HosTheBoss
07-02-2019, 08:45 PM
أحداث القصة حقيقية "إلى حد ما".
"بدايتى"
/ />
تبدأ حكايتى وأنا طفل صغير فى إحدى المدارس المختلطة بمدينة القاهرة سنة 1998, لم أكن يوماً ذلك الطفل الرشيق, كنت بديناً ومظهرى غير جذاباً إلى حد كبير, عانيت من الوحدة والإستقصاء ومشاكل نفسية جسيمة بسبب عدم قدرتى على الإنخراط مع الآخرين, كنت دائماً أميل إلى الوحدة وعدم التحدث مع الأطفال الآخرين, لا ألعب, لا أتكلم, فقط أقوم بالذهاب إلى المدرسة والتعلم, لم أقم بعمل صداقات مطلقاً, مظهرى "البدين" نزع ثقتى بنفسى, كنت أشعر بنظرات الآخرين وسخريتهم من مظهرى الذى ليس لى دخل فيه, هذا ما خلقنى ربى عليه, فلا إعتراض على فدرته, ولكن لا أخد يقدر ذلك, كل ما يهمهم شكلك الخارجى ومظهرك الأنيق والرشيق, وهبنى الخالق مظهر جميل ولكن جسد بدين, لم أعترض قط على مظهرى ولو لمرة, ولكن لا أنكر أنى عانيت فى فترة الطفولة بسبب ذلك الأمر.
"حبيتك من أول نظرة"
/ />
ثم جائت مرحلة الإبتدائى, ومن هنا بدأت حياتى فى أخذ منحنى آخر تماماً, وتحديداً بالصف الثالث الإبتدائى, عندما وقعت عينى على إحدى الفتيات اللواتى كانت بالفصل معى آنذاك, مشاعرى كلها تحركت, جسدى تشنج وأصابته القشعريرة, رأيت جمال صارخ ورقة لا توصف, كنت صغيراً, ولم أدرك أن الصغار يمكن أن يشعرون بالحب فى ذلك العمر, ولكن إحساسى أثبت عكس ذلك تماماً, لم أستطع أبداً أن أنزل عينى ولو للحظة, ومن هنا أدركت أن الحب لا يوجد له سن, الحب هو شعور قوى جداً, لا يوصف بالكلمات, ولا بالأحاسيس, فقط أنت فقط من تستطيع أن تدركه وتشعر به.
"المراقب بصمت"
/ />
إستمر تعلقى بتلك الشخصية الجميلة طوال فترة الإبتدائى, أقوم بالنظر إليها نظرات خاطفة وسريعة, هى من كانت تشعرنى بالبهجة والسعادة بمجرد النظر إليها, ورؤية إبتسامتها المشرقة, ووجها الجميل, ورقة إحساسها, كنت فقط أكتفى بالنظر إليها, مراقبتها وهى تتحدث مع زميلاتها, أشعر بالفخر كلما تفوقت فى دراستها وكأنها إبنتى الصغيرة, ومازلت على حالى ذلك الطفل الحزين الوحيد عديم الأصدقاء, طيب القلب, مرهف الحس, كل هذه الصفات نسيتها تماماً بمجرد رؤيتى لها كل يوم فى الفصل, وإذا غابت يوماً ما عن المدرسة يصبح يوماً كئيباً بالنسبة لى وأرغب أن يمر سريعاً حتى اليوم التالى ومتشوقاً بلهفة لرؤيتها أمامى مجدداً, وعندما تأتى اليوم التالى وأعرف أنها كانت مريضة أشعر بالضيق لها, وعندما أراها تبكى أتمنى أن أضمها بأحضانى حتى تشعر بالتحسن وأرى إبتسامتها مرة أخرى.
