دخول

عرض كامل الموضوع : عربي غـادة الـسـمـان ... مـتـجـدد


قيصر النساء
06-23-2018, 02:22 PM
أميرة في قصرك الثلجي

أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟
ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! ....
* * *
ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً
وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...
* * *
أين أنت ؟
ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ،
واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟
* * *
ذات يوم ،
جعلتك عطائي المقطر الحميم ...
كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،
دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..
* * *
ذات يوم ،
كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً
كلوحة من الضوء الحي ...
يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،
دونما مناقصات رسمية ،
أو مزادات علنية ،
وخارج الإطارات كلها ...
* * *
لماذا أيها الأحمق الغالي
كسرت اللوحة ،
واستحضرت خبراء الإطارات ؟
* * *
أنصتُ إلى اللحن نفسه
وأتذكرك ...
يوم كان رأسي
طافياً فوق صدرك
وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة
وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك
لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..
كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،
موته المحتوم ذات يوم ...
* * *
حاولت ان تجعل مني
أميرة في قصرك الثلجي
لكنني فضلت أن أبقى
صعلوكة في براري حريتي ...
* * *
آه أتذكرك ،
أتذكرك بحنين متقشف ...
لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح
منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ...
لحظة ودعتك
وواعدتك كاذبة على اللقاء
وكنت أعرف انني أهجرك .
* * *
لقد تدفق الزمن كالنهر
وضيعتُ طريق العودة إليك
ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ،
وما زلت أرفضك بصدق ...
* * *
لأعترف !
أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ...
وأحسست بالغربة معك ،
أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ...
معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،
معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن
النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ...
آه اين أنت ؟
وما جدوى أن أعرف ،
إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى
من الكرة الأرضية ؟ ...
* * *
وهل أنت سعيد ؟
أنا لا .
سعيدة بانتقامي منك فقط .
* * *
وهل أنت عاشق ؟
أنا لا .
منذ هجرتك ،
عرفت لحظات من التحدي الحار
على تخوم الشهوة ...
* * *
وهل أنت غريب ؟
أنا نعم .
أكرر : غريبة كنت معك ،
وغريبة بدونك ،
وغريبة بك إلى الأبد .

قيصر النساء
06-25-2018, 02:18 AM
أشهد على جنوني



أفتتح الحب بك و الفرح
و أتوجك
في مملكة الذاكرة أميراً
يرفل في حرمانه ..
رعيته من العشاق و الأزهار و العصافير
و القواقع التي تغلي حياة سرية
داخل أصدافها القاسية البكماء
على شطآن حارة لبحار منسية ...
***
أفتتح الضوء بك
و أشهد بانهيارات أكواخ وطني ...
و شظايا زمني
و بليالي الغربة في فنادق القطارات
أشهد بالتشرد
و عزف المتوحدين في المحطات
أشهد بالقتل و الدمع الأسود بالكحل ...
اشهد بالبوم اللطيف و بحبري
و أوراقي و خواتمي و غيتاري
***
أشهد بالنوم على بركان
و بممحاة النسيان
أشهد بالبجع و الغزال و القارات و العناصر
أشهد بالعاصفة تطاردني
و بالشراسة المائية المعدنية الحجرية تحاصرني ..
***
أشهد بدمي و دمك و سلالات الأسرار
و مواقد العشاق في البراري
أشهد بالبحر
و النجوم في ليلة صحراوية صافية
أشهد بالشاي البارد في مطارات الوحشة
أشهد بكل ما أحببته أو كرهته
بكل ما طعنني و طعنته
أشهد أنني أحبك
***
أشهد بسكين البوصلة و ليلة الشمس
أشهد ب" نعم " و "لأ " و بالعودة الى التفاحة
أشهد بفجر القلب العاري و المرايا المكسورة
بوداعات مكهربة بعناق اللغم بمباهج السم ...
أشهد بنزوات مطلقة السراح
حتى جنون الصحو
***
أشهد بالعصافير تطير من عينيك
الى قلبي
أشهد بقهوة الصباح معك
ذات فجر غابر في " الحي اللاتيني "
أشهد بالثلج
فوق تلة " مونتمارتر " و سلالمها
أشهد بأصابع الرسامين
الملطخة بالأصباغ و النيكوتين
و هم يرسموننا معا في ساحة " التيرتر "
أشهد أنني أحببتك مرة .... و ما زلت ..
***
و اذا أنكرت حبي لك
تشهد أهدابي على نظرة عيني
المشتعلة حتى واحتك
و اذا تنصلت منك
تشهد يدي اليمنى على اليسرى
و أظافري على رسائل جنوني بك
و تشهد أنفاسي ضد رئتي ..
و تمضي دورتي الدموية عكس السير
ضد قلبي
و تشهد روحي ضد جسدي
و تشهد صورتي في مراياك
ضد وجهي ...
و تشهد الأقمار الطبيعية و الاصطناعية
ضد صوتي
***
و حتى يوم أهجرك – أو تهجرني –
لن أملك
الا التفاتة صبابة صوب زمنك ...
لأشهد أنني أحببتك مرة ... و ما زلت
....

قيصر النساء
06-25-2018, 02:19 AM
أشهد بالحبّ

أشهد عكس الريح
على زمن عدواني عكس القلب...
و أشهد بالمحبة
على كوكب في مدارات الكراهية ...
و أقف بالرفض
أمام مستنقع الرمال المتحركة الشاسع
بين عدن و طنجة ...
و أعلن أن "لا"
لن نركع للبشاعة
و لن نرضى برؤية الحصان العربي الجميل
بعيدا عن براري الضوء
في اسطبل التدجين ...
أشهد عكس الريح
على زمن بشع
كوجه قواد عجوز عبثا تجمله أقلام التزوير
و أشهد بالحب
على أحزان الرماح المكسورة ...

قيصر النساء
06-25-2018, 02:21 AM
أشهد فراشة ليلية

هذه السماء المعدنية الباريسية
تكاد تقددني
بردها انياب كلاب مسعورة
و شمسها بلا حنان
و انا ملاح يكاد ملح الغربة يحرقه
***
خذني بين ذراعيك يا وطني
قبل ان يفوت الاوان
لا لا تاخذني اليك
دعني اتابع اشتعالي
فقد اضيء قليلا
مثل فراشة ليلية
في حقولك اللامنسية
***
لا اريد ان اموت على رصيفك
ببلادة ورقة خريف مستسلمة
فارتكني احترق في وهج الغربة
و احتفظ بظلي على جدارك الصلد
تذكار حب !

