كاتبة جنسية
07-05-2018, 03:01 PM
أعزائي رواد منتدى الكرام
اليوم أتيت لكم بموضوع جديد أتمنى أن ينال رضاكم
بعنوان :- الثقافة العربية و واقع واقع العولمة
/ 79cfb.gif
المقدمة
يقترن وجودنا التاريخي والجغرافي بالوجود الثقافي هذا الوجود الذي يحدد خصوصيتنا الثقافية ويشكل هويتنا وانتماءاتنا لكن هذا الوجود بات مهددا في الوقت الذي أصبحت المجتمعات الغربية تروج لثقافاتها وأنماطها السلوكية المتناقضة مع شخصيتنا العربية عبر وسائل إعلامية مختلفة والتي غدت العقول وأصبحت تشكل في هويتنا الثقافية أمام الآخر فقد كثر الحديث عن الهوية في الوقت الذي تلح فيه الضرورة على أجندة قضايا مجتمعاتنا العربية أسباب وسبل حضورنا على المعترك الحياتي وفي هذا المقال نحاول التطرق إلى أهم تحديات التي تواجه الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة وأهم الاستراتيجيات للحفاظ على هذه الهوية والخصوصية الثقافية لبلداننا على المستوى المحلي والدولي.
إن هاجس الخصوصية الثقافية هو نفسه هاجس الأصالة والمعاصرة معا، ومحاولة تنميط سلوكيات البشر وثقافتهم في المجتمعات كافة وإخضاعها لقيم وأنماط سلوك سائدة في ثقافات معولمة، الأمر الذي يحمل إمكانية تفجير أزمة الهوية التي أصبحت من المسائل الرئيسية التي تواجه المجتمعات الإنسانية على المستوى العالمي، هذه الأزمة والتي من خلالها تنفي الرغبة لدى العصبيات والأقليات القبلية والطائفية والقومية في البحث عن الجذور وحماية الخصوصية المجتمعية
أحد أوجه أزمة الثقافة العربية يتجلى في الوقت الراهن, في الفهم المشوه للهويه, وفي الصراع حول مفاهيم مناقضه لها. المسألة قديمه في بلداننا, لكن الجديد فيها أنها تحولت الى جزء من أزمه المجتمع, وأزمه التطور, وأزمه الثقافه. فاذا كان الخلاف حول العلاقه بين التراث والحداثه, بأسمائها المختلفه, قد عبر, في فترات سابقه, بما في ذلك فترات النهوض, عن اشكاليات الانتقال من التخلف الى التقدم, فأنه يعبر الان, في ظل تفاقم الأزمة العامة عن تراجع في الوعي وعن تراجع في تحديد حاجات التطور الموضوعيه لبلداننا, وتحديد المهمات المرتبطه بها . المشكله حاليا أعمق بكثير من أي وقت مضى, فأ نهيار المشاريع التي حملت شعارات التحرر والتقدم والعدالة الاجتماعية, بأسم الاشتراكية ,أوبأسماء أخرى, قد أعطى للمشكلة أبعادا جديدة. وثمة في الصراع الحالي حول الهوية, في علاقتها بالبحث عن حل للازمة القائمة, نهجان خطران, يكمل الواحد منهما الاخر كما يشير الى ذلك كريم مروه - الاول, يرى الحل في التماهي مع كل مايأتينا من جديد من العالم . ويعتبر التمسك بالتراث عائقا أمام التقدم. فالتقدم, بالنسبة لهذا الفريق, هو عملية مطلقة, وفي الاطلاق ,هنا, تغييب لوظيفة التقدم .اذ لاتقدم الا في الزمان والمكان, وفي الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والانساني ,أي في الخصوصيات القومية, التي فيها تتحدد الهوية. وبهذا الربط بين المكان والزمان والانسان, وبين التقدم, يأخذ التقدم موقعه الصحيح. الثاني ,يرى في العودة الى الماضي.أي الى مايعتبره أنه الاصول , الحل لمشكلاتنا. ويرى المصدر الاساسي للخلل, المتمثل في الازمة القائمة ,هو الابتعاد عن التراث ,بهذا المعنى, أي الابتعاد عما يجري تصويره على أنه أساس الهوية الثقافية والحضارية, في شكلها التاريخي المؤدلج. ويرى هذا الفريق في الخارج عدوا, لمجرد كونه الاخر المختلف , فيرفض كل مأياتي منه, حتى ولو كان فيه مايساعد على تقدمنا.