"فترة المراهقة وإزدياد تعلقى بها"
/ />
ثم إنتقلنا سوياً إلى فترة الإعدادى والمراهقة, الفترة التى يشعر بها الجميع بالتغيير سواء جسدياً أو عقلياً, ينضج التفكير إلى حد ما, فى تلك الفترة بدأت أن أتحسن شيئاً فشيئاً, جسدى بدأ شكله بالتحسن إستطعت أن أنقص وزنى كثيراً ومظهرى أصبح مقبولاً, ثقتى زادت بنفسى وأصبح لدى أصدقاء كثر بالمدرسة, نفسيتى تحسنت كثيراً, قررت تغيير حياتى حتى أستمتع بتلك الفترة ولا أضيعها فى أشياء فارغة ووهمية, كل ذلك تغير فى حياتى, عدا شيئاً واحداً لم يتغير, ذلك النور الذى نور حياتى منذ أن كنت طفلاً, لم يتغير شعورى ناحيتها ولو للحظة, رغم أنى قمت بعمل صداقات مع بنات بالمدرسة, ولكن مازلت أراها حب حياتى الوحيد, لم أستطع أبداً أن أتحدث معها, لسانى يصبح مقيداً بسلاسل حديدية عندما أكون راغباً بالتحدث والتعرف إليها, ولكن لا أكون قادراً على ذلك, وأكتفى فقط بنظراتى لها مثل مرحلة الإبتدائى, ذلك الشعور كان يؤلمنى كثيراً, هى الشخصية الوحيدة التى أرغب فعلياً بالتعرف عليها, التقرب منها, ولكن الخوف من ردة الفعل دائماً كان يجنبنى الكثير.
"أولى الخطوات"
/ />
فى نهاية مرحلة الإعدادى, قررت أن أتغلب على خوفى ذات مرة, إستغللت فرصة أنها كانت حزينة فى يوماً ما, شاهدت الدموع تتساقط من عينيها, كنت الوحيد الذى رأيتها بهذا الشكل ذلك اليوم, ربما لأنى دائماً أراقبها كل يوم لمدة 5 سنوات فى صمت بدون أن أشعرها بذلك, كنت أعرف إذا كانت فرحة أو حزينة, ذلك اليوم كانت تبكى, تشجعت وقمت بالذهاب إليها وتحدثت معها وسألتها "ما الذى يحزنك", نظرت إلى والدموع فى عينيها وقامت بالتحديق بى لمدة طويلة وكأنها لا تصدق أنى أتحدث معها لأول مرة فى حياتى, شعرت بإستغراب شديد وكان أول شىء تقوله لى هو "لا شىء" وإبتسمت إبتسامة خفيفة, فى تلك اللحظة قلبى رقص فرحاً لأنى آخيراً قمت بالتحدث إليها, كان الشعور الأفضل لى فى حياتى ومازلت أتذكره حتى الآن, الشعور الذى كنت دائماً أنتظره وأدعوا لكى ألمسه, لحظة لا توصف مطلقاً, إبتسمت لها أيضاً وقلت لها إذا رغبتى بأى شىء لا تترددى بالتحدث إلى أنا هنا بجوارك وزميلك بالفصل, قالت لى لا تقلق سأكون بخير, تركتها ولم أعرف ما الذى كان يحزنها فى تلك اللحظة حتى الآن, ربما لأنى لم أركز أبداً فى ذلك الأمر وإكتفيت بالتحدث إليها فقط.
"التقرب أكثر وأكثر"
https://cdn.psychologytoday.com/sites/default/files/styles/article-inline-half/public/field_blog_entry_images/2018-02/shutterstock_691089007.jpg?itok=-Ri17uTa
بعد ذلك الموقف جاءت اليوم التالى وشكرتنى على إهتمامى بها وسؤالى عنها, أصبحت متقرباً منها أكثر, نتحدث فى أمور عامة سواء بالدراسة أو أى شىء آخر, كنت أستغل كل فرصة للتقرب منها, فى تلك الفترة بدأت التكنولوجيا تطور وأصبح هناك برامج للتحدث عبر الإنترنت مثل الياهو و هوتميل ماسنجر "آه يالها من ذكريات" :rolleyes:
قمنا بتبادل بريدنا الإلتكرونى وأصبحنا نتحدث كل يوم مساءً بعد إنتهاء الدراسة, وفى اليوم التالى نقوم بالتحدث بالمدرسة, شعورى كان لا يوصف, وأخيراً أصبحت قريباً من فتاة أحلامى وحبى الأول و "الأخير", بدأ الجميع يلاحظ أننا متقربين من بعضنا البعض, وبدأ البعض من ذوى النفوس القذرة بالتلميح بأشياء سخيفة وكأن يوجد علاقة بيننا, هى أيضاً شعرت بالضيق من ذلك الأمر وأصبح حديثنا يقل شيئاً فشيئاً لتجنب الشكوك, شعرت بالضيق لضيقها, ومنذ تلك اللحظة أصبحت شخصاً حساساً للغاية, أشعر بضيق لضيقها, حتى أن ذات مرة قمت بضرب زميل لى بالمدرسة بمجرد التلميح فى علاقتى بينى وبينها, لم أستطع تمالك أعصابى وقمت بضربه, لا أحتمل كلمة قذرة أو تلميح وقح عليها, أستطيع أن أتعامل إذا كان الموضوع يخصنى أنا فقط, لكن بمجرد ذكر إسمها أشعر بالجنون والغضب, إكتفينا أنا وهى بالتحدث سوياً عبر الإنترنت ولم نتحدث مطلقاً بين الناس لتجنب الشكوك.
