث ، بينما بقى الدور الأرضى به مخزن لصناديق الخضر والفاكهة وبعض أدوات الزراعة مع بعض أجزاء من السيارات القديمة ، بشير ضعيف الشخصية ، انهزامى ، متشبع باللامبالاة ، مهزوز وليس لديه ادنى ثقة في نفسه ، كان مختار دائما يحاول دعمه وتغييره لكن لم تفلح محاولاته ، كان في الأصل يركن إلى مختار ولهذا لم يكن يفارقه إلا لضرورة ، قام بشير يرتدى ملابسه في عجالة ، استأذن امه التى كانت تتابع التلفاز في الصالة الصغيرة وانطلق إلى بيت مختار الذى كان على بعد حارتين فى أطراف تلك القرية بين الحقول ، كان مختار يسكن في بيت متهالك من طابقين فقط على مساحة لا تزيد عن السبعين مترا ، يقيم بمفرده في ذلك البيت بينما هاجر أخوه الأكبر إلى إيطاليا وتزوجت أخته الصغرى في الأسكندرية ، وقبل سنوات مات أبوه وأمه في حادث سير نجا منه مختار ، صعد بشير مباشرة إلى الطابق الثانى حيث يقيم مختار ، لم يكن بحاجة لطرق الباب فهو مفتوح ، دخل مباشرة وهو ينادى !
بشير : مخ !
مختار : خش يا بشير انا في المطبخ
بشير : إيه يا سيدى ! هى ام الفكرة دى مش هاتخلع من نفوخك بقا !
مختار : يا ابنى انا عديت التلاتين وعاوز اتنيل اتجوز ، وطول ما البيت بمنظره ده مفيش واحدة هاترضى تدخله ، على يدك كل واحدة تسألنى هانسكن فين ! أقول لها في بيتنا ترفض
بشير : بص اللى عاوزاك هاتعيش معاك لو في عشة ، وبعدين البيت يلزمه بس شوية تجديد ، هو آه صغير بس لو ظبطت الدورين وروقتهم كده تبقا وسعت على نفسك
مختار : يا حبيبى ده انا ممكن اعدى لك إيدى في الحيطة دى ، البيت دايب يا ابنى حوائط حاملة من غير لا عمدان ولا قواعد ، بلا أرف ، ده من عمر جدى الكبير وشكله كان بيوفر في كل حاجة ، كل واحد كان فرحان بعلبة السردين اللى ساكنها ، هاهدمه خالص واوسع مساحته بالنص قيراط اللى اشتراه ابويه جنبنا ، وابنى دورين واسعين مبحبحين
بشير : هاتدخل في مشاكل مع المجلس المحلى
مختار : لا يا غالى انا معاية تصريح أهه لسه سارى ، صادر من الجهة الإدارية بالاحلال والتجديد ده للبيت ، وتصريح تانى ببناء النص قيراط اهه من سنتين ابويه كان مطلعه ، استنا هاوريك ملف على بعضه اهه ، آدى قرار الجهة الإدارية ، وآدى تقرير معتمد من المهندس بالرسم الهندسى والتفاصيل ومقايسة فيها بنود الأعمال وقيمتها ، هاشتغل بالورق ده محدش له عندى حاجة
بشير : طب والفلوس يا غالى !
مختار : انا معايه 150 الف وهاخد منك خمسين ، انت لا ناوى تتجوز ولا هباب وكده اعرف اعمل حاجة
بشير : أنا عينى ليك يا مخ
مختار : أصيل يا بوتشى ، تعرف ياض أنا سنة واحدة وابنى لك دور كمان معاية هنا تتجوز فيه ، نقطة ليك يا صاحبى ، بس التشطيب عليك آه
بشير :حبيبى يا صاحبى يا ابو الرجولة ، طب نويت امته تبدأ
مختار : يومين اتنين بعد ما نوصل نقلة سوهاج انا وانت ،
بشير : آه صحيح كنت هانسى ، انا وديت العربية عند الحداد ، باب الصندوق كان بيفتح وهى ماشية والفرانتونة مساميرها كانت مصدية ومتاكلة
مختار : كويس انك افتكرت احسن مال الناس يضيع ع الأرض ، بكرة ع الساعة 9 الصبح هانطلع انا وانت على جرجا نحمل ونرجع ع الوكالة
بشير : مش عارف ايه حبك في المشاوير البعيدة دى !
مختار : ما هى دى يا ابنى اللى بتجيب الفلوس ، خمسين صندوق خضار وواحد مزاج ، واحد سلاح وبنطلع بالعمولة ولا كنت عاوزنا نقضيها خناقات ع الناولون مع الزباين !
بشير : لا يا عم المهم تكمل بالستر وبس
مختار : صب الشاى وتعالى
بشير : طب طلع انت الأكل وانا هاجيبه
العلاقة بين بشير ومختار أعلى من الأخوة ، لم يفلحا في التعليم فخرجا منه معا ، تعلم مختار القيادة منذ الصغر مع أبيه السائق ، تنقل بشير في الأعمال المختلفة حتى مل فجلس شهورا بلا عمل ، لم يترك مختار صديق طفولته يعانى البطالة ، كان لديه سيارتان نصف نقل إحداهما زرقاء والأخرى حمراء ورثهما عن أبيه ، كان يقود الزرقاء وإلى جواره أمه وأبيه ليلة الحادث ، اصطدم بسيارة نقل ثقيل ، وبعد موتهما عاهد نفسه ألا يقودها مرة أخرى ، فمنحها لبشير ليعمل عليها سائقا ، السيارة فقط باسم مختار لكنها في حوزة بشير ، لم يكن يحصل من بشير على أية أموال ، ترك له السيارة تماما بمدخلاتها ومخرجاتها واكتفى هو بقيادة الحمراء ، لكنه كان مغامرا ينقل أى شئ في أى وقت بينما لم يكن يشرك بشير معه إلا في الرحلات الطويلة أو حينما يحتاج النقل لسيارتين ، كان بشير يركز على عمليات النقل السليمة إلا مع مختار الذى كان يقوى قلبه ، وساهم ذكاء مختار وبراعته أكثر في طمأنة بشير أثناء عمليات التهريب ، وانتهت رحلة سوهاج على خير وشرع مختار في عملية هدم البيت ، نقل مختار كل متعلقاته عند بشير وكان يبيت معه في غرفته ، تمت إزالة الطابق العلوى ثم السفلى وانتهى حفر القواعد ، فى المساء ذهب بشير مع مختار للسهر والمبيت بجوار مواد البناء خشية السرقة ! وفى الثانية صباحا بينما كانا يجلسان تحت شجرة بجوار البيت ، همس مختار لبشير أن يذهب بعيدا لمدة ساعة ثم يعود ، فهم بشير الأمر عندما لاحظ " جواهر " تسير بخفة مقتربة من موضع البناء ، ذهب إليها مختار وفى عينيه اشتياق لجسدها ، كان ظهرها له فوضع كف يده على ردفها الأيسر فالتفتت إليه وهى تشهق !
مختار : مالك يا مرة ! إيه شوفتى عفريت ؟!
جواهر : خضيتنى انا كنت جاية لك اقوم الاقى البيت مهدود !
مختار : وماله مهدود ولا سليم هاتفرق يعنى !
جواهر : يا لهوى آه يا اخويه تفرق ، عايز الجيران تشوفنا !
مختار : هما فين الجيران دول ؟ ده أول جار بينه وبينك 400 متر اهه ، تعالى خلينا نسيب ذكرى هنا
جواهر : آجى فين هاتنيكنى فى الهِو ده !
مختار : لا هانيكك فى الحفرة دى
جواهر : هح ، هيجت لى كسى ، اول مرة اتناك فى مكان مكشوف ، بس التراب يا مخ مخ
مختار : هابقا انفضهولك ، ده تراب هبو ما بيلزقش يا بت
جواهر : آه ! لولا إنى عاوزاك وكسى مش على بعضه ماكنتش وافقتك
مختار : هاعيشك احلى ليلة ، تعالى يا بت بقعرك ده اللى مهيجنى
سحبها من يدها نحو الحفرة التى كانت فى موقع الحمام ، نزل وأنزلها بهدوء ثم جردها من كل ملابسها ، تجرد من ثيابه وفرشها لتنام فوقها ، قبل النوم منحته وصلة من المص العميق لقضيبه المتصلب ، ضغطت عليه بشفاهها وامتصت رأسه وهو ممسك بشعرها ، لحظة وضغط على رأسها بيده ضاغطا بقضيبه فى حلقها ، كادت ان تصرخ لولا انه نزعه من فمها ليقذف أول إنتاج الليلة على الأرض ، شعر بهزة خفيفة تحت قدميه لكنه لم يعبأ ، جلست تفتح ساقيها مطالبة له برد الجميل ليهبط لاعقا أشفارها الحمراء ، تراجع قليلا وظل يعبث ببظرها بأصابعه وهو مبتسم ، عاد ليمتصه هو حتى تجاوز شفتيه إلى داخل فمه ، كان كبيرا أحمر اللون ، أمسك بنهديها الكبيرين بين يديه يفعصهما ويرجهما بعنف ، راح لحلمتيها البارزتين ، ضغط على إحداهما حتى تقاطر اللبن منها وانطلق كنافورة ضعيفة ، ظل يحلبها ويشرب لبنها حتى طالبته بالتوقف فرضيعها يحتاجه ، لكنه لم يتوقف عن رضاعة حلمتيها مثنى وفرادى ، عاد ليضخ اللبن من حلمتيها ليستقبله بوجهه بينما هى تبتسم بدلال ، راح يمسك بلحم فخذيها ليرفعهما عن الأرض قليلا ليوسع لقضيبه الذى تصلب بقوة ، داعب بظرها برأس قضيبه ، مرره بين أشفارها ، فاضت سوائلها وهو يشعر بها ، ضرب به فتحة فرجها وأدخله مرة واحدة وهو يبدى إعجابه بفيض سوائلها التى دوما تتسارع ملبية لنداء قضيبه لتفتح له الطريق ، استقبلت قضيبه وهى تسحب جسده ليستقر فوقها ، مسحت بيدها على ظهره وربتت على لوح كتفه ثم منحته قبلة على خده ، راح يقبل فمها ووجنتيها وانفها وبين عينيها وجبينها ، طالبته بسرعة الرهزات فاستجاب وهو مع كل رهزة يضغط بعنف وهى تكافئه بضماتها القوية لجسده ، كانت تهمس فى أذنيه بفحش وغنج بينما هو يهمس فى أذنها يسبها ويلعنها وهى منتشية سعيدة بما يقول ، طالبها بتغيير الوضع والانكفاء على وجهها رافعة مؤخرتها الكبيرة الرجراجة ليدك ما لاقاه من فتحات ، أسرعت تفعل ما أراد ، وضع رأس قضيبه على فتحة مؤخرتها وهو يضرب أردافها ويغرس أظافره فيهما ، راحت تعض ملابسه التى تحتها وتصرخ صرخات مكتومة متحشرجة ، سحبت قضيبه ووجهته لفتحة مهبلها ، ضرب به للداخل بعمق ، ضغط وضغط حتى صارت رأسها تصارع جدار الحفرة دفعا ولو أنه يتحرك لابتعد مسافات بدفع رأسها له ، لحظات وضغط ضغطة طويلة ثم صار يقذف منيه داخل فرجها ، مع كل دفعة كانا يشعران بهزة فى الحفرة ، لم ينتبها ظنا منهما انها اهتزازات تلقائية لجسدهما ، أغمض مختار عينيه للحظات بينما عينا جواهر مفتوحة ، أضاء قاع الحفرة كأنما تبرق أرضها ، شهقت شهقة عنيفة ظنها مختار بفعل منيه ، لكنها انتفضت تخرج قضيبه بسرعة وهى مرتعبة ، اعتدلت فى جلستها ثم قامت تلبس ثيابها كأنما تهرب من وحش !
مختار : إيه رايحة فين ده احنا لسه ماخلصناش
جواهر : نخلص إيه انت ما شوفتش ! انا ماشية
مختار : أشوف إيه !
جواهر : الحفرة دى نورت دلوقتى
مختار : طبعا لازم تنور ، نورت بوجودك يا قمر انت
جواهر : يا ابنى مابهزرش نورت بجد
مختار : أيوة بقا ورد عليك يا واد يا مختار يا جامد ، فيه حد ضرب زبره كده فى كسك لحد ما تحسى بالشرار طالع من عينك ، دى عافية يا بت ! إيه هانحمرق بقا ، تعالى عاوز اضربك واحد ورا
جواهر : بس أوام أوام الواد زمانه هايقلق عاوز يرضع وهايفضحنى !
مختار : انتى مش سايبة البيبرونة جنبه ! لما يصحى هاياخدها ، هو صغير ! ما تفطميه بقا
جواهر : طب بطل هرى بقا وخلص ، بس بالراحة مش عاوزة اتعور زى المرة اللى فاتت
مختار : لف يا جمل ، آه يااانى من قعرك
بلل مختار رأس قضيبه بما تبقى من آثار منيه ثم ضغط على فتحة مؤخرتها وظل يضغط وهى تهبط حتى صار خدها على الأرض ، حينما دخل قضيبه ارتجفت وتأوهت بينما مختار مستمتع بتأوهاتها ، تعالت أنفاسه وتسارعت وهو يدك مؤخرتها الرجراجة ويمسك بخصرها يجذبها ، كانت تمسك بتراب الأرض بيديها ومختار مستمتع بحرارة الممر العميق فى مؤخرتها ، لحظات من الإثارة حتى عاد يضغط من جديد ويثبت بينما خدها على الأرض ، مزيد من ضغطه جعل خدها على أرض الحفرة مباشرة ، سمعت صوتا من بطن الحفرة حينما راح يقذف بكل متعة وإثارة فى مؤخرتها وهو يمسك بردفيها بكفيه ، جعلت أذنها على الأرض أكثر لتتحقق ، أنصتت فسمعت صوتا يشبه الصوت الهامس فى أذن النائم " واح ! مور - حات " ، انتفضت تسحب قضيبه من مؤخرتها وقامت تمسك بملابسها فى يدها !
جواهر : طلعنى من هنا !
مختار : يا بت فيه إيه انتى مستعجلة كده ليه ! طب البسى هدومك براحتك
جواهر : انا جسمى متلبش ، طلعنى هالبس فوق
مختار : طيب خلاص تعالى ، هاطلع الأول وآخد إيدك ، مش عارف مالها دى ؟
جواهر : مالها دى ؟ فيه حد بيتكلم تحت !
مختار : تحت فين ؟
جواهر : تحت الأرض !
مختار : هههههههه انتى ضاربة إيه يا مرة ؟
جواهر : ضاربة نفسى بالجزمة لو جيت هنا تانى
مختار : ليه بس هو انا غلطت فى ايه ما الليلة ماشية فل اهه
جواهر : يا ابنى فيه حد تحت قال كلمتين كده زى " هات " معرفش !
مختار : هههههههههه طب مش تقولى كده !! حاضر يا اختى خدى 100 جنيه اهه هو انا كلت حقك قبل كده !
جواهر : يا مختار انا مش بأفلم ده بجد ، هات الفلوس ، انا ماشية ، سلام
مختار : سلام يا اختى ، قال حد بيكلمها من تحت ! وليه مهبوشة
عاد بشير بعد قليل ليجد مختار في انتظاره تحت الشجرة ، قررا النوم ، كان بشير يفضل النوم تحت الشجرة لكن مختار أقنعه بالنوم في حفرة ، فالنوم فيها ممتع ، نام مختار في موقع معركته مع جواهر بينما اختار بشير إحدى الحفر المجاورة لينام فيها ، بعد قليل تقلب مختار ليجد يده تغوص في التراب ، استفاق ونفض التراب من يده ثم ضغط مرة أخرى ليراها تغوص في العمق بكل سهولة ، قام يضغط بقدمه اليمنى ليجد انهيارا يحدث في الأرض ، لولا أن سرعة رد فعله جعلته يقفز خارج الحفرة لسقط للأسفل إلى العمق ، أيقظ بشير خوفا عليه فقام هو الآخر يستطلع الأمر !
مختار : شوفت ! حفرة نجسة ! كنت بانيك فيها جواهر! محتاجين نردمها دى ولا نهبب فيها إيه !
بشير : انت بتستعبط انت كمان ! ماتاخدها في اى حتة بعيد عن البيت ، مش هايتبنى في سنينه اهه
مختار : يا عم ما انا طول عمرى بانيكها في ام البيت إيه اللى جد يعنى !
بشير : يا عم خلاص ابقا خليهم يصندقولك القاعدة دى حوالين قفص الحديد ويصبوها وخلاص والشدادات تبقا تمسكها مع اخواتها
مختار : ولما تبلع الخشب والخراسانة نبقا نجيب لها منين تانى ؟ دى تتردم بتراب شراقى او رملة لحد ما توصل لمستوى اللى جنبها ، بص ! ده لسه بتنزل ! ، هو ترابها بيروح فين ؟ تحتها بحر ولا إيه بالظبط ؟
بشير : استنا القاعدة دى كانت مكان الحمام ، الأرض بايشة يا معلم !
مختار : طب والعمل إيه ؟
بشير : لما ييجى المقاول بكره نوريهاله اكيد عنده حل
مختار : وشك فقر يا جواهر ، قال وعمالة تقولـ ..........
عاود مختار النظر للحفرة فوجد الهبوط يزداد لكن ببطء شديد ، أصابه الهم ثم قرر النزول لاستطلاع الأمر ، حمل الكشاف ونزل في الحفرة وصوت بشير يحاول منعه ، لكنه استمر في الهبوط مع الحفرة كمن ينزل برافعة من النوع الثقيل ، لم يجد بشير أمام إلحاحه إلا أن يسحب حبلا من صندوق سيارة مختار وربطه في الشجرة ثم أخذه ونزل به إلى الحفرة مع صديقه ، كان الهبوط لا يزال مستمرا بينما القلق يزداد على وجه بشير لكن مختار كان يضحك ساخرا مستهزئا مما يجرى ، حتى توقف الهبوط على عمق حوالى عشرة أمتار أو أكثر ، ضغط مختار بقدمه لكن لم يعد هنالك حركة ، نظر بشير للأعلى ليرى أنهما قد ابتعدا عن السطح ، تنهد بعمق وعلامات القلق تبدو عليه ثم قال !
بشير : لا ده كده فل أوى ، يلا يا ابا الحاج نطلع بقا بس اياك نعرف ، ده انت محتاج عربيتين رمل
مختار : عربيتين ايه ! الخازوق تكون حفر القواعد كلها اتخريطت ، ده كده يبقا الخازوق مغرى
بشير : تعالى نبص ، لا خازوق ولا مغرى ، كل حاجة ليها حل
مختار : طب يلا بينا انا هاطلع الاول وانت ابقا امسك في الحبل وانا هاسحبك ، أه ، ايه ده فيه حاجة ماسكة في رجل البنطلون
بشير : حاجة ايه ! تلاقيه جدر شجرة
مختار : لا ، استنا ، هات الكشاف !
الفصل الثانى !
أخفض بشير الكشاف ليرى ما علق ببنطال مختار ، بينما أزال مختار حفنة من التراب حول قدمه ، ثم أخرى حتى رأى صخرة مدببة تخترق رجل بنطاله ، حاول أن يزيلها لكنها كانت صلبة متماسكة ، كشف المزيد من التراب حتى يسهل نزعها من الأرض وبشير يساعده ، الهبوط يقع خلفهما مباشرة ليبتلع كل التراب الذى يزيحونه ، بدأت معالم قبو من الطوب الصخرى تظهر ، نظر مختار لبشير وهو يبحث في عينيه عن تفسير ، أزال بشير حفنة أخرى ثم اخرى ، نظر كلاهما في عين الآخر ثم انطلقا دون كلام يمسكان بالحبل ليخرجا من الحفرة ذاهبين لأدوات الحفر التى تركها العمال ، ألقى كل منهما بفأس ثم نزلا تباعا ، ضربة ثم أخرى حتى انفتحت طاقة في القبو ، ضربات متتابعة حتى صارت الطاقة أكثر اتساعا ، نظر كلاهما في وجه الآخر وهو مبتشر يضحك ، لم يتحدث احدهما للآخر حتى صارت الطاقة باتساع متر مربع ، نظر بشير لوجه مختار ثم قال !
بشير : أما لو كان اللى في بالى !
مختار : نبقا عدينا يا بوتشى ، بص انا هانزل الاول من الفتحة دى وانت نورلى بالكشاف
بشير : استنا الاول نشوف الأرض فين لا يكون بير ده ! شكلها قريبة ، بس ما تديش أمان ، اربط الحبل على وسطك ، وخد بالك من نفسك
مختار : ياض متخافش جمد قلبك
ثم نزل مختار ببطء شديد وهو يمسك بأركان الفتحة العلوية ، وصلت قدماه إلى الأرض ويداه تخرجان من الفتحة ، بشير يمسك بكف يده اليمنى ، بعد قليل طلب منه الكشاف ، لكنه أصر على النزول معه ، أعطاه الكشاف أولا ثم نزل ، نظر خلفه ليجد الممر مسدودا بالتراب الذى هبط منذ قليل للأسفل ، ثم شهق بشير شهقة عميقة حينما وجه مختار الكشاف للأمام ليجد بقايا هيكل عظمى ، أمسك بكتفه وهو يناشده الخروج !
