Kamal Mahsoub
07-04-2018, 03:01 PM
تضرب العرب هذا المثل على من ارتكب الخطأ و حاك فى صدره حتى ضاق به و تملكه الفزع و أوشك من كثرة شكه بنفسه ، و من كثرة خوفه ان يفتضح امره ، اوشك ان يقول: انا المخطئ فخذوني ، فتقول العرب: «كاد المريب ان يقول خذوني» .
/ />
و يتوازى هذا المثل تماما مع مثل شعبى آخر يقول ( اللى على راسه بطحه بيحسس عليها ) .. و عادةً ما يُستخدم هذا المثل عندما نكون فى معرض الحديث بشكل عام دون تخصيص أحد أو موقف بعينه ، فتجد أحدهم قد شعر بالإساءة من كلامك أو حاول أن يدافع فيخرج دفاعه من صميم صميم قلبه كأن الحديث عنه ، وهنا يتضح تماما أنه قد اعتبر كلماتك قصفا لجبهته أو ان يكون المقصود بكلامك أن هذا الرجل ينطبق عليه ذلك الحديث ، و لذلك تحدث وفضح نفسه ، او اتبع طريقته المعهودة فى الرد من أسفل المنضدة ليدفع عن نفسه ما تضرر منه ..
و نعود لقصة هذا المثل، فنجدها قد تختلف قليلًا من مكان لمكان و تسمعها بأكثر من رواية ، و لكنها تحمل ذات الفكرة الرئيسية بشكل عام ، و أقوى الآراء أنها تحكي عن رجل كان يعيش في قرية صغيرة ، و كان لديه بعض الدجاج ، و لكن كل فترة يجد أن عدد الدجاج ينقص ، أي أن هناك من يسرق منه ، ففاض صبر الرجل من الأمر و ما كان منه إلا أن ذهب إلى حكيم القرية ليشكو أمره إليه لعله يجد له حلا أو طريقة تفسر له ذلك أو تفضح أمر السارق ، وأيضًا قال له أن الأشخاص الموجودين في القرية قليلون ولا يستطيع اتهام أي أحد منهم بالسرقة ، فطمأنه الحكيم وهدأ من روعه وقال له لا تقلق سنجد السارق فعندي طريقة لنعرفه بها ..
و بعدما فكر الحكيم مليّاً واستخدم حكمته وحنكته ليكتشف السارق ، طلب بجمع الناس في اليوم التالي ، و تحدث لهم الحكيم عن الأمانة و السرقة ، و في نهاية الجلسة ذكر أمر السرقة التي حصلت ، وقال خلال حديثه : “تخيلو أن السارق يجلس بيننا وقد نسي إزالة الريش عن رأسه” ، وفي هذه اللحظة ما كان من السارق إلّا أن وضع يده على رأسه للتحقق ، مع العلم بأنه لم يكن معروفًا ، ولكن حركته هذه قد كشفته .
و فى مجتماعتنا كذلك ، ما إن تتحدث أو تتكلم فى امر يخص العامة بين الناس كالحديث عن الفساد او التحرش او الرشاوى مثلا إلا و تجد بينهم من بدأ يرد و بالغ فى الدفاع حتى تكتشف ما بين حروفه أنه لا يجادل من فراغ ، و ذكر لى احد الأصدقاء مرة أنه كان يتحدث بين الناس عن الضمير المهنى ، دون أن يقصد الاساءة لأحد ، و كان هناك معلم بين المستمعين ، فلقيه فى اليوم التالى و قال له ان ابنك - و هو تلميذ لديه فى الفصل - تلميذ مشاغب و لا يصلح للتعليم و قد بذلت معه أقصى الجهد و لم أطلب منه أن يأتى ليأخذ عندى دروس خصوصية لأنه فاشل ، و هكذا فهم الرجل ما وراء حوار المعلم من توهم أنه قصده فى حواره عن الضمير المهنى و هى العادة دائما أن المريب دوما قد يقول بنفسه ( خذونى ) .
/ />
و يتوازى هذا المثل تماما مع مثل شعبى آخر يقول ( اللى على راسه بطحه بيحسس عليها ) .. و عادةً ما يُستخدم هذا المثل عندما نكون فى معرض الحديث بشكل عام دون تخصيص أحد أو موقف بعينه ، فتجد أحدهم قد شعر بالإساءة من كلامك أو حاول أن يدافع فيخرج دفاعه من صميم صميم قلبه كأن الحديث عنه ، وهنا يتضح تماما أنه قد اعتبر كلماتك قصفا لجبهته أو ان يكون المقصود بكلامك أن هذا الرجل ينطبق عليه ذلك الحديث ، و لذلك تحدث وفضح نفسه ، او اتبع طريقته المعهودة فى الرد من أسفل المنضدة ليدفع عن نفسه ما تضرر منه ..
و نعود لقصة هذا المثل، فنجدها قد تختلف قليلًا من مكان لمكان و تسمعها بأكثر من رواية ، و لكنها تحمل ذات الفكرة الرئيسية بشكل عام ، و أقوى الآراء أنها تحكي عن رجل كان يعيش في قرية صغيرة ، و كان لديه بعض الدجاج ، و لكن كل فترة يجد أن عدد الدجاج ينقص ، أي أن هناك من يسرق منه ، ففاض صبر الرجل من الأمر و ما كان منه إلا أن ذهب إلى حكيم القرية ليشكو أمره إليه لعله يجد له حلا أو طريقة تفسر له ذلك أو تفضح أمر السارق ، وأيضًا قال له أن الأشخاص الموجودين في القرية قليلون ولا يستطيع اتهام أي أحد منهم بالسرقة ، فطمأنه الحكيم وهدأ من روعه وقال له لا تقلق سنجد السارق فعندي طريقة لنعرفه بها ..
و بعدما فكر الحكيم مليّاً واستخدم حكمته وحنكته ليكتشف السارق ، طلب بجمع الناس في اليوم التالي ، و تحدث لهم الحكيم عن الأمانة و السرقة ، و في نهاية الجلسة ذكر أمر السرقة التي حصلت ، وقال خلال حديثه : “تخيلو أن السارق يجلس بيننا وقد نسي إزالة الريش عن رأسه” ، وفي هذه اللحظة ما كان من السارق إلّا أن وضع يده على رأسه للتحقق ، مع العلم بأنه لم يكن معروفًا ، ولكن حركته هذه قد كشفته .
و فى مجتماعتنا كذلك ، ما إن تتحدث أو تتكلم فى امر يخص العامة بين الناس كالحديث عن الفساد او التحرش او الرشاوى مثلا إلا و تجد بينهم من بدأ يرد و بالغ فى الدفاع حتى تكتشف ما بين حروفه أنه لا يجادل من فراغ ، و ذكر لى احد الأصدقاء مرة أنه كان يتحدث بين الناس عن الضمير المهنى ، دون أن يقصد الاساءة لأحد ، و كان هناك معلم بين المستمعين ، فلقيه فى اليوم التالى و قال له ان ابنك - و هو تلميذ لديه فى الفصل - تلميذ مشاغب و لا يصلح للتعليم و قد بذلت معه أقصى الجهد و لم أطلب منه أن يأتى ليأخذ عندى دروس خصوصية لأنه فاشل ، و هكذا فهم الرجل ما وراء حوار المعلم من توهم أنه قصده فى حواره عن الضمير المهنى و هى العادة دائما أن المريب دوما قد يقول بنفسه ( خذونى ) .