baher ellnemr
08-21-2018, 01:09 PM
ولما طوانى الدجـى والجـوى*** لقيت الهوى وعرفـت الهـوى
ففـى حانـة الليـل خـمـاره*** وتلـك النجيـمـات سـمـاره
وهمـس النسـائـم أســراره*** وتحـت خيـام الدجـى نـاره
وفى كل شيـئ يلـوح الهـوى*** ولكن لمـن ذاق طعـم الهـوى
طاهر أبو فاشا .. حانة الأقدار
هل ذقتى يوما طعم الهوى ؟ أكاد أقسم ان الاجابة : كلا ، فمن ذاق يعرف كيف تكون لوعة المشتاق و حرقة الساهر تحت نجيمات الليل و قمره ان انعم عليه بالضوء ليلة ، من ذاق يعذر حساسية المحب و حرقة القلب لو لم يجد فرحة اللقاء فى عينى محبه و لا الاصغاء لحديث الشوق من وجد مهجته ، من ذاق يرحم لسان المحب إن انعطف تجاه الحديث المباشر للبث من القلب فيطلق الرنين الذى ترجمته آذانك بكلمات ، كلمات !! هكذا تراها عيناك أو تسمعها أذناك ؟ حقا طوانى الدجى دهرا لكن ما عرفت الهوى قبلك يوما ، ما كان ذلك شفيعا لقلبى لديكِ و لا مستجيبا لتك الصرخات المتوالية المتتابعة فى جنح الليل أناجى بها حتى بلغت جوانحك من صدقها فاذكرى أول يوم ! هل كان كذبا حين استدعاكى و وصل مخترقا ظلام الليل إلى غرفتك ندائى ؟
و اتركى هذا اليوم و اذهبى لما بعده قليلا نحو موعد آخر شعرت فيه بانهيار قواى و انا اتلقى منك النصح ، كان وقعه أمر و أقسى على القلب من سيف محموم شق طريقه من اللحم الى العظم حتى اخترق صميم القلب ، جرح لا يندمل ، و ألم لا يتلاشى او يتضاءل ، غائرٌ فى تكوينات النفس و الروح ، و ليتنى بموعد للشفاء ، و ليت له طبيب غيرك كنت ذهبت إليه محمولا ، لكن كيف للنفسى أن ترضى بدواء الجرح على يد من جرح !
و اتركى كل هذا و اتركينا نستبق لنصل إلى مستودع الاسرار فانظرى فيه لتجدى ما بداخله لا يزال دون تحريف او تغيير ، سترين ما كان دون شرح منى لما مضى ، و ويل من تلك الكلمة .. ما مضى ، هل قد مضى ؟ هل انتهى عهد التآلف و انقضى ؟ حتى و إن كان الجواب بأنه حقا زمان الوصل ولى أو توارى خلف حجب الذكريات ، لكنه يوما سيخرج حين أرويه بنفسى أو أتركه رواية يتلقفها الرواة من يدى ليلقنوها درسا و موعظة لأمثالى ممن أراد لنفسه التغيير ..
سيرون ذاك القلب يعشق دون أن يلقى الجواب ، و يرونه فى كل حين يستغيث من العتاب ، و هل العتاب على ذنوب قد أتاها طائعا ؟ بل قد اتاها حين ظن بأن قلب الجار يخفق طيّعا ، لكنه ما قد خفق ، سيرون حبا عالقا وسط الطريق ، عيناه ترى نهايات كثيرة ، لكن ليس بيده الاختيار ، و حين ينظر خلفه يجد الطريق قد انقطع فلا رجوع ..
و انتظرت ان تأخذ بيدى كما كان من قبلى ينادى حينما كان فى الأشواق يغرق ، لكننى عجزت حتى عن الاستغاثة ، ما كان لى فى الهوى شبرا و لا باعا ، و لا رضيت ان اكون بين الرابضين اتّضاعا ، و لكن صمتى كان حفظا لما تبقى من القلب بعدما ناء انتزاعا ..
هل اختلفت قصتى عمن قبلى كما ادعيت ؟ نعم قد اختلفت ، فالكل كان ما بين فراق بعد حب ، أو ما بين شتات بعد وئام ، أما أنا فقد واجهت الفراق بعد فراق ، و الشتات بعد شتات ، فما عاهدت دربا من دروب الحيرة الا سرت فيه و أنا اجهل المسار و لا اجيد المسير ، تطوعت الاقدار لتجابه صمود الفارس و تجمعت المقادير لتواجه قلب العاشق فما أضعف حيلته ، و ما أقوى عزمه و أهونه !
