احمد رشوان
07-16-2018, 07:49 AM
ثمــن الحيــــــــــــــــــــاة
==============
قصـــــــــة قصيـــــــــــــرة
بقلـــم / احمــد حسـين
==============
كانت اغلى شيء في حياته .. بل كانت كل حياته .. يذكر لحظة ميلادها .. مجهولة الملامح .. ومع هذا تشبه كثيرا امها .. رآها بقلبه وليس بعينه .. ثم يتذكرها الآن .. تقتطف سنوات العمر من الحياة .. وتستأثر بالبهجة لتنشرها على وجه وقلب كل احبابها .. ثلاثتنا كنا نكون الحياة .. حتى عندما فارقتنا امها على وعد باللقاء في حياة اجمل .. تطوعت عمتها " شقيقتي " . بالقيام بمهام الأم .. خاصة وقد استقبلت عامها الخامس والثلاثون بدون زوج .. لم تكن هدى قد بلغت الرابعة عشر .. فأصبحنا .. بعد ان كنا نحيا معها .. نحيا لها .. ما أرق خجلها عندما كانت تلح في الانفراد بعمتها لاستشارتها في احد امورها الانثوية المبكرة .. وقتها رأيتها بعين الخيال في ثوبها الأبيض على عرش زفافها بجوار من يختاره قلبها .. وعدتها دون فصح باني سأترك لها حرية الاختيار على ان يكون دوري انا وعمتها .. مجرد النصيحة .. لم احرمها من شيء خاصة وان **** من على بالكثير من نعمه .. ها هي تكمل عامها الثامن عشر زهرة متفتحة بين شموع عيد ميلادها .. ملكة متوجة بين أصدقائها وزملائها .. كانت همسات عينها ترسل في الخفاء برقيات حب لأحدهم .. من وراء الباب الزجاجي لمكتبي أشرت لعمتها .. فحضرت .. سالتها عنه .. أجابت بانه هشام نجل متولي الشيخ أحد أثرياء الصدفة .. للوهلة الاولى .. لم أسترح له .. سألتني عمتها السؤال المعتاد .. فأجبتها نفس الإجابة .. لأنني لا أريد كبح جماح حرية هدى وأصدقائها .. خاصة ان ظهور أصحاب الشعر الأبيض في مثل هذه الحفلات يقلل من وهج الشباب .. تحريت عن هشام .. اكدت تحرياتي مخاوفي .. فهو شاب عديم المسئولية .. له الكثير من العلاقات النسائية معتمدا على وسامته ومال ونفوذ والده .. أوصلت تلك المعلومات لهدى عن طريق عمتها .. فطمانتها هدى انها على علم بكل شيء وأن هذه المعلومات من الماضي .. اما الحاضر والمستقبل فقد وعدها بانه لها وحدها .. وصدقته هدى تحت تأثير الحب .. وصدقته عمتها نتيجة لعدم خبرتها .. وصدقت أنا .. بدون مبرر .. بعد فترة أخبرت هدى عمتها ان هشام سيأتي مع والده للتعرف على والدها وطلب يدها .. بعد نتيجة الليسانس .. أراحني هذا الوعد متمنيا صدقه .. نجح هشام النجاح الذي لا يحتاجه .. فعمله مضمون في شركة والده الكبرى وبقى أقل من شهر على عودة هدى للجامعة .. تغير كل شيء في هدى في تلك الفترة .. فقد كانت تغتصب البسمة من شفتيها امامي .. استنجدت بشقيقتي . كان علمها عن هدى أقل من علمي قررت سؤال هدى نفسها .. انتظرتها .. فقد طلبت الخروج مبكرا لزيارة قبر أمها .. ولكن قبل أن يقتلني القلق عليها .. دق جرس الباب .. جاء من يخبرني أنهم .. عثروا على هدى غريقة في منطقة نائية من النيل .. ولم ادر بالدنيا كلها .. أحسست بأنني قتلت بل ذبحت بدم بارد .. جريت والدم ينزف من قلبي .. وعقلي إلى المستشفى .. عند وصولي أخبرني الطبيب أنها اختارت هذه المنطقة النائية خشية أن ينقذها أحدهم .. لانها .. لأنها كانت حامل في بداية شهرها الرابع .. الرحمة يا إلهي .. هل استطعت فعلا تحمل كل هذا .. وانا مازلت حيا .. أشك في هذا .. برجاء أب ملكوم .. طلبت من الطبيب التستر على سمعة هذا الشبح الذي امامه .. فوعدني .. وكان وفيا بالوعد ..