قيصر النساء
06-27-2018, 12:29 AM
أشهد بأعمدة النسيان السبعة

فتحت باب الأمواج
و سبحت صوبك
و مررت بالمحيطات السبعة لأهوالك
المفروشة بجثث عرائس البحر الجميلات
اللواتي أحببنك قبلي ...
و حين وصلت الى جزيرتك
وجدتها سرابية و مكهربة ...
و تحول صوتي الى فقاعات ...
و جسدك الى أعشاب بحرية قاتمة
التفت حولي كقيد ..
***
فتحت باب التراب
و زحفت اليك في سراديب الحمى
عبر القارات السبع لبراكينك ...
فملأت حنجرتي المشتعلة حبا
برماد شهيتك
لإذلالي و امتلاكي ...
***
و باسم " الحب "
حاولت أن تحيط عنقي بشريط هاتف
و تربطني الى ساق السرير
ككلب صغير
يقطن الانتظار
و يهذ بذيله مرحبا بك باستمرار
***
و حين فتحت باب الفضاء
و هربت الى كوكب حريتي و صدقي
رميتني بالغرور
و اليوم أحمل غروري وردة صفراء
و أغرسها في شعري
ليضيء بها طيراني
الى أعمدة العبث السبعة
***
لكنني أعترف بصدق حزين :
لقد أحببتك حقا ذات يوم
ولولا عكاز الأبجدية لانكسرت أمامك !

قيصر النساء
06-27-2018, 12:33 AM
أشهد على عصيان
.
... و لن أغفر لك
فقد تآمرت علي مع أعماقي ..
و منعت التجول في شوارع عمري..
و أعلنت الأحكام العرفية في شبكتي العصبية ...
و ها أنا أسيرتك !
أركض في دورتك الدموية مكبلة بالسلاسل
كجدتي الملكة زنوبيا في شوراع روما ...
***
... و لن أغفر لك
و سأعاقبك عقابا لن تنساه :
سأحبك ! ...

قيصر النساء
06-27-2018, 12:34 AM
إمرأة البحر

رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار
وقال لي : قفي داخلها ...
فانطلقت هاربة
إلى شوارع البحر.
* * *
غاضباً لحق بي
غاضباً زقزق في وجهي ، وقرّعني
وقال ان القضية جادة
وان "البث مباشر"
ويجب أن أعود معه إلى (الاستديو)
لأقف وسط دائرة الطباشير
وتحت دائرة الضوء
* * *
مسكينة ومبتلة
كمتسول شتائي
حاولت أن أقول له
انني انا أيضاً جادة ! ..
ولكنني (أبداً أبداً)
لن أتركه يسجنني
داخل دائرة مرسومة بالطباشير
على جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما ..
لن أتركه يسجنني ،
لا باسمه ، ولا باسم الحب ، ولا باسم الشهرة ،
ولا باسم أحد .
* * *
آه خذ قلبي ، واقضمه كتفاحة
ولكن لا تسجنني داخل دائرة مغلقة ! ...
* * *
ها أنا ألحظ للمرة الاولى ، وبرعب
ان الحرف الأول من اسمك
هو جزء من دائرة
فلا تتابع رسمها حولي !
* * *
الساعة مستديرة
لكن رمل الزمن
صحارى من الأسرار
تسخر من الاشكال الهندسية .
وأنا أكره الدائرة ،
واكره المربع والمثلث
وسأخرج في مظاهرة ضد المستطيل ومتوازي الأضلاع
وكل ما هو مغلق كالسجن ! ...
وحدها النقطة المتحركة أحبها
اما الخطان المتوازيات
فيثيران حزني لركضهما إلى الأبد دونما لقاء
ودون أن يتبدل شيء ... بينهما ... وفيهما ...
* * *
إلى شاطئ البحر أهرب منك
وأقف وحيدة
وبطبشورة الحرية
ارسم دائرة غير مغلقة ،
مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والافق
وأقفز داخلها ،
وأركض منها إلى البحر ..
البحر .. البحر ... البحر ...

قيصر النساء
06-27-2018, 12:35 AM
نوارس الورق الأبيض

حينما استحضرك
واكتب عنك،
يتحول القلم في يدي
الى وردة حمراء,,,
لم يكن بوسع مجنونة مثلي
ترتدي هدوءها بكل أناقة...
- وتغلق الأزرار اللؤلؤية لثوب اتزانها البارد
على تيه غجرية عارية القدمين-،
لم يكن بوسع حمقاء مثلي
إلا أن تحب شاعرا مبدعا متوحشا مثلك..
طفولي الأنانية، غزير الخيانات والأكاذيب مثلك..!
حينما أسطر اسمك،
تفاجئني أوراقي تحت يدي
وماء البحر يسيل منها
والنوارس البيض تطير فوقها..
.. وحينما ا كتب عنك
تشب النار في ممحاتي
ويهطل المطر من طاولتي
وتنبت الأزهار الربيعية على قش سلة مهملاتي
وتطير منها الفراشات الملونة ، والعصافير
وحين أمزق ما كتبت
تصير بقايا أوراقي وفتافيتها
قطعا من المرايا الفضية،
كقمر وقع وانكسر على طاولتي..
علمني كيف أكتب عنك
أو، كيف أنساك...!

قيصر النساء
06-27-2018, 12:35 AM
أشهد بالهذيان

ضبطت نفسي متلبسة بحبك
مثل لصة صغيرة
تسرق رغيف حنان ..
***
وسط موقد الحمى
رأيت جنوني بك يتلهب
و انتظاري لهبوب رياحك
لا ينتهي ..
***
ضبطت نفسي متلبسة بالهذيان
أمام الأقمار الاصطناعية
ووهم حضورك ..
بينما كنت أنت مشغولا
بقطف رأس امرأة أخرى ..
لم أشعر بالغيرة
بقدر ما وعيت عظمة حماقتي !