"الصاعقة"
/ />
إنتهت فترة الإعدادى, مدرستى لم يكن بها ثانوية عامة, وتفرقنا أنا وهى, ذهب لإحدى المدارس المختلطة الأخرى, وهى ذهب إلى مدرسة مختلفة خاصة بالبنات فقط, لم أستطع رؤيتها فى فترة الثانوية مطلقاً, وأصبحت مراسلتنا عن طريق الشات, وفى فترات متباينة ومحدودة, ذات يوم شعرت بأن أصارحها بحقيقة مشاعرى ناحيتها, كنت دائماً متخوف من ردة فعلها, وأننا من الممكن ألا نتكلم مجدداً إذا لم تكن تبادلنى نفس الشعور, تشجعت وقلت لها أن لدى شعور ناحيتها, وكأن الصاعقة نزلت عليها, لم تقم بالرد على وإكتفت بمشاهدة الرسالة فقط, وهنا ندمت أنى قلت لها ذلك وتمنيت أن يعود بى الزمن حتى لا أفعلها مرة أخرى, ثم أدركت أنها تقوم بإرسال رسالة طويلة لى, قلبى نبض نبضات سريعة وكأنه سيتوقف عن النبض, حتى قامت بإرسال الرسالة مفاداها أنها لا تفكر بالحب حالياً وتعتبرنى كأخ وصديق عزيز للغاية فقط لاغير ولكى تحسن من روحى المعنوية قامت بالقول بأنه ربما فى المستقبل تتغير الأشياء فلا أحد يدرى ما يخبأه المستقبل, هنا شعرت وكأنى أريد البكاء, وفعلاً بكيت وبشدة, كانت المرة الأولى التى أبكى فيها وأنا شخص ناضج وكبير, شعرت بأن كل شىء جميل حولى إختفى, ضاق صدرى وقلبى توقف عن النبض, صدمت من ردة الفعل التى كنت أخاف أن أراها وبالفعل رأيتها, لم أستطع تمالك نفسى فأغلقت البرنامج وأجهشت بالبكاء كطفل صغير, بعد قامت بإرسال رسالة أخرى تسأل عن حالتى وإذا كان كلامها ضايقنى, تمالكت أعصابى وقمت بالرد عليها, قلت لها أبداً لا يوجد أى شىء هذه حياتك وأنت حرة بقرارك طبعاً, ومتأسف إذا تعديت حدودى فهذا كان شعور لى منذ زمن طويل وكنت أتمنى أن أبوح لك به, قالت لى لا يوجد أى شىء ومتفهمة لشعورك وأسفة إذا ضايقتك, قلت لها لا يوجد شىء مطلقاً, قالت لى هل سنبقى صداقتنا وأخويتنا إلى النهاية؟, قلت لها أكيد نحن أصدقاء وأخوات للنهاية, فلن يفرقنا شىء.