ففـى حانـة الليـل خـمـاره*** وتلـك النجيـمـات سـمـاره
وهمـس النسـائـم أســراره*** وتحـت خيـام الدجـى نـاره
وفى كل شيـئ يلـوح الهـوى*** ولكن لمـن ذاق طعـم الهـوى
طاهر أبو فاشا .. حانة الأقدار
هل ذقتى يوما طعم الهوى ؟ أكاد أقسم ان الاجابة : كلا ، فمن ذاق يعرف كيف تكون لوعة المشتاق و حرقة الساهر تحت نجيمات الليل و قمره ان انعم عليه بالضوء ليلة ، من ذاق يعذر حساسية المحب و حرقة القلب لو لم يجد فرحة اللقاء فى عينى محبه و لا الاصغاء لحديث الشوق من وجد مهجته ، من ذاق يرحم لسان المحب إن انعطف تجاه الحديث المباشر للبث من القلب فيطلق الرنين الذى ترجمته آذانك بكلمات ، كلمات !! هكذا تراها عيناك أو تسمعها أذناك ؟ حقا طوانى الدجى دهرا لكن ما عرفت الهوى قبلك يوما ، ما كان ذلك شفيعا لقلبى لديكِ و لا مستجيبا لتك الصرخات المتوالية المتتابعة فى جنح الليل أناجى بها حتى بلغت جوانحك من صدقها فاذكرى أول يوم ! هل كان كذبا حين استدعاكى و وصل مخترقا ظلام الليل إلى غرفتك ندائى ؟
و اتركى هذا اليوم و اذهبى لما بعده قليلا نحو موعد آخر شعرت فيه بانهيار قواى و انا اتلقى منك النصح ، كان وقعه أمر و أقسى على القلب من سيف محموم شق طريقه من اللحم الى العظم حتى اخترق صميم القلب ، جرح لا يندمل ، و ألم لا يتلاشى او يتضاءل ، غائرٌ فى تكوينات النفس و الروح ، و ليتنى بموعد للشفاء ، و ليت له طبيب غيرك كنت ذهبت إليه محمولا ، لكن كيف للنفسى أن ترضى بدواء الجرح على يد من جرح !
و اتركى كل هذا و اتركينا نستبق لنصل إلى مستودع الاسرار فانظرى فيه لتجدى ما بداخله لا يزال دون تحريف او تغيير ، سترين ما كان دون شرح منى لما مضى ، و ويل من تلك الكلمة .. ما مضى ، هل قد مضى ؟ هل انتهى عهد التآلف و انقضى ؟ حتى و إن كان الجواب بأنه حقا زمان الوصل ولى أو توارى خلف حجب الذكريات ، لكنه يوما سيخرج حين أرويه بنفسى أو أتركه رواية يتلقفها الرواة من يدى ليلقنوها درسا و موعظة لأمثالى ممن أراد لنفسه التغيير ..
سيرون ذاك القلب يعشق دون أن يلقى الجواب ، و يرونه فى كل حين يستغيث من العتاب ، و هل العتاب على ذنوب قد أتاها طائعا ؟ بل قد اتاها حين ظن بأن قلب الجار يخفق طيّعا ، لكنه ما قد خفق ، سيرون حبا عالقا وسط الطريق ، عيناه ترى نهايات كثيرة ، لكن ليس بيده الاختيار ، و حين ينظر خلفه يجد الطريق قد انقطع فلا رجوع ..
و انتظرت ان تأخذ بيدى كما كان من قبلى ينادى حينما كان فى الأشواق يغرق ، لكننى عجزت حتى عن الاستغاثة ، ما كان لى فى الهوى شبرا و لا باعا ، و لا رضيت ان اكون بين الرابضين اتّضاعا ، و لكن صمتى كان حفظا لما تبقى من القلب بعدما ناء انتزاعا ..
هل اختلفت قصتى عمن قبلى كما ادعيت ؟ نعم قد اختلفت ، فالكل كان ما بين فراق بعد حب ، أو ما بين شتات بعد وئام ، أما أنا فقد واجهت الفراق بعد فراق ، و الشتات بعد شتات ، فما عاهدت دربا من دروب الحيرة الا سرت فيه و أنا اجهل المسار و لا اجيد المسير ، تطوعت الاقدار لتجابه صمود الفارس و تجمعت المقادير لتواجه قلب العاشق فما أضعف حيلته ، و ما أقوى عزمه و أهونه !