قيصر النساء
06-27-2018, 12:36 AM
أشهد أن زمنك سيأتي

أسبح عكس التيار
خارج قطيع الأسماك المذعورة لأعود اليك ..
و ها أنا من جديد هناك
في بيروت المكفنة بفلاشات عدسات التصوير
و روائح احراق النفايات و الجثث
و ظلال الحرائق على أعمدة البكاء
كمدينة ضربها الطاعون
طالعة من أساطير اللعنة
و أكمام العصور المنقرضة ...
***
حتى النوافذ تنكرت لنا
و لم نعد نرى عبرها
و لكن يرانا المسلحون من الخارج بوضوح
و نحن نلملم أطراف الحذر
و نأوي كالجراذين الى أوكارنا في الدهاليز
حين يرفع القصف عقيرته بالنباح الأسود...
***
اقترفت خطيئة فتح نافذة للتجسس على الشمس
شاهدت الرجل المسلح يختال في الأرض مرحا
على جثث الشوارع الخاوية ...
ذراعه بندقية
لم تعرف طلقاتها غير قلوب الأبرياء و الأطفال ...
شاهدت أوراق الأشجار تموت و تتساقط حين مر
و الأزهار تذبل فجأة
و الألوان تهرب من المرئيات
مثل صورة تلفزيونية ملونة
تستحيل بيضاء و سوداء ..
و العصافير تطلق صيحات الذعر
و هي تفر من دربه ...
و السيارات تنقلب على ظهرها
كالصراصير المعدنية الميتة ...
و المسلح يمشي
تتصاعد أبخرة الكبريت الخانقة من أنفاسه
الحوامض الكاوية تتفجر من موضع قدميه...
عند المنعطف التقى بالمسلح ضبع مخيف...
فانضم اليه بعدما تعانقا بحرارة...
أغلقت النافذة
أحصيت أعضائي..
تلمست بطاقة سفري...
***
ولم تعد الغابات ملعبنا و الشطآن الليلية
ها نحن محشوران داخل بكاء الأطفال في الملجأ
و الفئران تقرض أطرافنا و بطاقات هويتنا و أحلامنا...
و نحيب خافت لمشلولة يصم اذاننا كالقصف..
ولد صغير يسأل بالحاح مخبول كلما سقطت قذيفة
" ماذا يحدث " ؟
من يجرؤ على أن يقول له
أنهم يحاولون اقتسام الجوهرة المسروقة النادرة
منذ ثلاثة عشر عاما و يفشلون ؟...
من يجرؤ على أن يشهد عكس الريح ؟
***
عبثا يسطون على دفء القلب
اني أتذكر ...
أحارب الجدران بنوافذ الحلم ..
ذلك الصباح منذ ألف عام
وجدتك مرميا على الشاطىء أمامي
شهيا و دافئا كعشبة بحر استوائية
لكنني أعدتك الى الموج..
شكوت لي الملمس البارد لعرائس المحيطات
و أهديتني مركبك
فصنعت منه سرير عرس
عبثا يحوله ضباع الليل و دبابيره
الى تابوت ..
***
هذا ليس زمنك
أيها المرهف شفافية و عذوبة
هذا زمن اعدام العصافير
و الأطفال و الفراشات و النجوم ...
و أنت تدفق الحنان صوب كائنات **** كلها ...
هذا ليس زمنك
لكنني أشهد عكس الريح
على أن حبك وحده سيبقى
و أزهارك الربيعية اتية من ميتاتنا العديدة...
لتنمو كنباتات الأساطير
فوق القبور المنبوشة
و أشلاء المخطوفين..
و شفاه شققها الأنين...
و سأظل أحبك عكس الريح
ريثما يطلق الموت سراحي

قيصر النساء
06-27-2018, 09:44 PM
أشهد بأجنحة نسائك

خلف جفون حبنا
أية أسرار تختبئ ...؟
أية ستائر تنسدل ..
لتخفي خياناتنا المتبادلة ...!
***
كفك المبسوطة التي أحبها ...
لكنني لن آكل عنها قمح الاحلام ....
فقد شاهدت أجنحة النساء
اللواتي عشقنك ..تذوب كالشمع
حين تلامس الحبات شفاههن ....
***
الدخول الى قلبي عسير يا سيدي
لأن الخروج منه مستحيل ....!

قيصر النساء
06-27-2018, 09:46 PM
أتذكر أيامي معك


اتذكر ايامي معك
كمن يرى الأشياء عبر نافذة قطار مسرع :
نائية وجميلة
والقبض عليها مستحيل
من وقت إلى أخر
فلنعد أطفالا
ولنحزن بلا كبرياء زائف
يوم احتضر
سافكر بتلك اللحظة المضيئة
حين وقفنا في الظلمة
على شرفة القرار
وقلت لي بحقد : أحبك
سأتذكر صوتك
وسيجيء الموت عذبا
ويضمني كرحم الفرح المنسي
وسأهمس بحقد مشابه :
آه كم أحببتك !

قيصر النساء
06-27-2018, 09:47 PM
كان ياما كان !..

يقولون : في الليل المنخور بالوجع
تنمو بذرة النسيان
وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي ...
لكن وجهك
يسكن داخل جفوني
وحين أغمض عيني : أراك !..
عشنا أياما مسحورة
كمن يسبح في بحيرة من زئبق وعطور
ويركب قاربا
في انهار الألوان لقوس قزح
مبحر من الأفق إلى نجمة الرعشة ...
كان ياما كان !..
كان ياما كان !..
وكانت السعادة تصيبني بالارتباك ..
وحدها تخيفني
لأنني لم اعتدها ..
فأنا امرأة ألفت الغربة
وحفظت أرصفة الوحشة والصقيع
وأتقنت أبجدية العزلة والنسيان...
وأعرف ألف وسيلة ووسيلة
لأحتمل هجرك
أو كل الألم الممكن أن تسببه لي ...
ما لا أعرف كيف أواجهه
هو سعادتي معك ...
وحينما أصير مثل آنية كريستال شفافة
ممتلئة برحيق الغيطة
وبكل الفرح الممكن
أرتجف خوفا أمام السعادة ...
مثل طفل منحوه أرنبا أبيض
ليقبض عليه للمرة الأولى في حياته ..!
وكنت دوما أصلي :
رب ارحمني من سعادتي
أما تعاستي فأنا كفيلة بها ..
آه !..
كان ياما كان حب ...
وكنت بعد أن أفارقك مباشرة
يخترقني مقص الشوق اليك ...
وتزدحم في قلبي
كل سحب المخاوف والأحزان ..
وأشعر بأن البكاء لا يملك لي شيئا فأضحك !!
وتركض الي حروفي فأكتبها
وأستريح قليلا بعد أن أكتب ..
وأفكر بحنان
بملايين العشاق مثلي
الذين يتعذبون في هذه اللحظة بالذات
دون أن يملكوا لعذابهم شيئا
وأصلي لأجلي و لأجلهم
وأكتب لأجلي ولأجلهم ...
وأترك دموعهم تنهمر من عيني
وصرختهم تشرق من حنجرتي ...
وحكايتهم تنبت على حد قلمي .. مع حكايتي ..
وأقول عني وعنهم :
كان ياما كان حبّ ...

