لـوسـيـفـر|Luci
07-13-2018, 05:00 PM
حين تسير في شوارع أي مدينة عربية، فلن يكون من الصعب عليك أن ترى آلامًا تفيض في عيون الناس، فالحياة تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، لكن أعباء التغيير الذي يحدث في المجتمع تُثقل أكتاف الشباب وتدفعهم دفعًا نحو الشعور بالغربة حتى داخل وطنهم، وأرى أنّ هذا هو الوقت المناسب لطرح نقاط أربع تحتاج إلى معالجة عاجلة لانتشال شبابنا من دائرة الاكتئاب التي تتسع يومًا بعد يوم، وهي من أهم أسباب اكتئاب الشباب التي لن يتسع مقال واحد لذكرها:
1- عدم قدرته على تحقيق أحلامه
والتي غالبًا تحتاج إلى خبرات لا يتسنى له الحصول عليها؛ بسبب عدم انخراطه في الحياة العملية مبكرًا، بحكم الثقافة التي تسيطر على المجتمع حيث يظل تحت الرعاية المطلقة للأسرة لدرجة أنّه يحصل على نفقاته منها حتى سن الزواج، وربما تطور الأمر إلى ما بعد ذلك بسبب قلة فرص العمل المتاحة، والتي تزداد المنافسة للحصول عليها يومًا بعد يوم. لذلك، لا بد أن يعيد المجتمع نظره في هذا الأمر، ويطلق العنان للأبناء لبناء توجهاتهم الخاصة في الحياة، ولاعتراكها مبكرًا تحت مظلة من التوجيه الصحي، الذي يحفظه فقط من التجارب التي قد تودي به لما لا يُحمد عقباه.
2- القابلية للشعور بأنّه ضحية
هناك إحساس متجذر في الشخصية العربية، لا أعلم مصدره يدفعها لليأس السريع والتوقف عند المحطة الأولى أو الثانية على الأكثر في سلسلة المحاولات الطبيعية للنجاح، ثم التشكّي لإطلاق دفقات لا تتوقف من الألم كرد فعل غير مُبرر لعدم النجاح من المرة الأولي، والطامة الكبرى في من يؤيدونه من المحيطين بأنّه عمل ما كان ينبغي عليه عمله، وأنّ المشكلة في من حوله، وأنّه ضحية لمؤامرة كونية تُحاك ضده ليكون في عدادِ الفاشلين.
الحقيقة أنّه ينبغي على الثقافة العربية أن تتعرف إلى أبجديات النجاح، والتي حرفها الأول هو الفشل الذي يُراكم الخبرات التي لا نجاح بغيرها، فما النجاح سوى المحطة الأخيرة في طريق الفشل الطويل .
3- ثقافة الحرية الضائعة
الحرية تعني القدرة على الاختيار وهي ليست مطلقةً، وإنما تحدها ضوابط المجتمع، وفي الوقت الذي يطمح فيه الشباب العربي لحرية يحصل عليها شباب في مثل سنه في مجتمعات أخرى، فإنّ القيود المضروبة من حوله والمتمثلة في ندرة البدائل المتاحة بين يديه تجعله يشعر بأنّه مكبل، وفي حالة رفض للمجتمع تتبدى مظاهره في تدني مستوى إجادته في الاستفادة من الموارد المتاحة بالفعل بين يديه.
نصيحتي لمن أراد الحرية أن يُوجِد البدائل لكل صغير الحياة وكبيرها من حوله، وعندها يمكنه الاختيار بين متعدد، وتلك هي الحرية.
4- الحلول النموذجية الجاهزة
رغم الاختلاف الكبير بين المشكلات التي تطرحها نُظم التعليم المدرسي والجامعي، والمشكلات التي تطرحها الحياة، إلّا أنّ طريقة التعاطي مع المشكلات يظل سمةً شخصيةً نكتسبها صغارًا، ويظل تأثيرها يلاحقنا كبارًا حتى نسعى لتغييرها، فنظام التلقين في التعليم جعل من الشباب العربي أداةً لشحن المعلومات وتفريغها دون إعمال للعقل، أو اكتساب استراتيجيات التعامل مع المشكلات من حيث التوصيف والتكييف والفهم، وإيجاد الحلول وتطبيقها لمعرفة أفضلها في تحقيق النتيجة المرجوة.
لذا، كشباب عربي حين تجابهنا مشكلات جديدة في الحياة، نبحث عن الحلول الجاهزة، ثم نتململ إذا لم نجدها ونتشكّى الواقع، في حين أنّ المشكلات هي أمر طبيعي يدل وجودها على حركة المجتمعات، لكن تظل طريقة تعاطينا معها هي التي تحدد اطّراد هذه الحركة، إمّا للأمام أو للخلف.
التلقين لا بد أن يصبح من الماضي، والتعليم لا بد أن يتضمن حل مشكلات واقعية من خلال استراتيجيات علمية يتعلمها النَشْء الجديد.