ويتعامل معه ,حتى ولو كان علوما ومعارف انسانية عامة, كسلعة استهلاكية مفروضة علينا. ويبرز, في صفوف ايديولوجيي الرأسمال المعلوم المتوحش, من ينظر لحتمية هذا النوع من الصراع بين هذين الموقفين الخاطئين, في بلداننا, وفي البلدان التي نلتقي معها في الانتماء الى العالم المتخلف ,من نوع صراع الحضارات, ومن نوع حروب الثقافات ,علما بأن صراع الحضارات هومفهوم مصطنع ,لا تبرره كل عناصر الاختلاف والتمايز القائمة بين الشعوب. أما حروب الثقافات فهي موضوعة مضللة أطلقها مؤدلج الرأسمال المعولم هنننغتون .والواقع هو ثمة ثقافات تنتج, اليوم, وتعمم, عن وعي, من أجل أن تكون مصدرا لحروب مصطنعة , وظاهرة التعصب القومي والديني في الظرف الراهن ,لا يمكن اعتبارها , تعبير عن صحوة قوميه, أو صحوة دينية, وهذا الراي لايقلل من أهمية المسالة القومية ,ولا من أهمية المسالة الدينية. ولكنه يرمي الى اعادة الامور الى نصابها, منعا للتشويه, والتزوير
إننا اليوم وفي القرن الواحد والعشرين، الوقت الذي تلح فيه الضرورة على أجندة قضايا مجتمعاتنا العربية أولوية الإصرار على تعزيز أسباب وسبل حضور مجتمعاتنا على المعترك الحياتي الذي يعيشه العالم، معترك الصراع الذي يتحول على المستوى العالمي باطراد إلى جبهة الصراع بين الثقافات، فوجودنا كمجتمعات عربية في التاريخ والجغرافيا مرهون بالمقام الأول بوجودنا الثقافي، في الوقت الذي أصبحت المجتمعات الغربية تروج لثقافاتها وقيمها وأنماطها السلوكية المتناقضة مع ثقافاتنا المحلية والتي باتت تهدد الخصوصيات الثقافية والحضارية لبلداننا وأوطاننا التي أصبحت تعيش حالة تبعية ثقافية من خلال ما أفرزته العولمة، والتكنولوجيا، فالعالم العربي واجه تحديات كبيرة تتطلب منه اتخاذ التدابير والإجراءات الصارمة والفعالة لمواجهة هذه الوضعية التي اخترقت المجال الثقافي لها والتي تهدد بتهديد خصوصيتها الثقافية وكسر انتماءاتها والتي أدت إلى مشكلة الوعي المستند إلى الهوية وكيف يمكن الحفاظ علميا وتأكيدها
/ 79cfb.gif
مفهوم الهوية والخلفية التاريخية لتشكلها .
مفهوم الهوية
الهوية هي السمة الجوهرية العامة لثقافة من الثقافات , لكن هذه السمة ليست ثابتة أو جاهزة أو نهائية , كما يفهمها أو يعرفها البعض أحيانا , ولذلك لايمكننا صياغة تعريف اجرائي لها ولا توصيفها وتحديد خصائص ذاتية لها لأنها مشروع ثقافي مفتوح على المستقبل . ولكنه مشروع معقد ومتشابك ومتغير من العناصر المرجعية المنتقاة المادية والاجتماعية والذاتية المتداخلة والمتفاعلة مع التاريخ والتراث والواقع الاجتماعي .
والهوية ليست أحادية البنية وانما تتشكل من عناصر متعددة , في مقدمتها الاثني والديني واللغوي والاخلاقي والمصلحي و اضافة الى الخبر الذاتية والعلمية والوجدانية . والهوية ليست مجموع هذه العناصر , بقدر ماهي محصلة مركبة من عناصر تشكلت عبر الزمن وتم تلقيحها بالخبروالتجارب والتحديات وردود الافعال الفردية والجماعية عليها , في اطار الشروط الذاتية والموضوعية السائدة والطارئة عليها .
وقد عرف الجرجاني الهوية بأنها الامر المتعقل من حيث امتيازه عن الاغيار والهوية عند ابن رشد تقال بالترادف على المعنى الذي يطلق عليه اسم الموجود .وعند الفارابي(( هوية الشيء.. عينته وتشخيصه وخصوصيته ووجوده المتفرد له الذي لايقع فيه اشراك)) .
وفي الغرب كان غرودياك أول من استخدم مصطلح الهوية في التحليل النفسي ليدل به على أمر غير شخصي في الطبيعة الانسانية .