بشير : ده قبر يا عم ، قبر ده يا سيدى اهه تعالى نخرج
مختار : ششش اسكت يا اخى فيه صندوق اهه تعالى
بشير : مممم ماتفتحهوش ابوس ايدك ، ياللا نخرج
مختار : طيب نطلعه من هنا بس ونفتحه فوق ، شيل معايه عضم الراجل الطيب ده من حواليه ، شكله مات وهو حاضنه
بشير : قصدك اتقتل ، ده قتيل يا اخويه واتدفن تحت بيتكم ، يا ترى مين من عيلتكم كان قتال قتلا ؟
مختار : يا ابنى اتقتل ايه ؟ واللى قتله ساب له الصندوق ده للذكرى يعنى
بشير : وهو انت فاكر ان الصندوق فيه إيه ! ماتلاقى فيه ادوات الجريمة ، يلا نطلع ابوس إيدك
مختار : ياض سيب كتفى بقا خلينى اشوف
بشير : انت لو ناوى تقعد هنا انا طالع ، انا جتتى مش ناقصة وحاسس ان الدنيا هاتتهد فوق دماغنا ابوس رجلك بقا نطلع
مختار : طب بص اطلع وانا هاربطلك الصندوق ده ، إيه ده ! تقيل اوى ، بص شيل قصادى نخليه تحت الفتحة وأنا هاربطه كويس واطلع ونشده احنا الاتنين ، استنا هاركن اللى فاضل من الراجل الطيب ده ، ارفع الصندوق حبة من ناحيتك كده ، ايوه اسحبه كمان مرة ! بس كده هات الحبل ، لفة بالطول ، كمان لفة بالعرض ، ده لو صح الكلام يبقا فتحت يا معلم
بشير : فتحت إيه ! يا ابنى انت فاهم غلط ، اقطع دراعى لو ما كان الصندوق ده فيه جثة تانية ، اللى انت تقصدها مابتبقاش بالشكل الهفأ ده ، بتبقا اوضة كبيرة وجدرانها ملونة عليها رسومات وفيها توابيت ومليانة خيرات بقا ، مش تقول لى دى ! واحد مقتول وجثته مدفونة في قبر ، تلاقيه جدك سالم اللى قتله انا كنت اعرف انه غشيم وعقله على اده وبيتكلم بالخرطوش
مختار : وانت بقا جدودك كانوا مين ! ملوك النرويج ! اطلع خلينا نشوف بنعمل إيه بطل هرى
بشير : طب خد الكشاف على ما اطلع ، إششششش استنا استنا إيه ده ؟ تمثال ده !
مختار : هوب بوب بوب ، مش قلتلك يا حمار ! ابقا اسمع الكلام ، اهه فرعونى ده ولا مش فرعونى يا جاهل ، ده كان بين رجليه ، شايف الخاتم ده اللى في دراع التمثال !
بشير : ده خاتم فضة مايجيش بتلاتة جنيه ، تلاقيه كل اللى حيلته والصندوق ده تلاقيه حاطط فيه جلابيتين وطاقية
مختار : يا ابنى انت حد مأجرك علينا ! ماتنقطنا بسكاتك واطلع بقا .... ها ، طلعت خلاص ! مد ايدك امسك خلى التمثال ده معاك وامسك الخاتم كويس ، البسه في إيدك على ما اطلع لك
بدأ مختار يضبط وضع الصندوق ليسهل خروجه من الفتحة ثم صعد حتى صار مستقرا فوق القبو ، أمسك بالحبل مع بشير يسحبان الصندوق ، ها قد استخرجاه تماما من القبو ، صعد مختار خارج الحفرة اولا وتسلق بشير بعده ثم رفعا الصندوق تماما من الحفرة وذهبا به تحت الشجرة ، كان غطاء الصندوق عليه شكل مجسم لثعبان ، محكم الغلق لكن بقليل من الجهد تم فتحه ليخرج مختار ما فيه قطعة بقطعة حتى صار كل شئ أمامه ، كان أول ما توقف أمامه مختار هو خمس قطع من الحجر على شكل قضيب مع الخصيتين ، لم يكن يعرف سر وجودها ، إلى جانب مائة واثنين وستين قطعة تبدو فرعونية على شكل كرات من البازلت ، مائة وثمان وستين قطعة تبدو فرعونية كذلك مختلفة الحجم لكنها جميعا على شكل قرون الفلفل ، وخمس قطع على شكل كف اليد المفرود ، وإحدى عشرة قطعة على شكل ثعبان ملفوف ، وست قطع على شكل ورق الشجر، وتمثالين فرعونيين على شكل انسان، وتمثالين على شكل ثعبان متأهب للإنقضاض ، وقطع فرعونية مستديرة ، وبعض قطع مجسمة من الزجاج ، وفى قاع الصندوق عباءة مهلهلة وبعض البرديات المتآكلة !
بشير : اشرب يا عم مختار ! ازبار وتعابين وقرون فلفل ، اللى ما فيه حتة دهب واحدة في قلب ده كله
مختار : يا ابنى مش كل الآثار دهب ، لم معايه بالراحة وتعالى نعبى الحاجات دى في شوال ونوديها عندك بالراحة كده قبل النهار ما يطلع ، اللى انا مش فاهمه راجل محترم زى اللى شوفناه تحت ده يبقا عنده ازبار حجر ليه !! وبعدين انا اول مرة اعرف ان الفراعنة كانوا بيستخدموا الزبر الصناعى !
بشير : لا ده بيتاجروا فيه كمان اهه ، تلاقى كان عندهم شركة انزبار وتزبير جنب الهرم
مختار : ورينى كده التمثال اللى كان بره الصندوق ، شايف ده اتنين لازقين في بعض من ضهرهم
بشير : بص دول راجل وست ، ههههههههه الراجل تقريبا ماسك زبره شوف ، والست اللى في ضهره حاطة إيدها على كسها ، عليا الطلاق ده ماهو شغل فراعنة أبدا ، ده تلاقيه جدك برعى ، انا كنت اعرف انه فلاتى وبتاع نسوان
مختار: ماتلم لسانك يا ابن الجزمة عن جدودى بقا
بشير : ههههههههههه معلهش اصلى باشوف حاجات الليلة دى عجب في بيتكم ، ناوى على إيه يا نجم !
مختار : نوديها عندك بس وبعدين لما يطلع النهار هاكلم حد ، انا معارفى كتير في السكة دى
وفى الليلة التالية أثناء مبيت مختار مع بشير في غرفته ، نهض مختار من فراشه ليجد بشير واقفا خلف النافذة كعادته يراقب جارته الفاتنة ، لم تكن الساعة قد تجاوزت الواحدة صباحا ، تسلل من ورائه ثم نظر في مرمى نظره ليجد سامح يعانق فاتن امام الفراش ، كانت لا ترتدى إلا قميصا أبيض اللون على اللحم ، كانت القبلات محمومة ، حاول سامح أن يرفعها عن الأرض في حضنه لها فلم يفلح ، كانت ملفوفة القوام ممتلئة الجسد منحوتة ، لم يتمالك مختار نفسه من الضحك وهو يرى سامح يختل توازنه ويسقط بفاتن على الأرض ، ضحك مختار فشقت ضحكاته سكون الليل ، فوجئ بشير بمختار خلفه ، نظر سامح ليجد نافذة غرفة بشير مفتوحة بينما هو يقف خلفها ، تملكه الغضب وتطاير الشر من عينيه ، أغلق أبواب شرفته وهو يتوعده !
بشير : عاجبك كده ! دلوقتى يقول إن أنا اللى ضحكت ويعرف انى كنت بابص عليهم ، وقعتنى في مشكلة معرفش هتروح على فين !
مختار : تروح فين يا ابنى ؟ هو مين اللى قال كنا بنبص عليه ، وبعدين واحد بيضحك في أوضته ، إيه هايحكم ع الناس في بيوتها ؟ اسمع لو اتكلم نص كلمة حط الجزمة في بقه ، بطل تطاطى بقا
بشير : جزمة في بقه ! انت مش شايفه عامل ازاى !
مختار : على نفسه ! ماهو قدامك ماعرفش يرفع المرة ، بس حتة فخدة ياض يا بشير ، ليك حق تبص عليها ، دى لو جارتى كان زمانى مخلف منها توأم
قبل العصر بقليل عاد بشير إلى البيت ، أوقف سيارة النقل في مدخل الحارة ثم نزل مترجلا، وقبل أن يدخل بيته وجد سامح يخرج له مسرعا من بيته ويتوقف أمامه والشر يملأ عينيه !
سامح : انت ما اتعلمتش انك تلم نفسك وتعمى عينك عن جيرانك !
بشير : أنا مش فاهم هو فيه إيه ؟ فيه واحدة قالت إنى عاكستها ؟
سامح : انت فاهمنى كويس وعارف أقصد إيه
بشير : لا مش فاهم ، وسع حبة كده من طريقى
لم يمهل سامح بشير أن يمر فجعل قدمه تعترض سيره فسقط على الأرض ، قام بشير وهو ينظر لسامح نظرة الغضب العاجز ، أمسك سامح بمجامع ثيابه من الأمام ثم دفع به من جديد نحو الجدار ، وهو يحذره لو كررها فلن يبقى عليه في الحارة ولا في القرية ، في تلك اللحظة كان مدحت الأخ الوحيد لبشير يتقدم نحو بيته عائدا من عمله فشاهد المنظر ، انطلق يندفع نحو سامح ليخلص بشير من يده ، أمسك سامح برأس مدحت ثم منحه " روسية " ولكمة في أنفه ، سقط طريحا على الأرض ينزف منه الدم حتى صار يغرق وجهه ، نظر بشير لأخيه فثارت ثائرته ، وجه لكمة لوجه سامح لكن قبل أن تصل وجد نفسه منطرحا على الأرض إثر ركلة من قدم سامح ، وضع سامح قدمه فوق عنق بشير وهو لا يزال يحذره من تكرار النظر لزوجته ولو على سبيل الصدفة ، ثم توجه ناحية مدحت وهمس في أذنه أن يتحرى ويستعلم عن خطأ أخيه أولا قبل أن يثور ، هم مدحت ان يمسك به لولا تدخل الناس التى دائما ما تأتى في وقت متأخر ، استند كل منهما على كتف الآخر وصعدا بينما مدحت لا زال يقسم أن يردها لسامح صاعا بصاع ، دخل بشير غرفته وهو يستشعر الذل والمهانة والهوان ، سقط في الأرض يبكى حسرته على نفسه ، في الليل أقبل مختار للمبيت ، لم يخبره بشير بما حدث لكنه تظاهر بالنوم حتى الصباح بينما لا زال المشهد يتأرجح في عينيه ، حتى أخوه الذى جاءه ليشد عضده أهين بسببه ، لا بل بسبب مختار ، لا بل بسبب هوانه على سامح ، أراد أن يمحو هذا المشهد من ذاكرته لكنه أبى إلا التكرار في عقله ، يوم واثنان وثلاثة حتى بدأ بشير يصرف تفكيره عن ذاك الموقف ، بعد أسبوعين تقريبا كان بشير قد نسى ما كان ، اكتمل بناء الدور الأول في منزل مختار ، ولملم مختار بعض حاجياته من بيت بشير تاركا الباقى حتى اكتمال الطابق الثانى ، وفى ليلة حضر المعلم " نصير " إلى البدرشين ، وبعدما جلس وجاء إليه مختار وفرد امامه القطع كان رد فعل المعلم نصير عجيبا !
المعلم نصير : أووووف لم لم عبيهم تانى ، بلا نجاسة !
مختار : ايه خير يا معلم مالك ؟
المعلم نصير : أنا لو أعرف انك جايبنى عشان دى لا كنت جيت ولا سألت
مختار : ليه يا معلم ؟ ماهى آثار اهه
المعلم نصير : لا يا ابن عمى دى " عدة كاهن "
بشير : عدة كاهن ! يعنى إيه ؟
المعلم نصير : لا ده موال كده ، انا جاى من سفر ودماغى مش رايقة ، المهم مين اللى شال باقى المقبرة منك !
مختار : مقبرة إيه ؟ ده هو ده اللى لقيناه بس
المعلم نصير : اسمع ! انا كريه على قلبى اللف والدوران ، انا لولا خاطر خليل بيه الحلوانى ماكنتش جيت عميانى كده من غير ما اعرف انا جاى ليه ! خلص قول مين اللى شال الباقى
بشير : وغلاوتك يا معلم ما لقينا إلا ده
مختار : هى بيبقا معاها إيه يا معلم ؟!
المعلم نصير : يا ابنى مقبرة الكاهن بعد مقبرة الملوك على طول يعنى الخير كله ، طب اوصفلى المكان اللى جبتوها منه
مختار : حاجة كده زى نفق صغير من الصخر آخره خلعة تيجى مترين في متر وهيكل عظمى وصندوق فيه الحاجات دى
المعلم نصير : آه فهمت ، ده بقا تلاقيه زمان كان شريك مع اللى لقيوا المقبرة اللى كان فيها العدة دى واختلفوا مع بعض فقتلوه ودفنوه معاها عشان يخلصوا منها ومنه ، انما في الأصل عمرها ما بتبقا لوحدها أبدا ولا مكانها بيبقا بالوصف ده
مختار : طب قول كلمة يا معلم ؟ هاتاخدها على كام ؟
المعلم نصير : آخد إيه ! انا ما باخدش الحاجات دى
بشير : ليه يا معلم مالها ؟
المعلم نصير : ما باشتغلش فيها ! انت بتكلم نصير اللى طول عمره إيده نضيفة
مختار : نضيفة يعنى ايه ! مش مهرب آثار انت ولا انا غلطان !
بشير : خلاص يا مختار ، طيب يا معلم نعمل فيها إيه ؟
المعلم نصير : بالليل هابقا اكلملكم حد يشيلها
بشير : هى تساوى كام يا معلم ؟
المعلم نصير : كبيرها مليون دولار
مختار وهو منشرح الصدر: طب ما تاخدها يا معلم وهاكرمك في السعر!
المعلم نصير : ولا بدولار واحد ، يا ابنى النجاسة دى خراب على اى حد ، لو لقيناها في مقبرة بنرميها على احد ما بيفهمش
مختار : ليه هى خطر على حياتنا ولا إيه يا معلم !
المعلم نصير : لا مش خطر على حياتكم بس هى شؤم على صاحبها
بشير : طيب يا معلم احنا لقينا الخاتم ده والتمثال ده جنب الصندوق ، تبعها دول !
المعلم نصير : ورينى كده ! لا دول ماشوفتهومش في عدة قبل كده ، حتى خامة التمثال مش باينة ان كانت حجارة ولا معدن ، ده إيه ده !
بشير: شوفت يا معلم ماسك لامؤاخذه زبره أهه
المعلم نصير : لا لا ، ده مغطيه زى ما يكون بيستر نفسه ، حتى الست اللى وراه دى مغطية صدرها ومغطية لامؤاخذه كسها ، ده اكيد وراهم حكاية
مختار: والخاتم يا معلم !
المعلم نصير : لا الخاتم ده كمان شكله كده مش !! بس طالما كانوا معاها يبقوا نجاسة برضه ، ما اشتريهاش
بشير : طب يا معلم لا مؤاخذة يعنى الازبار اللى في العدة دى لزمتها إيه ؟
المعلم نصير : دى الكاهن كان بيحطها في اكساس النسوان ويعمل عليها سحر سفلى عشان تبــ.... بقولك إيه انا عاوز اشرب حجر مع الشاى ده وبعدين نبقا نرغى
مختار : عنينا يا معلم ، ده انت نورتنا ، هات احلى شيشة يا بشير لاحلى معلم نصير ، كمل يا معلم!
وانتهى اللقاء وبعد ساعات وجد مختار اتصالا من هاتف المعلم نصير يخبره ان عليه التوجه في الفجر لنزلة السمان لملاقاة احد التجار هناك على مقهى بشارع الأميرة فادية للاتفاق ، لكنه شدد على الحذر ألف مرة من أى تلاعب مع التاجر ، طلب منه ان يحمل البضاعة ثم يتوجه بها لهناك ، وينتظر دقائق خارج المقهى حتى يهاتفه التاجر، وبعد الاتفاق يتم التسليم ، نبهه بشدة أن يتسلم الثمن كاملا قبل ان يسلم بضاعته ، دب الخوف فى نفس مختار الذى ظل ساعتين يلقن بشير !
مختار : اسمع انا مش مطمن ، احنا هانعمل حسابنا من الاول ، انت هاتركب العربية الزرقة وانا هاخد الحمرا ، هاركنها على اول النزلة ، البضاعة فى عربيتك انت ، هانحط الشوال فى الدواسة وهاتقف على بعد تلاتين متر من القهوة وعينك علينا وموتورك داير ، وانا هاقعد مع الناس بره القهوة نخلص واشاورلك تيجى نسلمهم ، لو انا حسيت بأى لبش هاحدف علبة السجاير على آخر دراعى ، تطلع انت بالعربية وتعدى من قدامنا هانط فى الصندوق ونخلع ، نروح عند عربيتى واركبها ونرجع سوا
بشير : يا عينى على دماغك يا معلم ، ده انت مهرب جامد بقا ، طالع لجدك حسين انا كنت اسمع انه كان مهرب حشيش كبير اوى
مختار : هو انت بتسمع عن جدودى من مين انا مش فاهم ! انت ابوك كان مؤرخ ياض !
بشير : انتو فضايح عيلتكم ماليه الدنيا يا ابنى ، حتى التمثال ابو زب اللى فى الشوال ده يشهد
مختار : اه كنت هانسى ، نصير كان قال ان التمثال والخاتم مش تبع العدة خليهم بره ، نبقا نحط التمثال ده بره الشوال فى الدواسة ، خلى الخاتم فى إيدك ، لو لقينا البيعة تمت نبيع لهم الاتنين بسعر لوحدهم
بشير : مش بقولك دماغك حلوة ، هاتحط الشوال فين للصبح !
مختار : هاحط الشوال جنب الفرشة اللى بانام عليها دى هنا ،
بشير : طب واخينا ابو زب هو والمدام بتاعته !
مختار : جنب الشوال ، هاتهم كلهم جنب الفرشة ونغطيهم بشوية قش رز من اللى فى العربية ، كلها ساعتين ونخلع ع النزلة ، حافظ ع الخاتم لا يتخلع من إيدك وانت بتضرب عشرة
بشير : ليه شايفنى شرقان !
مختار : طب اخلع بقا ساعة وابقا ارجع عشان البت سمارة جاية دلوقتى
بشير : سمارة مين ! مرات جلال الاستورجى !
مختار : شاطر ! هى دى قوم بقا
بشير : آه يا نمس ! اللى ما فيه مرة عزمتنى معاك على حتة من النسوان دى
مختار : أعزمك !! ليه ، شايفنى قرنى ، انت لازم توصل للنسوان بمجهودك ما تطلعش على زبر غيرك ، مش كفاية عليك انى باحكى لك ، كمان عاوز تشاركنى فيهم !
بشير : أصل انت بجح وفلاتى وانا غلبان !
مختار : انجز بقا في ليلتك دى مش عاوزها تشوفك ، دى أول نيكة بيننا وانا ما صدقت وافقت تيجى
بشير : طب ما تستنا لحد ما تركب شبابيك وابواب حتى !
مختار : يا ابنى ده الأرضى هاسيبه على حالته دى أصلا ، نوفر الفلوس للدور الفوقانى اللى عليه العين ، قوم بقا يا اخويه انجز
بشير : ادينى قايم اهه ، مستعجل اوى !على فكرة دى ندالة ، أكيد انت وارثها من جدك صابر كان طول عمره راجل ..........
مختار : غور يا اخى ينعل أبو جدودك
خرج بشير ليستلقى تحت شجرة في الأرض المنزرعة بجوار بيت مختار على مسافة مائة متر تقريبا منه ، كانت الليلة قمرية مضيئة ، نظر في السماء يتأمل وجه القمر ، يراجع الفوارق بينه وبين مختار في كل شئ ، الجرأة والقوة والقبول لدى النساء ، والمال كذلك ، كان يحدث نفسه : لولا مختار لما وجدت قوت يومى ، ربما كانت هذه الصفقة هى انطلاقة جديدة له ، وقد يطمع في ثمنها كله أو يلقى لى ببعض الفتات ، على كل حال هو الصديق والأخ ، مدينٌ له بالفضل ، حقا أتمنى مثل ما لديه لكننى لا أتمنى زواله من عنده ، ثم أغمض عينيه وراح في النوم ، عاقدا كفيه على بطنه ، أقبلت سمارة تتسلل في حذر ، لم تلحظ ان هناك من يتعقبها على بعد ، وصلت للبيت فدخلت مباشرة ليستقبلها مختار بالأحضان والقبلات المسعورة ، سحبها ودخل إلى حيث ينام !
سمارة : إيه ده ! أنا خايفة حد يشوفنا ، ده احنا كأننا في الشارع
مختار : يا بت متخافيش محدش لا بيروح ولا بييجى النواحى دى بعد العشا ، وبعدين اللى يبصلك بعينه اقلعهاله ، طمنينى انتى الأول خرجتى ازاى ؟
سمارة : جلال نام هو والعيال بعد ما اتعشوا ، لما المعاد قرب بصيت عليهم اطمن ولبست واتسحبت وجيت لك ، بس اوعدنى محدش يعرف احسن جلال كان يموتنى
مختار : هو حد يقدر يقربلك وانا موجود يا قمر ، تعالى فرجينى ع الحلويات
سمارة : طب اطفى النور أصلى مكسوفة أوى
مختار : اموت في حياء الأنثى ! عيونى ، هاطفيه المرة دى ، نور القمر عامل شغل برضه من الشباك ، بس المرة الجاية لازم نسيب النور
راح مختار يخلع عنها ثيابها بهدوء وهو متشوق للحظة دخول قضيبه بين فخذيها ، تجرد كلاهما من ثيابه وأراحها مختار على فراشه الذى كان عبارة عن غطاء سيارة ووسادة فوق الأرض مباشرة ، فتحت ساقيها فنزل يقبل مشافرها فسحبته حتى يبدأ مضاجعتها خشية التأخير ، خارج البيت كان هناك من يقف تحت النافذة يسترق السمع وفى يده شئ ما ، إنه جلال جاء يحمل " سنجة " مسنونة ، شعر بها تتسلل في الثانية صباحا فتبعها وعندما رآها تدخل بيت مختار ذهب لبيته ليتسلح بالسنجة ثم عاد ، كان يشعر بعدم إخلاصها لكنه الآن تيقن من هذا ، دار ليدخل من حيث دخلت زوجته ، وصل إلى داخل الغرفة ، تقدم خطوات بهدوء حتى اقترب من الفراش بينما كان الاثنان منهمكين في إطفاء نيران أجسادهما ، كانت تأوهات سمارة تحرق سمعه ، وصوتها يستفز نخوته وهمته ، قبض على يد السنجة بكفيه ثم رفعها وهوى بالسنجة على أجسادهما العارية وهو يردد : يا فاجرة ، يا فاجرة ، يا خاينة !