قيصر النساء
06-27-2018, 09:48 PM
الذاكرة المنفية


إنها الرابعة بعد منتصف الثلج على رصيف محطة "نيوشاتيل"
وأنا ما زلت أحبك.
حبك شاطئ رملي شاسع. مظلة من القش تحدّق في
الموج. فرحة الحَر الأزرق بالرذاذ المالح على وجهي. حبك
شاطئ رملي شاسع يدفئ روحي بينما أمشي الآن على رصيف
محطة قطارات أوروبية محاطة بالمداخن العدوانية المرتجفة برداً
لبلدة لا أعرفها. في يدي مظلة مكسورة ما زلت أركض بها منذ
عشرة أعوام!
كيف أنجو من ذلك الهول كله إذا لم أمسك بيدك لنمشي معاً
ذات يوم في "شارع الفرح" بين زينات العيد ونحن نتذكر العيد
الآتي؟
في رابعة الثلج. في رابعة الحنين والسفن المكسورة. رابعة
الذاكرة المنفية والشواطئ المستحيلة. في رابعة الحب المنهوب
أهمس باسمك، ويصير الثلج موسيقى بيضاء تهطل من الأرض
إلى السماء...
معك أبدأ ثلجاً جديداً ويندف فوقي نهار جديد.

قيصر النساء
06-27-2018, 09:49 PM
سيد الحلم الفارغ

سيد الحلم الفارغ..
ملاحٌ ماهر، بين الجزر الموحشة
يشاكس الليل الفاجر بالظلام
يضاجع الوحدة، ينهشها بنهم
ثم ينام
سيد الحلم الفارغ..
أحبّني أو هكذا.. قال
ركلني داخل مملكته المملوءة بالفزع.
جمجمتي نمطٌ يروقه
أفرغ محتواها، قريباً من هياكل الشعراء
ثم رماني

قيصر النساء
06-27-2018, 09:52 PM
أنشودة الفرح


سأغسل وجهي هذا الصباح عشرات المرات
سأبتسم ابتسامة مشرقة
كالفجر الذي عرفتك فيه
سأتلو آيات التفاؤل
وأردد أغنيات الفرح
التي حفظتها عنك
سأخلع عني سواد الأيام وحزن الماضي
وأرقص على أنغام كلماتك
العازفة بأوتار قلبي
ثم أرتشف قهوتي
دون أن أضع فيها مزيداً من السكر
فعذوبة الأمس تمنحني أيّما عذوبة
وفي زحام الطريق
سأبحث عنك في كل الوجوه
وكلما افتقدتك
سأخرج صورتك من حنايا الفؤاد
وأنظر إليها بشوق كبير
ثم أدسها ثانية بين الضلوع
واذا ما سمعت صوتك هاتفاً لي
سأسعد كثيراً حتى الاضطراب
حتى تجن الدماء في العروق
وككل العذارى سيمنعني حيائي أن أقول أحبك
وأعزم في نفسي أن أقولها
فاتحة لذاك اللقاء القريب
وفي المساء عندما يجمعنا الغروب
في واحتنا الاسطورية
سأركض
فوق السهوب والتلال المرجانية
سأحل جدائلي
لتتطاير خلفي معلنة الجنون
ولمّا يدركني التعب أعود أدراجي إليك
أتمدد قرب الغدير
فوق بساط العشب اللامع
متوسدة ذراعيك الدافقتين بالحنان
كطفل صغير يأوي نهاية المطاف
إلى حضن أمه
استمع منك إلى حكايا النعناع
واحتراق الشتاء في المواقد
واذا ما غلبني النعاس
اعذرني يا حبيبي
ثم
لا تنس أن تدثرني بقبلة دافئة

قيصر النساء
06-27-2018, 09:53 PM
مسافات


الإله واحد وقد وحدّنا
جسدين في فكر واحد
أطيل النظر فيك
وتطيل النظر إليّ
مرآتان ، وجهاً لوجه
صافيتان بلا خدوش
بلا ضباب
لامعتان رغم الغبار الذي يلف الوجود
اختصر المسافات مسافرة إليك
اللوائح كثيرة..كثيرة..كثيرة
ليتني لا أعرف القراءة
لتجاهلتها تماما..تماماً، ودونما خجل
الدرب طويل يلتهم لهاثي
اعذرني.. سأنام قليلاً

قيصر النساء
06-27-2018, 09:54 PM
للحب.. شيء آخر


عندما تمتلك شيئاً آخر
غير ما تحفظه لأحفادك القادمين:
من حقد وغيرة وعملات صعبة
عندما تمتلك شيئاً آخر
كأن تسألني بذات شكوك الأصدقاء
من أنت؟
سأحبك أكثر، وأكثر، وأكثر
وأقول لك بصدق الاله.. لا صدق الرفاق
أنا ذاك الملاك الضائع
في زمن القراصنة
ضعيف .. ضعيف دون سقوط
أنا قطرة مطر بكر
محتبسة في كبد السماء والرفعة
والوحل يرقبها بشغف ووضاعة
أنا حمامة وديعة
ترفرف مزهوة بثوب الحرية الناصع
بعيداً..بعيداً
وعالياً..عالياً
عن دنس الصيادين

قيصر النساء
06-27-2018, 09:54 PM
مهاجران

وطني كان صحراء
واحتها البساطة والكلمة النظيفة
وطني صار مدينة
حضارتها: الحنكة والثياب والقوانين
وطني أصبح غابة
تكتظ بالثعالب والأفاعي
وطني وداعاً
حماري لا يحب الحنكة والألوان المركبة
حماري لا تحزن
سأبحث لك عن التبن في الربع الخالي من هذا الزمن
حماري لا تفزع
سنأتلف الفواجع في الأوطان المهجورة
ريثما يأتي الإعصار
حماري..
ما رأيك أن ننقل الوطن فوق ظهورنا
بدون حنكة وقوانين وثياب وثعالب وأفاعي؟

قيصر النساء
06-27-2018, 09:56 PM
فوق شعاب الفجر




حزنٌ يطوقني
واعصار القهر يتحدى ضلوعي الملتوية
فوق شعاب الفجر
يصلبني الحنين
لألقٍ مجنون
أحاسيسي المحمومة تلتهب كبركان
انفجار رهيب
يلعلع في جمجمتي
النزف يتدفق من أحداقي
ومن حنجرتي المسحوقة
نزف الكلمات القاتم
لا توقفه ريشة، أو ورقة
نزف الكلمات القاتم
يغمرني ، يعمّدني
وفي أعماق النزف
أغوص .. ثم .. أغوص
علّها
أحزاني
تتلاشى
لكن ...
عبثاً . تتلاشى؟
غداً، سأصلب جثماني
فقد طال الاحتضار
في تلافيف الحقيقة
غداً ، سأنثر أشعاري
فوق الجبال
والجداول
والأشجار اليابسة
لتمضغي
يا ديدان الأرض الحمقى
ما شئت.. من حروفي البائسة