أعتقد أنّ تعليمًا يرتبط بالواقع، ويعلّم حل المشكلات بطرق علمية دون البحث فقط عن حلول جاهزة، وأُسَر تطلق العنان لأبنائِها لاعتراك الحياة واكتساب الخبرات اللازمة للنجاح مبكرًا، ومساعدتهم على أن يحصلوا على استقلاليتهم المادية والفكرية قبل انتهاء السن الجامعي، وفهم الشباب لثقافة النجاح، وعدم الخوف من الفشل، والتغلب على شعور الضحية والمؤامرة الكونية من خلال إيجاد البدائل للقدرة على الاختيار. وبالتالي الحرية، كل ذلك هو المسار المضمون من وجهه نظري ليتمكن الشباب العربي من النجاح، والخروج من دائرة الإخفاقات المفرغة
1- عدم قدرته على تحقيق أحلامه
والتي غالبًا تحتاج إلى خبرات لا يتسنى له الحصول عليها؛ بسبب عدم انخراطه في الحياة العملية مبكرًا، بحكم الثقافة التي تسيطر على المجتمع حيث يظل تحت الرعاية المطلقة للأسرة لدرجة أنّه يحصل على نفقاته منها حتى سن الزواج، وربما تطور الأمر إلى ما بعد ذلك بسبب قلة فرص العمل المتاحة، والتي تزداد المنافسة للحصول عليها يومًا بعد يوم. لذلك، لا بد أن يعيد المجتمع نظره في هذا الأمر، ويطلق العنان للأبناء لبناء توجهاتهم الخاصة في الحياة، ولاعتراكها مبكرًا تحت مظلة من التوجيه الصحي، الذي يحفظه فقط من التجارب التي قد تودي به لما لا يُحمد عقباه.
2- القابلية للشعور بأنّه ضحية
هناك إحساس متجذر في الشخصية العربية، لا أعلم مصدره يدفعها لليأس السريع والتوقف عند المحطة الأولى أو الثانية على الأكثر في سلسلة المحاولات الطبيعية للنجاح، ثم التشكّي لإطلاق دفقات لا تتوقف من الألم كرد فعل غير مُبرر لعدم النجاح من المرة الأولي، والطامة الكبرى في من يؤيدونه من المحيطين بأنّه عمل ما كان ينبغي عليه عمله، وأنّ المشكلة في من حوله، وأنّه ضحية لمؤامرة كونية تُحاك ضده ليكون في عدادِ الفاشلين.
الحقيقة أنّه ينبغي على الثقافة العربية أن تتعرف إلى أبجديات النجاح، والتي حرفها الأول هو الفشل الذي يُراكم الخبرات التي لا نجاح بغيرها، فما النجاح سوى المحطة الأخيرة في طريق الفشل الطويل .
3- ثقافة الحرية الضائعة
الحرية تعني القدرة على الاختيار وهي ليست مطلقةً، وإنما تحدها ضوابط المجتمع، وفي الوقت الذي يطمح فيه الشباب العربي لحرية يحصل عليها شباب في مثل سنه في مجتمعات أخرى، فإنّ القيود المضروبة من حوله والمتمثلة في ندرة البدائل المتاحة بين يديه تجعله يشعر بأنّه مكبل، وفي حالة رفض للمجتمع تتبدى مظاهره في تدني مستوى إجادته في الاستفادة من الموارد المتاحة بالفعل بين يديه.
نصيحتي لمن أراد الحرية أن يُوجِد البدائل لكل صغير الحياة وكبيرها من حوله، وعندها يمكنه الاختيار بين متعدد، وتلك هي الحرية.
4- الحلول النموذجية الجاهزة
رغم الاختلاف الكبير بين المشكلات التي تطرحها نُظم التعليم المدرسي والجامعي، والمشكلات التي تطرحها الحياة، إلّا أنّ طريقة التعاطي مع المشكلات يظل سمةً شخصيةً نكتسبها صغارًا، ويظل تأثيرها يلاحقنا كبارًا حتى نسعى لتغييرها، فنظام التلقين في التعليم جعل من الشباب العربي أداةً لشحن المعلومات وتفريغها دون إعمال للعقل، أو اكتساب استراتيجيات التعامل مع المشكلات من حيث التوصيف والتكييف والفهم، وإيجاد الحلول وتطبيقها لمعرفة أفضلها في تحقيق النتيجة المرجوة.
لذا، كشباب عربي حين تجابهنا مشكلات جديدة في الحياة، نبحث عن الحلول الجاهزة، ثم نتململ إذا لم نجدها ونتشكّى الواقع، في حين أنّ المشكلات هي أمر طبيعي يدل وجودها على حركة المجتمعات، لكن تظل طريقة تعاطينا معها هي التي تحدد اطّراد هذه الحركة، إمّا للأمام أو للخلف.
التلقين لا بد أن يصبح من الماضي، والتعليم لا بد أن يتضمن حل مشكلات واقعية من خلال استراتيجيات علمية يتعلمها النَشْء الجديد.
أعتقد أنّ تعليمًا يرتبط بالواقع، ويعلّم حل المشكلات بطرق علمية دون البحث فقط عن حلول جاهزة، وأُسَر تطلق العنان لأبنائِها لاعتراك الحياة واكتساب الخبرات اللازمة للنجاح مبكرًا، ومساعدتهم على أن يحصلوا على استقلاليتهم المادية والفكرية قبل انتهاء السن الجامعي، وفهم الشباب لثقافة النجاح، وعدم الخوف من الفشل، والتغلب على شعور الضحية والمؤامرة الكونية من خلال إيجاد البدائل للقدرة على الاختيار. وبالتالي الحرية، كل ذلك هو المسار المضمون من وجهه نظري ليتمكن الشباب العربي من النجاح، والخروج من دائرة الإخفاقات المفرغة