ضربات متتابعة قوية فوق رأس مختار وعنقه كانت تكفى لقتله ليسقط عنها بينما كان لها النصيب الأكبر من الضربات حتى مر حد السنجة مرتين ما بين عنقها ومنكبها ، لم يكن لهما أى نطق مع الضربات المركزة ، فارقا الحياة في صمت مطبق ، سالت دماؤه ممتزجة بدمائها حتى بلغت التمثال ، كان جلال لا يتابع ضرباته في الجسدين وكانه قد ذهب عقله ، أبرقت الغرفة عدة مرات متتالية وسمع جلال بوضوح جدا هذه المرة صوتاً يقول " أوبا واح مور- حات " ارتعد جسده وهرب تاركا إياهما غارقين في الدماء وبجوارهما السنجة أداة القتل ، بجوار رأس مختار كان هنالك التمثال يضئ ويطفئ كلمبة الإنذار ، انتصب التمثال واقفا ثم انطلق شعاع من يد رجل التمثال يعانقه شعاع آخر من عينى المرأة ليتحدا معا فيصبحا شعاعا واحد بألوان الطيف ويخرج من النافذة ثم يتجه مباشرة نحو الخاتم الذى يلبسه بشير ، ما إن وصل الشعاع لفص الخاتم حتى أضاء تماما وتحول لونه للأبيض الساطع ، في تلك اللحظة رأى بشير نفسه ينهض من نومه وأمامه مجسم كبير الحجم للتمثال ، وجه الرجل ناحيته ، ثم يدور جسد المرأة من الخلف إلى جوار جسد الرجل ، تنطلق الطبول والمزامير ويتغنى الكورال بالنشيد الذى لم يتبينه بشير ، يتقدم الرجل ليضع يده فوق رأس بشير الذى ينزل على ركبتيه بينما يقرأ عليه الرجل طلاسم غير مفهومة ، ثم يأمره بالنهوض ويعود ليجلس ، تتقدم المرأة نحوه في صمت لتقبل رأسه ثم تضع عليها يديها قائلة :
سيد " بيش - را " منذ الليلة أنت صاحب العهد المقدس ، انطلق في هذه الأرض كما تشاء ، ستفعل ما تريد بلا قيد ، ستطّلع على كل ما كان يخفى عليك وما تريد معرفته ، بإشارةٍ منك تنصاع لأمنياتك الرجال وتنحنى هاماتهم أمام سطوتك ، تركع أمامك النساء طالبةً رضاك ، كل ما تتمناه مجاب ، حتى الوحوش الضارية بأمرك تحنو على من أردت ، فقط اجعل الخاتم في يدك واقصد في قلبك ما تتمناه قصد الموقن تجده أمام عينيك ، انظر لوجه سيدك " حات " واقبل العهد ، وامسح بكفك جسد مولاتك " مور " ، قد لا تكون أفضل من في العالم قبل اليوم ، لكنك اليوم سيدهم ! ثم قبلت رأسه مرة أخرى وعادت لتجلس في مكانها كما كانت .
تقدم الرجل نحوه من جديد ثم نظر إليه وقال :
سيد " بيش – را " ملك ملوك الأرض ! كل التعازى في وفاة صديقك ، نعلم كيف سيكون حزنك عليه لولا مواساتنا وحفلنا هذا لبقيت العمر في أحزانك ، لكنك ستتخلص منها ومن كل الأحزان حالا ، تقبل هدية صديقك لك قبل رحيله ، دماؤه هى الهدية ، أنت أشرف من توليت حراسة أمنياتهم حتى اليوم ، لم تقتل كما فعل من سبقوك لينالوا العهد ، لكن لحسن طالعك تولى القتل أحدٌ غيرك حينما كان الخاتم في يدك فكنت أنت صاحب العهد ، فليبق الخاتم في يدك ولتحفظ أثر " مور- حات " بين جلدك ولحمك ، اذهب الآن فاحمله ثم اذهب لبيتك ، في غرفتك ستجد خزانة في الجدار المواجه للباب ، افتحها وضع فيها الأثر واغلق بابها ، لن يراها أحدٌ غيرك ، ولن يفتحها أحدٌ غيرك ، اتركه هناك ثم نم قرير العين ، ففى الصباح لنا شأن آخر سأخبرك به فور أن تستيقظ ، هنيئا لك ما بلغته ، اشرب هذا الكأس وانعم بحراسة مور- حات ، إن فيه خلاصة القوة والحكمة والنضج والهيبة والشجاعة وبهاء الطلعة ، لن يسيطر عليك بشر ، لن تحكمك عاطفة أيا كانت ، بإمكانك أنت قيادة العواطف ، الشهوات فقط هى ما قد تجعلك تلبى نوازعها لنهل المتع ، لكنك ستجيد ترويضها متى شئت وكيف تشاء ، سيكون عقلك هذا خير من يقودك مع حراسة مور- حات ، تعرّف على نفسك الجديدة واترك الماضى تطويه صفحات النسيان ، أنت منذ اليوم ملك بكل ما تعنيه الكلمة !
شرب بشير الكأس حتى آخر قطرة ، شعر برعشة تجتاح جسده كمس الكهرباء ، كان مسار الشراب يتبدى كالنور في عروقه ، استوى جسده واستقام وانبسطت عضلاته وارتسمت ملامح جسده كجسد المصارعين ، شعر بشير كأنما قد صار شخصاً آخر بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، تم إعلان انتهاء مراسم التتويج ، تمطأ بشير ، وقف لينظر لوجه القمر من جديد ، العافية تدب في أوصاله ، نظر لذراعيه ثم لصدره ، نزع ملابسه حتى يرى باقى جسده فتهلل وجهه ، تذكر ما قاله التمثال عن صديقه فانتبه ثم تقدم بخطى ثابتة نحو بيت مختار ، دخل فوجده مدرجا في دمائه وإلى جواره سمارة على نفس حاله ، لم يدم حزنه إلا لدقائق المفاجأة ، حبس أنفاسه ثم نظر إلى الدماء ليرى التمثال وقد أضاء ، نظر إليه فتحول وجه الرجل لوجه حقيقى كان يراه منذ قليل ، كان يبتسم له ، حمله ثم أداره ليجد وجه المرأة كذلك وجها حقيقيا يومئ له برأسه ، ضم التمثال لصدره فأبرق البرق في الغرفة من جديد ، وجد بقلبه شيئا من الغلظة والثبات الانفعالى ، ترك صديقه المدرج بدمائه وانطلق في هدوء يحمل التمثال ، ثم حمل جوال العدة ووضعه في الصندوق ثم توجه نحو بيته ، كان الصندوق في يده كصندوق التبغ من خفته ، رفعه وأخفضه عدة مرات وهو يبتسم ، دخل غرفته فوجد الخزانة بالفعل ، فتحها ثم وضع فيها التمثال وأغلقها ثم وضع الصندوق تحت سريره وذهب لقسم الشرطة ليبلغ عن الجريمة ، وفى لحظات كانت الشرطة تحاصر بيت مختار ، وبتفتيش البيت وجدوا الجثامين وأداة القتل وتم القبض على جلال الذى اعترف بمنتهى السلاسة بجريمته وهو يفتخر بما فعله ، تم التحفظ على ممتلكات مختار لحين إبلاغ ورثته بما ترك ، في الصباح عاد بشير لبيته وأخبر أمه التى لم تستوعب الصدمة فبكت بكاءً مريرا على مختار ، دخل غرفته فوجد " حات " يستأذنه في رحلة لن تزيد على خمسة أيام في قصر الدر المنحوت ، لم يكن بشير يعلم أين القصر ولا كيف سيذهب لكنه استأذنه ليطمئن على أمه ويعد إفطارها ثم يعود ، خرج ليجدها منخرطة في بكائها على مختار وإلى جوارها مى زوجة أخيه !
أم بشير : صحيح اللى حصل ده يا بشير ؟ مختار كان مع مرات جلال !
بشير بثبات : ربنا يرحمه يا امه خلاص بقا
مى : انا ما صدقتش لما عرفت ، مش عشان سمارة بس مختار كانت العيبة ما بتطلعش منه
بشير : خلاص يا ام يونس بقا انتهينا
مى : خلاص على رأيك ، ماتجوزش عليه إلا الرحمة ، المهم ما تخليش الحزن ياخدك وربنا يخلى لك أخوك تقف جنبه كده ويقف جنبك
بشير : اللى يزعلنى بجد هو الراجل اللى هايخش السجن أو يتعدم عشان واحدة خاينه وواحد مابيفكرش ولا بيعمل حساب الخطوة قبل ما يخطيها
نظرت أم بشير في عينى مى والدهشة تعلو ملامحهما ، لم يعد بشير اليوم على ما كان عليه بالأمس ، تراه أقوى من ذى قبل في كل شئ ، حتى جسده ومشيته وخطواته صارت مختلفة ، تحدث بشير مع مى بشأن مدحت وأبنائهما ثم انصرف تاركا دهشتها كذلك على وجهها ، تغير كثيرا في طريقة تحدثه ، بعد قليل استأذن أمه في الخروج للعمل في الصعيد بضعة أيام وطلب من مى أن تبقى دائما إلى جوار امه ، وما إن وصل إلى الزراعات حتى رأى نفسه داخل قصر منيف ، وفى ساحته صفوف المستقبلين والمستقبلات ، العجيب أن ملامح الرجال جميعا هى نفس ملامح الرجل " حات " ، وملامح النساء هى ملامح "مور" ، دخل من باب القصر ليجد السيد "حات " جالسا على العرش وإلى جواره السيدة " مور "
حات : أهلا بك يا سيد " بيش - را "
بشير : انا فين !
مور : انت في قصر الدر المنحوت ، مركز إعداد فرسان مور- حات
حات : هنا ستتعلم كل شئ ينفعك في زمنك ويرفع قدرك بين الناس
بشير : اتعلم ! انا فشلت في التعليم قبل كده
مور : قلنا من قبل أننا سنطوى صفحات الماضى ، هل تشعر أنك اليوم بشير أم "بيش - را " ؟
بشير : انا فعلا مش حاسس إنى بشير ، لكنى مش عارف مين بيش - را
حات : بيش - را هو أنت ، الفارس الحادى عشر من فرسان مور- حات ، ستتعلم كل شئ في خمسة أيام ، اترك نفسك لهؤلاء المعلمين وهو سيتولون كل شئ ، أما الآن فإلى مدرسة فرسان مور- حات !
كانت كتائب المعلمين تضم علماء في كل شئ ، اللغات والرياضيات والهندسة والفلك والآثار والمنطق والجغرافيا والتاريخ والاجتماعيات ، وفنون الحرب والقتال ، لم يعهد بشير في حياته هذه السلاسة واليسر في التعلم ، الدقيقة الواحدة كان يتعلم فيها ما يعادل التعلم فى عام ، ساعة بعد ساعة وهو يستشعر الفخر والفرحة تتفرع في قلبه لما هو فيه ، وفى نهاية المدة كان الحفل الصاخب ! تقدم الفارس بيش - را وهو يرتدى زى الفارس الهمام ، أشار له السيد حات ليعتلى المنصة كما لو كان يناقش رسالة العالِمية ، توجه له الحضور بالأسئلة واحدا بعد واحد ، باللغة الهيروغليفية تارة وبالانجليزية تارة وحتى باللغة الصينية ، وهو يجيب ، سألوه في كل ما تعلم فكان يجيب كالحواسب الآلية دونما توقف ولا تلعثم ، صفق له الحضور تصفيقا حادا ثم قام السيد حات وقال !
حات : أحسنت يا سيد بيش - را ملك ملوك الأرض
بشير وقد تغيرت لهجته وصارت عينه تفيض بالعلم والحكمة : مولاى حات ، إن بيش - را لا يملك من الكلمات ما يعبر عن امتنانه لعظمتكم
حات : هذا أول المشوار يا بيش - را لا ترهق نفسك بالبحث عن كلمات الشكر ، ليس هذا في عرف جمعنا
مور : أنت جاهز الآن لاقتحام عالمكم كالإعصار ، تعرف الآن كل شئ عنه ، وترى بعينيك كل ما خفى متى أردت ، ونحن حراس أمنياتك أيا ما كانت ، لا سلطة لنا على ما تريد ، أنت وحدك من يقرر ماذا يفعل طالما بقى الخاتم في يدك والأثر في حوزتك
حات : فقط احذر أن يعرف أحدٌ سرك وإلا كنت في خطر محدق ، فالكل يتمنى ما أنت فيه ، ونحن على العهد لمن يفى به ، وإياك وتولى المناصب ، ففيها المكائد وعليها التآمر ، كن دائما سيد نفسك حتى تنال النجاة ، والآن فلتبدأ مراسم الحفل ابتهاجا بفارسنا الممجد " بيش - را " الفارس الحادى عشر
وانتهى الحفل وعاد بشير أو " بيش - را "في الخامسة مساء لبيته فوجد أمه تجلس في الصالة ومى إلى جوارها!
مى : بشير جه اهه يا خالتى حمدلله على سلامتك يا بشير!
أم بشير : قومى هاتى له الغدا يا مى
بشير : لا شكرا انا عاوز انام بس شوية ولما اصحا ابقا اتغدى
مى : طب انا طالعة بقا مدحت زمانه هايرجع هو كمان
بشير : إيه هو هايرجع بدرى النهارده ليه ؟!
مى : أصله !!! ساب الشغل وكان بيصفى النهارده حسابه ، هو يبقا يحكى لك بقا ، ابقا تعالى اقعد معانا شوية لما تصحا ونتغدى سوا ، هانستناك
تمدد بشير في سريره وهو آمل مستبشر بغده ، بعد قليل سمع صوت مدحت في الشارع ، صوته يعلو ، لحظات قبل أن يتبين فوجد مى تطرق باب غرفته بقلق وسرعة ، لم ينتظر حتى يكمل ارتداء ملابسه لشعوره بخطورة الأمر ، فتح لها الباب فطلبت منه نجدة اخيه الذى يتشاجر مع سامح ، خرج وهو يرتدى " بوكسر " فقط ، نظر لأمه في الصالة فوجدها تجثو على ركبتيها كأنما حاولت الخروج ، نظر لمى طالبا منها البقاء إلى جوارها وعدم النزول حتى يعود مع مدحت ، قفز بشير من نافذة الصالة ونزل للأرض كالعاصفة يزأر ويكشر عن انيابه ، نظر ليجد سامح ممسكا بمدحت يكيل له اللكمات ، كانت مى تصرخ من النافذة ، ذهب بخطى الواثق ليمسك بقبضة سامح التى كانت في طريقها لوجه اخيه ، ضغط عليها بقبضة يده ، ترك مدحت من يده ليسقط أرضا ، زاد بشير في ضغطه وعينه في عينى سامح بثبات وتحدٍ ، نظر سامح في وجه بشير ثم نظر ليده وهو يسمع صوت كسر أصابعه ، لوى بشير ذراعه فنزل بجسده ثم خرجت منه آهة عنيفة ، نهض ورفع ركبته حتى يضرب بشير في بطنه ، ضربه بالفعل لكن ضربته لم تترك أى أثر ، أمسك بشير بمجامع ثوب سامح وطرحه على الأرض كما تطرح الذبيحة ، جعل قدمه فوق عنقه للحظات وهو ينظر له بكل احتقار بينما سامح يحاول احتضان ساقه بذراعيه حتى يسقطه لكن محاولاته لم تفلح ، ركله بقدمه في وجهه ثم تركه واتجه نحو مدحت ، أنهض اخاه من الأرض وهو ينفض الغبار عن ثيابه ، توقف أهل الحارة مشدوهين مما يرونه بينما حضر أبناء عم سامح وأقربائه المجاورين له واحد بعد واحد وهم يحاصرون بشير ويهجمون عليه فكانت حركاته أسرع وأخف من أمهر لاعبى الرياضات القتالية ، كان يقاتلهم دونما ان تتغير ملامح وجهه ، لم ينطق بكلمة طوال المعركة ، بعد لحظات كان يقف وحوله على الأرض ثمانية رجال ما بين جريح ومكسور ، بعضهم نام في مكانه وبعضهم ظل جالسا في الأرض وهم في خزى ، ربت بشير على كتف اخيه وقبل رأسه ثم عاد ليوقف سامح وهو يكيل له الصفعات على وجهه ، ختم صفعاته بلكمة خطافية في فكه أراقت الدماء على ذقنه حتى عنقه ، أمسكه من كتفه وهم ان يضربه الثانية لكن يدا تعلقت بمرفقه ، توقف ثم التفت ليجد تلك الفاتنة الرقيقة " فاتن " تنظر إليه بعين راجية تتوسل إليه أن يتركه ، تركه من يده ليسقط على الأرض وتحولت ملامح الشر في عينيه لنظرة رفق وحنان ، أشفق على تلك الأنثى من الروع ، كان اول ما نطق به هو اعتذاره لها على ما تسبب فيه من ألم لها لما تراه لكنه لم يكن المتسبب في كل ما جرى ، لم تجبه وحاولت مساعدة سامح وإيقافه فلم تستطع ، أمسك بيدها وهو ينظر في عينيها طالبا منها ان يتولى هو مهمة توصيله لشقته ، انفض الناس من حولهم وذهب الجميع لما كان منشغلا به قبل المعركة عدا ضحاياه من الجرحى ، عينا بشير لا زالت تنظر في عينى فاتن بكل رفق ، نظرت إليه مندهشة من تصرفه ، كانت يده لا تزال في يدها ، نظرت دون نطق ليده ، حمله بين ذراعيه كالعصفور ، نظرت فاتن للمشهد وهى غير مصدقة ، صعد به السلم ودخل به إلى فراشه ، تبعته فاتن وقد زال عنها بعض التوتر ، وقف امامها وهو يكرر اعتذاره ، نظرت له في صمت تام وارتباك يعلو ملامح وجهها ، فقط اومأت له برأسها ، سحب يدها اليمنى ليقبلها ثم عاد تاركا إياها تقف في صمت وحيرة تنظر ليدها موضع قبلته ، لم تنتبه إلا على صوت تأوهات سامح ، فذهبت لتجلب بعض المسعفات الأولية . دخل بشير شقته ليستقبله مدحت استقبال الأبطال ينظر له بفخر وعزة ، بينما راحت مى تجلب له بعض الماء ليغسل وجهه ويديه ، قبل يد امه التى ربتت على كتفه العارى ثم دخل ليأخذ حمامه وهو يفكر ويتصور ماذا سيكون له في الغد ، لقد تغيرت نظرته تماما لكل شئ ، ارتفعت هامته واشتد عوده ، لم يعد مرتعشا ذليلا ، لم يعد جاهلا بأى شئ يدور حوله كما كان من قبل ، كان يسترجع ما دار فى الأيام السابقة وهو يبتسم ويفكر :
النهارده بإمكانى أعمل أى شئ وأعرف أى شئ ، بقيت شخصية أسطورية بجد ، المكان ده مابقاش يليق بيا خلاص ، لازم ارسم لحياتى شكل تانى ، كل شئ لازم يتغير
عاد لغرفته ليرتدى ملابسه ، جعل الفوطة على ظهره ، وقف يرتدى الشورت فقط ، كان لا يزال يفكر في نقطة البداية ، في النقلة التى ستعبر به ، قاطع تفكيره جسد فاتن وهى منحنية إلى جوار زوجها في فراشه تضمد جروحه ، ناجاه جسده أن يلبى رغبته فيها ، فتح نافذته عن آخرها ووقف امامها في الشرفة بكل ثقة ، تامل فيها وجدها أشهى بكثير ، كانت فاتن ملفوفة القوام مكتنزة ، ممتلئة الأرداف والنهدين ، لها خصر يبرز بوضوح تضخم أردافها وبروزهما واستدارتهما ، نهضت لتعتدل بجواره فانكشف ساقها حتى ركبتها ، اشتعلت النيران في جسده ، قامت لتقف على السرير لتمد يدها تجلب شيئا من فوق الدولاب ، أكلتها عيناه ، الخصر النحيل المحاصر بين نهدين مكورين من الأعلى وردفين مصبوبين من الأسفل يجعل اشتهاءه لها أكثر من ذى قبل ، أنثى تجاوزت العشرين بقليل لكنها في نظره تجمع كل أنوثة النساء ، ، شعرها المصفر بعضه وسط خطوط سوداء مع بياض وجهها المشرق جعله يتمنى تقبيل كل ملمح في وجهها ، نام زوجها بفعل المسكنات فاستدارت لتجلس من جديد لتنزل من فوق السرير فنظرت له ، رأته عارى الصدر يداعب شعر صدره بيده فأشاحت بوجهها عنه ، عاودت النظر إليه كمن تراه لأول مرة ، ذهبت لتغلق باب الشرفة عليها ، نظر لخاتمه في يده وتمنى بعمق لو يطارحها الغرام الآن ، عادت لتفتح أبواب الشرفة تماما ، تركت كل ما في يدها ووقفت في الشرفة أمامه ، تأمل وجهها المستدير كالبدر ، أنفها الأقنى ، شفاهها الحمراء بلا تجميل وعينيها المتسعتين الكحيلتين ، تركت زوجها ليغط في نومه ثم اطالت الوقوف في الشرفة ، كرر اعتذاره لها همسا من نافذته فابتسمت له ، ابتسامتها الساحرة كانت تحمل الإذن له بالتقدم خطوات ، ألقى لها بقبلة طائرة في الهواء ، نظرت إلى الأرض خجلا ، عاودت النظر إليه وهو مستبشر يجتاحه السرور ، حرك شفتيه لها بكلمة الحب ، غابت عيناها ومالت رقبتها وهى تنتظر المزيد ، أشار إليها أن تأتى إليه ، فرفعت كتفيها ترفض بدلال ، فأشار إليها أن يذهب هو فأشارت لسامح ، أشاح لها بيده ألا تهتم ، ابتسمت وعيناها في الأرض ، ارتدى ملابسه في عجلة ثم خرج مسرعا .