قيصر النساء
07-01-2018, 11:44 PM
عاشقة مطعونة بالذاكرة

* ما الذي تفعليه الليلة؟
- أهبّ على رياحك، وأتساءل:
هل في قلبك متسع لأحزاني؟
وهل في الليل متسع لجنوني؟
وهل في وطني متسع لتمردي؟
وهل في الموت متسع لموتي؟
وهل في الهذيان متسع لرفضي؟
وهل في الأفق متسع لصهيل رحيلي؟
وهل في الورقة متسع لحبي وبوحي
ولحرية ألعابي النارية؟...
***
* أنتِ متهمة باغتيال روبنسن كروزو...
- أحيط نفسي بحقل سليط الهدوء،
وأسوّر هاتفي بصمت فظ،
أكهرب المياه المحيطة بجزيرتي،
وأعمّر من الموج أسواراً شاهقة،
وأعلن نفسي "جمعة"...
وأقتل روبنسن كروزو مع مطلع كل صباح..
لأنفرد بصوت روحي، وأنتحب
بينما الأبجدية تكتب نفسها بين أصابعي...
فأنا مواطنة ملدوغة بالوطن،
مطعونة بالذاكرة، مضرجة بالهزائم
مغدورة بالالتباس بين "الثورة" و"الثروة"،
وقد شبت النار في أطراف قلبي
وخلّفته مثل ورقة تسلى طفل عابث بإحراقها...
وعبثاً أروض حياتي على حبال ذلك السيرك العربي الكبير،
وعبثاً تقنعني سياط المروض،
بأداء "نمرة" الرقص على الحبال معصوبة العينين...
***
* لماذا تحبين غرف الفنادق؟
- لأن غرفة الفندق مكان بلا ماضٍ
ولا تعذبنا فيها فلول "النوستالجيا" وجند الذكريات..
غرفة الفندق منطقة حرة، بين الطعنة والطعنة...
* ولماذا ترحلين وحيدة حتى من صديقة؟
- تدّعي أنها صديقتي،
وهي تتحسس عمري بإعجاب لا زيف فيه،
كما تتحسس نجمة المجتمع
فراء فقمة حيّة تشتهيها معطفاً بعد ذبحها!...
***
* لماذا تسخرين من كل شيء؟
- لا أسخر من حبك،
فقد مررتَ بغرفتي،
وكتبتَ على ستائري الرمادية
خضرة الحقول وأفراح السنابل،
ورسمتَ على الملاءة البيضاء لسريري
براءة البراري لحظة الفجر
وها أنا أطارد حصاناً برياً تحت وسادتي...
***
* ماذا علّمك حبي؟
- علمني أن الغول والعنقاء والخلّ الوفي،
حقائق مؤكدة،
فقد عايشتها جميعاً حين خطوت داخل مرآتك..
فراقك الغول
وجنوني بك العنقاء
والموت وحده هو الخلّ الوفي
الذي لم يخلف يوماً موعده مع أحد..
وأنا متّ مرات بك ومعك.. وبدونك...
***
* ماذا تتمنين؟
- أن يصدق وعد الضوء في آخر النفق..
وتمتلئ بيروت بزينة ميلاد السلام والمحبة،
شجرة ترقص ضوءاً داخل كل قلب..
أريد أن أتمشى معك على الشاطئ
دون أن تصطك أسنان الأسماك ذعراً..
أريد أن نراود بيروت عن نفسها بالمحبة،
دون أن تغلق البيوت أجفانها ونوافذها المعتمة..
ويهبط أطفالها إلى الملاجئ على حبال الخوف...
***
* متى تكتبين حكاية حبك معنا، بيروت وأنا؟
- حبك من أمامي
حبك من ورائي
فأين المفر؟
وكيف أتحول إلى سحابة
تحلّق فوق معاركها وقتلاها
لتخطّ بهدوء بارد كمشرط، محايد كمصباح،
تاريخها مع حصان طروادة...

قيصر النساء
07-01-2018, 11:45 PM
عاشقة تطارحها بيروت الحزن



أعدو إلى النسيان،
فيجمح بي حصان الذاكرة...
أمشي وحيدة على محيط الكرة الأرضية،
ويركض خلفي ذلك الماضي كله كطفل يبكي...
بيروت، سرقت عتباتك مني خطواتي وأنا أغادرك. فكيف أمضي
بعيداً؟
في كوابيسي، لا أزال أقف كل ليلة أمام أسوارك المزينة بجثث آلاف
القتلى والمخطوفين،
ووجوه الشبان تتدلى فوق أبوابك كالمصابيح المطفأة..
أقف وأستجدي النسيان،
وأقايضه بعمري الآتي، فهلا أطلقت سراحي من حبك،
كي أتزوج من الفتور؟
***
نمت خمسة عشر عاماً، نمت طويلاً..
وحين استيقظت،
كان المذياع يتابع نشرة الأخبار ذاتها..
والصحف تنشر صورة المذابح نفسها..
وحين حاولت أن أطل من النافذة،
فوجئت بأنهم سوّروها بالقضبان الحديدية..
وشاهدت رجالاً يعمِّرون الأقفاص الإسمنتية،
وهم يهتفون باسم الحرية..
أتذكر زمن الأفق حتى القمر،
يوم لم يكن التنفس خطيئة مميتة..
( ولم تكن عدّادت الهستيريا المسلحة تحصي الأنفاس وتكمّم
الحناجر. أتذكر زمن الصحو، بعيداً عن التنويم المغناطيسي لأكاذيب
تنتعل الرصانة.. قبل أن يأتي آخر الزمان حين تصنع العمامةُ
شيخاً، ويصنع الرداءُ الكاهنَ، وقبل أن ينصب اللامعقول مسرحه
في شوارعنا، وقبل سقوطنا في السوريالية السياسية بين يمين الدمار
ويسار الكافيار، وقبل ذبح الضعفاء باسم "المستضعفين"، وقتل
الثورة على يدي "الثوار"، وقبل أن تسود السوريالية السياسية ونصرخ
"كلنا للوطن" ونذبح الوطن بالتكافل والتراضي.. وقبل..
وقبل... وبعد... وبعد... وقبل أن نفقد ذاكرتنا.. وماذا كنت
أقول؟... نسيت...)
***
لقد غدروا بنا..
منحناهم رقعة القلب وحلم التوحيد والوحدة
فقايضوا بنا على رقعة شطرنج الأمم..
وملأوا بدمنا برك سباحتهم المترفة
وشحنوا جثننا إلى المنافي..
وقلنا: غداً نعود..
ورمل الزمن يتابع تدفقه فوق رؤوسنا..
والآن، وحبات الرمل تكاد تملأ حناجرنا
ما زلنا نؤكد بلا صوت كالمجانين: غداً نعود..
***
ذكراك يا بيروت مزيج من الدمع والتبغ
ورائحة زهر الليمون والبارود،
ومواكب العطور والغنج والجنازات،
وخضرة الأرز الداكنة ولهيب الحرائق،
وملوحة البحر الشهية وعويل سيارات الإسعاف التي عبثاً تكنس
الموتى كلهم.
ذكراك مزيج سوريالي من الموت والحياة والجنون والعقل والإغماء
والصحو..
بيروت، شيء من الجنون على حافة المستحيل،
فراقك..

