Joya
03-25-2020, 01:18 AM
تقف على الرصيف و تنظر الى ساعتها ثم تتنهد وهي ترفع رأسها ناظرة لما يجري حولها لترى تلك الاجواء المحمومة التي تكون فيها محطة القطار في تلك الساعة، فها هم باعة يعرضون بشاعتهم واولئك امهات يمسكن اولادهن بحرص كي لا يتركوهن، و العديد من الشحاذين الذين يطوفون على الناس، اضف الي ذلك المرضى والطلبة و فئات اخرى لا يمكن احصائها التي توجد في ذلك الوقت، فالساعة لم تتجاوز الثانية عشر ظهرا، وكنت اعمل في هذه المدينة الصغيرة لصعوبة ايجاد الوظائف و لم اكن انا نفسي سعيدا او حزينا بموقفي حيث انني كنت احسبها فترة وستمر، وكانت رحلات القطار في تلك الايام من امتع الاوقات لانني اكون ذاهبا الي بيتي و اقابل اهلي من جديد بعد فترة طويلة من الانقطاع، حيث ان الاجازات في عملي كانت قليلة للغاية.
اذكر كل ذلك الان كي اشرح لما كنت اراقب حركتها، و ان مراقية محطة القطار كانت من عاداتي وانا انتظر محطة القطار، واول ما لاحظته هو رقتها، فعندما تنظر اليها تشعر ان نسمة الريح من الممكن ان تجرح بشرتها، ثم لاحظت الحزن الذي يغطي ملامحها، نعم كانت حزينة ادرك ذلك الان و انا اتذكرها كما ادركته اول مرة.
كانت تنظر ساعتها احيانا و تلتفت براسها وأشعة الشمس تملأها حيوية و بروزا في كل حركة من حركاتها.
وصل القطار بعد انتظار دام طويلا بالنسبة لها لكنه كان عاديا بالنسبة لي حيث انني اعتدت على تاخر القطارات بشكل عام.
ولحسن حظي كانت تركب نفس العربة التي كنت انا بها، و وجدتني منجذبا اليها اكثر، اراقبها و اتطلع اليها، واستغرقني اولا شعرها فقد كان اسودا بلون الفحم و لامعا يبرق تحت اشعة الشمس، ووجهها كان عاديا لكن ما ميزه تلك العيون الواسعة وشفتان رقيقان كالخطين و رقبتها رفيعة و صدرها كان متوسط الحجم، ثم تفحصت بطنها و ردفيها و قدميها كل ما فيها قد اعجبني و استلذني كي احادثها ولكن كيف السبيل الى ذلك وانتظرت حتى رايتها تقوم من كرسيها كي تتجه الى الحمام، فانتهزت الفرصة وتبادلت انا و الرجل الذي كان يجلس بجانبها الكراسي، وقد وافق مباشرة حيث ان كرسيِ كان فرديا لذا لم ينزعج بجلوس احد بجانبه، و مثلت انني نائم ، حتي اذا جاءت وجلست بجانبي، ومر بعض الوقت قبل ان امثل انني قد استيقظت.
ونظرت اليها وكانت تعبث بهاتفها لذا لم تعيرني اي اهتمام، حينها اخرجت بعض الشيكولاته، و قدمت لها البعض فاخذت مني واحدة بدون ان تنظر الي و بدون ان تنطق كلمة واحدة فصدمت، واكلت قليلا حتى اذا انهت قطعتها رايتها تلتفت الي وبصوت ملائكي-او هكذا خيل الي- قالت لي:”معذرة،هل بامكانك اعطائي المزيد؟”
و انا مددت لها يدي وكأن لساني قد انعقد ولم استطع ان انطق، وكان هذا ما ازال حدة التوتر بيننا.
لبثت قليلا، اتأمل حقول البرتقال المزروعة على جوانب قضبان القطار، ثم التفت اليها و قلت كأنما احدث نفسي:”الطريق طويل للغاية أليس كذلك؟”
اخذت بعض الوقت وردت :”الم تعتد علي القطارات؟”
فوجئت بذلك الرد اذ انني كنت متوقعا الموافقة، فرددت:”علي العكس تماما، كم تستغرق محطتك؟”
“ليست بعيدة ولا قريبة، استغرق ثلاث ساعات فقط”
توترت قليلا فلم اكن اعرف ما الذي يمكن ان يطول الحديث اكثر من ذلك وفوجئت وانا اسالها:”أتدرسين في هذه المدينة؟”
“لا، انا اعيش هنا، انما ادرس في الاخري”
“يبدو ان فراق اهلك صعب عليك للغاية اذن” و عندها انتابتني بعض الشهوة نحو هذه الفتاة الصغيرة الوحيدة البعيدة عن اهلها، تخيل فقط عهرها عندما تكون لوحدها لا مراقبة و لا ضبط و لا اي قواعد اخلاقية تحد من شهوتها، و لكن كل ذلك محى عندما رايتها تبتسم ابتسامة خفيفة وتنظر للارض وقد امتلات عيناها من جديد بالحزن الذي لاحظته اول ما رايتها.