الفصل الثالث
على ثالث درجات السلم توقف بشير يفكر قليلا ، بينه وبين ذلك الجسد الذى اشتهاه خطوات معدودة ، للمرة الأولى سيلتقى جسده بجسد أمرأة ، وليست كأى امرأة ، إنها بطلة كل أحلامه الجنسية ، إنها فاتن ، اكمل الهبوط درجة بعد درجة وهو يتصور كيف سيكون ذلك الحدث ، كانت تستعصى عليه حتى في أحلامه ، أواه من فعل الأيام ! خرج إلى أرض الحارة ، نظر بعينيه للأعلى ، فاتن تنتظره بشوق ولهفة تزيد عن لهفته ، أشارات له بالتفاتة وجهها نحو باب البيت أن يدخل ، دخل وفرحته تسابق خطواته ، كان يشعر بأن موسيقى الزفاف تعزف له مع كل درجة ، وصل إلى شقة فاتن ، قبل أن يطرق الباب وجدها تقف خلفه ، فتحت ودون كلمات دخل وأغلق الباب خلفه وهى تنظر إليه بنظرات ممتزجة بالرغبة العارمة والخوف كذلك ، لم يمهلها إلا لثوان معدودة ، أمسك بيدها فتوقفت غير ناظرة له ، أدار وجهها بيده فاستدارت تعانقه دونما هوداة ، تمرغت في أحضانه ، اعتصرها بين ذراعيه ، كان يفرغ شوق جسده لجسدها على شكل شحنات احتضانية ، كان يديرها فيمرر كفه على ظهرها ومؤخرتها البارزة الشهية ، نزع عنها جلبابها فكانت ترتدى تحته شلحة وبنطالا من القطن الطرى المطاطى ، أنزل بنطالها عن أردافها ، لم يجد تحته شيئا ، هرعت لتغلق باب غرفة الأطفال بالمفتاح بينما لا يزال بنطالها ساقطا ، نظر يتأمل ردفيها العاريين أمام عينيه للمرة الأولى ويتابع حركاتهما وفمه مفتوح ، عادت إليه لتشير له بعلامة النوم في إشارة لنوم أولادها في ذلك الوقت ، أمسك بيديها وأعادها لحضنه من جديد ، احتضنها ، ضم أردافها وهو يضع يديه عليهما كمن يقيس مساحتهما ، أدارها وهو ينزل بنطاله ليحرر قضيبه المنتفخ الأوداج من محبسه الذى استمر ست سنوات هى عمر زواجها بسامح ، جعل قضيبه بين ردفيها ثم ضمها من ظهرها لصدره وهو يداعب نهديها ليعتصرهما بين يديه ، وضعت أطراف أصابعها على يديه ، تسللت يداه مباشرة للحمها حتى صعدتا لنهديها ، لم تكن كذلك ترتدى شيئا يعيق لمساته فداعبهما ، استدارت فعاد يضمها لصدره وهو يضغط على ردفيها العاريين ، لحظات من نظر العين للعين في قوة من عينيه وخنوع من عينيها ، اقتحمت شفتاه شفتيها في قبلة هادئة متقنة الأداء ، تبعتها قبلات أخرى أكثر هدوءا ، ارتفعت حرارة نيران الشوق فزادت حرارة القبلات ، زادت سرعتها كذلك ، ارتجفت بين يديه ، كانت تقبله وعيناها مغمضتان لا تفتحهما إلا لتنظر في ملامحه ثم تعود لتغمضهما وهى تترنح .
احتضن لسانها بشفتيه يمتص ما به من شهد يتدفق على أطرافه ، جذبته من يده لتدخل به إلى غرفة الصالون ، وما إن دخل حتى حاول يزيح عن جسدها كل ما يغطيه ، تمنعت قليلا ونبهته أن النافذة مفتوحة وذهبت لتغلقها ولا زال بنطالها ساقطا أسفل مؤخرتها وردفاها عاريان ، ذهب خلفها وهى واقفة تحكم غلقها ، جلس على ركبتيه ليحتضن ردفيها بذراعيه ، التقى كفا يديه على منصة فرجها فراح يمد أصابع يده اليمنى لتبلغ شفاهه ، داعب بداية فرجها بطرف أصابعه في هذا الحضن ، بلغ بأطراف أصابعه بظرها البارز كحلمة الثدى خارج الشفرين فكانت تميل بجسدها للامام فتضغط مؤخرتها على وجهه وهو يداعب الشق ما بين ردفيها بلسانه ، جسدها ممتلئ لكن بغير ترهلات ، جسدها صبى شهى متماسك ، هبط بها إلى الأرض وراح يكمل تجريدها من كل ما تبقى فوق جسدها ، الآن قد اقترب مما يريد ، أشارت له نحو الأريكة فامتنع وراح يقف على قدميه وهى منطرحة أمامه على الأرض عارية تماما ينزع عن جسده كل ما يرتديه على الجزء العلوى ، نظرت لجسده وهى تتأوه ونظرات الإعجاب تخترق صدره المنبسط المتسع ونحتة جوانب جسده وهى تضيق عندما تتجه للخصر مطرزة بخطوط العضلات المتنوعة حتى تبلغ خصرا نحيلا ، طلبت منه البقاء قليلا كما هو أمام ناظريها لتستمتع بجسده الذى جعلها منتشية بنشوة السكر ثملة لا تتمكن من استيعاب ما تراه ، وقف وهو يظهر معالم جسده بدءاً من عضلات الكتفين وتحت الإبطين مع عضلات البطن واستوائها ، أزالت عنه بنطاله الساقط قليلا تحت قضيبه المتحرر ونظرت لعضلات فخذيه المتشكلة بشكل يتسق مع نحتة جسده الرائع الذى رأته كبطل في كمال الأجسام لا يبرح مسرح الاستعراض حتى يخرج فائزا بالذهبية ، نظرت لجسده بتمعن وهى تداعب شفتها السفلى بلسانها ثم وجهت عينيها نحو قضيبه المتصلب المتضخم وعروقه المنتفخة ، رأسه حمراء مشربة بالزرقة ، لم تتردد في التهامه بين شفتيها وهو تزوم وتهمهم وتحمحم وتنبعث من حنجرتها الآهات العميقة التى تدل على تحرقها لمذاقه ، قبضت عليه بكف فوق كف والرأس في فمها ، بهذا الحجم كان قضيبه طولا ، أما عرضا فكانت أصابعها لا تلتقى مع إبهامها ، نزلت إلى الأرض رافعة ساقيها لينظر إلى فرجها ومشافره الحمراء بين فخذين منبسطين كصينية الثريد فوقها ظلف الشاة ، نزل بفمه ليبدأ بأكله ، كانت تجيد الاعتناء بنفسها ، وكيف لا وهى فاتن الفاتنة ، سافر عبر مسافات الشوق يبتلع بظرها في فمه ، لسانه راح يجوب مشافرها وما بينهما ، أقحمه داخل فرجها فتذوق الطعم اللاذع لشهوتها ، لكنه اشتهى المزيد ، راح يدس إصبعه الوسطى في فتحة مؤخرتها وضغط بلسانه على بظرها ، خرجت آهاتها المحمومة وهى ترتفع بخصرها عن الأرض ، رفعت ساقيها وأمسكت بفخذيها بكفى يديها كأنما تحملهما حتى لا يسقطا فيعترضا متعتها ، اعتلاها دون دخول قضيبه ، أمسك بنهديها يداعب حلمتيهما ، عانقت شفتاه الحلمات جيئة وذهابا ، أمسك بنهديها بكلتى يديه ، راح يقبل عنقها ويمتص حلمة أذنها هامسا بما لاقاه من نيران الشوق وهو ينظر إليها عبر الشرفة ، كانت متعتها أقوى من مفاجأتها حينما رأته يعرف تفاصيل يومها ، ابتسمت في انتشاء لأنها جذبت هذا الوحش فصار من مريديها ، التهمت شفتيه مكافأة له على الإطراء ، أمسكت بقضيبه بأطراف أصابعها وراحت تدفعه داخل مهبلها وهى تعدل وضع جسدها بينما هو يتمنع ، كان يريد الاستمتاع بما حرمته منه الليالى السابقة ، قلبها على بطنها وراح ينام بخده على أردافها الرجراجة المصبوبة ، مسح على ظهرها بكفيه ، دلك كل جسدها بيديه ، جعل قضيبه بين ردفيها كثعبان نائم بانتظار تغافل فريسته حتى ينقض عليها ، تحرك قليلا به للأمام وللخلف ثم توقف ، راحت تحرك خصرها وردفيها لمزيد من حركته المنتظمة في ذلك الفلق ، انقلب وجعل وجهه عند قدميها ، بينما جعل قضيبه في الفلق والرأس موجهة لما بين فخذيها عند أول حدود مهبلها ، راح يداعب أصابع قدميها وكعبيها بلسانه ، كانت كلها في عينيه مشتهاة ، ونيران الشوق جعلته لا يريد ترك شئ من المتعة التى قد تخيلها من قبل ، ضاق بها الشوق واستبدت بها حرقة فرجها فاعتدلت لتنام على ظهرها وهى تهمهم متوسلة إليه أن يعتليها ، اعتلاها وأدخل قضيبه بهدوء بين أشفارها ثم ضغط عليه حتى اخترق قناة فرجها إلى نهايتها وهى أول مرة له ، لكن بحنكة الخبراء كان يتعامل مع جسدها ، كانت تتأمله وهو ينفذ ما تفكر فيه وترغبه ، يسرع قبل أن تطلب ، ويبطئ قبل ان تشير إليه ، يعنف قبل أن تناشده ويحنو قبل أن ترجوه ، يقبلها ويمتص لسانها ويقبل خديها حتى حدود العنق ، بقيت لتستمتع بما يؤديه حتى صرخت في لوعة واحتراق : أين كنت من قبل ، أنت المتعة مجسدة في رجل ، آه من فقدانك طيلة ما مضى ، ظلت تحسب معه رعشاتها بابتسام ، الأولى ، الثانية ، الرابعة ، السادسة ، وأين انتفاضتك أنت ورعشتك يا حبيب العمر الذى حل على غير موعد !
جلس القرفصاء ورفع ساقيها ، دلك مشافرها وأمسك بكفيها ، أدخل قضيبه وجذبها ، جذبها أكثر واكثر ، نهضت معه ، جلست على قضيبه وهو يركن بظهر إلى الجدار ، ضغط على جسدها فصار قضيبه مزروعا في فرجها تكاد تورق رأسه وتثمر داخلها ، لكنها ستروى وتسقى أولا ، انطلقت قذائف منيه داخل معسكرات المبيضين ، شعرت فاتن بلذة تغمرها من شعر رأسها حتى أطراف أصابعها ، شعرت بتنميل جسدها ، أغمضت عينيها وراحت تحتضنه بهدوء وتنام على كتفه في صمت إلا من التنهدات المنطلقة فوق عنقه ، حاول إنزالها فاستعصت ، امامنا الوقت يا حبيبى فلنهنأ بمتعتنا ، لا تتركنى ، هكذا توسلت ، أقامها ليلبسها سترة فوقيه ، كانت تنظر إليه في دهشة لكنه أخبرها انه سيمتعها بشكل كانت تتمناه من قبل ، افتحى النافذة ، جعلها تطل منها ثم أرخى الستارة على ظهرها فوق جسدها ليحجب رؤية جسده من الخارج ، صار نصفها العلوى يظهر من النافذة خلفها الستارة ، أحنى جسدها للامام ، دفع بقضيبه بين فخذيها من الخلف حتى دخل إلى فرجها ، كانت الستارة حاجزا بينه وبين ظهرها ، نزعت قضيبه والتفتت إليه وضمته بلهفة وشبق وهى تهمس في أذنه بحرقة : طوال عمرى يا حبيبى تمنيت ان يضاجعنى زوجى هكذا ، رجوته وتوسلت إليه وهو يرفض ، أنت تحقق أمنياتى دون طلب ، أنت تشعر فيم أفكر ، الآن عرفت أنك تحبنى حقا ، قلبى يراسل قلبك وقلبك يفك شفرات قلبى ، اما قضيبك فهو المكافأة التى وافتنى بها الدنيا ، افعل ما تريد يا عشيقى فهو ذاته ما أريد ، ثم عادت تتخذ نفس الوضع ترفع مؤخرتها اكثر ، تفتح ساقيها أكثر ، وقفت تنادى صاحب المحل المفتوح في الأسفل وتسأله عن بعض أشياء غير موجودة بالمحل ، لم تكن تريد شيئا ، لكنها أرادت أن تتحدث فقط بينما هنالك قضيب يناغى نشوتها ويلبى سعار جسدها ، وقفت تحكى مع جارتها في الشقة الملاصقة وهى تقف في شرفتها بينما راح بشير يرهز بقوة كلما سمع صوتها ، كانت تحاول أن توارى انتشاءها وتأوهاتها بينما تحدثها الجارة ، انطلقت ضحكاتها على نكتة سخيفة قالتها جارتها لكن ضحكاتها كانت بفعل نشوتها ، صفعها بشير على فردة مؤخرتها اليمنى ، فعاودت الضحك ، أدخل إصبعه في فتحة مؤخرتها فتعالت ضحكاتها وكلما سألتها الجارة ترد عليها أن ضحكاتها لأجل تلك النكتة التى قالتها ، فانطلقت الجارة تروى المزيد من النكات الغبية ، وفاتن مستمرة في الضحك والتأوه ، كان بشير قد بلغ أقصاه ، كان من قبل يتابع تلك المشاهد في حواراتها مع الجارات دون استيعاب للحوار لكن مع استيعاب تام لتفاصيل صوتها ووجهها ، لكنه اليوم هو من يدير المشهد من الخلف ، من خلف جسد فاتن ، ضغط وضغط حتى مال نصف جسدها من النافذة فسألتها الجارة ، فأجابت مدعية انها تنظر في اتجاه اول الشارع تتابع إحدى النساء لعلها صديقتها فلانة ، تراجعت بمؤخرتها للخلف فضغط بقضيبه للعمق وامسك بخصرها يضمه فانطلقت آهة عالية منها لتقاطع حديث الجارة التى سألتها عما بها فأجابتها أن شيئا ما يؤلم ساقها واستأذنت منها دقيقة لتراه ، التفتت إليه وعانقته تقبله بشكل محموم وقضيبه يضغط فوق قبة فرجها ويتمدد حتى يبلغ سرتها .
سحبته من قضيبه وتوجهت به للأريكة ، جلست وأسندت ظهرها ثم رفعت ساقيها وفتحت فخذيها وأمسكت بشفاه فرجها بأطراف أصابعها ، تقدم إليها وهو جالس على ركبتيه على الأرض يوجه قضيبه لداخل مهبلها ، كان كلما يضرب بقضيبه تتحرك إليه حتى صار ظهرها فقط على الأريكة بينما مؤخرتها وفخذاها خارج حدود الأريكة بشكل تام ، ضمها من تحت ذراعيها ثم حملها ووقف بها وهى فاغرة فمها مندهشة كيف تمكن من حملها كاليمامة وهى الممتلئة المكتنزة ، زالت عنها دهشتها حينما وجدته يرفعها ويخفضها فوق قضيبه وهو يدور بها في أرجاء الغرفة ، همست في أذنيه لا لتمدحه بل لتسبه ، كيف غبت عنى كل تلك الاعوام وانت هكذا ؟ لو طلبتنى خادمة لك لظللت العمر تحت قدميك ، أنت الرجل الوحيد في هذا العالم ، لا يوجد رجل مثلك ، لم يعبأ بكلماتها وانطلق يضغط ويضغط ، أراد أن يريها المزيد من العجائب فأنزل إحدى يديه وحملها بذراع واحد ، غمرتها السعادة حتى فاضت سوائلها على قضيبة ، بل فوق خصيتيه ، بل زادت وفاضت حتى هطلت على فخذيه ، احتضنته وهى تقبل خديه وشفتيه بخطفات سريعة ، اطلق العنان لمنيه ليقتحم فرجها ، كانت تشعر بكل قطرة منه تضرب عنق رحمها ، نزلت من فوق قضيبه تدريجيا وهى لا زالت تحتضنه ، نظرت في الساعة المعلقة على الحائط فقبل جبينها وارتدى ملابسه وهى تتحسر على انتهاء حصتها من المتعة الفائقة ، ذهبت معه في هدوء دون كلام نحو الباب ، قبل أن يفتح الباب أمسكت بظهره تناشده أن يضرب لها موعدا آخر ، لا يتركه للصدفة من جديد ، عاهدها على التكرار مرة كل أسبوع حينما تسنح له الظروف إما في بيتها أو في بيته في مخزن الدور الأرضى .
خرج عائدا لبيته ، صعد لشقة أخيه مدحت الذى كان لا يزال ينتظره للغداء معه !
مدحت : إيه يا عم أنا نزلت أنادى عليك مالقيتكش كنت فين !
بشير : روحت اشترى حاجة من ع الناصية
مدحت : طب اقعد كل تعالى انا قلت اتسلى على ما تيجى
بشير : ألف هنا يا ابو يونس ، تسلم إيدك يا ام يونس ، الأكل ريحته تجنن
مدحت : ههههههه انت اللى شكلك جعان ، ده انت اول واحد يشكر في أكلها
مى : شوف اللى بقاله ساعة بياكل بيقول إيه ! طب انا راضية شهادتك يا بشير ، الأكل وحش !
بشير : لا ازاى بس !! بجد حلو جدا ، تسلم إيدك ، قول لى يا ابو يونس ، نويت على إيه ؟
مدحت : في إيه بالظبط ؟!
بشير : في شغلك ؟
مدحت : فين بقا على ما ابقا الاقى شغل تانى زى اللى كنت فيه ! ده انا من امبارح دماغى هاتتفرتك مانمتش الا بعد الفجر عمال افكر هاصرف ع العيال منين !
بشير : مدحت ! مش أخويا اللى يقول كده ، اللى انت عاوزه من عينى ، بعد الغدا ننزل عندى شوية
واصطحبه بعد الغداء إلى غرفته وأخرج له ما يقرب العشرة آلاف جنيه كانت كل ما تبقى بعد سلفة مختار منه ليكمل بناء البيت ، أخرجها له من دولاب ملابسه ومنحها له وهو يقول !
بشير : الأخ لاخوه يا مدحت ، خد ولو احتجت تانى تعالى قول لى
مدحت باكيا يحتضن بشير : أنا آسف ليك يا بشير ، يا أخويه ، بعد كل اللى شوفته منك النهارده عاوز اقول لك انى كنت شايفك بعين عميا خالص عن رجولتك وشهامتك
بشير : اعمل ايه في سوء ظنك بس ! بكره هاخليك تلعب بالفلوس لعب يا مدحت ، انا داخل في شوية مشاريع كده وشكلها هاتفتح وانا عينى ليك يا ابو يونس
مدحت ضاحكا : حبيب اخوك يا بشبش ، انما قول لى انت اتغيرت اوى ليه كده وازاى يعنى !
بشير : اهه الواحد بينام ويصحى يلاقى نفسه في حال غير الحال ، روق كده وفرفش وماتشيلش هم طول ما بشير موجود
في المساء جلس بشير في غرفته يتحدث مع مور - حات
بشير : لا زلت أفكر من أين أبدأ !
حات : عجيب أمرك ! أنت تملك العلم الذى يتيح لك كل ما خفى ، ابدأ من حيث كنت قبل العهد ، افتح تلك البرديات التى في الصندوق واقرأ ما فيها ، من هنا يبدأ الطريق ، إنها تخص الفارس العاشر ، كان يهوى تدوين الأحداث الهامة والجنائزية بأماكنها وتفاصيلها كنوع من التأريخ والتوثيق ، بعد القراءة اسألنى عن التفاصيل التى تحتاجها كاملة سأخبرك بها ، وها هو رقم هاتف ذلك " النصير " هو خير من تستعين به ، سجله على هاتفك ! إلى اللقاء يا بيش - را
نهض بشير ليفتح الصندوق وهو يستخرج البرديات ليقرأها بعناية ، كان يفهم كل نقش فيها علام يدل ، رأى الرسوم والإحداثيات حتى استوعب تماما كل ما فيها ، بعد القراءة ظهر له السيد حات يشرح له التفاصيل كاملة ويخبره بما جعله منتشيا مستبشرا ، ابتسم وهو يسحب هاتفه ليتصل بالمعلم نصير !
بشير : أيوة يا معلم ! أنا بشير بتاع البدرشين ، افتكرتنى ! كنت عاوزك في مشوار شغل ، تنزل البدرشين بكرة ! العصر ! آه ماشى حاضر ، لا خلاص هاستناك في ميدان الرماية ونكمل سوا بعربيتك ، لا مش هارجعك بإيدك فاضية عيب !
أنهى المكالمة وانتظر حتى اليوم التالى وفى الموعد كان يستقل سيارة المعلم نصير وفى الطريق تبادلا الحوار !
بشير : لقيت لك طلبك يا معلم !
المعلم نصير : إيه خير ! مقبرة الكاهن !
بشير : شوف يا سيدى ، انت قدامك مش أقل من سبع مقابر ملكية وتسعة للكهنة وكلهم في الجيزة ، والمقابر اللى اخترتهالك فى أرض فاضية ومفيش حواليها اى مشاكل شغل ع الرايق اوى يعنى يادوب نشترى ونشتغل ، ومن الآخر كده سنة شغل قدامك
المعلم نصير : ازاى ده ! انت بتتكلم بجد ! لو طريقهم سالك فأنا شارى والفلوس حاضرة
بشير : بعدين نبقا نتكلم في الفلوس وعلى كل حال اعتبرنا شركا
ظل بشير يوجه سيارة المعلم نصير نحو المناطق التى سيشتريها كما قال ، وكانت البداية على مقربة من بيت مختار ، نزل المعلم نصير وبشير إلى جواره ، توقف لحظات ثم قال !
بشير : شايف يا معلم حتة الأرض دى كلها !
المعلم نصير : آه مالها ؟!
