استاذ نسوانجى
07-06-2013, 09:08 PM
هكذا بدأت رحلة العذاب مع ياسمين التي كانت كرقة الياسمين، شديدة البياض ضعيفة كعود الياسمين الطري، عذبة كندى الربيع المتساقط على الأوراق، ولكن حياتها لم تكن كجمالها. كانت تعيش مع أب لا يعرف الرحمة وظالم لا يسمع سوى صوته، وأم مسكينة لا حول لها ولا قوة، بدأت معاناتها حين تعرضت لحادثة إغتصاب أفقدتها أعز ما تملك، تلك الحادثة التي جعلت منها ياسمين أخرى. لقد أصبحت كثيرة الشرود والبكاء، والإنطواء الذي عزلها عن العالم من حولها، وحولها إلى فتاة ذابلة لا تستطيع الصمود ولا المجابهة. لم تستطع ياسمين إخبار أي أحد بما جرى خوفاً من أبيها، والعار الذي سيلاحق الجميع بسببها. إلا أن إحدى إخواتها لاحظت هذا التغير الذي حولها من فتاة حالمة محبة إلى ذابلة لا تردد إلا سيرة الموت. حاولت كثيراً الإنتحار، ولكنها دائماً كانت تتراجع.
وذات يوم، فتحت لأختها شفيقة قلبها، وأخبرتها بكل ما بها من حزن وهموم علها تلتمس حلاً يخرجها من الدائرة التي تدور فيها. دهشت شفيقة التي بالكاد استطاعت أن تتحدث من هول الصدمة.. لأنّها هي الأخرى لا تعلم ماذا ستفعل وكيف السبيل إلى الحل، فهي تعلم علم اليقين ماذا سيفعل والدها إن عرف بالأمر، وسؤال والدتها التي لا تقوى حتى الدفاع عن نفسها. ومرّت الأيام وياسمين وشفيقة تفكران في الحل الضائع الذي لا تعرفان كيفية الوصول إليه، إلى أن جاء اليوم الذي تحدث فيه أبوها بأنّه سيزوجها قريباً بأحد أبناء أصدقائه، فالجميع في البيت آخر من يعلم بأي أمر. لقد زوّج أخواتها الأربع بذات الطريقة، ذلك أن كلمة لا غير موجودة في قاموسه. هو فقط يعلمها بأنّها في التاريخ الفلاني سيكون زواجها. أصيبت ياسمين بالذهول والصمت الطويل اللذين جعلاها لا تعرف بأي حرف ستبدأ الكلام. فصرخة أبيها، التي حركتها حين قال لها "انصرفي انتهى كلامي" جعلت الدموع تسابق كلماتها. نعم!! نعم يا أبي. خرجت والدموع تسلك كل جزء في جسدها المحطم وكأنّها كانت تقول انشقي يا أرض وابلعيني. وكان كلام شفيقة كالرياح التي تزيل بعض الرمال عن الهضاب الصامدة، أي أنّه لم يشف غليل ياسمين وقالت لها: "لعل الزواج يكون الملاذ لك يا أختي" ربّما يتفهمك زوجك حين تخبرينه بما جرى معك، فكلانا لا نعرف كيف السبيل". فقالت ياسمين بصوت مشحون باليأس والحزن. و"ربّما يكون العريس بمثابة الطعنة الأخرى الموجهة إليّ، فأنا لا أعلم كيف سيكون وكيف سأعيش. ولكني سأحاول وأبذل ما في وسعي لمصارحته قبل كل شيء، علني أجعله يقدر ويفهم ما أقاسيه من معاناة. ولكن محاولات ياسمين باءت بالفشل، فتعليمات الوالد القاسي، لا تسمح لها بالجلوس أو الحديث مع العريس، حتى لو كانا قد عقدا ****هما، فهو متعصب، شديد الظلم، أو بالأحرى شديد التحفظ، إلى أن جاء اليوم الذي يجمعهما، حيث كانت ياسمين مستعدة لتجعل أوّل كلامها يبدأ بالمصارحة بما حدث معها مسبقاً. وما إن جلس منذر بقربها حتى قالت له: أود مصارحتك بأمر ما، حاولت إخبارك به مراراً ولكنني عجزت. فأنت تعلم كيف يتصرف أبي وعاداتنا، فأرجوك كل الرجاء أن تسمعني حتى آخر كلمة، بعدها، افعل ما شئت. قال لها: تكلمي عن كل ما يجول في خاطرك، وكذلك أنا أود أن أعبر لك عن الكثير مما في داخل قلبي، ولكن ما إن أوشكت ياسمين على الكلام، حتى سبقت دموعها كلماتها الضائعة على خديها الناعمين. نظر منذر بذهول، ثمّ اقترب منها وقال: لا تبالغي في دموعك عزيزتي، فأنا أتفهم مشاعرك وأعلم كم هو صعب عليك أن تنتقلي من منزل ولدت وتربيت فيه بين إخوتك وفجأة سوف تنتقلين إلى منزل آخر. ولكن يا عزيزتي أعدك بأنني سوف أعوضك وأجعلك فتاة سعيدة. فردت ياسمين لا تعدني بشيء قبل أن تسمع قصتي. إستمرار انهمار دموعها على خديها، أقلق منذر وزاد من شكوكه.