كما أن الهوية كما جاءت في المعجم الفلسفي لمراد وهبة ((عباره عن التشخص وقد تطلق على الوجود الخارجي وقد تطلق على الماهية مع التشخيص, وهي الحقيقة الجزئية, وقد تطلق على الذات الالهية فهوية الحق هي عينه)). ويرى نديم البيطار في دراسته عن(( حدود الهوية القومية)) بأن(( هوية الام هي هوية تاريخية والتاريخ هو الذي يشكلها وهو يعني لا وجود لهوية خارج المجتمع والتاريخ , فالامة وحدها تملك الهوية سواء كانت مجتمع أو فرد.
والهوية مثل أرض الوطن بالنسبة للشعب أو الامة, هي ملك مشاع للمجتمع ولكن لايملك أحد الحق في التفريط بجزء منها ولايصح التنازل عنها.
ويميز علي الدين هلال المستويات الثلاثة للهوية حيث يقول- ينبغي التمييز بين ثلاثة مستويات مختلفة عند تحليل موضوع الهوية, فهناك الهوية على مستوى الفردي, أي شعور الشخص بالانتماء الى جماعة أو اطار انساني أكبر يشاركه في منظومة من القيم والمشاعر والاتجاهات. والهوية بهذا المعنى حقيقة فردية نفسية ترتبط بالثقافة السائده وبعملية التنشئة الاجتماعية. ثانيا التعبير السياسي الجمعي عن هذه الهوية في شكل تنظيمات واحزاب وهيئات شعبيه ذات طابع تطوعي واختياري. وهناك ثالثا, حال تبلور وتجسد هذه الهوية في مؤسسات وابنيه واشكالية قانونية على يد الحكومات والانظمة. أما الاستاذ محمد عابد الجابري فيرى في الهوية (هوية العربي) بأنها رد فعل ضد الاخر ونزوع حالم لتأكيد (الآنا) العربي بصورة أقوى وارحب. فهوية العربي ليس وجودا جامدا ولا هو ماهية ثابتة جاهزة انه هوية تتشكل وتصير. اذ يؤكد الاستاذ عبد العزيز الدوري بأن الهوية العربيه تكونت مقترنة بتكوين الامة العربية في التاريخ, وهو تكوين استند الى عوامل عدة في مقدمتها اللغة والتقانة في اطار الجغرافية التاريخية .
والاصل في الهوية يرتبط بفكرة المواطنة في الدولة من ناحية الجنسية كظاهرة وكمبدأ قانوني كما ترتبط بالابعاد الثقافية للشخص والمجتمع مثلما تتصل بالانتماء السياسي للدولة .
وعموما تتغذى الهوية من مصدرين هما ..
أولا التراث , وهو المصدر الثابت أو الجوهر الذي يشكل الذهنية التي تقولب الشخصية النموذجية التي تنبثق عنها الهوية .
ثانيا – المجتمع الذي يشكل المصدر الثاني الطارئ والمتغير من الهوية , الذي يؤثر تاثيرا كبيرا , فمن الممكن انه يعيق ماهو ثابت أو يعطله مؤقتا , لان الثابت غالبا مايعيد انتاج نفسه من جديد , ولو بصفة أخرى يقتضيها هو في اللحظة المناسبة ووفق صيرورة المجتمع وشروط تغيره الذاتية والموضوعية . ومن أهم المتغيرات الطارئة هي السلطة والمصلحة والكوارث والحروب والقوى الخارجية وغيرها . ويشير أحمد زكي بدوي , بأن الهوية هي التي تميز الفرد نفسه عن غيره أي تحديد حالته الشخصية . ومن السمات التي تميز الافراد عن بعضهم البعض هو الاسم والجنسية والسن والحالة العائلية والمهنة أما كارميل كاميليري فهو يعرف الهوية بأنها (صيرورة التطور المستمرة لبناء الذات النفسية والمحافظة عليها, والتي تترجم بالشعور بالانا , وبطريقتين---
أولا- كوحدة منسجمة ومتغيرة والتي هي في أساس اليات وجود الهوية.