بشير : شايف مساحتها كبيرة ازاى ! تيجى 1500 متر ، من يوم ما طلعنا للدنيا واصحابها عارضينها للبيع ولا حد فكر يشتريها
المعلم نصير : أنا اشتريها وهاسيبهالك هدية منى بعد الشغل وكل حتة اشتريها لو لقينا فيها خير تبقا بتاعتك !
بشير : تسلم يا معلم
المعلم نصير : انا اعرف اقدر الرجالة كويس
بشير : تعيش يا معلم ، بس عاوز اقولك وانورك ، انا صحيح فرجتك على كل الأماكن اللى فيها الشغل إنما المداخل والمخارج والتفاصيل كلها معايه انا ، لو فيه أى نية للـ..... !
المعلم نصير : عيب تهيننى يا بشير ! أنا راجل ، وطول عمرى إيدى نضيفة وسجلاتى بيضة ولو ما تعرفنيش اسأل عنى خليل الحلوانى يقول لك
بشير: يا معلم انت تتاقل بالدهب ، باتكلم على الرجالة اللى هاتشتغل
المعلم نصير : دول رجالتى ، عمرهم ما يعصوا أوامرى ، يبيعوا روحهم عشانى ، بكرة لما نشتغل مع بعض هاتعرفهم اكتر
بشير : يبقا اتفقنا ، تعالى نكلم اصحاب الأرض
المعلم نصير : طالبين فيها كام ؟
بشير : اهو شوية يقولوا هانبيعها بالمتر وشوية يقولوا على بعضها هانتكلم معاهم سوا ونشوف
المعلم نصير : لو بخمسين مليون هاخدها
وفى خلال يومين لا أكثر أنهى المعلم نصير عملية الشراء وبعلاقاته استخرج خلال أيام كذلك تصريح بناء مصنع للبويات بناء على طلب بشير ، كان كل شئ باسم نصير حتى انتهاء عملية الاستخراج ثم تنازل بعدها عن الأرض والمصنع لبشير ، بدأ العمل ، تم بناء السور أولا حول الأرض ، وتم وضع لافتة وبدأ العمل في وضح النهار ، فى اول يوم عمل وقف بشير في اتجاه الشمس ثم سار بضع خطوات في اتجاه الشمال وتوقف !
بشير : نبدأ هنا : مقبرة ملكية على عمق 12 متر وأربعين سنتى بالظبط ، الحفر عمودى 7 متر وبعدها غرب مترين وبعدين عمودى تانى 5 متر
المعلم نصير منبهرا : تسلم لى دماغك ! اشتغلوا يا رجالة زى ما قال الباشا
وبعد الوصول للباب وإزاحته قال بشير : دلوقتى السلالم تحت فيهم أول سلمة سليمة والتانية مقلوبة ، التالتة سليمة والرابعة مقلوبة ، الخامسة والسادسة تمام والسابعة مش سلمة أصلا دى مزلاج ، زحليقة يعنى ، بعد الدرجة العشرين فيه عتبة عرض ستين ، دى مش عتبة دى غطا مدغدغ وتحته بير! ناخد بالنا ، مفيش بيننا خاين ولا ابن حرام ! نيتنا صافية كلنا ، الرزقة شركة ! يلا همة يا رجالة
المعلم نصير : إدينى دماغك أبوسها يا ابنى ، ده انت كنز لوحدك ، انا لو اعرف انك كده كنت اشتريك بعمرى من يوم ما قابلتك اول مرة !
الآن أزيل الباب ، نزل أكثر الرجال خبرة وحده يرتدى قناعا لفلترة الهواء ، قام بتوصيل اللمبات المضيئة داخل المقبرة ثم وضع بها جهازا طاردا للهواء لمدة ساعة وخرطومه خارج الحفرة ، بعد الساعة وضع جهازا ضاخا للهواء بداخل الحفرة لساعة أخرى ، ثم نادى على المعلم نصير وبشير ليدخلا ، وفى الأسفل نظر نصير يمينا ويسارا وهو في غاية الإنبهار مما يراه من كنوز تفتح أحضانها لطالبيها ، احتضن المعلم نصير بشير وهو يهنئه ، كان تصميم المقبرة يتكون من فناء مفتوح وكانوا يستخدمونه في الماضى كمزار لأقرباء الميت يتلون فيه الترانيم عليه ، ثم واجهة المقبرة وعلى جانبيها لوحتان إحداهما على اليمين والثانية على الشمال ، قرأهما بشير فوجد عليهما أسماء المتوفي وألقابه التى حازها في عهده ، ثم مدخل المقبرة ، وتليه صالة مستعرضة تتعامد عليها صالة طولية لتشكلان حرف T وتوضع في الصالة الطولية على الحائط صورة لصاحب المقبرة ، وبعض منجزاته ومناقبه ، لا صوت يعلو فوق صوت الذهب ، أكثر من 750 قطعة من تماثيل ومنحوتات متنوعة ما بين الذهب والحجر ، وبوق فضي وسرير جنائزي ، وتمثال بالحجم الطبيعي للملك يقف متأهبا عند مدخل مقبرته ، رفع الرجال غطاء تابوت الملك ، نظر المعلم نصير حول موميائه فى صمت ثم ابتسم ، خرج مع بشير ليتم الاتفاق على النقل فى حينه ، وبمساعدة مور- حات أعطاه بشير خارطة تعليمات للسير والاتجاهات ليستعين بها أثناء النقل حتى لا يتم القبض عليهم ، نجحت عملية النقل كما رسمها بشير ، بعد أيام قليلة أرسل المعلم نصير سائقه ومعه حقائب للسفر مكتظة بالأموال المتنوعة فى جنسيتها بالملايين التى وضعها فى سيارة حديثة تركها هدية لبشير مخبرا إياه ان بداخلها نصيبه ،عاد بشير يخطط ليوجههم إلى المقبرة الثانية والثالثة والرابعة ، عمليات شراء الأراضى كانت كلها تتم باسم المعلم نصير الذى كان يستخرج ما فيها ثم يضع أساسات المبانى ويتنازل عنها لبشير بعد الانتهاء ، تكدست الملايين فى غرفة بشير بلا عدد وتكاثرت عقاراته ، قام بشراء إحدى الفيلات من خليل بك الحلوانى رجل الأعمال والتهريب على السواء ، وهناك جعل غرفة فى الطابق الأرضى فقط لتخزين الأموال ، أكمل بناء المصنع وتجهيزه على أحسن ما يكون ، وبعد عشرة أشهر تقريبا تمت العملية السادسة عشرة والأخيرة فى تلك المرحلة ، بعدها ذهب ليمنح أخاه عقد المصنع وتراخيصه وسجلاته الضريبية مع مبلغ نقدى يتجاوز الستة ملايين كرأس المال لشراء الخامات وعين له خبير إنتاج فى ذلك المجال كمستشار له حتى يثبت قدميه ، لم يصدق مدحت ما يجرى ، استبدت به الحيرة حتى أخبره بشير أنه أصبح من مضاربى البورصة منذ عدة أشهر ودخل فى عدة مشاريع مع عدد من رجال الأعمال ، وكل يوم هنالك المزيد من الأرباح ، انطلق بعدها مدحت ليدير المصنع الذى لم يكن ليحلم بالعمل فى مثله يوما ما .
لم تكن لقاءات بشير الغرامية بفاتن على ما يرام فى تلك الفترة لكنها كانت تتحرق شوقا إليه ، أما هو فكان لديه شهوة عارمة لجمع الأموال ، قبل انتقاله تماما ليقيم فى الفيلا بليلتين فقط أقام له مدحت حفل عشاء دعا إليه عائلة زوجته ام مى أو " عزيزة 51 سنة " إلى جانب أخوات مى " ماجدة 28 سنة ومايسة 26 سنة" بأزواجهما وأبنائهما بالاضافة لأم بشير التى رفضت الإنتقال إلى الفيلا وقررت البقاء فى بيتها لترعاها مى التى تعرف احتياجاتها جيدا ، بعد العشاء نزل بشير لحجرته ليلاحظ بعد قليل انصراف المدعويين ، كان يلملم بقية حاجياته مع التمثال والصندوق حينما انتبه لشئ يسقط فى شرفته ، كانت فاتن هى من ألقت له بحجر صغير لتطلب منه اللقاء المحموم ، لم تتردد حينما أشار إليها لتأتى لبيته ، خرجت من شقتها ونزلت السلم ثم عبرت الشارع فى هدوء تام حتى دخلت من الباب لتجده ينتظرها خلفه ، دخل بها الدور الأرضى خلف الأقفاص القديمة المتراصة ، ضمته فى حضنها الملتاع المتشوق وهى تنزع عنه ملابسه الفوقية ، جلست على ركبتيها وهو لا زال واقفا يرتدى البوكسر فقط ، أخرجت قضيبه لتمتصه وتلعق رأسه وهى تتجرد من ملابسها ، أمسكت بقضيبه تداعب به شفاهها وتمرره على أثدائها ، نامت على ظهرها كما لو كانت فى عجلة لتطفئ نيران مهبلها وعيناها فى عينيه ، جلس بين فخذيها ثم انطرح فوقها ليتجه قضيبه بلا عون نحو فتحتها ، همست فى أذنه بنبض مشاعرها بينما هو يتحلى بالصمت والجدية فى أداء مهمته ، بعد قليل انطلق قضيبه ليقذف بحممه بينما هى تعتصر جسده فوق جسدها ، قامت لترتدى ملابسها وارتمت فى أحضان بشير بينما هو لا زال يرتدى ملابسه ، خرج بحذر حتى وصل لباب البيت ، نظر يمينا ويسارا وللأعلى والأسفل ثم أشار إليها لتخرج عائدة إلى بيتها .
اتجه ليصعد السلم فوجد على رابع درجاته امرأة تقول : صباحية مباركة يا عريس ! ودى من مقامك بردو عشان تنزل لها المخزن !
بشير : خالتى أم مى ! لا دى واحدة غلبانة كانت عاوزة مساعدة
أم مى : وساعدتها يا أخويه مش كده !
بشير : تعالى بس نشرب سوا فنجانين قهوة من إيدك الحلوين دول
أم مى : إيدى أنا اللى حلوين ! تعالى ، تعالى
دخل بشير إلى شقته وجلس فى الصالة مع أم مى ليسألها !
بشير : إنما انتى إيه اللى صحاكى لحد دلوقتى ! وماروحتيش معاهم ليه ؟
أم مى : أخوك هو اللى صمم أبات عنده عشان بكره يفرجنى ع المصنع ، دخلوا كلهم ناموا وسابونى ، أنا بقا مش بأنام بدرى أبدا ، وانا قاعدة بقا فى الشباك فوق لقيت البت دى رايحة جاية فى بلكونتها زى اللى بتولد وعنيها على أوضتك ، الفار لعب فى عبى ، طفيت نور الصالة وفضلت مستنياها اشوف هاتعمل إيه لحد ما بدأت تحدفلك طوب وبعدها لقيتها داخلة البيت ، نزلت على طراطيف صوابعى لحد ما لقيتك نازل لها ، نسوان هايجة عاوزة الحرق ، ابعد يا حبيبى عن الأشكال دى عشان كده غلط ، دى طمعانة فيك يا قلب أختك
بشير : لا ماتخافيش عليا ، إنما قولى لى بقا ، انتى احلويتى اوى عن الزيارة اللى فاتت كده ليه ؟
أم مى : أنا حلوة يا اخويه طول عمرى ، كل اللى يشوفنى مع بناتى يقول اختهم الكبيــ ! الصغيرة
بشير : طبعا أصغرهم وأحلاهم كمان ، هاتقعدى هنا كام يوم ؟
أم مى : لا ده انا ماشية بكره بعد ما نروح المصنع على طول
بشير : خسارة !
أم مى : خسارة ليه بقا !
بشير : كان نفسى تنورينا شوية كمان
أم مى : أنوركم آه ! ما كفاية عليك اللى بتنورلك المخزن ، على كل حال العزومات جاية كتير ، افوتك بعافية عشان تنام ، تلاقيك تعبان وحيلك مهدود !
بشير : هههههههه ، لا ده أنا قوة الموتور عندى أربعة وعشرين ساعة شغل من غير تعب
أم مى : الحصان الجامد تبان عافيته لما يسحب عربية عفية محملة بصحيح فى مشوار طويل ، مش ينط نطة على سور واطى ويقول أنا حصان !
بشير : هههههه يخرب بيت لسانك اللى بينقط عسل ، ماتيجى تقعدى جنبى ده انتى كلامك وحشنى
أم مى : واحشاك تبقا تيجى تزورنى ، مش من يوم جواز مى ما خطيتش ناحية الشارع ! تصبح على خير
وبعد انتقاله تماما للفيلا الجديدة ، مكث بضعة أيام يرتب فى حاجياته ، وضع الأثر فى خزانة خلف سريره ثم نام حتى الصباح ، استيقظ على رنين هاتفه فوجد المعلم نصير يدعوه بإلحاح ليذهب إليه فى زيارة له فى قصره الكائن بالمنيا ، تعلل بشير فى البداية بالانشغال ثم وافق على تلك الزيارة ، ذهب إليه فاستقبله استقبال الفاتحين ، يوم كامل وهو يقدم له واجب الضيافة ثم فى آخر النهار أخبره ان أمامه عملية يحتاج فيها استشارته وعلمه حتى يرى هل يكمل أم لا ، كانت المقبرة فى سفح الجبل ، ولم يكن نصير يؤمن أن بها شيئا مهما ، كان يظن انها ليست مقبرة فرعونية أصلا ، لكنه لم يكن ليترك فرصة إلا اغتنمها ، ولأنها ليست كطبيعة المقابر فى مدخلها وبابها الذى وصل إليه بالفعل ، قرر الاستعانة ببشير لعلمه ودهائه فى استكشاف المقابر قبل فتحها ، وقف نصير وبشير والعمال امام الباب ، صمت بشير للحظات ثم نظر أمامه ليجد " مور " تتبدى امام عينيه فى الأفق وهى مبتسمة ، بسطت يدها أمامه لتظهر له كيفية الدخول للمقبرة ، وما سيواجههم حينها من أكمنة ومطبات قد تودى بحياة من يحاول المساس بالمقبرة عن جهل ، شرح لهم بشير بالتفصيل ، دخلوا بالطريقة المعتادة بعد ضبط الهواء والإضاءة ، دخل الرجل الخبير أولا يليه نصير ومعه بشير يدا بيد ، قلب يمينا ويسارا فلم يجد شيئا يذكر، دبت الحسرة فى قلب نصير الذى دعا الرجال ليخرجوا بينما بقى بشير ينتظر انصرافهم بشغف ، توقف نصير ليتابعه متعجبا ثم قال له !
المعلم نصير : إيه خير مستنى إيه !
بشير : تعالى شيل الحجر ده البنى اللى فى الحيطة
المعلم نصير : طب ما أنادى على حد من الرجالة يشيله
بشير : يا معلم روق بقا واسمع كلامى ، مش عاوز حد يعرف احنا بنعمل إيه
نصير : تمام يا غالى ، آدى الحجر أهه ، يا قوى ! ايوة ده وراه ورق برديات اهه ، اقرا يا كبير ومتعنى
ظل بشير يقرأ والابتسامة لا تغادر وجهه بينما نصير ينظر إليه وهو مستبشر حتى توجه له بالحديث !
بشير : شوف يا معلم ! احنا من اول ما اشتغلنا سوا واحنا ع الجد والدوغرى مع بعض ، صح !
المعلم نصير : صحيح أنا معرفتى بيك مابقالهاش كتير لكن ما شوفتش منك الا الجدعنة والرجولة وفوقهم العلم والمفهومية اللى خلونى اعمل فى كام شهر اللى ما عملتهوش طول عمرى ، أنا بجد مديون لك بكتير يا بشير بيه ، إنما ليه الكلام ده ؟
بشير : خلى الرجالة يسبقونا ع البيت وقول لهم احنا راجعين وراكم
المعلم نصير : طب ومين اللى هايتاوى الباب ويقفل البتاعة دى اللى لا هى مقبرة ولا قبر !
بشير : بعدين ، قول لهم يرجعولنا بعد ساعة
المعلم نصير : من عينى يا استاذ
وقام نصير بصرف كل المتواجدين واتفق مع أربعة منهم على العودة بعد ساعة ليقوموا بردم ما حفروه ويواروا المقبرة عن الأعين !
المعلم نصير : تمام يا أستاذ ، دلوقتى مفيش غير انا وانت بس ، تؤمرنى !
بشير : عاوز اعمل معاك صفقة يا معلم ، اللى هنا وجنبنا ماكنتش تحلم تشوفه ، اللى هنلاقيه كله بالنص بينى وبينك تبيع وتبعتلى نصيبى
المعلم نصير : ده انت تاخد عينى يا بشير بس هو فيه إيه هنا والدنيا مغفلقة أهه ، هو الورق ده بيقول إيه !
بشير : فيه هنا باب هاندخل منه على مخزن فيه أكتر من أربعين ألف حتة كبير على صغير ودهب على فضة على حجارة ، المخزن ده زمان اوى مجموعة من المخلصين لموا فيه كل اللى خافوا عليه وشالوه هنا سنة31 قبل الميلاد لما معركة " أكتيوم البحرية " كانت شغالة والرومان كانوا بيحطوا رجلهم جوه مصر
المعلم نصير : آه حرب أكتيوم عارفها ، اللى انتحرت بعدها الست كيلوباترا
بشير : عليك نور ، الرجالة دى كانوا خايفين من الرومان يدمروا أو ينهبوا كنوز أجدادنا ، شالوها هنا وشالوا كمان خمستاشر ألف بردية فيها تاريخ مصر الفرعونى الحقيقى عشان الرومان ما يزوروهوش ولا يمسحوه ، وجوه امان أوى لا محتاجين أقنعة ولا غيره
المعلم نصير : يا سلاااام ! لا ولاد أصل صحيح ، طب افتح ورينى خلينى أتكيف ، فين الباب ؟
بشير : الحيطة دى ! هى الباب
المعلم نصير : طب افتحه ازاى ! دلنى يا غالى !
بشير : امسك المطرقة !
المعلم نصير : إيه هانكسر !
بشير : شايف الحجر ده !
المعلم نصير : آه شايف
بشير : اخبطه خبطة واحدة
وما إن ضرب نصير بالمطرقة حتى تفتت الحجر وظهر مقبض ملء الكف من الخشب ، ضغط عليه بشير ثم أداره وضغط بكتفه على الحائط للداخل فاستدارت على محور أوسط حمل بشير فرع الإضاءة ودخل به وخلفه نصير ليظهر أمامهما ما جعل نصير يخر على ركبتيه غير مصدق ، الحجرة فى بطن الجبل بلا أية نقوش ولا نحوت ، لكنها ممتلئة بالآثار الفرعونية المتنوعة فى أشكالها وخاماتها وعصورها ، جلس يبكى بكاءً هستيريا ، يقبل قدم بشير الذى أنهضه من الأرض وهو يربت على كتفه ، نهض وهو يقبل رأسه ، على اليمين وجد كومة من البرديات ، طلب من نصير أن يستدعى سيارة نقل ثم حملها بكل ما وجده من برديات ، تمت عملية التمويه أثناء النقل مع اتباع خطوط سير تبتعد عن مسار الشرطة واكمنتها حتى وصلت للفيلا بسلام ، أما نصير فقد أخفى سر المخزن حتى عن رجاله وهو يفكر فى التسويق ، عاد بشير بالبرديات للفيلا ، شئ ما جذبه لقراءتها سطرا سطرا ، عكف على قراءتها واحدة تلو الأخرى وهو يدون كل ما يقرأ ويترجم ، بعد قراءة ما أدهشه من حقائق غائبة أو مغيبة قرر أن يوصل كل ذلك للناس ليعلموا تاريخهم بصدق ، بدأ التفكير فى طريقة النشر ، استدعى مور- حات ليأخذ رأيهما ، وعندما حدثهما عن نيته فى النشر وجدهما يحذرانه !
حات : نحن حراس عليك يا بيش - را ، وما تفعله لن ينفعك ، لو استطعنا الوقوف معك امام العالم كله فكيف نمنع عنك نفسك ؟ أنت تلقى بنفسك إلى التخلى عن كل ما أنت فيه !
مور : سيد بيش - را ! بكل تاكيد نثمن سعيك للمعرفة ولكن ما تنوى فعله الآن لن يفيد ، ولولا اننا حراس على امنياتك لما حذرناك ، فبحق ما بيننا نناشدك التخلى عن رغبتك هذه حتى لا ينتهى وعدنا معك بالاستمرار !
بشير : لست أدرى لماذا تتحدثان بهذا الشكل وقد اعتدت منكما السمع والطاعة ؟!
حات : لأن بإمكانك الاستفادة العظمى مما أنت فيه لكنك تريد الانصراف عنه ، تريد وداعنا للأبد يا سيد بيش - را
مور : أنت الآن تختار بين أمرين أحدهما ينفعك والثانى سيلحق بك الأذى والضرر العميق
بشير : أنا متحير فى أمركما اليوم ، وأرجوكما التوضيح
مور : توضيح !ّ أى توضيح ! ليت بإمكاننا حل أنفسنا من الوعد والعهد ، أخبرنى سيد بيش - را ! هل تنوى بالفعل أن تخرج بما ستعرفه للناس أم أنك ستحتفظ به لنفسك ؟
بشير : ماذا سيحدث حينما اختار هذا الطريق او ذاك ؟!
حات : لو أنك ستحتفظ به لنفسك فنحن سنبقى على العهد شريطة ألا تتحدث فيه معنا مرة أخرى أو تخبر به احدا حتى لو كان ظلك ، أما لو أطلعت الناس عليه فحينها يكون قد انتهى شأننا معك وسنرحل عنك وبعدها لا نضمن تعرضك لأعنف المؤذيات
بشير : أتعجب من موقفكما ، بالقطع لن أخبر أحدا أنى فى حراسة مور- حات ، فكيف يكون الخيار إذاً
مور : لكى تفهم أكثر قبل أن تختار سيد بيش - را عليك أن تفكر جيدا ، ولكن لتفكر بصدق فاقرأ تلك البردية السوداء أولا ثم بعدها لك القرار ، إما ببقائنا إلى جوارك وإما الرحيل إلى الأبد !