"فترة الجامعة"
https://cdn.trade-schools.net/static/graphics/college-relationships-fb.png
بعد ما حدث بينى وبينها وإعترافى بحبها وأنها لا تبادلنى نفس المشاعر ناحيتها, قمنا بالتحدث بعدها لفترات, ولكن لم يكن بنفس الشغف السابق, شغفى وإحساسى بأنها تبادلنى نفس شعورى إنتهى تماماً, فأصبح كلامى فاتراً مقتصراً على السؤال على حالها كل يوم, لم أراها منذ ذلك الحين على أرض الواقع أبداً منذ إنتهاء فترة الإعدادية ثم الثانوية, حتى جاءت الجامعة, ويشاء القدر أن ندخل نفس الجامعة سوياً, ولكن كلياتنا مختلفة, فى فترة الجامعة كلامنا إنقطع كلياً, لم نقم بالسؤال على بعضنا, وإنخرطت فى الدراسة وأصدفاء الجامعة, كونت صداقات وعلاقات مختلفة مع بنات الجامعة ووصلت لعلاقات حميمية, لكن مهما وصلت العلاقة لم أشعر أبداً بذلك الشعور والشغف الذى كنت أشعر به مع الإنسانة الوحيدة التى احببتها بصدق, احببتا لروحها وشخصيتها وجمالها وكل شىء, كانت علاقتى مع بنات الجامعة مجرد صداقة, وبعضها وصل لأكثر من ذلك, لكن لم أصل أبداً للحب, لم أصل أبداً لشخصية أستطيع أن احبها وأتناسى حبيبتى, كلها كانت علاقات عابرة, إنتهى بى الأمر أنى دخلت بثلاث علاقات مع ثلاث فتيات وكلها كانت فاشلة ولم تصل لمراحل متقدمة, فقط لأن عقلى الباطنى لا يقبل أن يرضى بفكرة أنى سأعيش مع أحد آخر سوى حبيبتى الأولى والأخيرة, بدأت أدخل فى صراع داخلى طوال فترة الجامعة ودخلت بعلاقات فقط لإرضاء شهوتى لا أكثر ولا أقل, ولكن أبداً لم أشعر بتلك السعادة الغامرة القديمة بمجرد كلامى فقط مع حبيبتى, هنا أدركت أنى سأدخل بمرحلة أضطراب وإكتئاب فكرى حاد, صراغ نفسى داخلى كنت اظن أنى سأتغلب عليه بمجرد إفراغ شهوتى مع فتاة أخرى تريد نفس الشىء, ولكن كل محاولاتى كانت فاشلة, والإكتئاب تملك منى كلياً.
[B]"الوضع الحالى"
/ PQ2ibfu2NTghY.jpg
إنتهيت من دراستى بالجامعة, ورجعت لوضعى القديم عندما كنت طفلاً, ألا وهو الإكتئاب والعزلة والوحدة الشديدة, خسرت معظم أصدقائى بسبب إنعزالى, جميع الفتيات التى كنت أعرفها دخلوا بعلاقات أخرى وتزوجوا وأصبح لديهم أبناء, إلا أنا, أصبحت وحيداً منعزلاً, أحتسى كوب القهوة, أستمع للموسيقى الحزينة, أفكر بالأشياء السلبية التى من حولى, وأصبحت علاقتى فاترة للغاية مع حبيبتى, ورجعت أيضاً لحالة المراقبة فى صمت عن طريق السوشيال ميديا والوسائل الأخرى, لم أقم حتى بأخذ رقم هاتفها, فقط أراقبها, وأشعر بالغيرة كلما تحدثت مع شخص ما أو كانوا يمزحون ويضحكون, وأنا فقط أكتفى بالمشاهدة وإيذاء نفسى, لا أعلم لماذا أفعل كل ذلك بنفسى, لا أدرى كيف سيستمر ذلك الصراع النفسى الداخلى وحبى لها الذى لا يريد أن يفارقنى لأكثر من عقد من الزمان, لا أريد حقاً أن أنعزل وأصبح وحيداً, ولكن لا أستطيع التغلب على نفسى وأحاسيسى, لا أدرى ما الذى سأشعر به بمجرد رؤية خبر إرتباطها, لا أريد حقاً التفكير فى ذلك الأمر, أكتفى فقط بمراقبتها ومعرفة أخبارها من حيناً إلى آخر, أطمئن عليها وعلى صحتها, أفرح لفرحها, وأزعل لزعلها, لكن لن أقوم بفتح ذلك الجرح القديم مجدداً, لا أريد حقاً تحطيم نفسى مرة أخرى, على الأقل أنا أراها أمامى عبر الإنترنت, ولا أتمنى أبداً أن أقطع علاقتى بها كلياً.
"الخاتمة"
/ />
الحب بالنسبة لى نقمة وليس نعمة, لعنة فكرية وعاطفية أنهكت فكرى وأنهشت جسدى, فعلاً أتمنى لو لم أحب قط فى حياتى.