بعد ثلاث سنوات أمضيتها بالريف في عزلة كاملة عن العالم الذي اخذ كل أحبابي وتركني اتجرع الام فراقهم .. قررت العودة .. فقط .. من اجل الانتقام لأبنتي .. عن طريق أحد أصدقائي الذي أأمن حفظه لسري وسر ابنتي .. عرفت انها حملت من هشام .. وأنها ترجته أن يتقدم للزواج منها .. على أن يطلقها لو أراد بعد أسبوع واحد .. فرفض .. بل نعتها نعتا لم تتحمله .. فقررت مواجهة الموت قبل أن تواجه أباها .. كان متولي الشيخ والد هشام يعمل في مجالات عدة .. فتحايلت للتعرف عليه صدفة في احد الحفلات .. شيئا .. فشيئا .. نشات بيننا علاقة عمل بعد ان بحت له بأني مهموم في كيفية استثمار اموالي العائد بها من الخليج بعد شقاء واحد وعشرون عاما .. تبين لي .. أن فعلا .. الولد سر أبيه .. فقد كان الوالد كولده شهوانيا .. وأن كانت شهوة الوالد في جمع المال .. بعد فترة عرفني بأبنه هشام وأخبرني أنه سيكون الشريك الحقيقي لي .. بصعوبة بالغة .. أمسكت جماح نفسي المتعطشة لكسر عنق قاتل ابنتي .. بدأت في تنفيذ خطتي .. طلبت من ذلك الكريه إعداد عقد الشركة بسرعة .. واتفقنا على اللقاء يوم الأحد بشقتي .. أكون قد سحبت من البنك حصتي في الشركة .. كنت قد اجرت شقة بإحدى المناطق الهادئة بالعاصمة .. يوم الأحد .. الساعة الحادية عشرة صباحا .. اتصلت بهشام على تليفونه المحمول .. أخبرته بان الأزمة المرضية قد فاجأتني عقب خروجي من البنك .. فاستلزت بكافي شوب بجوار البنك .. وطلبت منه الحضور مسرعا .. تظاهرت بالإعياء أمام الجرسون .. الذي أخبر هشام انه عرض علي الذهاب لمستشفى او استدعاء طبيب .. لكنه فضل انتظارك .. تمالكت نفسي وانا استند على هذا المقزز .. طلبت منه حمل شنطة النقود والتوجه بي مسرعا لمنزلي .. موضحا له انها أزمة معتادة .. وأنني نسيت الدواء بالمنزل . ساعد بواب العمارة هشام في ايصالي لباب الشقة .. استلقيت على فراشي .. طلبت من هشام أن يضع 15 نقطة من زجاجة الدواء على نصف كوب من المياه التي بجواري زجاجتها على المنضدة .. نفذ حرفيا ما طلبته .. لكنه اخبرني ان النقط اكملت اثنا عشر فقط نقطة وفرغت .. اعلمته بجدواهم .. طلبت منه في خجل مصطنع ان يحتفظ بالزجاجة بجيبه على ان يحاول إحضار مثلها لي عند عودته بالعقد مساءا .. نظرا لندرتها .. طلبت منه العودة لعمله فإنني قد سرت بخير .. خاصة ان شقيقتي ستاتي بعد أقل من نصف ساعة لحظة خروجه .. ألححت عليه .. بأخذ شنطة النقود معه .. ولما أبدى دهشته تملقته قائلا .. أنني أأتمنته على حياتي فكان نعم الامين .. فكيف لا أأتمنه على بعض النقود ولو كثروا .. ثم ان تلك الاموال ستأول إليه مساءا فور توقيع عقد الشركة .... بعد رحيل أنفاسه الخانقة عن الشقة .. خرجت شقيقته من الغرفة المختبئة فيها .. نظرت إليه من خلال دموعها .. قائلة .. خلاص يا سامي .. أومأ برأسه .. طلب منها والالم يعتصره سرعة الاتصال بالشرطة بعد مغادرة الشقة من السلم الخلفي كما جاءت .. ردت بنواح .. تفتكر ؟ .. قاطعها بعنف مؤلم .. ما تخافيش .. زجاجة الدواء بجيبه .. والأموال معه .. والبواب وجرسون الكافي شوب وموظفي البنك الذي سحبت منه المبلغ سيقومون بالواجب ...... بعد أكثر من عام ..... وقفت شقيقته وصديقه الوحيد امام مقبرة العائلة التي تطوي جثمان ثلاثي الحياة .. يقرأان الفاتحة على أرواحهم .. فاليوم .. اليوم فقط .. تـــــم تنفيـــــذ حكم الإعــــــــدام في هشــــــــــــام .