حات : اقرأ واحفظ السر إن شئت لنفسك السعادة !
مد بشير يده ليأخذ البردية السوداء ليطالع ما فيها بينما لا زال حات ومور يقفان أمامه ، لم يفهم الأسطر الأولى لكنه بعد قليل بدأ يستوعب !
الفصل الرابع
كانت البردية تتحدث عن واقعة تعود لعهود سحيقة ، لكن أثرها امتد بعد ذلك لقرون اخرى ! راح يقرأ بكل تركيز وبدقة !
............. وحينما شعرت الأميرة " موريس " بالقلق على أخيها " حاتوم " من حزنه لما كان من زوجة أبيهما الملكة " بيرا - إم " ذهبت إليه فى جنح الليل لتطمئن عليه فوجدته واقفا فى شرفة جناحه والدموع فى عينيه ، حاولت أن تهدئ من روعه لكن ألمه كان عميقا ، وبينما هى تحاوره قاطع تحاورهما تسلل تلك الملكة " بيرا - إم " إلى حديقة القصر الخلفية وسط الأشجار العالية ، لم يفهما ما فى الامر فنزلا يسيران على قدميهما بهدوء إلى خارج القصر لمراقبتها ، وقفا على بعد يرقبان الأمر فوجداها تسكب من يدها سائلا من قارورة لترسم بها دائرة قطرها حوالى عشرة أقدام ، ثم وكزت على ركبتيها داخل الدائرة وهى تتمتم بشئ يشبه التعويذة حتى بدا لها " سايت - آن " الشيطان الذى كان دائما يستعين به أبوها الكاهن الملثم " سور- آن " وطلبت منه بوضوح أن يضع الرغبة العارمة فى قلب الامير " حاتوم " تجاهها بعدما ضبطها مع عشيقها الخادم " جور- رام " فهددته هى أن تفضحه بالتلفيق عند أبيه الملك " كا - إين - حو " ، شعر " سايت - آن " برقابة حاتوم وموريس لهما فأشار للخائنة بالسكوت وفى لحظة وجد موريس وحاتوم نفسهما فى قفص زجاجى أمام الخائنة وشيطانها ، تجمدت الخاطئة " بيرا - إم " مكانها ووقف ذلك الشيطان غير عابئ ، أمرته الخائنة أن ينكل بهما قبل ان يفضحا أمرهما ثم انصرفت عائدة للقصر وكلها ثقة فى شيطانها ، ظل يعذبهما فى قفصهما حتى صار يدفعهما لممارسة الفحشاء معا ليخضعا لسلطانه ، لكنهما رفضا ، كان يقرب أبدانهما بسحره ليجعلهما يتعانقان بطلاسمه بينما ظل حاتوم يتلو الترانيم ويمانع وكذلك كانت تفعل موريس ، جردهما من ثيابهما فتعالت صرخاتهما لكن القفص الزجاجى كان مانعا من خروج الأصوات ، وضع حاتوم يده على قضيبه ليستره رافعا يده الأخرى ليتوعده بينما وضعت موريس يدها على فرجها ، ويدها الأخرى على صدرها ، ظلا يجاهدانه بما يحفظان من ترانيم حتى استبد به الغضب فدخل لهما فى القفص ، ظل يردد ترانيمه وهما يقتربان بأجسادهما حتى استدار حاتوم فجعل ظهره فى ظهر أخته ولم يزل كل منهما ساترا عورته ، جلدهما حتى يغيرا من وضعهما فلم يتمكن .
ولما أصاب اليأس " سايت - آن " دعا قرناءه من المردة فجعلوا يقذفونهما بالحمم المتقدة من جحيم البراكين ثم صبوا عليهما خلاصة المعادن الجوفية المنصهرة لكن الجسدين لم ينصهرا ، فقط تحولا إلى تمثال يتخذ نفس الوضعية التى كانا عليها ، راح يقرأ طلاسمه مع قرنائه كى يختفى التمثال او ينصهر لكن كل ما حدث ان تقلص حجمه حتى صار تمثالا بحجم الكف داخل القفص الزجاجى ، أخرجه الشيطان من القفص ثم حمله واختفى ، وحينما طال غيابهما أمر أبوهما الملك ذلك " الكاهن الملثم " كبير كهنة معبده أن يفعل كل ما بوسعه ليعيدهما أو ليدله على مكانهما ، فاستعان الكاهن بالشيطان " مى - رو - فان " الذى أخبره بالقصة كاملة ، خاف الكاهن لو أخبر الملك بحقيقة كل ما حدث أن يؤدى ذلك لإشتعال القصر او لقتله هو على أقل تقدير مع ابنته زوجة الملك ، وخاف كذلك أن يستعين الملك بغيره من الكهنة فيخبره بما حدث ، فاستعان بكل القوى الشيطانية حتى اقترح عليه شيطانه أن يجعل لهما شبيهين من أعوانه أبناء جنسه ، لكن الشرط كان قتل الملكة الخائنة وعشيقها الخادم كقربان لما قد قتل لأجله موريس وحاتوم ، وحينما يتشبع التمثال من دمائهما يخرج الشبيهان ، خاف الكاهن من تلك التجربة فطلب من " مى - رو - فان " أن يجعله مسيطرا على الشبيهين فمنحه الخاتم المطلسم الذى سيجعلهما تحت إمرته تماما ، وعلامة العهد ان يضئ فص الخاتم الأسود ليتحول لونه للبياض ، قرر الكاهن التضحية بابنته ولتذهب هى إلى الجحيم طالما كانت حياتها مقابل حياته ، راقب الكاهن الملثم ابنته الملكة عن كثب حتى تسلل فى ليلة إلى ملتقى العشق فى حديقة القصر الخلفية ، وبينما كانت فى أحضان عشيقها الخادم قتلهما وغمس التمثال فى دمائهما ليخرج الشبيهان مجيبين لكل طلبات الكاهن القاتل ثم أخفى جثة ابنته والخادم عنده حتى حين .
دخل الكاهن على الملك ومعه الشبيهان وظن الملك أنهما ابنه وابنته ففرح بهما ومنح الكاهن مكافأة ضخمة ، ثم أخبره الكاهن حينها أن زوجته الملكة قد مرضت بداءٍ قد يعديه واوحى للملك أنه عزلها عنده حتى لا تصيبه العدوى ، ثم أعلن موتها بعد أيام قلائل وتم حرق جثتها الحقيقية مع جثة الخادم الخائن ، كان الملك يستجيب لكل ما يقول وكأنه عبد عنده ، وبعد شهرين مات الكاهن فاختفى الشبيهان وعادا تمثالا من جديد ، وبعد ساعات فقط حمل الشيطان " مى - رو - فان " تمثالهما وذهب به إلى نائب الكاهن وأخبره بالقصة وبما سينعم به لو أعاد استخراج الشبيهين ، ففرح الكاهن بما سيجد منهما ، وذهب يتربص برجل وامرأة يمارسان الزنا فقتلهما وغمس التمثال فى دمائهما وظل التمثال يورث لكاهن بعد كاهن حتى وصل للكاهن " مو - كا - را " معلم الكاهن " زو - برا " الذى حكى له القصة كاملة فدونها زو- برا فى رقعة وجعلها فى رواق جناحه فاكتشفتها الخادمة " مير- إيت " بعد اختفائه من المعبد ، ولكرهها له قررت أن تعلن كل ما فيها أمام الملك " مو - نفر - كا - رع " وروت له ما كانت ترى بينه وبين الملكة الراحلة فأشعل النار فى كل "كهنة وعب" وقتل الخادمة التى اخبرته بما رأت ، بينما كان هنالك ابن الملك الصغير " ها - لى - أو " الذى أصابه مس فمرض حتى الموت جراء ما فعل أبوه الملك الذى لم يتحمل كل ذلك ، فكتب كل ما صار وأثبت انتحاره واوصى بالعرش لابن أخيه فى بردية تركها فوق جسده ثم شرب السم ومات ، بينما بقى اختفاء الكاهن " زو- برا " والتمثال هو السر الذى لم يعرفه أحد حتى اليوم !
نظرت مور لوجه بشير وهى مبتسمة هادئة الملامح ، بينما كان حات فى ترقب وانتظار لقراره ، طوى بشير البردية واسترخى على كرسيه وأرجع رأسه للوراء وهو يتنفس بعمق ثم نظر لهما وهو يقول !
بشير : إن بيش - را لا يعنيه من تكونان وما أصل قصتكما ، وحتى لو أخرجت للناس التاريخ صحيحا باستثناء هذه الصفحة فلن أشعر انى قدمت لهم ما أريده وما يحتاجونه هم ، فليبق كل شئ على حاله ، ما اتمناه بحق هو أن تتغير احوالهم ، والنبش فى التاريخ لن يفيد بقدر حاجتهم لما هو أغلى عندهم ! أشعر أن ما أنا فيه هم فيه شركاء ، وأشعر أن لهم فى عنقى ديونا !
مور : هذا طبع النبلاء ، أنت حر فى كل ما تريد يا سيد بيش - را ، طالما كنت تحفظ السر فالعهد بيننا ولا تزال الفرص متاحة لتنفعهم بالفعل
بشير : كيف ذلك !
حات : الافكار لا تنتهى يا بيش - را ، لكن عليك أن تعلم وتستوعب أن الناس لا تنظر لما مضى بقدر ما يهمهم المستقبل ، فاجعل المستقبل هدفك ، وفكر بطريقة أخرى
بشير : أشعر أن فى عقلك شيئا يدور
حات : نعم لكن قبل كل شئ ، لابد أولا أن يعرفك الناس حتى لا تظهر لهم فجأة لتقدم لهم العون فيرتابوا فى أمرك ، اذهب أولا لخليل الحلوانى ونصير واعقد اجتماعا لإنشاء مصنع كبير للسيارات فى مصر ولتكونوا فيه شركاء ، تذكر ! لن يرفض أحد لك مطلبا ، عندما تتحدث عن مصنع لإنتاج السيارات فانت تتحدث فى المليارات وهذا لا يمكن لك وحدك الآن ، بعد ذلك يكون لنا حديث آخر ، عندما تصبح نموذجا لكل الشباب !
لم يكن بشير يعلم أن نصير وخليل بك قد بدآ فى بيع ما بالمخزن حتى وجد نصير يتصل به ليخبره بشفرات يفهمها انه سيرسل له الدفعة الأولى من رصيده والتى تجاوزت أقصى أحلامه ، ثم أخبره أن خليل الحلوانى هو الوسيط الدولى ولهذا وجد بشير الفرصة لطلب عقد الاجتماع الثلاثى ، وهناك تم الاتفاق على إنشاء مصنع لإنتاج السيارات كغطاء له ولنصير على الأقل وتم اختيار اسمه ليكون KNB رمزا للأحرف الأولى من أسمائهم ، ومع تدخلات خليل بك تمت سراعا كل الإجراءات من تراخيص وإنشاءات واستيراد للميكنة والخامات الأولية والأجزاء الأساسية ، ولم يمر إلا بضعة أشهر حتى كان المصنع يعلن عن باكورة إنتاجه لسيارة تحمل اسم المصنع فكانت حديث الساعة لدى الجميع ، وعلى أرض الجيزة كان ذلك الصرح العملاق ، مصنع وشركات للتسويق ، ترك نصير وخليل رئاسة مجلس الإدارة لبشير ليتفرغا لباقى أعمالهما ، وفى يوم وجد بشير وفدا إعلاميا لديه فى المصنع لتسجيل حوار ومتابعة تفاصيل الإنتاج لتقديم فيلم تسجيلى عن هذا العمل الرائع لتشجيع كل رجال الأعمال على فتح الأبواب امام المنافسة العالمية فى كافة المجالات ، وانتهى اللقاء التليفزيونى وشعر بشير أنه الآن قد حقق اول خطوة طلبها منه السيد حات ، فها هو قد وصل للناس ولن يفاجئهم حينما يطل عليهم ليقدم لهم بالفعل رد الديون ، جلس بشير فى الفيلا يتابع الفيلم التسجيلى وبعدما انتهى العرض وجد مكالمات التهنئة من كل من يعرفونه حتى وجد اتصالا هاتفيا من رقم مجهول !
بشير : ألو ، مين !
عزيزة : عارفة انك لا هاتعرفنى ولا هاتفتكر ليلة ما قفشتك ! محدش أدك بقيت نجم اهه هاتفتكرنا ليه ؟
بشير : أم مى ! ازيك ، ليكى وحشة
عزيزة وهى تضحك بنعومة : وحشة ! فين ده ! تعبتنى لحد ما جبت رقمك من اخوك وهو عمال يسألنى عاوزاه ليه !
بشير : حقك عليا ما تزعليش أنا عارف انى مقصر معلهش
عزيزة : انا كنت هناك عندكم الأسبوع اللى فات قالولى انك لسة ماشى قلت يبقا راح يبل ريقه ، آه تلاقى البت وحشته ههههههههه
بشير : يا ظالمة يا ظالمة ! طب وحياة غلاوتك ما شوفتها من ليلة ما كنا سوا ، شكلها عرفت انك شوفتيها فخافت
عزيزة : أمال بتعدل مزاجك فين الأيام دى ؟
بشير : لوحدى اهه تعالى شوفى بنفسك ، مشغول لشوشتى
عزيزة : ما اصدقش ! أصل أنا عارفاك ماتستحملش ، فاهماك أنا من يوم فرح مى ! فاكر !
بشير : يخرب عقلك انتى لسه فاكرة ! ده انتى بصتك ليا يومها حبست دمى !
عزيزة : يا اخى ما تقولش كده ما تحسسنيش بالذنب ، انا فكرتك حد غريب ، وبعدين اصل انت كنت زانقنى وداخل فى ضهرى جامد اوى واحنا فى الزفة
بشير : ماتكسفينيش بقا ، كنت وقتها مش واخد بالى
عزيزة : امممم ! بجد ما كنتش واخد بالك ، لو قابلتك فى اى حتة هابقا اسألك وانا عينى فى عينك
بشير : طب ما تخليها النهارده ، نتغدى مع بعض عندى ، انتى ما دخلتيش الفيلا بتاعتى أبدا ، تعالى قضى هنا يومين وغيرى جو الحارة ، إيه رأيك ؟
عزيزة : إيه ده بجد ولا عزومة مراكبية ؟
بشير : مراكبية يا زوزو ! طب ما تقولى آه وشوفى بنفسك !
عزيزة : بس يومين لا ، اتغدى ماشى ممكن ، عاوزنى أجى لوحدى ولا عامل وليمة !
بشير : لا الدعوة ليكى لوحدك آه انا راجل على اد حالى
عزيزة : هههههههههه ما هو باين ، طيب موافقة
بشير : خلاص وانا هاجى آخدك ، ربع ساعة وتلاقينى مستنيكى على اول الشارع بالعربية
وكأن بشير كان يشعر أن عزيزة هى بقية من تصفية حساباته مع الماضى ، نسى كل ما يشغل باله وراح ينظر لبشير السابق بنظرة عطف وإشفاق ، وفى طريقه لعزيزة ظل يتذكر ليلة زفاف اخيه حينما رأى أم مى ترتدى عباءة خضراء اللون مجسمة محبوكة على جسدها لتظهر تفاصيل تضاريسه بشكل صارخ ، حتى ثنيات ظهرها كانت تظهر بوضوح فوق خصرها الذى تضاءل فوق مؤخرة عريضة شهية مستديرة بارزة مشدودة حتى اليوم اهتزازاتها شابة ، اشتهاها حتى فاض به الكيل ليلتها فذهب يتقدم حتى وقف خلفها وهى خلف ابنتها العروس ، اقترب حتى صار قضيبه يعانق الفلق بين ردفيها وهو يستشعر حركتهما الرجراجة بحرية وكأنها تقصد استفزاز شهوة الرجال ، وحينما توقفت مسيرة الزفة ضغط بكل جسده فالتفتت تنظر إليه بجسارة عينيها الكحيلتين ، تمعن فى وجهها وقد جعلتها الزينة نجمة سينمائية مثيرة ، زينت وجهها بإحكام فى كل خطوطه ، شعر بالسكر يدب فى اوصاله بغير شراب ، لم يسمع حينها وهى تحذره وتنهره وتطالبه أن يبتعد عنها ، كان فى غيبوبة ليلتها حتى تحركت وهو فى مكانه ثم انتبه وقد تحركت الزفة ، ثم صار الحزن والخزى يعتصرانه حينما رآها تنفر منه بعدها فى كل الاجتماعات العائلية ، لكنها !! لا زالت تتذكر ما فعله ، همس لنفسه لو صدق إحساسى فسأجعلها الليلة عشيقتى ، لا زلت أروى ظمأك وأطفئ نيران أشواقك يا بشير الماضى .
توقف بسيارته على ناصية الشارع الذى تقيم فيه عزيزة فى نفس قريته القديمة ، نزل من السيارة لينظر إليها ليجدها ترتدى عباءة أروع من تلك التى كانت ترتديها منذ سنوات ، نفس الزينة التى تزينت بها من قبل ، لازال جمالها وشبابها كما هو ، لم يكن الزمن قد ألقى بظلاله على جمالها وجاذبيتها ، توقف لحظات ليرحب بها وهو ينظر لها بعين مشتهية قصيرة القامة لكنها ممتلئة بشكل يتناسق مع قامتها ، رقيقة الملامح جميلة ، بيضاء حينما تلفحها الشمس تحمر وجنتاها مباشرة ، نهداها مرتفعان ومؤخرتها بارزة خارج العباءة بسنتيمترات ملحوظة ، قوامها ملفوف حتى ان خصرها النحيل تبديه ضخامة ردفيها وبروزهما من الأجناب ، أطال النظر فابتسمت له وهى فى ترقب وقلق ممن حولها ، فتح لها الباب وأجلسها إلى جواره وانطلق بالسيارة نحو الفيلا ، كانت الساعة تقترب من الرابعة بعد العصر ، ازداد وجهها احمرارا وهى فى السيارة ، بادرها بالحديث عن سعادته لقبولها دعوته فعبرت له عن خالص امتنانها لدعوته ، دخلا إلى الفيلا وأمر الطهاة بإعداد الطعام ، ثم أخذا جولة فى حديقة الفيلا ، الأشجار والزهور والحشائش ، كانت تشاهد وهى مندهشة ثم استفاقت لتجد يدها فى يده ، شعرت برعشة تخلل جسدها لكنها لم تجرؤ على سحب يدها من يده بل استمرت حتى مع ارتفاع الحرارة فى جسدها ، شاهدت حمام السباحة وهى تحدثه أن هذه اول مرة تقف فيها وجها لوجه مع حمام سباحة ، ابتسم وهو يصدر فرمانا بأنها ستجربه كذلك لأول مرة بعد انصراف الخدم ، ابتسمت بلا رد وهى فى ارتباك كفتاة فى العشرين ، عادا لتناول الغداء وهى تتابع نظراته لها وحديثه غير مصدقة انها تجلس بين يدى هذا النجم الذى كانت صورته منذ قليل تزين الشاشة ، بل إنها تتناول معه الغداء فى عقر داره ، كانت تشعر باندفاع نحوه غير عادى ، منذ تلك الليلة التى رأته فيها مع فاتن وحقدها عليها مستمر لكن لم يكن بيدها حيلة حينها ، انتهى الغداء وتابعته وهو يأمر الخدم بالانصراف قبل ان تتجاوز الساعة السادسة مساء ، جلسا لتناول الشاى وحينها رن هاتفه فنظر ليقرأ اسم المتصل ثم أغلقه وهو يردد انه لا يريد لشئ أن يقطع حديثه فى حضرة سيدة النساء عزيزة ، سمعته وهى تبتسم فى دهشة غير مصدقة لتسأله !
عزيزة : بتقفل تليفونك عشان قاعد معايه ! ده بجد ولا انت مخنوق من اللى بيتصلوا
بشير : طبعا عشانك انتى ، انتى لسه مش عارفة غلاوتك عندى
عزيزة : مش عارفة حاسة انك بتاخدنى على اد عقلى
بشير : ده انتى عقلك يوزن بلد ، وبعدين طول ما انتى هنا انا مش خارج كمان الا معاكى انتى
عزيزة : لا ده كده انا هابتدى اصدق بقا
بشير : ماتيجى نقعد شوية ع البيسين !
عزيزة : يا ريت ده القعده جنبه تجنن
بشير وهو يمد يده ليمسك بيدها : طب يلا بينا مستنيين إيه ؟
سارا إلى المسبح وهو يمسك بيدها وهى لا تحرك ساكنا ، سحب لها الكرسى وأجلسها ثم جلس إلى جوارها !
بشير : انا بقا مزاج عندى أنزل فى الاوقات دى آخد لفة لفتين فى الميه بتدى إحساس ممتع
عزيزة : هو فى أى وقت النزول للمية حلو
بشير : بتعرفى تعومى !
عزيزة بدلال وكسوف وهى تحرك كتفها : لأ
بشير : أعلمك انا ، إيه رأيك !
عزيزة : انت عاوزنى انزل بجد ؟!
بشير : طبعا بجد ، إوعى تقولى لأ ، عشان خاطرى
عزيزة : طب بس ازاى مش هاينفع بقا يا بشير
بشير : لا هاينفع بقا يا زيكو
عزيزة : هى الناس بتنزله بهدومها طيب ! لما ابقا اجيب معايه هدوم احتياطى
بشير : بصى انتى انزلى بهدومك زى ما انتى عاوزة وانا هابعت دلوقتى لأفخم المحلات أجيبلك هدوم خروج تانية ، متفقين !
عزيزة : انت كل حاجة سهلة عليك مش هاتغلب ، وانا اصلا هموت وانزل
بشير : سلامتك يا زيكو
عزيزة : طب دور وشك عشان اشيل العباية وانزل باللى تحتيها
بشير : اشطاااا يا زوزو يا جامد والعة معاك يا بشيييير ، ثانية واحده انا كمان اشيل الهدوم دى مكتفانى وافضل بالبوكسر بس
التفتت عزيزة لترى جسده وقد تجرد امام عينيها فصار يكشف عن تقسيماته المبهرة ، صمتت للحظات وهى تنظر فى اشتهاء ثم نطقت بصوت يشبه الهمس !