ثانيا - كوحدة منشغلة بالبيئة تبني ضد كل مايصدر منا ومن حولنا, مقاومة وتحلل وايضا كوساطة باستعمال مايستفيد منه هذا الكائن. هاتين الطريقتين تسمح لنا ببناء علاقة مطابقة في كل لحظة مع ما يصدر منا ومن حولنا, وهي في اساس وظيفة عمليات الهوية في التبني أوفي دورها الفعال أوفي برغماتية سلوكها . عبارة ثانية تعبر الهوية عن وجود الذات التي تتشكل من خلال التفاعل المستمر لمشاعر الفرد مع محيطه ومع نفسه من أجل التعبير عن هذا الوجود, مشاعر تعكس صيرورة العوامل المتدخلة في تكوينها منذ ولادتها, وكما يقول ادمون مارك ليبيانسكي فان الخطاب العائلي يساهم في توجيه تكون الهوية, انه يحدد موقع الطفل داخل العائلة وبنفس الوقت يخطط له مستقبله المنتظر من خلال اقتراح صورة لهذا المستقبل. وحسب راي الان تورين. يمكن التعرف على الهوية من خلال مواقف الفرد الرافضة للتحديد الاجتماعي للادوار التي يجب أن يلعبها ,ومن خلال مطالبته بالحياة والحرية والابداع.
أي أن الهوية تظهر من خلال التحدي في مواجهة تفرض على المشاعر من الخارج أومن داخل النفس باتخاذ موقف ما أو القيام بعمل معين . فدفاع الفرد عن وجوده ضد كل تدخل أوهجوم يهدف الى اضعافه, أو تحديه لاشباع رغبة ما والتسامي بها,مثل هذه المواقف بحد ذاتها تعكس وجود هوية الفرد . اذن فصيرورة هذه المشاعر متوقفة على قدرتها في التصدي لهذه المواجهة بشكل ايجابي أو سلبي. لذلك فغياب المواجهة تعني موت المشاعر وانتهاء الصيرورة والتي مع انتهائها تنتهي الهوية من الوجود. ويعني ذلك أن الهوية هي تعبير عن هجلية تناقضات النفس البشرية التي ترتكز على مايدور من حولها وعلى مايدب في دواخلها من مشاعر والتوليفة التي تبدعها للتكيف مع الخارج ومع الداخل. ولاتتم هذه الهجلية بشكل الي بل بشكل واعي تترجمها مواقفها في الحياة. لذلك فانها تأخذ لها الصفة الفرديه عندما تتعلق القضيه بخصوصية مواقفها اتجاه تعاملها مع مايدور في خلدها وتترجم هذه الهوية الى الواقع بالكيفية التي يرى فيها الفرد نفسه من خلال المعنى الذي يعطيه لعمله والذي يمنحه خصوصية فرديته مقارنة بالاخر. ولكون العمل هو الاخر في تغيير مستمر فان مايطمح الفرد الى تحقيقه يترجم أناه المثالية, وتأخذ الهوية صفتها الجماعيه عندما تثار مشكلة المساس بالعوامل الجماعية لمحيطها, بمعنى مجتمعها, وهي تلك التي ساهمت في تكوينها والتي تشترك معها في قيمها ومعاييرها والتي تعطي ايضا لعملها معنى أخر في اعطاءها معنى متميز لقيمها المشتركة, أي لأناها المثالية الجماعية من خلال مايطلق عليه بالانتماء الى المجموعة
الهوية الجماعية
....
على أثر التغييرات الجذرية التي حدثت في الشرق الاوروبي, وبالتحديد في الاتحاد السوفيتي السابق وتفكك جمهورياته في أسيا الوسطى والقوقاز, قد سلط الضوء على مفاهيم, ومصطلحات سياسية واجتماعية كانت قائمة, الا أنها كانت غائبة عن الدراسات السياسية والاجتماعية, ومن بينها مصطلح الهوية الجماعية. اذ يمكن القول بأن هوية مجموعة بشرية , أو شعب كامل ما , تمثل ذلك الانتماء الجماعي الموحد لافراد وفئات أي منهما . فأعلان هذا الفرد أو ذاك بأنه يمني أو أنها مصرية , يعني بأن هذا الشخص ينتمي مع بقية اليمنيين في صفات واشياء تكون الهوية اليمنية , وكذلك تكون الهوية المصرية أو الانكليزية. وأن الدراسات الحديثه في العلوم الاجتماعية رأت أن العرق, الثقافة , الدين الارض والدولة هي العوامل الرئيسية التي تحدد هوية الشعوب. فمن حيث لون البشرة تقسم الاجناس البشرية الى خمسة أجناس كبرى. الابيض, الاصفر, الاسمر, الاحمر, والجنس الاسود.