عندها علمت ان وراءها حكاية وعلمت ايضا-لكنني كذبت على نفسي- انني قد وقعت في حبها.
اذكر كل ذلك الان كي اشرح لما كنت اراقب حركتها، و ان مراقية محطة القطار كانت من عاداتي وانا انتظر محطة القطار، واول ما لاحظته هو رقتها، فعندما تنظر اليها تشعر ان نسمة الريح من الممكن ان تجرح بشرتها، ثم لاحظت الحزن الذي يغطي ملامحها، نعم كانت حزينة ادرك ذلك الان و انا اتذكرها كما ادركته اول مرة.
كانت تنظر ساعتها احيانا و تلتفت براسها وأشعة الشمس تملأها حيوية و بروزا في كل حركة من حركاتها.
وصل القطار بعد انتظار دام طويلا بالنسبة لها لكنه كان عاديا بالنسبة لي حيث انني اعتدت على تاخر القطارات بشكل عام.
ولحسن حظي كانت تركب نفس العربة التي كنت انا بها، و وجدتني منجذبا اليها اكثر، اراقبها و اتطلع اليها، واستغرقني اولا شعرها فقد كان اسودا بلون الفحم و لامعا يبرق تحت اشعة الشمس، ووجهها كان عاديا لكن ما ميزه تلك العيون الواسعة وشفتان رقيقان كالخطين و رقبتها رفيعة و صدرها كان متوسط الحجم، ثم تفحصت بطنها و ردفيها و قدميها كل ما فيها قد اعجبني و استلذني كي احادثها ولكن كيف السبيل الى ذلك وانتظرت حتى رايتها تقوم من كرسيها كي تتجه الى الحمام، فانتهزت الفرصة وتبادلت انا و الرجل الذي كان يجلس بجانبها الكراسي، وقد وافق مباشرة حيث ان كرسيِ كان فرديا لذا لم ينزعج بجلوس احد بجانبه، و مثلت انني نائم ، حتي اذا جاءت وجلست بجانبي، ومر بعض الوقت قبل ان امثل انني قد استيقظت.
ونظرت اليها وكانت تعبث بهاتفها لذا لم تعيرني اي اهتمام، حينها اخرجت بعض الشيكولاته، و قدمت لها البعض فاخذت مني واحدة بدون ان تنظر الي و بدون ان تنطق كلمة واحدة فصدمت، واكلت قليلا حتى اذا انهت قطعتها رايتها تلتفت الي وبصوت ملائكي-او هكذا خيل الي- قالت لي:”معذرة،هل بامكانك اعطائي المزيد؟”
و انا مددت لها يدي وكأن لساني قد انعقد ولم استطع ان انطق، وكان هذا ما ازال حدة التوتر بيننا.
لبثت قليلا، اتأمل حقول البرتقال المزروعة على جوانب قضبان القطار، ثم التفت اليها و قلت كأنما احدث نفسي:”الطريق طويل للغاية أليس كذلك؟”
اخذت بعض الوقت وردت :”الم تعتد علي القطارات؟”
فوجئت بذلك الرد اذ انني كنت متوقعا الموافقة، فرددت:”علي العكس تماما، كم تستغرق محطتك؟”
“ليست بعيدة ولا قريبة، استغرق ثلاث ساعات فقط”
توترت قليلا فلم اكن اعرف ما الذي يمكن ان يطول الحديث اكثر من ذلك وفوجئت وانا اسالها:”أتدرسين في هذه المدينة؟”
“لا، انا اعيش هنا، انما ادرس في الاخري”
“يبدو ان فراق اهلك صعب عليك للغاية اذن” و عندها انتابتني بعض الشهوة نحو هذه الفتاة الصغيرة الوحيدة البعيدة عن اهلها، تخيل فقط عهرها عندما تكون لوحدها لا مراقبة و لا ضبط و لا اي قواعد اخلاقية تحد من شهوتها، و لكن كل ذلك محى عندما رايتها تبتسم ابتسامة خفيفة وتنظر للارض وقد امتلات عيناها من جديد بالحزن الذي لاحظته اول ما رايتها.
عندها علمت ان وراءها حكاية وعلمت ايضا-لكنني كذبت على نفسي- انني قد وقعت في حبها.