شكراً لكم
"بدايتى"
/ />
تبدأ حكايتى وأنا طفل صغير فى إحدى المدارس المختلطة بمدينة القاهرة سنة 1998, لم أكن يوماً ذلك الطفل الرشيق, كنت بديناً ومظهرى غير جذاباً إلى حد كبير, عانيت من الوحدة والإستقصاء ومشاكل نفسية جسيمة بسبب عدم قدرتى على الإنخراط مع الآخرين, كنت دائماً أميل إلى الوحدة وعدم التحدث مع الأطفال الآخرين, لا ألعب, لا أتكلم, فقط أقوم بالذهاب إلى المدرسة والتعلم, لم أقم بعمل صداقات مطلقاً, مظهرى "البدين" نزع ثقتى بنفسى, كنت أشعر بنظرات الآخرين وسخريتهم من مظهرى الذى ليس لى دخل فيه, هذا ما خلقنى ربى عليه, فلا إعتراض على فدرته, ولكن لا أخد يقدر ذلك, كل ما يهمهم شكلك الخارجى ومظهرك الأنيق والرشيق, وهبنى الخالق مظهر جميل ولكن جسد بدين, لم أعترض قط على مظهرى ولو لمرة, ولكن لا أنكر أنى عانيت فى فترة الطفولة بسبب ذلك الأمر.
"حبيتك من أول نظرة"
/ />
ثم جائت مرحلة الإبتدائى, ومن هنا بدأت حياتى فى أخذ منحنى آخر تماماً, وتحديداً بالصف الثالث الإبتدائى, عندما وقعت عينى على إحدى الفتيات اللواتى كانت بالفصل معى آنذاك, مشاعرى كلها تحركت, جسدى تشنج وأصابته القشعريرة, رأيت جمال صارخ ورقة لا توصف, كنت صغيراً, ولم أدرك أن الصغار يمكن أن يشعرون بالحب فى ذلك العمر, ولكن إحساسى أثبت عكس ذلك تماماً, لم أستطع أبداً أن أنزل عينى ولو للحظة, ومن هنا أدركت أن الحب لا يوجد له سن, الحب هو شعور قوى جداً, لا يوصف بالكلمات, ولا بالأحاسيس, فقط أنت فقط من تستطيع أن تدركه وتشعر به.
"المراقب بصمت"
/ />
إستمر تعلقى بتلك الشخصية الجميلة طوال فترة الإبتدائى, أقوم بالنظر إليها نظرات خاطفة وسريعة, هى من كانت تشعرنى بالبهجة والسعادة بمجرد النظر إليها, ورؤية إبتسامتها المشرقة, ووجها الجميل, ورقة إحساسها, كنت فقط أكتفى بالنظر إليها, مراقبتها وهى تتحدث مع زميلاتها, أشعر بالفخر كلما تفوقت فى دراستها وكأنها إبنتى الصغيرة, ومازلت على حالى ذلك الطفل الحزين الوحيد عديم الأصدقاء, طيب القلب, مرهف الحس, كل هذه الصفات نسيتها تماماً بمجرد رؤيتى لها كل يوم فى الفصل, وإذا غابت يوماً ما عن المدرسة يصبح يوماً كئيباً بالنسبة لى وأرغب أن يمر سريعاً حتى اليوم التالى ومتشوقاً بلهفة لرؤيتها أمامى مجدداً, وعندما تأتى اليوم التالى وأعرف أنها كانت مريضة أشعر بالضيق لها, وعندما أراها تبكى أتمنى أن أضمها بأحضانى حتى تشعر بالتحسن وأرى إبتسامتها مرة أخرى.