وعلى المستوى الجماعي فلون البشرة يمثل أحد ملامح الهوية الجماعية لشعب من الشعوب أو المجموعة من المجموعات البشرية , كما في لون البشرة الاسود في المجتمع الامريكي بشكل خاص.وكل العوامل أو العناصر الاساسية في تشكيل الهوية الجماعية لايمكنها أن تتبلور الا في اطار الدولة
من هنا فقد راود النخبة العربية سؤال محوري واحد. هو لماذا تقدم الغرب هذا التقدم الهائل المبهر, ولماذا تخلفنا نحن العرب هذا التخلف المزري؟ وبالمقابل, ماهي الاسس أو ماهو السر الذي يكمن خلف تقدمهم؟ لقد تعددت الاجوبه عن هذا السؤال. وبدون الحاجة الى الدخول في تفاصيل السجالات والمناقشات والمواقف التي باتت معروفه والتي دارت بين التيارات الفكرية والسياسية , يمكن العثور على قاسم مشترك واحد هو مقولة التحديث – الحداثة-أو التنوير.
والحداثة نبتة أوروبية نمت وكبرت وتطورت وأعطت ثمارها في سياق الثورة التي قادتها الطبقة البرجوازية الثائرة على الطبقه الاقطاعية وما تحمله هذه الطبقه من فلسفة وافكار وثقافة ونظام حكم في الغرب , حيث فجرت هذه البورجوازية قيما انسانية تقدمية وتحررية , كالانسانوية والعقلانية والديمقراطية والعلمانية والعلموية, مهدت الطريق لكل التطور اللاحق للثورة الصناعية, ابتداء من ثورة البخار الى ثورة الكومبيوتر أومايسمى بحضارة ( الموجة الثالثة )التي نراها اليوم على حد تعبير الفان طوفلر واذا كانت العلمنة في تاريخها الاوربي والغربي هي واقع تاريخي ونظري واقتصادي واجتماعي وسياسي , فهي في سياقها العربي الحديث اشكالية نظرية وسياسية لم تجد من التحولات التاريخيه مايكفي لتحويلها الى واقع ولرفعها من مستوى الطلب والطموح الى حيز الصيرورة والحتمية.
فقد اندفع الشاميون والمصريون في حماسة لاسترجاع بعض ماكان لهم من مجد وحضارة منسيين , وسرعان ما حاكاهم سائر العرب فهذبوا لغتهم واثروها, واجتهدو في اعادة خلق أدب وفن دون أن يتحرروا كليا من عبء الماضي, فأستطاعو بذلك أن يؤسسوا مراحل متميزة في تاريخهم الحديث. أنها مرحلة تجدد ومرحلة انبعاث, وكان من نتائجها تقوية الوعي بوجود تراث في الثقافة العربية مع أواخر القرن التاسع عشر , حيث بدأ العرب في اكتشاف تراثهم الماجد في اللحظه نفسها التي اكتشفوا فيها أنفسهم متأخرين في مرأة الغرب المتقدم.
وقد ظهرت بوادر نهضة... شبه تامة. عند المفكرين العرب, ابتداء من الطهطاوي حتى محمد عبده , والكواكبي,وشبلي الشميل, وفرح انطون, واديب اسحاق وغيرهم, ممن تزخر باسماءهم وارائهم الكتابات العربية الكثيرة في التنوير العربي . وهذا يعني ان النهضة ليست مجرد عملية تغيير ثقافي واجتماعي جزئي وانما هي عملية تغير شامل تنبعث من الرغبة الواعية في الافادة من الثقافة الاكثر تقدما ورقيا لتعديل الاوضاع القائمة المرفوضة على الاقل من النخبة المثقفة , وارادة الخروج من حالة التخلف والركود التي سيطرت على الفكر العربي ,واللحاق بالعلم الغربي الذي كان يعتبر في ذلك الحين وتحت تأثير تلك الظروف النموذج المثالي الذي ينبغي الاقتداء به. وفي حدود معينة, تؤخذ في الاعتبار الثقافة التقليدية , وامكانية تعديلها دون أن يؤدي ذلك الى استبدال ثقافة جديدة وغريبة ,هي الثقافة الغربية بالثقافة العربية (الاصلية والاصيلة) أو حتى تغيير هذه الثقافة الى حد الذي تفقد معه ملامحها ومقوماتها المتميزة. .