قيصر النساء
07-01-2018, 11:46 PM
عاشقة الكتابة بالأزرق.. فوق البحر!



ليس صحيحاً، أن أقصر الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم!!
هكذا علمني تاريخي معك!
الحوار؟ إنه أطول الطرق بين القلب والشفتين
وبين موجاتي الصوتية وموجاتك الصمتية.
الحدس وحده قادني إليك..
وهو الذي صرخ ذات ليلة بلا صوت
إن شموعنا خمدت وانتهينا.
والفراق دس السم في قهوتنا..
مرة، منحتك قلبي عارياً كورقة بيضاء
فحرّرت عليها خطة اغتيالي.. وشهادة وفاتي!!
ولم تغفر لي، لأنني غادرت موتي بك،
وذهبت مع النوارس إلى البحر..
***
من يدلني على مدينة لم تعرف القصف،
لأذهب وأعيش فيها؟؟..
من يدلني على حقول، لم يُدفن فيها خلسة
قتيل عذبوه قبل موته؟
من يدلني على أشجار،
لم تسمع انتحاب امرأة على حبيبها المخطوف؟
من يدلني على سماء
لم تشهد زرقتها ظلماً أو قسوة
أو فكراً يُغتصب عنوة؟
لقد تعبت من حبك وزمنك
ومن رجال مثلك يتباهون بحرفة القسوة..
حبهم كتابة بالأزرق فوق البحر..
من قال: حب الرجال ليس كالماء في الغربال؟
***
افترقنا، وها هو البياض الأخير.. يتسخ
كثلج المحطات حين تدوسه القطارات .. بهبابها..
مرة، كانت يدي عصفوراً يرتعش داخل يدك
ويرجوك ألا تطلق سراحه..
ولكن يدك كانت مشغولة بإطلاق الرصاص وحياكة الشعارات..
وها أنا ممتلئة بالوطن، والموت معاً..
يركض الصدى في كهوفي كالأرواح الضالة..
أكرس نفسي لرعاية فراقنا..
أحرس العنكبوت الذي يغزل بهدوء
خيوطه فوق صورتك في عيني..
والغبار يتراكم على شفتيك..
ومن سواد عينيك يتدلى الخفاش..
وداخل ثيابك، ينهمر الثلج حتى قاعك..
والنباتات التي شهدت زمننا معاً
تركض هاربة إلى الشارع
وتتسلق الشرفات المجاورة.
***
كيف تركنا الفراق يتناسل أعواماً..
في براري العنف المكهربة؟
وتركنا الرياء يرتدينا في ليل السهرات الاجتماعية؟
كيف ارتكبنا خيانة المطر؟
كيف تنصلنا من الصفاء في حانات الملذات اللزجة؟
كيف غدرنا بالرياح، وانحزنا إلى الستائر
وادعينا أنها أنجبت العاصفة؟..
ها هي الأطلال تقف على حاضرنا، وتضحك ساخرة
ولا تجدنا نستحق حتى البكاء!!.. ثم تهطل مطراً
كأم تغسل طفليها الملطخين بالوحل..
***
ها هي المدينة تهبط على المساء
ونساء سمينات يعلفن أطفالهن
ويبكين في زوايا المطبخ المعتمة
خيانات رجال يقامرون بالحب والوطن معاً..
نساء، يحكن خيوط الشيب بالمرارة البيضاء..
.. وها أنا أركض وحيدة تحت المطر، بلا رجل ولا وطن
وآلاف النوافذ ترمقني بعيونها المشتعلة العدوانية..
وكأية نعجة سوداء متمردة
أحيك خيوط حريتي بعيداً عن دروب القطيع..
وأحاول عبثاً اختراع مصير ثالث
لامرأة آتية من العالم الثالث..
"هل تريد أن تعرف سر قوتي؟
لا أحد أحبني حقاً قط"...
ها أنا أسقط،
لكنني مصرّة على ترك آثار أقدامي وآثار أقلامي
فوق عتمة الهاوية.. وبياض الورقة!!..

قيصر النساء
07-01-2018, 11:47 PM
عاشقة من أول لدغة



منذ ألف عام وأنا أحبك!
مثلك أنا، لا أؤمن بالحب من اللدغة الأولى
لكنني أعرف أننا التقينا من قبل
منذ عصور، داخل الخرافي الحقيقي.
وتعانقنا صورتين على صفحة مياه الأبدية
ولا يزال ظلك يلاحق ظلي عبر العصور
داخل المرايا الأزلية الغامضة للحب
ولا أزال ممتلئة بك في خواء القرون المتتابعة..
وثمة غجري، يضيء مصابيح الحنين
وهو ينشد على غيتاره
ما تخطّه لي فوق أوراق الريح من أشعار..
وثمة غجرية ضالة في غابات العصور
تطارد فتات خبز ذكرياتها الآتية معك
كي لا تضلّ الطريق إلى "الكوما" الروحية...

