baher ellnemr
08-26-2018, 03:23 PM
اعتاد القلب فى الليل ان يجبر اللسان على الصمت ليتولى هو الحديث ، حديث القلب لما قد استيقظ من جوارح أو جوانح لا جديد ، الكل مستيقظ يستمع للشكوى ، و القلب يروى و العين تصدق ما يقول او تكذبه ، تتولى هى و الأذن مهمة الشاهد فى القضية ، و بعدما تنتهى الجلسة يقضى القلب على القلم بالحبس بين الاوراق ليجسد ما يدور ، فينقل ما بثته الجوانح و الجوارح ثم يلقى بما يقر .. كان الحبس فى اوائل ايامه مرا بطعم الصبر ، لا متعة فيه الا الذكرى ، حتى و ان كانت مريرة ، لكنها ذكرى انيس القلب ..
كثيرا ما أرقنى و أسهد ليلى حتى يكتب القلم ، و يوما بعد يوم اصبح القلم يكتب بلا املاء ، بلا جلسات المحاكمة او التقاضى و الاختصام ، و كتب جسرا من الاوراق حتى اليوم ، ما دعانى أى داعٍ للسكوت ، فسلوتى صارت فى تلك الزنزانة التى قضى القلب بسجنى فيها ، لا سمير لى إلا الورق ، و القلم يسير دون أمر ليخط ما أراد له القلب أن يكتب ، تلك الليالى جعلت من الصبر متعة ، و كبلت حروف النداء بقيود ما استطاعت كسرها و لا أرادت ..
و النوم فى تلك الليالى كان بدعة ، او صنعة المحترف يتقن كيف ينسجها على العقل الذى رفض المنام او الغفلة ، ما كان نومى الا جبرا ما بين دقائق او سويعات قليلة ، أفيق بعدها و أنا ألعن النوم الذى جعلنى أرى الذكريات حلما سعيدا تمنيت لو تحقق ، لكن متعة الحلم توقظنى على مرارة الواقع فيزيد احساسى بها ، لكنه طلب الجسد ، لولاه ما كان المنام و لا احلامه ، ما كان الا اليقظة المرهقة التى تجعل التفكير نصف ، و الهم نصف ..
و اعود للنجوى الى النفس بحديث يعتمل كثيرا فى القلب بما انطبع فيه من خطوط الدرب و خرائط الاحداث ، و تتهاوى صخور الجبل الشامخ فى النفس و تتداعى متتابعة فى لحظة انهيار عندما تتردد فى السمع تلك الكلمات التى كانت تنحر فى كبريائى يوما بعد يوم كبحر ينحت البر بمده و جزره حتى أكل نصف اليابسة ، و كان الاستعداد لتآكل النصف الآخر مع البقاء ، و يتذكر القلب تمرده حينما انتصر العقل على ثورته ..
و تتبين من الشرفات حدودى الحقيقية فى موطنى ، فاعيث فى جنباته فسادا ، ألم يكن هنا اللقاء ، و لكل موطن طبيعته و أعرافه ، و قد كنت فيه على غير طبيعته فكنت غريبا ، حتى مع الصدق كنت لا ألقى الا الكذب ، و حينها آن الأوان لأن أكون على المنصة ، فشاهدوا كيف أكون حينما اعتليها ، لن يجارينى احد .
كثيرا ما أرقنى و أسهد ليلى حتى يكتب القلم ، و يوما بعد يوم اصبح القلم يكتب بلا املاء ، بلا جلسات المحاكمة او التقاضى و الاختصام ، و كتب جسرا من الاوراق حتى اليوم ، ما دعانى أى داعٍ للسكوت ، فسلوتى صارت فى تلك الزنزانة التى قضى القلب بسجنى فيها ، لا سمير لى إلا الورق ، و القلم يسير دون أمر ليخط ما أراد له القلب أن يكتب ، تلك الليالى جعلت من الصبر متعة ، و كبلت حروف النداء بقيود ما استطاعت كسرها و لا أرادت ..
و النوم فى تلك الليالى كان بدعة ، او صنعة المحترف يتقن كيف ينسجها على العقل الذى رفض المنام او الغفلة ، ما كان نومى الا جبرا ما بين دقائق او سويعات قليلة ، أفيق بعدها و أنا ألعن النوم الذى جعلنى أرى الذكريات حلما سعيدا تمنيت لو تحقق ، لكن متعة الحلم توقظنى على مرارة الواقع فيزيد احساسى بها ، لكنه طلب الجسد ، لولاه ما كان المنام و لا احلامه ، ما كان الا اليقظة المرهقة التى تجعل التفكير نصف ، و الهم نصف ..
و اعود للنجوى الى النفس بحديث يعتمل كثيرا فى القلب بما انطبع فيه من خطوط الدرب و خرائط الاحداث ، و تتهاوى صخور الجبل الشامخ فى النفس و تتداعى متتابعة فى لحظة انهيار عندما تتردد فى السمع تلك الكلمات التى كانت تنحر فى كبريائى يوما بعد يوم كبحر ينحت البر بمده و جزره حتى أكل نصف اليابسة ، و كان الاستعداد لتآكل النصف الآخر مع البقاء ، و يتذكر القلب تمرده حينما انتصر العقل على ثورته ..
و تتبين من الشرفات حدودى الحقيقية فى موطنى ، فاعيث فى جنباته فسادا ، ألم يكن هنا اللقاء ، و لكل موطن طبيعته و أعرافه ، و قد كنت فيه على غير طبيعته فكنت غريبا ، حتى مع الصدق كنت لا ألقى الا الكذب ، و حينها آن الأوان لأن أكون على المنصة ، فشاهدوا كيف أكون حينما اعتليها ، لن يجارينى احد .