أن حركة النهضة العربية الاولى حققت منجزات مادية مهمة, بناء جيش قوي , صناعة عسكرية, زراعة منتجة ومتقدمة , الا انها منجزات فوقية افتقرت الى النفس الديمقراطي , وقد وصف محمد عبده ( محمد علي الكبير ) قائلا ( بأنه كان زارعا ماهرا , وصانعا مقتدرا , ومحاربا شجاعا , لكنه لم يترك رأيا يستتر به ضمير (انا) الا ونفاه عن بدن صاحبه) وفي مرحلة لاحقة تمكن النهضويون الاوائل من وضع هدفين أساسيين للتحرر والتقدم يتلخص الاول في التحرر السياسي من الاستعمار . والثاني التحرر الفكري من الجمود والتقليد والرجعية . كما حاولوا ايجاد صيغة تكيف الدين مع واقع العصر . الا أن كل ذلك على أهميته , لم يشكل انقطاعا ثقافيا ومعرفيا نوعيا وحاسما وعاما عن الماضي جملة, ولم يتجاوزوا البنى الموروثة التقليدية بصورة جذرية في ميادين الفلسفة والفكر والتنظيم الاجتماعي , كما انهم لم يستطيعوا أن يستوعبوا حقيقة الحداثة , حيث أن البنى الداخلية للعرب ماتزال ماضوية وهشه ومتداعية , بينما البنى الحديثة تتسم بالتماسك الداخلي والوعي الذاتي.
لقد اثبتت التجربة التاريخية الاوربية أنه من أهم الخصائص الجوهرية للحداثة انها تمثل سياقا مرحليا يتم فيه الانتقال من نمط للمعرفة الى نمط أخرمختلف جذريا.وهو بمثابة انقطاع عن أساليب التفكير التقليدية غير العلمية وتبن لاساليب جديدة .
/ 79cfb.gif
وظائف الهوية:
تتمثل أهم الوظائف للهوية في المجتمعات فيما يلي:
1- ضمان الاستمرارية التاريخية للأمة إذ لا يمكن التشكيك في انتماءاتها.
2- تحقيق درجة عالية من التجانس والانسجام بين السكان في مختلف جهات الوطن الواحد.
3- تمثل الهوية الجنسية والشخصية الوطنية التي تحافظ على صورة الأمة أمام الأمم الأخرى، وذلك من خلال الحفاظ على الكيان المميز لتلك الأمة
/ 79cfb.gif
اختراق العولمة للثقافة :
مرت الثقافة في الفترات القريبة بالعديد من المتغيرات المتسارعة التي تحمل في طياتها إيديولوجية التنميط والاختراق الثقافي، وهي تتجلى في صياغة ثقافية عالمية مندمجة لها قيم ومعايير وسلوك وعادات، وسيطرة غربية على سائر الثقافات بواسطة استثمار المكتسبات العلوم والتقدم التكنولوجي في مجال ثورة الاتصالات وثورة المعلومات والتتويج التاريخي لتجربة مديدة السيطرة بدأت منذ انطلاق عملية الغزو، الأمر الذي يؤدي إلى نشوء قيم ليس لها مرجعية في الثقافة العربية مما أدى إلى حدوث تشويش للهوية الثقافية وفقدان التوازن، ونظرا لكون بعض النقابات مدعمة بوسائل وتكنولوجية يقابلها في الجهة الأخرى ثقافات مجردة من تلك الوسائل مما يؤدي باللاتكافؤ في عملية تبادل العناصر الثقافية ويبقى مجرد نقل ثقافي بين الشعوب والثقافات
إن الخصوصية الثقافية التي ترافق الشعوب والأمم والجماعات البشرية وما إذا كانت ستبقى هذه الخصوصية في عالم وزمن العولمة الزاحفة يجب أن تنشر إلى أن الخصوصية أفضل من الاستقلالية، فالاستقلال في الميدان الثقافي نسبي ومتغير تبعا لعوامل التفاعل الحضري وإذا كانت الاستقلالية نسبية ومتغيرة فكذلك نجد التبعية الثقافية والتي تعني في جوهرها استلاب الأمة أو الدولة من خصوصيتها الثقافية وهذا ما نراه من تأثيرات العولمة ومحاولة الغرب التأثير على ثقافات إلى الآخرين خاصة وهي أمام مجتمعات تستهلك في المجال الثقافي أكثر مما تنتج.
إن الاعتراف بتطور التكنولوجيا في العصر الحديث ووسائل الاتصال ضرورة ملحة ولا بد منها ولكن يجب أيضا أن لا نهمل الماضي فهو الدليل الذي يمكن من خلاله الاهتداء به لصياغة المستقبل والحاضر
/ 79cfb.gif
الهوية الثقافية والعولمة
لعل أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الهوية العربية هو الخصوصية الذاتية والتفرد بصفات وخصائص معينة تعكس هذه الخصوصية وتميز هذه المجتمعات عن بعضها ففي ظل التوجه إلى العالمية نجد أن هناك توجها جديدا نحو تحديد الهوية فعند تحول الفرد إلى العالمية يحاول أن يؤكد هويته وشخصيته المميزة فالهوية تظهر في كل مكان وتؤكد على محورها في كل المجتمعات التي أصبحت مقسمة إلى مجموعات متعددة وسط كل هذا فهناك دول تختفي في الوقت الذي نجد فيه دولا تؤكد على هويتها وتزدهر على المستوى العالمي.