عزيزة : هانزل بالجلابية دى كنت لابساها تحت العباية ، نزلنى بقا
وضع بشير يده اليمنى على خصرها وامسك يدها بيده اليسرى بينما هى تمسك يده بكلتى يديها ثم نزل درجات المسبح وهو يقول !
بشير : تاتا يا زوزو ، على مهلك خالص
عزيزة : خليك اتريق لحد ما اغرق هنا بجد وانت تسيبنى وتقول ما اعرفهاش ولا شوفتها قبل كده
بشير : يا قلبى سلامتك ليه بس كده ده انا بحبك ما تزعلينيش
توقفت عندما شعرت بالماء يحيط بجسدها وجسده وقد فقدت الأرض جاذبيتها تحت قدميها وهى ممسكة بيديه خائفة أن يترك يديها ، نظر لها والماء يحيطها ثم نزع عنها غطاء رأسها وألقى به داخل الماء ، حركت رأسها لتفرد شعرها وهى تنظر باسمة لوجهه ، ظهرت الغمازات فى خديها ، صار يمسك بكتفيها وتمسك بكتفيه دار بها فكانت تتأرجح وهى تشهق كل فينة تخشى أن يتركها ، دار مرة بعد مرة حتى احتنضته وهى تتشبث به كانما قد غرقت بالفعل وجاء لينقذها ، همست فى أذنيه ان يكف عن هذا ، لكنه لم يكتف ، استدار وطلب منها ان تحتضنه من الخلف حتى يسبح بها ، كانت غير مصدقة ان هذا ممكن ، لكنها استجابت ، صار يروح بها ويجئ فى المسبح وكأنه يحمل فراشة ، لكن جسدها البض الطرى فوق جسده جعله يتعجل تجريده ، جعلت تحتضنه من صدره وهى تداعب شعره بأصابعها ، ضغطت نهديها فوق ظهره ، نامت بخدها بين كتفيه ، لم تعد تعبأ بالمياه ولا تخشاها ، توقف ليمسك بيدها واستدار لها وهو يسند ظهرها بيده اليسرى تمددت على يده وكانها نائمة ، نظرت للسماء ثم فى عينى بشير ، حاولت الابتسامة لكنها لم تتمكن منها ، نظر لها وهو يهمس !
بشير : الهدوم دى مكتفاكى ومقيدة حركتك ، ماتقلعيها ، خليكى على راحتك ، هنا مفيش غير انا وانتى وبس ، إيه ! خايفة منى يا زوزو ؟!
غابت عينا عزيزة وهمس صوتها بمنتهى النعومة والخجل : أصلى عمرى ما !!!
بشير يقاطعها بهمس وعيناه تأكلان ملامحها : مع بشير اعملى كل حاجة لأول مرة وكأنك بتعمليها للمرة الألف بكل جرأة يا زوزو ، هاقلعك انا ، سيبيلى نفسك خالص ، تعالى
وانطلق يجردها من الجلباب ويده تتلمس جسدها بكامله ، لم تكن لمسات عادية بل كانت عزفا على اوتار شهوتها ، أزال الجلباب ، تبدى امام عينيه ذراعيها وكتفيها المصبوبين صبا ، عنقها والمدى الفسيح تحته جعله يهبط مختطفا قبلة من فوق نهديها بقليل ، وصل بيده للقميص وهى تمانع دون حراك خشية الغرق كما كانت تعتقد ، لم يتبق إلا ما يستر فرجها ونهديها ، نظر بشير لجسدها فى الماء وهو منبهر ببياضه وصفائه ونعومته ، كانت تشعر بالخدر من نظراته ، لم تعد تنطق ، اقترب بوجهه من وجهها ، اقترب بشفتيه من شفتيها ، عانقته قبل ان يقبلها ، هجم على شفتيها فى قبلة ساخنة حارة كاد بسببها بخار الماء أن يتصاعد من المسبح ، تابع قبلاته على خديها وعنقها ، مد يديه خلف ظهرها ليحرر نهديها مما يحبسهما عنه ، ضمته لصدرها وتعلقت برقبته وهو يضغط بذراعيه على خصرها يضمه لقضيبه ، عاد لشفتيها وهى ثملة لا تنطق بل تتنهد وتعلو زفراتها حتى مد يده نحو مؤخرتها فمدت يدها تزيح عنها ما تبقى ليسترها حتى صارت عارية تحت يديه ، اطلق العنان لقضيبه وازال ما يرتديه فوقه حتى انطلق ليعانق قبة فرجها ، أمسك بنهديها ونظر لهما يتأمل حجمهما الكبير ، جعل يتمعن فى جسدها ويمد يده يتحسسه حتى همست له فى أذنه !
عزيزة : تعالى نطلع م المية بقا عشان خاطرى ، انا مش مستحملة
بشير : تعالى يا روحى ، هاركبك على كتافى
عزيزة : هو انت حصان متعافى بصحيح !
بشير : هههههه مع احلى فرسة شقية
أوقفها على أول درجات سلم المسبح ثم نزل من بين ساقيها وصعد وهو يمسك بذراعيها ، فتحت فخذيها فنهض بها ثم أمسك بفخذيها العاريين ، استقرت حتى صارت مشافرها فوق مؤخرة عنقه فجعلت تتحرك وكأنها تتلوى من الألم ، صعد بها خارج المسبح ثم أنزلها فراحت تبحث عن عباءتها ، كانت خطواتها وهى عارية تهتز كل أرجاء جسدها تشعل فيه النيران ، ذهب خلفها ليمسك بيدها وهو يضمها من الخلف ، توجه قضيبه مباشرة للفلق فاندس للأسفل وكانه يريد الذهاب لفرجها ، توقفت وهى تضع رأسها على كتفه تدلكه بشعرها ، قبل خديها ويداه على بطنها يضمها ، وضعت يدها فوق يديه ثم نزلت بهما نحو الأسفل ، فوق فرجها بقليل ثم تركته ، نزل بأصابعه ليداعب قبة فرجها الناعمة ثم قال !
بشير : من يوم الفرح وانا باتمنى احضنك الحضن ده
عزيزة بشوق وشبق : وانا جسمى والع ونفسى فيك من يوم ما شوفتك بتنيك البت فى المخزن
بشير وهو يقبل عنقها : وماقلتيش ليه يا روحى من يومها
عزيزة وهى تحتضن يديه بيديها : كنت خايفة تكون لسه زعلان منى ، ماكنتش بتكلمنى
بشير : كنت خايف تصدينى ، رغم انى كنت باتمنى تكلمينى
عزيزة وهى تستدير لتعانقه : أنا كلى ملكك يا بشير احضننى ، احضننى جامد ، من يوم ما جوزى مات وانت اول واحد تلمسنى ، المسنى اوى أوى أوى
ثم راحت تنزل بجسدها حتى نامت على الأرض بجوار المسبح وهى تردد بصوت كله غنج واشتهاء !
عزيزة وهى تفتح ذراعيها : مش قادرة اقف ، رجلى مش شايلانى ، جسمى بيرتعش ، حتى شوف !
بشير وهو ينظر لذراعيها المفرودين : فى حضنى جسمك هايطمن ، تعالى يا روحى ، تعالى نعوض كل اللى فاتنا فى أحضان بعض
عزيزة وهى تحضنه بعمق : حضنك ، آه من حضنك آه احضننى ، اعصرنى
اعتلاها وهو يقبل كل ما يلمحه فى وجهها ، كان يمتص بعض قطرات الماء العالقة فوق جبينها وخديها بلسانه ، يمسح بيده وجهها من أثر الزينة التى شتت الماء جمعها ، كانت أشهى جمالا بغير زينات وجهها يعلوه البهاء والنضرة ، جعلته بين ساقيها وضغطت جسده تحتضنه بفخذيها ، رفع جسده قليلا عن جسدها ثم نظر لجسدها وهو يدور بلسانه على شفتيه ، نظرت إليه تضم شفتيها استعدادا أو رجاءً لقبلة منه ، راح يلبى نداء شفتيها ، كان لهما طعما فى التقبيل لم يعهده ، كانت تقبله وأصابعها تتلمس ظهره كعازفة البيانو ، رقيقة شهية تتلمسه برفق ، دون مقدمات راح قضيبه يعانق شفريها ، همست له فى ضعف وانين !
عزيزة : عشان خاطرى خليك حنين ، كسى ماشافش زبر من قبل جوزى ما يموت بسنتين ، دخل زبرك بالراحة اعتبرنى بنت بنوت ، هو انت نكت بنت بنوت قبل كده ! رد عليا ، طب حركه شوية بره فرشنى خلينى اجهز الأول وواحدة واحدة عليا يا حبيبى ، آه ، لا مش كده بقاااااااا ، يوووووه بشير بالراحة
كان بشير يركز برأس قضيبه على مدخل مهبلها ثم يضغط دون أن يعبأ بها حتى راح قضيبه يتسلل تدريجيا ، دخلت الرأس فأعاد سحبها وهى تضمه خشية خروجها ، أعاد دخول قضيبه بعد أن لانت له أكثر ، أدخله حتى صار متمكنا من دخوله ، راح يرهز برفق وهى تضع رأسها على الأرض مباشرة مغمضة العينين دون نطق ، فقط تنهداتها وزفراتها وتأوهاتها ، كان شهيقها وزفيرها نحيبا من عمق حنجرتها ، راح يرهز بعنف وهى ترجوه ان يتمهل ، يتمهل فترجوه ان يسرع ، يسرع فترجوه ان يسكن ، يسكن فتقبله وهى تحرك خصرها تحته ، يمد يده ليقبض على أردافها تحت جسده فترفع ساقيها للأعلى ، يضربها على فخذيها ثم يسرع فتثبت عيناها فى عينيه وفمها مفتوح كمن تستنجد فى صمت ، دقائق فقط بين رعشة ورعشة تجتاحها لتسكن لثوان ثم تعاود الهياج ، توسلت إليه مطالبة له بالقذف حتى تستريح ، قذف بداخلها بالفعل لكنها لم تسترح ، بل زادت اشتعالا من جديد ، نزلت إلى المسبح تسحبه من يده لتقف ممسكة بحديد السلم بيديها وهى تحنى جسدها فى الماء لياتى من خلفها ليدخل قضيبه فى فرجها والماء يعانده حتى استقر بداخلها ، ثم راحت تتولى هى الرهز بالعودة للخلف بضربات متتابعة وهو يقبض على فردتى مؤخرتها بيده ، زاد اشتهاؤه لها حينما تذكر وقفته خلفها فى حفل زفاف أخيه ، ضغط بقضيبه فضغطت بردفيها حتى انفلتت يداها فسقطت معه فى الماء وهو يحضن خصرها وقذائف منيه تتدافع داخل رحمها ، حملها بين يديه ليخرجها ، استمر يحملها وهى متعلقة برقبته حتى دخل الفيلا ، صعد بها لغرفة نومه ثم دخل وهو يغلق الباب بقدمه ، أراحها على فراشه فانقلبت تنام على بطنها ، نظر لمؤخرتها التى كبر حجمها وانبسطت فى ذلك الوضع ، ذهب ليدلكها ويداعبها بكفيه ، همست له !
عزيزة : عاوزها !
بشير : أوى
عزيزة :بس براحتك بقا احسن زبرك جامد اوى عليها
بشير : عامل حسابى ، هاحطلها كريم
عزيزة : على مهلك بردو
بشير : حاضر يا قلبى
عزيزة : اول مرة بجد يا بشير عشان خاطرى خليك حنين عليها
راح بشير يعتليها وهو يدلك فتحتها بالمرطب حتى شعر باستعدادها ، وضع رأس قضيبه وضغط بحنان حتى اخترقت رأس قضيبه فتحتها ، وجدها تضغط أكثر لأعلى وهو يحاول تهدئتها وهى تزوم كأنما تفترس قضيبه فلم يستطع ، لم تهدأ حتى كان قضيبه بكامله داخل مؤخرتها ، راحت رهزاته تتلاحق وهى تدعك بظرها فى فراشه ، استمر يتابع وهى ترفع خصرها أكثر وأكثر حتى صارت فى وضع انحناء ورأسها فوق الفراش ، راح يضرب ويضرب حتى قذف منيه داخلها وتمدد فوقها حتى استغرقا فى نوم عميق .
استيقظ بشير والساعة تقترب من الواحدة صباحا ، ذهب ليأخذ حماما دافئا ثم عاد ليكمل جولاته مع جسد عزيزة التى استيقظت على لعقه لشفاه فرجها وبظرها الناعم المرن ، أمسكت بشعره وهى تسحبه حتى جعلته فوقها من جديد ، راح النوم بلا عودة فى تلك الليلة حتى الصباح ، جلب لها ملابس جديدة وأغرقها بالهدايا حتى اعادها لبيتها ، قبلته فى السيارة وهى تودعه ثم نزلت بعدما ضرب لها موعدا جديدا فى المسبح مرة أخرى حتى يكمل تعليمها السباحة !
لا زال نجم بشير يسطع فى عالم المال والاعمال ، خزائنه تتكدس بالأموال ، سياراته تقتحم الأسواق ، اللقاءات الصحفية والتليفزيونية تنعقد معه كل أسبوع على الأقل على مختلف المحطات وفى مختلف الصحف ، الجميع صار يتمنى صداقته ، وفى ليلة خرج إليه السيد حات مستبشرا !
حات : الآن بإمكانك ان تخرج للناس لتقدم لهم يد العون كما تريد
بشير : بداخل عقلى امر محير سيد حات ! هل لى ان أناقشك فيه !
حات : تكلم سيد بيش - را ، كلى آذان صاغية
بشير : كما علمت من قصتكما أن أصولكما تعود للـ !
حات : قبل أن تكمل ، أعلم أنك تفكر هل نحن مع الخير أم الشر ! نحن ككل الأسباب يا سيد بيش - را ، وانت صاحب الاختيار ، لا نميل لطريق بعينه فكلاهما سواء لدينا ، نحن نمتثل لرأيك وننصاع لرغبتك ، فلنعد الآن لما هو أهم ، هيا بنا لمدرسة الفرسان لأطلعك على شئ قد يفيد !
وفى لحظة وجد بشير نفسه فى قصر الدر المنحوت وهناك لجنة من علماء القصر تقف امامه لتتحدث بالخرائط والصور ومقاطع الفيديو بما يبهره وهو يتابع فى شغف وتطلع !
الفصل الخامس والختام .
تقدم السيد حات واعتلى منصة المعلمين إلى جوار السيدة مور ليلقى كلمة لبشير وفى عينيهما نظرات الإكبار والتوقير له ، تعابير الود والسعادة لم تفارق وجههما حتى انتهى الكلام !
حات : سيد بيش - را ! قلت من قبل أنك أشرف من توليت حراسة امنياتهم ، لا زلت أعيدها عليك ، فما رأيت بين من سبقوك من جعل الناس شركاء له فيما حصل عليه ، ولهذا فائذن لى أن أساهم فى وضع اسمك فى سجلات التاريخ بأحرف من نور ، أياديك البيضاء هذه ستتذكرها أجيال وأجيال حتى تنتهى الحياة على كوكبكم ، ستكون رمزا أمام كل بلدان العالم يضربون بك المثل ، فما ستقدمه ليس بالهين على البشر ، لكنه فى صميم حاجاتهم ، كلى ثقة بك فى تنفيذ ما سيُطلب منك ، فقط استمع لما سيقوله العلماء وانتبه لكل حرف فيه ، وبعد الدرس لنا حديث آخر ، ثم أشار لأول العلماء وأكبرهم ليتقدم مكانه وهو يدير شاشة عملاقة ، أضاءت الشاشة وكان العنوان " مشروع الرباعية " ، ظهرت ملامح الحيرة على وجه بشير لرؤية الإسم حتى فسر له العالم مفهومه !
بشير : لم أفهم هذا الإسم يا سيدى
المعلم الأول : تعلم سيد بيش - را أن أكبر مشكلات العالم هى الغذاء والإسكان والاقتصاد ، أليس كذلك !
بشير : نعم يا سيدى ، لكنى أقصد العنوان !
المعلم الأول : إن المشروع الذى نعهد إليك به رباعى الاتجاهات ، فهو يشمل زراعة وصناعة وتوليد طاقة كهربية وإسكان كذلك ، لا تندهش ، بعد قليل ستفهم ، هل تعلم شيئا عن ما يسمى بـ "منخفض القطارة " !
بشير : نعم أعلم عنه الكثير
المعلم الأول : هذا هو مشروعك سيد بيش - را ، ستبنى بيديك مصر جديدة ، ولكن فى البداية استمع لهذا الشرح ! أول من فكر في المشروع كان البروفيسور هانز بنك استاذ الجغرافيا في جامعة برلين عام ألف وتسعمائة وستة عشر لكن عبر العصور تلاشت الفكرة ، وأنت من سيجعلها حقيقة .
إن منخفض القطارة هو منخفض عملاق يقع في الصحراء الغربية بمحافظة مطروح وأقصى انخفاض له يبلغ مائة واربعة وثلاثون مترا تحت مستوى سطح البحر ويمتد من الشرق إلى الغرب ، طرفه الشرقى يقترب من البحر الأبيض المتوسط عند منطقة العلمين ، وتبلغ مساحته حوالي عشرين ألف كيلومتر مربع ، بينما يبلغ طوله حوالى ثلاثمائة كيلومترات وعرضه حوالى ثمانين كيلومترا عند أوسع نقطة فيه ، ويبدأ المنخفض من جنوب العلمين على مسافة مائة كيلومتر تقريباً ، وأول خطوات مشروعك هذا هو توصيل المنخفض بالبحر المتوسط عن طريق شق قناة بطول خمسة وسبعين كيلومترا تندفع فيها مياه البحر الأبيض المتوسط إلي المنخفض الهائل فتتكون بذلك بحيرة صناعية من ماء البحر تزيد مساحتها عن خمسة عشر ألف كيلومتر مربع ، وأول ما فى " الرباعية " هو توليد الطاقة الكهربية عن طريق بناء سد عملاق مع استغلال انحدار المياه بقوة للبحيرة ليصل معدل الإنتاج إلى ألفين وخمسمائة كيلووات فى الساعة ، أى ما يعادل مائتين وعشرة آلاف ميجا وات سنويا ، بمعدل إنتاج أكثر من السد العالى الذى ينتج فقط ألفين ومائة ميجا وات سنويا ، أى ضعف إنتاجه مائة مرة ، سيحقق ذلك مليارات الدولارات سنويا ويزيد من فرص الاستثمار الصناعى فى المنطقة وبالصناعة نصل لثانى ما في الرباعية ، أما الثالثة فهى تخص الزراعة وكما قلت أن مساحة منخفض القطارة تبلغ نحو عشرين ألف كيلومتر مربع لو فرضنا أن عمق المنخفض متر واحد فقط فستكون سعته عشرون مليار متر مكعب من المياه المالحة ، لكن بما أن عمقه مائة واربعة وثلاثون مترا فستكون سعته تريليونين وستمائة وثمانين مليار متر مكعب من المياه ولك أن تتخيل أن كل ما تستهلكونه سنويا من مياه النيل هو فقط ما يقارب الثمانين مليار متر مكعب ، فماذا لو جعلنا مياه البحيرة المالحة هذه مياها عذبة تصلح تماما لأعمال الرى والشرب ! ألا ترى ما لا يتصوره عقلك الآن ، سيكون بإمكانك شق الترع والقنوات العذبة في عمق الصحراء الغربية لزراعة أكثر من عشرين مليون فدان سيتم بالفعل استصلاحها ، فماذا بعد ذلك ! أربعة أضعاف مساحتكم المنزرعة حاليا ، ألن تدب الحياة في أوصال الصحراء وتتغير طبيعتها المناخية لتصبح جاذبة للسكان ، ومع بناء المصانع التى ستقوم في أساسها على المنتجات الزراعية ومشتقاتها وما سيتم بناؤه في تلك المناطق فلن يبق في مصر رجل واحد بلا عمل أو بلا سكن ، وهنا تكتمل الرباعية ببناء المساكن فضلا عن شق الطرق وتحويل وجه ما يزيد عن ستمائة وثمانين ألف كيلومتر مربع إلى الوجه الأخضر العامر بالحياة ! انظر سيد بيش - را للمنطقة بعد نهاية مشروعك ! نظر بشير للمشهد النهائى ثم وقف على قدميه والحماس يدب في أرجاء جسده وهو يسأل عن إمكانية هذا وكم التكاليف ، تقدم إليه العالم الثانى ليشرح تكلفة كل جزء على حدة !
المعلم الثانى : بدايةً سيتم العمل في ثلاثة جوانب على التوازى كسبا للوقت ، بناء السد وملء البحيرة واستصلاح الأراضى ، اما حفر القناة الواصلة بين المنخفض والبحر الأبيض فلن يكلفك أنت شيئا ، سنقوم بها دون تدخل منك ، أما عن عملية بناء السد فيكفيها ستة مليارات من الدولارات وعملية التحلية ربع هذا المبلغ وأما عن الاستصلاح فأقل بكثير ، ويمكن التمويل بين ثلاثتكم ، نصير وخليل وأنت ، بعد قليل سيأتيك الخبر من نصير ببيع كل ما وجدتم ، وستجد أرقاما فلكية في محصلتك ومحصلتهم ، سيكفى نصف ما لديك انت وحدك لإنهاء المشروع على تمامه ، لكن يجب أن يظهر خليل ونصير معك في الصورة كى لا تثير التساؤلات ، اما عملية التحلية فسوف تتم بنظام " التناضح العكسي " وفيه ينتقل الماء من المحلول الأعلى تركيزا نحو الأدنى عبر غشاء شبه نافذ باستخدام الضغط ، وهي طريقة متَّبعة لتنقية المياه بمرورها بعدد من المراحل يفصل بعدها الماء عن الأملاح والمعادن الأخرى تماما ولذا سيتم تقسيم البحيرة لنصفين ببناء الحاجز الذى سيحمل الأغشية النافذة ، ليصبح نصفها عذبا ونصفها الآخر مالحا ، وفى الجزء المالح يمكنك الاستفادة من الملح ببيعه ، أما عن عملية الاستصلاح فلا تقلق منها ، عليك اولا بتمهيد الأرض واستعدالها بيد عمالك ونحن معك ، وفي خلال ستة أشهر فقط وباستخدام تركيبة كيماوية معينة صنعت في معاملنا وتشبه المخصبات التى سيقوم العمال بنشرها في كل الأنحاء وبعدها سترى تلك التربة المتنوعة الألوان ما بين الأصفر والأبيض والأسود كلها صالحة لزراعة القمح والعديد من الخضروات والفاكهة سنعطيك بها جدولا وخارطة بالأماكن التى سيصلح فيها هذا او ذلك ، كل ماكينات الرفع والسحب والضخ بإمكانك تصنيعها في مصنعك بعد استيراد بعض الماكينات والمخارط ، وهذه دراسة شاملة مستفيضة لكل ما أردنا الحديث فيه ، والآن مع المعلم الثالث ليشرح لك خارطة الأفدنة وما يمكن أن يجود فيها من مزروعات !