قيصر النساء
07-01-2018, 11:47 PM
عاشقة تمتطي حصان الحرية



من أي الأبواب أخطو إليك
ونحن أوصدناها بإتقان فيما بيننا،
وفخّخناها؟
كيف نسفنا الجسور ذات ليلة جنون
وزرعنا الألغام في الوادي، وأضرمنا الحرائق
وعاد كلّ منا إلى قواعده.. غير سالم؟
منذ افترقنا يا سيدي
وأنا أسقط في تلك البئر المعتمة داخلي..
أهوي وأتضرع كي ألامس القاع أخيراً..
***
حُبُكَ بعيد المدى
عابر للقارات الليلية والسنوات الضوئية للفراق..
ركبت طائرة الغربة هاربة منك،
فاكتشفت أنك ربانها..
هربت إلى فندق النسيان،
فاكتشفت أنك اشتريته في الليلة السابقة..
هربت في باخرة سياحية،
فوجدتها تحمل اسمك وبصماتك..
مضيت إلى جزر آكلي اللوتس،
فلقيت بناتها يهذين باسمك
وأشرق وجهك في غروب الشمس..
لا خلاص من حبك يا سيدي لبنان، إلا بالاستسلام..
***
أتذكّر غابة، تركض عبرها نار شفافة:
كنا عاشقين!
أتذكّر تفاحة بنفسجية، رمالاً بنفسجية
ثم تمتد يدك خضراء،
وعليها تركض أفراس العالم الجميلة..
وأتعلم الصهيل وخبب الليل وأحبو حتى عنقك..
أريد أن أتذكّر أنني أحببتك مرة حقاً
كي أضمك إلى السلك الديبلوماسي للذكريات
خارج حلبة حياتي الحاضرة.. وأتحدث عنك
ببرود قفاز أبيض، ووقار سفير، وحياد مشرط..
وأكرّسك ذكرى جميلة في حرم الماضي..
لا أجرؤ على الاعتراف أنك مشروع إعصار آت...
ولستَ حباً مات وفات
***
من يعاقب هذا السيد الحزن
لأن أهله رضوا ذات يوم
بمقاسمة الآخرين خبزهم وشمس حريتهم؟
أما زال الليل ينتظرنا عند منعطف التنهّدات
في تلك الجبال القمرية اللامنسية؟
أعترف بحزن أطفال المياتم: لقد أحببتك مرة
ثم قررت أنني نسيتك..
وأنا أصلي منذ ذلك الزمان الغابر
كي أكون قد نسيتك حقاً!!..
عيناك شاسعتان في المسافة بين الأرز والتبغ
والكرمة والياسمين والكرز والحرائق والمذابح
على طول الشواطئ والجبال حتى حافة جرح قلبي..
أتذكر كيف ركبت حصان الجنون إليك مرة،
وقفزت به من فوق أطفالك وأصدقائك ومجدك،
كأرعن في سباق عمى الحواجز..
ثم حدث خلل بسيط:
لقد أشرقت الشمس صباح اليوم التالي!
***
كنت أعرف أن أيامي معك
حبة سكر في فنجان شاي الصباح..
لكنني عاملت قطعة السكر كجزيرة. أقمت فوقها..
حملت جواز سفرها. نشرت راياتي. نثرت أوراقي..
دققت أوتاد خيامي. زرعت الصنوبر ودويكات الجبل...
ثم ذابت قطعة السكر، وخلّفتني في قعر الفنجان..
مرة، حفرت بئراً، فلم أجد النفط ولا الماء..
ووجدت الحبر!.. واكتشفت الحرية..
هذا قدري معك، أن لا نعيش حكايتنا
وأن أكتبها...
***
ضالة معك، تائهة، قلقة،
وضالة بدونك
مثل قطة أليفة أودعوها كيساً،
تمهيداً لرميها بعيداً في حقول فظة تجهلها..
وحين يداهمني أحد وأنا أستحضرك وأكتبك
أخاف أن تطل من نافذة عيني
فأخفيك جيداً بين أوراقي يا سيدي
وأغطيك بأسنان الضحكات القسرية الهزلية،
لكن اسمك يعلو بهدوء كمنطاد، ويتصدر الصفحات..
وأظل أكتب لك جرحي كل عام
ومن قطارات الغربة أمد لك رأسي
وأصرخ في وجه عالم متوحش
يقتلك أو لا يبالي بموتك:
كل عام وحبك سيدي يا لبنان.

قيصر النساء
07-01-2018, 11:48 PM
عاشقة منتصف الليل

عبثاً أطلق سراح نزواتي الغجرية
من حضورك المهيمن اللاملموس
عبثاً أنهال بفأسي على ظلك فوق جدار عمري
فينهدم الجدار، ويبقى الظل!...
لست من اللواتي يحوّلن الحب
إلى مروحة صدئة
لا تتقن غير الدوران في سقف الانتظار
وحبك يطلق سراحي حتى من حبك
لكنني كنت أشتهي أن يكون وجهك
أول وجه يطالعني مع زفرات أنفاس العام الجديد!

قيصر النساء
07-01-2018, 11:49 PM
عاشقة الأوهام الحقيقية

كثير من الأصباغ والأقنعة والقهقهات البكائية
كثير من ثرثرة دخان السجائر والأحلام الرثّة
كثير من القلّة والقحط..
وها أنا وسط ذلك الجنون الهذياني الموسمي
وحيدة في الركن، نملة على طاولة الكؤوس الثملة
أخط هذه السطور إليك
لأقص في ورقتي البيضاء نافذة
أقفز عبرها إلى الغابة
وأركض صوب ضوء كوخك.
شاسع هو الأفق الذي أعرفه،
شاسعة هي الآفاق التي أجهلها..
قلبي يحدثني: لا شيء هنا
لا شيء هناك
وحبك الوهمي
حقيقتي الوحيدة في هذا الخواء المريع..
ولولاك، لعمّرت هرماً من .. خيباتي!

قيصر النساء
07-01-2018, 11:50 PM
عاشقة السرّ

رجل ممحاة
أصابعه تمسح ضوضاء الذاكرة
وتعيد القلب سبورة نظيفة
لطباشير الأطفال الملوّنة.
رجل زئبق، تخسرينه إذا حاولت الإمساك به.
عصفور مستحيل يحترف إضرام النار في الأقفاص.
رجل مجرّة،
لا يطيق سجن البحر الشاسع
راحلاً أبداً إلى ما وراء جدار الأفق.
رجل كالخرافة يعبر النساء كالظل
في مواكب أمومة تنجب الدهشة.
رجل كاللغم الشهي فوق أرائك الانفجار الضوئي الملوّن
رجل الحضور الخفي،
الحاضر ولكن تحت جلدي، كالضوء داخل المصباح.
***
متأججة بحبك، مشتعلة بحرائق جنوني
ولكن داخل صَدَفة العقل المتكلسة
المتسترة حتى على دخان نيرانها السرّية..
وأصابع حبك تهزني من كتفي
كلما ذهبت لأنام، وتوقظني خلية بعد أخرى.
آه متى يتنهد الكسل ملاءاته البيض لسريري،
متى يهديني الكسلُ التثاؤب ووسائد الفتور؟