==============
قصـــــــــة قصيـــــــــــــرة
بقلـــم / احمــد حسـين
==============
كانت اغلى شيء في حياته .. بل كانت كل حياته .. يذكر لحظة ميلادها .. مجهولة الملامح .. ومع هذا تشبه كثيرا امها .. رآها بقلبه وليس بعينه .. ثم يتذكرها الآن .. تقتطف سنوات العمر من الحياة .. وتستأثر بالبهجة لتنشرها على وجه وقلب كل احبابها .. ثلاثتنا كنا نكون الحياة .. حتى عندما فارقتنا امها على وعد باللقاء في حياة اجمل .. تطوعت عمتها " شقيقتي " . بالقيام بمهام الأم .. خاصة وقد استقبلت عامها الخامس والثلاثون بدون زوج .. لم تكن هدى قد بلغت الرابعة عشر .. فأصبحنا .. بعد ان كنا نحيا معها .. نحيا لها .. ما أرق خجلها عندما كانت تلح في الانفراد بعمتها لاستشارتها في احد امورها الانثوية المبكرة .. وقتها رأيتها بعين الخيال في ثوبها الأبيض على عرش زفافها بجوار من يختاره قلبها .. وعدتها دون فصح باني سأترك لها حرية الاختيار على ان يكون دوري انا وعمتها .. مجرد النصيحة .. لم احرمها من شيء خاصة وان **** من على بالكثير من نعمه .. ها هي تكمل عامها الثامن عشر زهرة متفتحة بين شموع عيد ميلادها .. ملكة متوجة بين أصدقائها وزملائها .. كانت همسات عينها ترسل في الخفاء برقيات حب لأحدهم .. من وراء الباب الزجاجي لمكتبي أشرت لعمتها .. فحضرت .. سالتها عنه .. أجابت بانه هشام نجل متولي الشيخ أحد أثرياء الصدفة .. للوهلة الاولى .. لم أسترح له .. سألتني عمتها السؤال المعتاد .. فأجبتها نفس الإجابة .. لأنني لا أريد كبح جماح حرية هدى وأصدقائها .. خاصة ان ظهور أصحاب الشعر الأبيض في مثل هذه الحفلات يقلل من وهج الشباب .. تحريت عن هشام .. اكدت تحرياتي مخاوفي .. فهو شاب عديم المسئولية .. له الكثير من العلاقات النسائية معتمدا على وسامته ومال ونفوذ والده .. أوصلت تلك المعلومات لهدى عن طريق عمتها .. فطمانتها هدى انها على علم بكل شيء وأن هذه المعلومات من الماضي .. اما الحاضر والمستقبل فقد وعدها بانه لها وحدها .. وصدقته هدى تحت تأثير الحب .. وصدقته عمتها نتيجة لعدم خبرتها .. وصدقت أنا .. بدون مبرر .. بعد فترة أخبرت هدى عمتها ان هشام سيأتي مع والده للتعرف على والدها وطلب يدها .. بعد نتيجة الليسانس .. أراحني هذا الوعد متمنيا صدقه .. نجح هشام النجاح الذي لا يحتاجه .. فعمله مضمون في شركة والده الكبرى وبقى أقل من شهر على عودة هدى للجامعة .. تغير كل شيء في هدى في تلك الفترة .. فقد كانت تغتصب البسمة من شفتيها امامي .. استنجدت بشقيقتي . كان علمها عن هدى أقل من علمي قررت سؤال هدى نفسها .. انتظرتها .. فقد طلبت الخروج مبكرا لزيارة قبر أمها .. ولكن قبل أن يقتلني القلق عليها .. دق جرس الباب .. جاء من يخبرني أنهم .. عثروا على هدى غريقة في منطقة نائية من النيل .. ولم ادر بالدنيا كلها .. أحسست بأنني قتلت بل ذبحت بدم بارد .. جريت والدم ينزف من قلبي .. وعقلي إلى المستشفى .. عند وصولي أخبرني الطبيب أنها اختارت هذه المنطقة النائية خشية أن ينقذها أحدهم .. لانها .. لأنها كانت حامل في بداية شهرها الرابع .. الرحمة يا إلهي .. هل استطعت فعلا تحمل كل هذا .. وانا مازلت حيا .. أشك في هذا .. برجاء أب ملكوم .. طلبت من الطبيب التستر على سمعة هذا الشبح الذي امامه .. فوعدني .. وكان وفيا بالوعد ..