"فترة المراهقة وإزدياد تعلقى بها"
/ />
ثم إنتقلنا سوياً إلى فترة الإعدادى والمراهقة, الفترة التى يشعر بها الجميع بالتغيير سواء جسدياً أو عقلياً, ينضج التفكير إلى حد ما, فى تلك الفترة بدأت أن أتحسن شيئاً فشيئاً, جسدى بدأ شكله بالتحسن إستطعت أن أنقص وزنى كثيراً ومظهرى أصبح مقبولاً, ثقتى زادت بنفسى وأصبح لدى أصدقاء كثر بالمدرسة, نفسيتى تحسنت كثيراً, قررت تغيير حياتى حتى أستمتع بتلك الفترة ولا أضيعها فى أشياء فارغة ووهمية, كل ذلك تغير فى حياتى, عدا شيئاً واحداً لم يتغير, ذلك النور الذى نور حياتى منذ أن كنت طفلاً, لم يتغير شعورى ناحيتها ولو للحظة, رغم أنى قمت بعمل صداقات مع بنات بالمدرسة, ولكن مازلت أراها حب حياتى الوحيد, لم أستطع أبداً أن أتحدث معها, لسانى يصبح مقيداً بسلاسل حديدية عندما أكون راغباً بالتحدث والتعرف إليها, ولكن لا أكون قادراً على ذلك, وأكتفى فقط بنظراتى لها مثل مرحلة الإبتدائى, ذلك الشعور كان يؤلمنى كثيراً, هى الشخصية الوحيدة التى أرغب فعلياً بالتعرف عليها, التقرب منها, ولكن الخوف من ردة الفعل دائماً كان يجنبنى الكثير.
"أولى الخطوات"
/ />
فى نهاية مرحلة الإعدادى, قررت أن أتغلب على خوفى ذات مرة, إستغللت فرصة أنها كانت حزينة فى يوماً ما, شاهدت الدموع تتساقط من عينيها, كنت الوحيد الذى رأيتها بهذا الشكل ذلك اليوم, ربما لأنى دائماً أراقبها كل يوم لمدة 5 سنوات فى صمت بدون أن أشعرها بذلك, كنت أعرف إذا كانت فرحة أو حزينة, ذلك اليوم كانت تبكى, تشجعت وقمت بالذهاب إليها وتحدثت معها وسألتها "ما الذى يحزنك", نظرت إلى والدموع فى عينيها وقامت بالتحديق بى لمدة طويلة وكأنها لا تصدق أنى أتحدث معها لأول مرة فى حياتى, شعرت بإستغراب شديد وكان أول شىء تقوله لى هو "لا شىء" وإبتسمت إبتسامة خفيفة, فى تلك اللحظة قلبى رقص فرحاً لأنى آخيراً قمت بالتحدث إليها, كان الشعور الأفضل لى فى حياتى ومازلت أتذكره حتى الآن, الشعور الذى كنت دائماً أنتظره وأدعوا لكى ألمسه, لحظة لا توصف مطلقاً, إبتسمت لها أيضاً وقلت لها إذا رغبتى بأى شىء لا تترددى بالتحدث إلى أنا هنا بجوارك وزميلك بالفصل, قالت لى لا تقلق سأكون بخير, تركتها ولم أعرف ما الذى كان يحزنها فى تلك اللحظة حتى الآن, ربما لأنى لم أركز أبداً فى ذلك الأمر وإكتفيت بالتحدث إليها فقط.
"التقرب أكثر وأكثر"
https://cdn.psychologytoday.com/sites/default/files/styles/article-inline-half/public/field_blog_entry_images/2018-02/shutterstock_691089007.jpg?itok=-Ri17uTa
بعد ذلك الموقف جاءت اليوم التالى وشكرتنى على إهتمامى بها وسؤالى عنها, أصبحت متقرباً منها أكثر, نتحدث فى أمور عامة سواء بالدراسة أو أى شىء آخر, كنت أستغل كل فرصة للتقرب منها, فى تلك الفترة بدأت التكنولوجيا تطور وأصبح هناك برامج للتحدث عبر الإنترنت مثل الياهو و هوتميل ماسنجر "آه يالها من ذكريات" :rolleyes:
قمنا بتبادل بريدنا الإلتكرونى وأصبحنا نتحدث كل يوم مساءً بعد إنتهاء الدراسة, وفى اليوم التالى نقوم بالتحدث بالمدرسة, شعورى كان لا يوصف, وأخيراً أصبحت قريباً من فتاة أحلامى وحبى الأول و "الأخير", بدأ الجميع يلاحظ أننا متقربين من بعضنا البعض, وبدأ البعض من ذوى النفوس القذرة بالتلميح بأشياء سخيفة وكأن يوجد علاقة بيننا, هى أيضاً شعرت بالضيق من ذلك الأمر وأصبح حديثنا يقل شيئاً فشيئاً لتجنب الشكوك, شعرت بالضيق لضيقها, ومنذ تلك اللحظة أصبحت شخصاً حساساً للغاية, أشعر بضيق لضيقها, حتى أن ذات مرة قمت بضرب زميل لى بالمدرسة بمجرد التلميح فى علاقتى بينى وبينها, لم أستطع تمالك أعصابى وقمت بضربه, لا أحتمل كلمة قذرة أو تلميح وقح عليها, أستطيع أن أتعامل إذا كان الموضوع يخصنى أنا فقط, لكن بمجرد ذكر إسمها أشعر بالجنون والغضب, إكتفينا أنا وهى بالتحدث سوياً عبر الإنترنت ولم نتحدث مطلقاً بين الناس لتجنب الشكوك.