إن التحول الذي أصاب المجتمعات العربية هو الانتقال من الوحدة التعدد الذي أصبح الهدف العالمي فقد أصبح الإختلاف المعترف به الوحدة التي يعترف بها من خلال النظر إلى الاختلافات ومن خلال وضع التميزيات في الاعتبار.
إن السبب الوحيد في هذا التحول هو ما خلقته الهوية من أهمية متنامية دائما على الساحة العالمية، فكل ما يسمى الأمة فهو يمس الهوية الثقافية وتجسيدها التاريخي
وباعتبار الهوية الثقافية القومية هي الهوية المشتركة لجميع أبناء الوطن العربي لا يعني هذا إلغاء وإقصاء الهويات الوطنية ولا يعني أيضا فرض نمط ثقافي معين من الأنماط الثقافية المتعددة الأخرى، فالوظيفة التاريخية لهذه الثقافة هي وظيفة التوحد المعنوي والروحي والعقلي والارتفاع بالوطن وإيجاد أسباب الانفتاح على الثقافة والهوية الخارجية فكل التحولات والتغيرات ترتكز في البنى الاجتماعية التي تعيش في أطر إقليمية محددة وبالتالي يكون التساؤل عن كيفية حدوث هذا التغير في الهوية والبنى الاجتماعية.
إن البلدان العربية في حاجة إلى آليات السيطرة الاجتماعية اللازمة لإدارة العلاقات الاجتماعية وإعادة إنتاجها بها وهذا يمكن أن يخرجها من مأزق اللاتاريخية التي لا زمتها في هذا العصر فالقول بوجود خصوصية في هوية مجتمع ما في مسار تطور هذا المجتمع لا بد أن تنطلق من معاينة وبرهان دقيقين.
وتتميز المجتمعات العربية بخصائص الحضارية طبعت ولا زالت موجودة في ظل التأثيرات الحادثة، وهذا لا ينطبق على المجتمعات الغربي التي يتم فيها الخلط بين العمليات التاريخية الموضوعية والسياسات الثقافية التي تنتج مجالات للاختيار والمفاضلة ومن هنا يجب إدراك عدم وجود التفاوتات بين الأقاليم المختلفة داخل البلد الواحد وجعل لكل منها هوية وخصوصية محددة، لأن المنتمين إلى هويات متماثلة يمثلون إلى العريش في منطقة واحدة، فالتنوع لا يبطل الوحدة العربية.
ولهذا فإن التمسك بالهوية القومية هو وصف المخزون النفسي المتراكم من الموروث وتفاعله مع الواقع فانتقال المجتمع من مرحلة إلى أخرى لا يعني أنه أحدث قطيعة أو انفصال عن الماضي، بل يعني استمرار الحضارة، ولكن على أساس احتياجات هذا العصر وبالتالي فإن قضية الحفاظ على الهوية قضية كفيلة بإظهار وجودنا الثقافي في المعترك الحياتي واكتشاف جذورنا والتمسك بهويتنا.
إذن فتبني العولمة يؤدي إلى تحطيم القيم والهويات التقليدية للثقافات الوطنية والترويج للقيم الاستهلاكية ويمكن تلخيص ما سبق من آثار الثقافة المعولمة على هويتنا الثقافية العربية فيما يلي:
1- التبادل اللامتكافئ بين العناصر الثقافية إذ يكون التبادل أحادي الاتجاه مما يخلق مشكل الخصوصية في ظل شمولية الاتصال.
2- الغزو الثقافي والذي يظهر استمرار آليات التي تحقق السيطرة وامتداد فعاليتها في شكل قوة تغلغل في مجتمعاتنا التي تقف موقف الجمود أمام التغيرات التي تحدث داخلها، الأمر الذي ينمي الإحساس بالتهميش والاستلاب من الثقافة الأصلية وتنامي الإحساس بفقدان هويتنا الوطنية القومية.