وانتهت الجلسة بعدما استوعب بشير كل ما فيها بالحرف الواحد وقبل أن يحمل الدراسة والخرائط اعتلت السيدة مور المنصة ووقفت أمامه لتقول !
مور : سيد بيش - را ! حينما ترى بعينيك كل هذا حقيقة فتذكر أنك أردت منه نفع الناس فحسب ، فلا تتركه حتى تطمئن أنه قد وصل لما كنت تريد ، واجعل سعيك منذ البداية لأن تكون صاحب اليد العليا فيه ، هذه وصية أدرك أنك لن تنساها ، تمنياتى لك بالتوفيق سيد بيش - را !
حات : بعد أيام قليلة سيعلو موج البحر بشكل غير معتاد ليشق طريقه في الساحل بعمق سبعين كيلومترا وستبقى الخمسة كيلومترات المتبقية للقيام بأعمال بناء السد ، كن مبادرا فلن يقف امامك أحد ، سنكون معك بكل ما ترغب وسترى العجائب فى اختصار الوقت للانتهاء من هذا الأمر على أحسن صورة ، تهنئتى لك سيد بيش - را بما ستحققه ، إلى لقاء في القريب !
اتصل نصير ببشير ليهنئه ببيع آخر قطعة في المخزن وطلب منه أن يذهب إليه ليحمل باقى نصيبه الذى تخطى الستين مليارا من الدولارات ، ابتسم وهو يتخيل كيف كان يمكنه نطق هذا المبلغ في العام الماضى ، حمله في سيارة نقل وقادها بنفسه يتبع خطوط سير مختلفة في حراسة مور- حات ، حتى بلغ الفيلا وهو يعرف إلى أين سيذهب ذلك المال ، وبعد أيام تعرضت منطقة العلمين لما يشبه الإعصار الذى أصاب البحر بحالة من الجنون فصار يفيض على الساحل وفى لحظات فوجئ الجميع بصدع يحدث في الأرض لتنشق مكونة ما يشبه القناة التى رآها بشير في مدرسة الدر المنحوت ، فاضت فيها مياه المتوسط وتقدمت ، رآها الجميع كارثة أو سببا للمزيد من التصدعات الأرضية بينما كان بشير يتابع وهو مبتسم ، حضر إليه السيد حات في ليلة وطلب منه أن يفتح التلفاز بعد نصف الساعة ثم ذكره بأن يكون مبادرا ، الآن يعرفه الجميع ! وفى الموعد فتح التلفاز على قنوات التليفزيون المصرى !
المذيعة الجميلة فائقة الأنوثة " ك - س " : أهلا بكم سيداتى وسادتى بالطبع كلنا تابعنا في الأيام الماضية ذلك الحدث العجيب بارتفاع مياه البحر قرب منطقة العلمين ونحرها للساحل حتى إن فيه تقارير بتقول إن فيه زلزال وقع في تلك المنطقة نتيجة الضغط فشق البحر طريق لنفسه باتجاه منخفض القطارة ، ولكى نستوضح المزيد معنا ومعكم الخبير الجيولوجى دكتور أدهم أبو حسين الأستاذ في جامعة ..... إلى جانب أستاذ الجغرافيا دكتور حمدون الميرغنى الأستاذ بجامعة ...... أهلا بكم ضيوفنا الأعزاء واسمحولى أسألكم وأوجه اول سؤال للدكتور أدهم أبو حسين : دكتور أدهم حضرتك شايف الحدث ده ازاى ؟
دكتور أدهم : أنا شايف إن البحر الأبيض قل معانا وكده غلط ومش هانعديهاله بقا إحنا معروفين في العالم كله واسمنا زى الطبل مايجيش البحر الأبيض يعلم علينا !
المذيعة : حضرتك بتتكلم عن حد ثبتك وانت مروح بالعربية وخد فلوسك ! بنعتذر للسادة المشاهدين وبأوجه سؤالى ده للدكتور حمدون الميرغنى !
دكتور حمدون : هو إيه السؤال يا قمــ ! إحم ، أقصد إيه هو السؤال عشان أجاوبك أنا عمرى ما اتأخر عنك أبدا ، إإإإإ ولا عن السادة المشاهدين طبعا
المذيعة : حضرتك كيف ترى هذا الحدث !
دكتور حمدون : شوفى حضرتك ! تخيلى كده إنك كنتى بتستحمى في البانيو وقالعة ملط وانا فتحت عليكى باب الحمام هييييح ، إيه ممكن يكون رد فعلك وانتى شايفانى باتفرج عليكى !
المذيعة : يا دكتور أنا مش فاهمة رد حضرتك ده وبعدين ...!
دكتور حمدون : ما تقاطعينيش بس واستنى أفهمك ، لو ده حصل هاتفضلى في قلب البانيو تشتمى وتصرخى لكنك مش هاتخرجى منه أبدا ، ليه بقا ! عشان هاتبقى خايفة إنى أشوف كل الـ........ الحاجات !!
المذيعة : لو سمحت وضح وجهة نظرك بشكل تانى أرجوك ده برنامج محترم ومشاهدينه محترمين ومقدمة البرنامج محترمة فلو سمحت غير طريقتك في الكلام !
دكتور حمدون : يا افندم لو سمحتى خلينى أكمل ، حضرتك وانتى بتصرخى في قلب البانيو ومنفعلة أكيد هايحصل طرطشة من المايه اللى في البانيو ، لو المية اللى نزلت دى نزلت بقوة او كان السيراميك عندك بميل شوية هتلاقيها تمشى مش هاتقف في مكانها ! صح ولا غلط !
المذيعة : فعلا مظبوط ، كمل حضرتك !
دكتور حمدون : هو ده اللى حصل في البحر بالظبط ، زلزال في قاع البحر حرك الميه خرجت منه دورت على أضعف مكان فيه وشقت طريقها مع الانحدار ، المية لقت الخرم اللى تدخل فيه ، حست بدفاه ونعومته ، مشيت في قلبه وهى مستمتعة ، أول ما دخلت حضنها الخرم واستقبلها بفرحة ! وساب نفسه خالص لحركاتها جواه تروح مكان ماهى عاوزة !
المذيعة : أنا مش فاهمة هو ده كلام علمى !
دكتور حمدون : لا ده كلام أدبى هههههههههه
المذيعة : مع فاصل إعلانى ونرجع لحضراتكم ! اطلع بره يا حيوان انت وهو ، ورحمة امى ما انا ضاربة الإعداد إلا بالشبشب ، جايبلى اتنين مساطيل وتقول لى خبرا يا ابن الوارمة
المخرج : هوا يا أستاذة هانطلع هواااا ارجعى مكانك بعد إذنك
المذيعة : ورجعنا لحضراتكم من جديد ومعانا اتصال من رجل الأعمال المشهور بشير عز العرب ، أهلا بحضرتك يا افندم !
بشير : أهلا بيكى يا افندم وتحية ليكى ولجمهورك الكبير
المذيعة : اتفضل يا افندم في الكنترول بيقولولى ان حضرتك بتتصل بخصوص الحدث العجيب اللى كنا بنتكلم عنه قبل الفاصل مع الخبرا الحيــ ! الحيويين في مجال الجيولوجيا والجغرافيا
بشير : تمام ، كلامى عن طريقة استغلال الحدث ده وتحويله لحدث مفيد ينفع مصر ويغير الخريطة الجغرافية ، أنا أحب أتوجه للمسئولين بكلامى ده ، أنا باطلب لقاء عاجل مع كبار المسئولين في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة لأن اللى في دماغى لابد يوصل لأعلى المستويات ، اللى حصل ده هايكون أكبر خير وصلت له بلادنا يا افندم
المذيعة : أكيد حضرتك قامة كبيرة جدا في مجال الصناعة ومش هاتتكلم إلا بما هو حقيقى وأنا باضم صوتى لصوتك وأطالب المسئولين بتنفيذ رغبة الأستاذ بشير عز العرب في اللقاء وأكيد هما سامعيننى دلوقتى ! لحظة يا افندم خليك معانا أستاذ بشير ! معانا المهندس سمعان الفولى مسئول ......
المسئول الكبير : أهلا بيكى يا أستاذة ، تحياتى ليكى ولكل جمهورك ، طبعا أنا أتمنى دايما إن بلدنا يكون فيها شباب واعد وواعى زى الأستاذ بشير وأنا واثق في كل أفكاره اللى أكيد هاتنقلنا نقلة تانية زى ما نقلنا من مجال المستوردين للسيارات لمجال المصدرين ، وتحت امره في أى وقت لو يشرفنا ، وانا هاكلم المسئولين من كافة المجالات لعقد الاجتماع اللى هو عاوزه في أى وقت يناسبه
وتم تحديد موعد ومكان الإجتماع ، وضع بشير بين يديهم أفكاره كاملة ، كانوا صامتين تماما وهم يستمعون إليه حتى ذكر لهم انه سيقوم باستئجار الأرض التى سيقام عليها المشروع بأكملها لثلاثة أعوام من الدولة بمبلغ مائة مليار جنيه مصرى كما أن تكاليف المشروعات كاملة لن تكون إلا من ماله ومال شركائه ، وسيتم تسليم المنطقة في خلال ثلاث سنوات فقط كما هى في الصورة النهائية هدية منه للوطن ، ولو لم يحدث ذلك كما هو مقرر فهو مستعد لأى تعويض ، انفرجت أساريرهم وقاموا بإعداد التقارير الداعمة لمشروعه ورفعوها للجهات العليا لأخذ الموافقات ، كونت الجهات هيئات إشرافية جعلها بشير لا تتمكن من المتابعة حتى لا يعرفون أن الأمر لا يقتصر في تنفيذه على إمكانيات البشر ، اشترط كذلك على الأجهزة أن تحبس عنه الإعلام بكامل صوره حتى ينتهى تماما من المشروعات ، وما هى إلا أيام حتى بدأ العمل ، تم بناء السد كما هو موقعه في داخل الدراسة ، وتم تجهيزه لبدء انطلاقته وتوصيله بالمحطات المتتابعة ، أما عملية النقل الكهربى وإنشاء الاعمدة ومد الأسلاك فتكفلت بها شركات نصير وفق الخرائط التى أقرتها الجهات المختصة في ذات التوقيت على التوازى مع البناء ، ومع نهاية اول عام كان العالم يتحدث عن تصدير الطاقة الكهربية بشكل مفاجئ من مصر إلى شمال وغرب القارة الأفريقية ، وفى نفس الوقت كان التعديل والتمهيد للأرض التى سيتم استزراعها ، وفى معامل الدر المنحوت تم تجهيز التركيبات الكيماوية التى تم نشرها بآلاف الأطنان فوق التربة بطول وعرض السبعة ملايين فدان ، كما تم شق الترع والقنوات وفق الخرائط بالاستعانة بشركات نصير وخليل الحلوانى ، كما قامت الشركات كذلك بشق الطرق وفق تخطيط محكم ، وتم إعداد المناطق التى ستكون لبناء المدن بعد إكتمال المشروع ، وحينما انطلق الماء داخل المنخفض كان يفيض بسرعات مذهلة ، امتلأ النصف المالح من البحيرة الصناعية في غضون سبعة أشهر دونما استخدام لأى طلمبات رفع ، كان بشير يفهم السر الذى لا يعرفه غيره ، كانت قد تمت عملية بناء الحواجز التى تحمل أغشية النفاذ لإكمال عملية التناضح العكسى لأجل تحلية الماء ، وفى غضون سبعة أشهر أخرى كان امتلاء النصف العذب من البحيرة وتم شق الترع وتوصيل المياه لها عن طريق طلمبات ومضخات الرفع ذات الكفاءة العالية ، وانطلقت المياه العذبة في الترع والقنوات تعانق أرض الصحراء الغربية التى كانت قد تمردت على لقب الصحراء ، لم تعد صحراء .
ثلاثة أعوام لم يفعل بشير فيها شيئا غير متابعة وتنفيذ هذا المشروع الذى انتهى في فترة تحقق رقما قياسيا وبأيد عاملة محلية بلغت في مجملها مائة ألف عامل كانوا اول من وضع نواة المدن الجديدة في جوار الأرض التى اخضرت بعد ثلاثة أعوام فقط من لقائه بالمسئولين ، عشرون مليون فدان كان نصفها من القمح الذى عولجت بذوره حتى تكون زراعته على مدار العام ، وبتعديلات جينية في معامل الدر المنحوت فصار القمح يُزرع صيفا وشتاء ، وتنوع النصف الثانى في زراعاته ما بين الخضر والفواكه على اختلاف أشكالها ، بينما مصنعه للسيارات صار مصنعين في غياب تام عن الإعلام ، زياراته للجيزة كانت مرة كل شهر تقريبا ولمدة لا تزيد عن الساعات يرى فيها امه ويطمئن على أخيه وأسرته ، كانت دعوات أمه له لا تنتهى ، مع اكتساء المساحة كلها باللون الأخضر كان اليوم الذى قرر فيه التصوير لكل ما قد تم فكان السماح لأجهزة الإعلام بالذهاب لمصر الثانية ، وهناك وقف الجميع في ذهول يشاهدون ما أسفرت عنه الأفكار المدعمة بالعرق والكفاح وبالتوفيق ، تم تجهيز احتفال ضخم بنجاح المشروعات وبدء تدفق ثمارها حضره كبار المسئولين والوجهاء ورجال الأعمال الذين قرروا المساهمة في إكمال المدن الجديدة على الرحب والسعة ، وتم نقل الحفل على كل القنوات التليفزيونية ، ألقى كل المسئولين بكلمة والكل يناشده أن يتولى بنفسه رئاسة مجلس إدارة المشروعات كاملة بمن يحب من معاونين يختارهم بنفسه ويبقى طيلة عمره هو المشرف عليها بشكل كامل ، وحانت كلمة بشير الذى وقف والميكروفون في يده يقول !
بشير : من أربع سنين أو أكتر لو كان حد قال لى إنى هاقف قدامكم وانتم كلكم فرحانين بيا وبتحيونى ماكنتش صدقت ، يمكن حتى كان صعب أصدق وجود شركائى نصير وخليل جنبى في مكان واحد ، طول عمرى ماكنتش اعرف إنى أحلم ، كنت شايف نفسى أصغر من أى حلم ، لكن في لحظة لقيت نفسى بانتقل في حياتى نقلة تانية ، نقلة غيرت طريقة تفكيرى وحولت مسار أحلامى لاتجاه تانى ، بطلت احلم لنفسى ، بقا الحلم أكبر بكتير منى ، حلم لأهلى وناسى ، حلم ليكم انتم ، حلم يخليكم أد إمكانياتكم الحقيقية ، انتم كبار اوى ، أكبر من تصوراتكم ، كبار بتاريخكم ، كبار بنفوسكم الطيبة ، كبار بالهمة المزروعة جواكم ، مهما حاول أى حد يحبطكم ماتيأسوش ، في يوم من الأيام هاتوصلوا لكل اللى بتحلموا بيه ، النهارده هانحط رجلينا على أول الطريق ، من هنا هاننطلق باتجاه آفاق جديدة ، هانقدر نحقق لنفسنا مكان تانى ، وحياة تانية يملاها الأمل والبشرى بأجيال جديدة تفخر بينا لما تعرف يعنى إيه تعبنا وشقينا عشان هما يطلعوا مرتاحين ، ومن النهارده وبكره ولألف سنة جاية هايفضل اسم المشروع ده " الرباعية " مشروعنا اللى هانكمل بيه مشوارنا ناحية طابور الدول المتقدمة ، ولو كان فيه حد باهديله المشروع ده معاكم فهو مختار ، صديق طفولتى اللى رحل عن دنيانا وهو سايب لى هدية ، لكنها ماكانتش هدية ليا انا لوحدى ، كانت هدية لكل إنسان كان بيحلم وماقدرش يوصل لحلمه ، ولما وصل له أجل سعادته وفرحته بيه لما شاف ان السعادة ماتكملش إلا بنقاء الحلم ، ونقاء الحلم معناه إنك توزع فرحتك بيه على كل الناس عشان يفرحوا معاك ، عشان يفرحوا بيك ، فرحتكم اللى انا شايفها في عيونكم هاتخلينى دايما فرحان إنى قدرت أكون شريك ليكم في صناعة المجد ، لسه فيه حاجات تانية كتير واحلام أكبر مش هاتنتهى طول ما احنا جنب بعض ، ولا يمكن هايكون فيه يأس طول ما قلوبنا قوية وقادر تحلم .
بعد عشرة أعوام دخل بشير لقصره الكائن بمدينة الرباعية المستصلحة ذات ليلة بعد ان استقر هناك وتزوج وصار لديه ولدان " مختار وإياد " استدعى مور وحات فحضرا إليه ، كان يسألهما كيف يمكن أن ينقل العهد لأحد وهو على قيد الحياة فأجابه السيد حات !
حات : لو كنت قاتلا كمن سبقوك لقلت لك بقتل عشيقين وشرب الأثر لدمائهما ، لكنك لم تقتل يا سيد بيش - را ، ولهذا فلك ان تنقله في حياتك بتلاوة بعض الترانيم التى سأعلمها لك ، ولكن هل تود فراقنا !
بشير : لا ، فقط أريد ان اورث العهد لأحد أبنائى
مور : تريد أن تمنحه لمختار ! أليس كذلك ؟
بشير : نعم ، ليس فقط بسبب إسمه ولكنى أراه سيكون محل ثقة وإخلاص
حات : لا يمكن التكهن بهذا سيد بيش - را ، لكن رغباتك أوامر ، عندما يبلغ العشرين بالتقويم الشمسى يمكنك منحه العهد
...........في استوديو قناة الزهرة بعد عشرين عاما !
المذيعة الحسناء جيهان العايش : أهلا بكم أصدقاءنا المشاهدين ، مش هاتتصوروا بقالنا كام شهر بنطلب هذا اللقاء لأن ضيفنا في الحقيقة ماعندهوش وقت إطلاقا لكن تقديرا منه لبرنامجنا قرر إنه يكون معانا ومعاكم ، ضيفنا الليلة دى هو ضيف حير كل العالم بثباته وصموده في سوق السيارات العالمية حتى اليوم ، معانا ضيفنا العزيز: المهندس مختار بشير عز العرب
المهندس مختار : أهلا بيكى يا افندم سعيد جدا بلقائى بيكم النهارده
المذيعة : إحنا الأسعد طبعا يا افندم حضرتك نورتنا ! أول سؤال أحب أوجهه لحضرتك هو برغم توقف كل الشركات المنتجة للسيارات عن العمل وإعلان إفلاسها تباعا تبقى سيارتكم KNB هى التى لا تزال صامدة فى السوق والطلب عليها بيزداد يوم بعد يوم ، ومطالب يومية من دول كتير جدا ببناء مصانعكم على أراضيها ، يا ترى ده راجع لإيه !
المهندس مختار : الحقيقة هو راجع للسمعة الطيبة والجودة والكفاءة العالية جدا اللى خلتنا ننافس ، والدى ربنا يرحمه بنى أول مصنع سيارات في المنطقة ومن خلاله كملت انا مشواره ، واتوقع في المستقبل هاتشوفوا إمكانيات أعلى بكتير لشركاتنا
المذيعة : أكيد يا افندم محتاجة افهم من حضرتك بتخطط ازاى للمستقبل !
المهندس مختار : الحقيقة أنا بافكر أنا والباشمهندس إياد اخويه إننا نتجه لتصنيع الطيارات وننافس من جديد الشركات العالمية في المجال ده
المذيعة : الطيارات ! إزاى ده يا افندم !
المهندس مختار : طالما الإمكانيات موجودة والإرادة موجودة يبقا كل شئ ممكن ، من غير لا ليه ولا إزاى
المذيعة : في نهاية حلقتنا بنشكر حضرتك باشمهندس مختار ونتمنى لقاءات تانية كتيرة باشكركم وتصبحوا على خير
المخرج : شكرا يا باشمهندس ، شكرا يا أستاذة جيهان ، تقدروا تتفضلوا
مختار : تحبى أوصلك في طريقى !
جيهان : خايفة أعطلك يا افندم ميرسى ليك
مختار : لا تعطلينى إيه ، نخليها عشا بقا مع بعض !
جيهان : ده كرم كبير من حضرتك ، متشكرة جدا جدا
وبعد تناول العشاء ركبت سيارة مختار إلى جواره فهمس لها يقول !
مختار : عندك مانع نكمل السهرة عندى في الفيلا ؟!
جيهان : كلام إيه اللى بتقوله ده يا افندم ! نزلنى هنا بعد إذنك ، نزلنى قبل ما افتح الباب وارمى نفسى
مختار : حاضر حاضر بس استنى لحظة واحدة ألبس الخاتم وانزلك ، أصلى كنت ناسيه في جيبى ! أهه ،، اصلى وارثه عن المرحوم والدى ، ها ! نكمل السهرة عندى في الفيلا
جيهان مبتسمة فى دلال : بس مش عاوزة اتأخر ، لازم الصبح الساعة 9 أبقا في الاستديو
مختار : من عينى ! هاصحيكى بنفسى يا قمر انتى
..............النهـــــــــاية !