"الصاعقة"
/ />
إنتهت فترة الإعدادى, مدرستى لم يكن بها ثانوية عامة, وتفرقنا أنا وهى, ذهب لإحدى المدارس المختلطة الأخرى, وهى ذهب إلى مدرسة مختلفة خاصة بالبنات فقط, لم أستطع رؤيتها فى فترة الثانوية مطلقاً, وأصبحت مراسلتنا عن طريق الشات, وفى فترات متباينة ومحدودة, ذات يوم شعرت بأن أصارحها بحقيقة مشاعرى ناحيتها, كنت دائماً متخوف من ردة فعلها, وأننا من الممكن ألا نتكلم مجدداً إذا لم تكن تبادلنى نفس الشعور, تشجعت وقلت لها أن لدى شعور ناحيتها, وكأن الصاعقة نزلت عليها, لم تقم بالرد على وإكتفت بمشاهدة الرسالة فقط, وهنا ندمت أنى قلت لها ذلك وتمنيت أن يعود بى الزمن حتى لا أفعلها مرة أخرى, ثم أدركت أنها تقوم بإرسال رسالة طويلة لى, قلبى نبض نبضات سريعة وكأنه سيتوقف عن النبض, حتى قامت بإرسال الرسالة مفاداها أنها لا تفكر بالحب حالياً وتعتبرنى كأخ وصديق عزيز للغاية فقط لاغير ولكى تحسن من روحى المعنوية قامت بالقول بأنه ربما فى المستقبل تتغير الأشياء فلا أحد يدرى ما يخبأه المستقبل, هنا شعرت وكأنى أريد البكاء, وفعلاً بكيت وبشدة, كانت المرة الأولى التى أبكى فيها وأنا شخص ناضج وكبير, شعرت بأن كل شىء جميل حولى إختفى, ضاق صدرى وقلبى توقف عن النبض, صدمت من ردة الفعل التى كنت أخاف أن أراها وبالفعل رأيتها, لم أستطع تمالك نفسى فأغلقت البرنامج وأجهشت بالبكاء كطفل صغير, بعد قامت بإرسال رسالة أخرى تسأل عن حالتى وإذا كان كلامها ضايقنى, تمالكت أعصابى وقمت بالرد عليها, قلت لها أبداً لا يوجد أى شىء هذه حياتك وأنت حرة بقرارك طبعاً, ومتأسف إذا تعديت حدودى فهذا كان شعور لى منذ زمن طويل وكنت أتمنى أن أبوح لك به, قالت لى لا يوجد أى شىء ومتفهمة لشعورك وأسفة إذا ضايقتك, قلت لها لا يوجد شىء مطلقاً, قالت لى هل سنبقى صداقتنا وأخويتنا إلى النهاية؟, قلت لها أكيد نحن أصدقاء وأخوات للنهاية, فلن يفرقنا شىء.