قيصر النساء
07-01-2018, 11:51 PM
عاشقة الأسرار العلنية

* أيتها المرأة، ماذا تريدين؟
- أريد المزيد من الأصابع
لأشير بها كلها إليك،
وأصرخ: هذا حبيبي.
* أيتها المرأة، كيف بدأت؟
- ولدت طبعة غير منقحة
لكتاب أحرقه جدي مرات ومرات...
ثم دفن بقاياه في الرمال والرماد..
ومنذ ألف عام وأنا أقضي عمري،
في إصدار طبعات جديدة له،
وأحاول تصحيح بعض الأخطاء..
التي اقترفوها ضد حياتي.. لضرورة الشعر!..
***
* أيتها المرأة، أين تعيشين؟
- في جمهورية العنكبوت، حيث يحكمون
على العاشقة ، بالإقامة الجبرية في ثقب الباب...
محرّم علينا الإقامة داخل المهرجان
لنشارك أهل البيت تقرير مصير الأسوار
ومحرّم علينا الرحيل بعيداً خارج سماعة الهاتف..
لقد غادرت أوكار الهمس،
وأعلنت أجنحتي ضد خفاش الخرائب...
وعلى خرائط اللعنات طرت إليك
وبوصلتي الصدق المتأجج تحت الشمس...
وعلى جبيني كتبت عنوانك
وألصقت رسمك طابع بريد..
***
* أيتها المرأة هل تحلمين؟
- حلمت أننا سمكتان شفافتان
تسبحان معاً في بحر أزرق شاسع..
وعيناك ترمقانني بنظرة كالموسيقي الحنون..
وحين استيقظت، لم يدهشني أن ماء البحر
كان لا يزال يقطر من شعري..
من يقنعني بأن ما أراه في أحلامي
لا يحدث لي حقاً؟
* أيتها المرأة، ما هو شعارك؟
- في العجلة السلامة، وفي التأني الندامة!
هكذا علّمني حبك...
***
* أيتها المرأة، علامَ تشهدين؟
- أشهد على مكتبة الجنون..
وأراها طردت صاحبها وتوّجت جرذانها وعناكبها..
وها هو خشب رفوفها،
يتحول ثانية إلى أشجار..
وها هي كتبها تقرأ جيداً وجوه القراء..
وتطرد معظمهم!
وثمة كتاب يلتهمني عند نافذة الحديقة...
* أيتها المرأة، هل تذكرين؟
- أعجز عن استحضار حكاية حبنا وتأملها
والتحديق فيها حريقاً بعد آخر
كما أعجز عن التحديق في الشمس..
* أيتها المرأة، ماذا يخيفك؟
- أخاف من الأشباح، وأحزن لأنني بعد موتي
سأتحوّل إلى شبح،
وسأخيف امرأة أخرى وحيدة مثلي!...

لـوسـيـفـر|Luci
07-08-2018, 01:44 PM
أحـسـنـت ... راقــي الـتـفـكـيـر



/archive/index.php/t-541541.htmlقصص نيك مثيرة site:rusmillion.ru/archive/index.php/t-462958.htmlجاسر 221 نسوانجيقصص سكس محارم نسوانجي مرات ابويا والجيران site:rusmillion.ruسكس بين شباب مبادل/archive/index.php/t-386301.html/archive/index.php/t-115125.html/archive/index.php/t-438580.htmlقصتي مع الجنس جماعي بين زوجي وأخي وزجته/archive/index.php/t-306425.htmlمنتديات نسوانجي عائلتي site:rusmillion.ruقصص سكس فشخ طيزيسكس يمني حبيبي خلاص صبرك حبيبتيقصه سكس لعبير العدنيقصص سكس انيك اختي الشرسة.comالمعلمة وانا المحلل قصص سكسقصص سكس بابا يعلمني كيف انيك ماما.com site:rusmillion.ru/archive/index.php/t-587567.htmlقصص.سكس.ونيك.بنات.من.اليمن site:rusmillion.ruقصة ام محمود سكس محارم. عرض سكسي/archive/index.php/t-428122.htmlمنتديات قصص سكس شواذ مع بابا الضخم site:rusmillion.ru/archive/index.php/t-290722.html/archive/index.php/t-97120.html/archive/index.php/t-299708.htmlنقاشي نسوانجي تجسس site:rusmillion.ru/archive/index.php/t-312543.html/archive/index.php/t-570057.htmlقصص سك اخ قصص سكس دياثة الاهانة/archive/index.php/t-5980.htmlصورسكس بنات مدارس العوايد/archive/index.php/t-239734.html/archive/index.php/t-392173.html/archive/index.php/t-97692.htmlقصص سكس جنودنسوانحي نقاشي تهرب اختيقصص نيك محارم امهات/archive/index.php/t-78938.html/archive/index.php/t-440640.html/archive/index.php/t-10409.html/archive/index.php/t-286400.htmlقصص سكس دخلو بقاانا سالب عايز رقم تليفون حد منوفي موجب ينيكني في طيزيلم اتخيل كسي الضيق يدخل فيه هذاالزب التخين ده قصه نيك خيانه/archive/index.php/t-520299.htmlقصص فشخ نجوي/archive/index.php/t-7015.htmlقصص سكس على شان اصرف على البيت/archive/index.php/t-519557.htmlقصص سيكس أخ واختو وفتح كسها وحملت منهو في مصر.com site:rusmillion.ru/archive/index.php/t-85327.htmlجارتي ناكتني بزب صناعي قصص شذوذقصه سكس مصوره في الصيدليهتشكيله كساس حلوة/archive/index.php/t-54509.htmlقصه سكس احمد والحاجقصص سكس الارشيف /archive/index.php/t-369717.htmlقصص سكس المكتبنيتك فى طيزيك قصص سكس طيز زوجتيقصص سكس مع عامل المزرعه/archive/index.php/t-323482.html/archive/index.php/t-591513.html/archive/index.php/t-32601.html/archive/index.php/t-214550.html/archive/index.php/t-105219.html/archive/index.php/t-370245.htmlجنس مع ابن زوجهاالمراهق/archive/index.php/t-168669.html/archive/index.php/t-154377.html/archive/index.php/t-60202.htmlقصص سكس خوات مصوره ومترجمةذب أخي فتح كسي صور سكس سوالب عرب بكل الاوضاعسكس مصري و عربيقصص زوجتي طلعت شرموطةقصتي مع الولد الصغير قصه سكأجمل قصص حب لواطقصص سكس نسوانجي محارم سوالب