بعد ثلاث سنوات أمضيتها بالريف في عزلة كاملة عن العالم الذي اخذ كل أحبابي وتركني اتجرع الام فراقهم .. قررت العودة .. فقط .. من اجل الانتقام لأبنتي .. عن طريق أحد أصدقائي الذي أأمن حفظه لسري وسر ابنتي .. عرفت انها حملت من هشام .. وأنها ترجته أن يتقدم للزواج منها .. على أن يطلقها لو أراد بعد أسبوع واحد .. فرفض .. بل نعتها نعتا لم تتحمله .. فقررت مواجهة الموت قبل أن تواجه أباها .. كان متولي الشيخ والد هشام يعمل في مجالات عدة .. فتحايلت للتعرف عليه صدفة في احد الحفلات .. شيئا .. فشيئا .. نشات بيننا علاقة عمل بعد ان بحت له بأني مهموم في كيفية استثمار اموالي العائد بها من الخليج بعد شقاء واحد وعشرون عاما .. تبين لي .. أن فعلا .. الولد سر أبيه .. فقد كان الوالد كولده شهوانيا .. وأن كانت شهوة الوالد في جمع المال .. بعد فترة عرفني بأبنه هشام وأخبرني أنه سيكون الشريك الحقيقي لي .. بصعوبة بالغة .. أمسكت جماح نفسي المتعطشة لكسر عنق قاتل ابنتي .. بدأت في تنفيذ خطتي .. طلبت من ذلك الكريه إعداد عقد الشركة بسرعة .. واتفقنا على اللقاء يوم الأحد بشقتي .. أكون قد سحبت من البنك حصتي في الشركة .. كنت قد اجرت شقة بإحدى المناطق الهادئة بالعاصمة .. يوم الأحد .. الساعة الحادية عشرة صباحا .. اتصلت بهشام على تليفونه المحمول .. أخبرته بان الأزمة المرضية قد فاجأتني عقب خروجي من البنك .. فاستلزت بكافي شوب بجوار البنك .. وطلبت منه الحضور مسرعا .. تظاهرت بالإعياء أمام الجرسون .. الذي أخبر هشام انه عرض علي الذهاب لمستشفى او استدعاء طبيب .. لكنه فضل انتظارك .. تمالكت نفسي وانا استند على هذا المقزز .. طلبت منه حمل شنطة النقود والتوجه بي مسرعا لمنزلي .. موضحا له انها أزمة معتادة .. وأنني نسيت الدواء بالمنزل . ساعد بواب العمارة هشام في ايصالي لباب الشقة .. استلقيت على فراشي .. طلبت من هشام أن يضع 15 نقطة من زجاجة الدواء على نصف كوب من المياه التي بجواري زجاجتها على المنضدة .. نفذ حرفيا ما طلبته .. لكنه اخبرني ان النقط اكملت اثنا عشر فقط نقطة وفرغت .. اعلمته بجدواهم .. طلبت منه في خجل مصطنع ان يحتفظ بالزجاجة بجيبه على ان يحاول إحضار مثلها لي عند عودته بالعقد مساءا .. نظرا لندرتها .. طلبت منه العودة لعمله فإنني قد سرت بخير .. خاصة ان شقيقتي ستاتي بعد أقل من نصف ساعة لحظة خروجه .. ألححت عليه .. بأخذ شنطة النقود معه .. ولما أبدى دهشته تملقته قائلا .. أنني أأتمنته على حياتي فكان نعم الامين .. فكيف لا أأتمنه على بعض النقود ولو كثروا .. ثم ان تلك الاموال ستأول إليه مساءا فور توقيع عقد الشركة .... بعد رحيل أنفاسه الخانقة عن الشقة .. خرجت شقيقته من الغرفة المختبئة فيها .. نظرت إليه من خلال دموعها .. قائلة .. خلاص يا سامي .. أومأ برأسه .. طلب منها والالم يعتصره سرعة الاتصال بالشرطة بعد مغادرة الشقة من السلم الخلفي كما جاءت .. ردت بنواح .. تفتكر ؟ .. قاطعها بعنف مؤلم .. ما تخافيش .. زجاجة الدواء بجيبه .. والأموال معه .. والبواب وجرسون الكافي شوب وموظفي البنك الذي سحبت منه المبلغ سيقومون بالواجب ...... بعد أكثر من عام ..... وقفت شقيقته وصديقه الوحيد امام مقبرة العائلة التي تطوي جثمان ثلاثي الحياة .. يقرأان الفاتحة على أرواحهم .. فاليوم .. اليوم فقط .. تـــــم تنفيـــــذ حكم الإعــــــــدام في هشــــــــــــام .