"فترة الجامعة"
https://cdn.trade-schools.net/static/graphics/college-relationships-fb.png
بعد ما حدث بينى وبينها وإعترافى بحبها وأنها لا تبادلنى نفس المشاعر ناحيتها, قمنا بالتحدث بعدها لفترات, ولكن لم يكن بنفس الشغف السابق, شغفى وإحساسى بأنها تبادلنى نفس شعورى إنتهى تماماً, فأصبح كلامى فاتراً مقتصراً على السؤال على حالها كل يوم, لم أراها منذ ذلك الحين على أرض الواقع أبداً منذ إنتهاء فترة الإعدادية ثم الثانوية, حتى جاءت الجامعة, ويشاء القدر أن ندخل نفس الجامعة سوياً, ولكن كلياتنا مختلفة, فى فترة الجامعة كلامنا إنقطع كلياً, لم نقم بالسؤال على بعضنا, وإنخرطت فى الدراسة وأصدفاء الجامعة, كونت صداقات وعلاقات مختلفة مع بنات الجامعة ووصلت لعلاقات حميمية, لكن مهما وصلت العلاقة لم أشعر أبداً بذلك الشعور والشغف الذى كنت أشعر به مع الإنسانة الوحيدة التى احببتها بصدق, احببتا لروحها وشخصيتها وجمالها وكل شىء, كانت علاقتى مع بنات الجامعة مجرد صداقة, وبعضها وصل لأكثر من ذلك, لكن لم أصل أبداً للحب, لم أصل أبداً لشخصية أستطيع أن احبها وأتناسى حبيبتى, كلها كانت علاقات عابرة, إنتهى بى الأمر أنى دخلت بثلاث علاقات مع ثلاث فتيات وكلها كانت فاشلة ولم تصل لمراحل متقدمة, فقط لأن عقلى الباطنى لا يقبل أن يرضى بفكرة أنى سأعيش مع أحد آخر سوى حبيبتى الأولى والأخيرة, بدأت أدخل فى صراع داخلى طوال فترة الجامعة ودخلت بعلاقات فقط لإرضاء شهوتى لا أكثر ولا أقل, ولكن أبداً لم أشعر بتلك السعادة الغامرة القديمة بمجرد كلامى فقط مع حبيبتى, هنا أدركت أنى سأدخل بمرحلة أضطراب وإكتئاب فكرى حاد, صراغ نفسى داخلى كنت اظن أنى سأتغلب عليه بمجرد إفراغ شهوتى مع فتاة أخرى تريد نفس الشىء, ولكن كل محاولاتى كانت فاشلة, والإكتئاب تملك منى كلياً.
[B]"الوضع الحالى"
/ PQ2ibfu2NTghY.jpg
إنتهيت من دراستى بالجامعة, ورجعت لوضعى القديم عندما كنت طفلاً, ألا وهو الإكتئاب والعزلة والوحدة الشديدة, خسرت معظم أصدقائى بسبب إنعزالى, جميع الفتيات التى كنت أعرفها دخلوا بعلاقات أخرى وتزوجوا وأصبح لديهم أبناء, إلا أنا, أصبحت وحيداً منعزلاً, أحتسى كوب القهوة, أستمع للموسيقى الحزينة, أفكر بالأشياء السلبية التى من حولى, وأصبحت علاقتى فاترة للغاية مع حبيبتى, ورجعت أيضاً لحالة المراقبة فى صمت عن طريق السوشيال ميديا والوسائل الأخرى, لم أقم حتى بأخذ رقم هاتفها, فقط أراقبها, وأشعر بالغيرة كلما تحدثت مع شخص ما أو كانوا يمزحون ويضحكون, وأنا فقط أكتفى بالمشاهدة وإيذاء نفسى, لا أعلم لماذا أفعل كل ذلك بنفسى, لا أدرى كيف سيستمر ذلك الصراع النفسى الداخلى وحبى لها الذى لا يريد أن يفارقنى لأكثر من عقد من الزمان, لا أريد حقاً أن أنعزل وأصبح وحيداً, ولكن لا أستطيع التغلب على نفسى وأحاسيسى, لا أدرى ما الذى سأشعر به بمجرد رؤية خبر إرتباطها, لا أريد حقاً التفكير فى ذلك الأمر, أكتفى فقط بمراقبتها ومعرفة أخبارها من حيناً إلى آخر, أطمئن عليها وعلى صحتها, أفرح لفرحها, وأزعل لزعلها, لكن لن أقوم بفتح ذلك الجرح القديم مجدداً, لا أريد حقاً تحطيم نفسى مرة أخرى, على الأقل أنا أراها أمامى عبر الإنترنت, ولا أتمنى أبداً أن أقطع علاقتى بها كلياً.
"الخاتمة"
/ />
الحب بالنسبة لى نقمة وليس نعمة, لعنة فكرية وعاطفية أنهكت فكرى وأنهشت جسدى, فعلاً أتمنى لو لم أحب قط فى حياتى.
شكراً لكم