الجرجاوي
06-27-2019, 10:05 PM
/ (/ />
"إزاي وشي يبقى مقبول؟ نفسي أبقى حلو يا سمية"
أظن إن الجملة الحوارية اللى قالها "حاتم" دي.. في فيلم "هي فوضى".. هي سر ومفتاح شخصيته وفهمها، لأن جبروت حاتم وكل سلوكياته لا يمكن تفسيرها إلا من النقطة دي بالتحديد.
لو ركزت مع حاتم، هتلاقيه طول عمره بيعاني، يتيم، مرفوض، منبوذ، أمه سابته وعمره سنتين، عمه خد أرضه ورماه في الشارع، بيحب واحدة ومش طايقة تبص في خلقته، كل ده خلق منه فرد غير سوي، بيمارس كل السلوكيات المنحرفة والغريبة.
السلوكيات المنحرفة مش بس في جبروته، لكن حتى في طريقة حبه، إنه مثلا يخش شقة حبيبته علشان يمسك هدومها الداخلية ويشم فيها، ويسرق صورتها ويركبها على صورة واحدة عريانة، أو إنه يبص عليها من شباك الحمام وهي بتستحمى.
وعجبني جدا في الفيلم، الدقة في رسم الشخصية وتبعات المشاهد وراء كل موقف بيتعرضله حاتم، يعني لما "شريف" وكيل النيابة، حقق معاه وأهانه، راح بعدها يضرب في المساجين بجنون، وهنا بيتحقق لينا من المشاهدة، إحساسه بالدونية، لأن وكيل النيابة ده، هو اللي حبيبته "نور" بتحبه.
وده يخلينا نقول إن شخصية "حاتم" كانت نموذجية، لأن تصرفاته القمعية، مكانتش بدافع فكري، أو سياسي أو وطني، لكنها كانت بدافع الحرمان والمعاناة الاجتماعية والنفسية والجنسية اللى بيعيشها.
مثلا في مشهد الولد العسكري اللى ضربه على قفاه على سطح البيت، لما لقاه بيغازل واحدة بيحبها واقفة في البلكونة، مقدرش يمسك نفسه، فضربه وأهانه قدامها، لأن المنظر ده خربش شيء عميق جواه، وده اسمه في علم النفس "حيل دفاعية"، بيعملها غير الأسوياء، علشان تخفف التوتر والإحساس بالنقص والضيق، وحاتم عمل كده بطريقة لا إرادية، علشان يملى الفراغ والثقب العميق جدا جواه.. وعشان ينفس عن العقدة النفسية اللى سببتهاله حبيبته نور.
"نور" بالنسبة لحاتم، هي الأمان اللى عمره ما شافه، هي الحنان اللى اتحرم منه وهو عنده سنتين، هي الشبع اللى عمره ما حس بيه، هي العيلة اللى عمره ما شافها ولا عاش وسطها، هي الاعتراف الحقيقي بوجوده، هي عقدته وحلها، هي الحياة أو الموت بالنسبة ليه.. هي اللى بيقدر على الناس كلها وبيبقى قدامها ضعيف، لو كان طالها، مكنش هيبقى فيه حاتم المفتري العدواني.
منقول.
أظن إن الجملة الحوارية اللى قالها "حاتم" دي.. في فيلم "هي فوضى".. هي سر ومفتاح شخصيته وفهمها، لأن جبروت حاتم وكل سلوكياته لا يمكن تفسيرها إلا من النقطة دي بالتحديد.
لو ركزت مع حاتم، هتلاقيه طول عمره بيعاني، يتيم، مرفوض، منبوذ، أمه سابته وعمره سنتين، عمه خد أرضه ورماه في الشارع، بيحب واحدة ومش طايقة تبص في خلقته، كل ده خلق منه فرد غير سوي، بيمارس كل السلوكيات المنحرفة والغريبة.
السلوكيات المنحرفة مش بس في جبروته، لكن حتى في طريقة حبه، إنه مثلا يخش شقة حبيبته علشان يمسك هدومها الداخلية ويشم فيها، ويسرق صورتها ويركبها على صورة واحدة عريانة، أو إنه يبص عليها من شباك الحمام وهي بتستحمى.
وعجبني جدا في الفيلم، الدقة في رسم الشخصية وتبعات المشاهد وراء كل موقف بيتعرضله حاتم، يعني لما "شريف" وكيل النيابة، حقق معاه وأهانه، راح بعدها يضرب في المساجين بجنون، وهنا بيتحقق لينا من المشاهدة، إحساسه بالدونية، لأن وكيل النيابة ده، هو اللي حبيبته "نور" بتحبه.
وده يخلينا نقول إن شخصية "حاتم" كانت نموذجية، لأن تصرفاته القمعية، مكانتش بدافع فكري، أو سياسي أو وطني، لكنها كانت بدافع الحرمان والمعاناة الاجتماعية والنفسية والجنسية اللى بيعيشها.
مثلا في مشهد الولد العسكري اللى ضربه على قفاه على سطح البيت، لما لقاه بيغازل واحدة بيحبها واقفة في البلكونة، مقدرش يمسك نفسه، فضربه وأهانه قدامها، لأن المنظر ده خربش شيء عميق جواه، وده اسمه في علم النفس "حيل دفاعية"، بيعملها غير الأسوياء، علشان تخفف التوتر والإحساس بالنقص والضيق، وحاتم عمل كده بطريقة لا إرادية، علشان يملى الفراغ والثقب العميق جدا جواه.. وعشان ينفس عن العقدة النفسية اللى سببتهاله حبيبته نور.
"نور" بالنسبة لحاتم، هي الأمان اللى عمره ما شافه، هي الحنان اللى اتحرم منه وهو عنده سنتين، هي الشبع اللى عمره ما حس بيه، هي العيلة اللى عمره ما شافها ولا عاش وسطها، هي الاعتراف الحقيقي بوجوده، هي عقدته وحلها، هي الحياة أو الموت بالنسبة ليه.. هي اللى بيقدر على الناس كلها وبيبقى قدامها ضعيف، لو كان طالها، مكنش هيبقى فيه حاتم المفتري العدواني.
منقول.