اقتربت ياسمين منه وقالت له أنا لست عذراء، أخبرته وبدت كأنها سحبت كل كلماته من بين لسانه، فصمت صمتاً مرعباً وكان الذهول مسيطراً على ملامح وجهة الغاضب الحزين، ورد بكلمات متقطعة ومبهمة وكأنّ الخرس بدأ يعتريه، ثمّ قال: لم.. لم.. ل.. ل.. لماذا خدعتني ولم يخبرني أحد بذلك؟ وبدأ في الصراخ: "لقد خدعتني
وذات يوم، فتحت لأختها شفيقة قلبها، وأخبرتها بكل ما بها من حزن وهموم علها تلتمس حلاً يخرجها من الدائرة التي تدور فيها. دهشت شفيقة التي بالكاد استطاعت أن تتحدث من هول الصدمة.. لأنّها هي الأخرى لا تعلم ماذا ستفعل وكيف السبيل إلى الحل، فهي تعلم علم اليقين ماذا سيفعل والدها إن عرف بالأمر، وسؤال والدتها التي لا تقوى حتى الدفاع عن نفسها. ومرّت الأيام وياسمين وشفيقة تفكران في الحل الضائع الذي لا تعرفان كيفية الوصول إليه، إلى أن جاء اليوم الذي تحدث فيه أبوها بأنّه سيزوجها قريباً بأحد أبناء أصدقائه، فالجميع في البيت آخر من يعلم بأي أمر. لقد زوّج أخواتها الأربع بذات الطريقة، ذلك أن كلمة لا غير موجودة في قاموسه. هو فقط يعلمها بأنّها في التاريخ الفلاني سيكون زواجها. أصيبت ياسمين بالذهول والصمت الطويل اللذين جعلاها لا تعرف بأي حرف ستبدأ الكلام. فصرخة أبيها، التي حركتها حين قال لها "انصرفي انتهى كلامي" جعلت الدموع تسابق كلماتها. نعم!! نعم يا أبي. خرجت والدموع تسلك كل جزء في جسدها المحطم وكأنّها كانت تقول انشقي يا أرض وابلعيني. وكان كلام شفيقة كالرياح التي تزيل بعض الرمال عن الهضاب الصامدة، أي أنّه لم يشف غليل ياسمين وقالت لها: "لعل الزواج يكون الملاذ لك يا أختي" ربّما يتفهمك زوجك حين تخبرينه بما جرى معك، فكلانا لا نعرف كيف السبيل". فقالت ياسمين بصوت مشحون باليأس والحزن. و"ربّما يكون العريس بمثابة الطعنة الأخرى الموجهة إليّ، فأنا لا أعلم كيف سيكون وكيف سأعيش. ولكني سأحاول وأبذل ما في وسعي لمصارحته قبل كل شيء، علني أجعله يقدر ويفهم ما أقاسيه من معاناة. ولكن محاولات ياسمين باءت بالفشل، فتعليمات الوالد القاسي، لا تسمح لها بالجلوس أو الحديث مع العريس، حتى لو كانا قد عقدا ****هما، فهو متعصب، شديد الظلم، أو بالأحرى شديد التحفظ، إلى أن جاء اليوم الذي يجمعهما، حيث كانت ياسمين مستعدة لتجعل أوّل كلامها يبدأ بالمصارحة بما حدث معها مسبقاً. وما إن جلس منذر بقربها حتى قالت له: أود مصارحتك بأمر ما، حاولت إخبارك به مراراً ولكنني عجزت. فأنت تعلم كيف يتصرف أبي وعاداتنا، فأرجوك كل الرجاء أن تسمعني حتى آخر كلمة، بعدها، افعل ما شئت. قال لها: تكلمي عن كل ما يجول في خاطرك، وكذلك أنا أود أن أعبر لك عن الكثير مما في داخل قلبي، ولكن ما إن أوشكت ياسمين على الكلام، حتى سبقت دموعها كلماتها الضائعة على خديها الناعمين. نظر منذر بذهول، ثمّ اقترب منها وقال: لا تبالغي في دموعك عزيزتي، فأنا أتفهم مشاعرك وأعلم كم هو صعب عليك أن تنتقلي من منزل ولدت وتربيت فيه بين إخوتك وفجأة سوف تنتقلين إلى منزل آخر. ولكن يا عزيزتي أعدك بأنني سوف أعوضك وأجعلك فتاة سعيدة. فردت ياسمين لا تعدني بشيء قبل أن تسمع قصتي. إستمرار انهمار دموعها على خديها، أقلق منذر وزاد من شكوكه.
اقتربت ياسمين منه وقالت له أنا لست عذراء، أخبرته وبدت كأنها سحبت كل كلماته من بين لسانه، فصمت صمتاً مرعباً وكان الذهول مسيطراً على ملامح وجهة الغاضب الحزين، ورد بكلمات متقطعة ومبهمة وكأنّ الخرس بدأ يعتريه، ثمّ قال: لم.. لم.. ل.. ل.. لماذا خدعتني ولم يخبرني أحد بذلك؟ وبدأ في الصراخ: "لقد خدعتني