3- التبعية الثقافية من خلال اعتماد ثقافاتنا على ثقافات الأخرى في إنتاج وتطوير ثقافاتها وتتمثل هذه التبعية في عدة مظاهر منها إحلال قيم وعادات وأنماط سلوكية محل القيم السائدة في هذه المجتمعات حيث تظهر التبعية في المجتمع التابع كمجتمع مهشم ومتناقض يسوده التفكك وعدم الأصالة.
4- الإمبريالية الثقافية والتي تشير إلى الثقافة المسيطرة من خلال ما تمارسه الثقافة المتقدمة من هيمن على الثقافات المتخلفة والتابعة فتحتل هذه الهيمنة كانت إعلامية أم تكنولوجية مواقع أساسية في ثقافتنا من خلال فرض قيمها وأنماطها السلوكية.
5- التسمم الثقافي ويتم من خلال نفي الدور العربي ومحو الشخصية الثقافية للأمة العربية عن طريق التشكيك بقيمة الثقافة العربية وإبراز وجهها السلبي وإحياء الثقافات الغربية لكسر وجودنا الثقافي وإبراز أزمة الهوية الثقافية
– من خلال لكل هذه الآثار التي تفرزها العولمة الثقافية على ثقافتنا وخصوصيتنا يتنامى الإحساس يوما بعد يوم بفقدان الهوية في مجتمعاتنا فالفرد المعاصر أصبح يخسر قنوات الاتصال بجذوره وعاداته وهويته في عالم أصبحت وسائل الإعلام إن لم نقل الهيمنة الإعلامية تنقل إلينا يوميا عادات دخيلة على مجتمعاتنا تهدد بتهميش ثقافاتنا المحلية ومحو وجودنا الثقافي في المعترك الحياتي
/ 79cfb.gif
طرق الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل العولمة
في الحديث عن طرق الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل العولمة يمكن أن نقول كيفية التعامل مع العولمة الثقافية وتنبع ضرورات التعامل والمواجهة العربية لظاهرة العولمة بالأساس من الحاجة إلى حماية الهوية العربية الإسلامية وصيانة خصوصيتها الذاتية ويتم ذلك من خلال التوجه إلى التطور الحضاري الإنساني ودعم التفاعل الحضاري الثقافي بين الأمم والشعوب ولا بد لهذه الاستراتيجيات أن تكون ممكنة يمكن تطبيقها في ضوء الفرص المتاحة وان تتسم بالنظرة الشاملة وذلك بتحليل مختلف المتغيرات ومدى تأثيرها بعضا ببعض ويتم الحفاظ على الهوية من خلال مستويين يتمثلان في:
على المستوى الدولي
لعل أهم نقطة للبدء في المحافظة على الهوية الثقافية أمام الآخر يمكن إطار التعامل مع قوى العولمة الثقافية وبناء النموذج الثقافي الوطني في المجتمعات العربية من خلال إجراء حوار عام يسفر عن إجماع وطني حول المشروع الثقافي الوطني والدعوة إلى الاندماج في الهوية الوطنية العربية مع الحفاظ على خصوصياتها وهي النقط المحورية التي تسعى من خلالها إلى قوى العولمة إلى تحطيم وحدة البلدان العربية.
إلى جانب ذلك لا بد من إجراء حوار في إطار مفهوم “التقريب” في الوقت الذي يصعب الحديث عن تعامل فعال مع العولمة الثقافية لأنه لا زالت هناك الكثير من التضاربات الثقافية في الوطن العربي إضافة إلى هذا لا بد من التوصل إلى إستراتيجية ثقافية مشتركة بين البلدان العربية والغربية ويمكن ذلك من خلال حوار الحضارات العالمية، فالعوامة تدفع في اتجاه فرض القيم الغربية ومواجهة القيم غير الغربية.
على المستوى المحلي
إذا تحدثنا عن الإستراتيجية على المستوى المحلي فتعتبر الإستراتيجية النواة لفرض وجودنا الثقافي في المتعترك الحياتي واثبات خصوصيتنا الثقافية والهوية الوطنية القومية داخل مجتمعاتنا ورفع هذه الهوية أمام الآخر وتكمن محاور ونقاط هذه الإستراتيجية في:
– محاولة المزاوجة بين المجتمع الحديث والحياة الشعبية التي خلفها الأجداد ويقصد هنا بالمزاوجة هو عدم الانفصام بين النواحي الحياتية والتجارب الموروثة التي لا بد أن تحضر وتحلل وتقدم في ثوب جديد مع الحفاظ على الإبداعية فلكل ثقافة محلية خصوصية، ولكن تجتمع كلها في صفات مشتركة تكون السمة الغالبة للهوية الثقافية.
– تحديث ثقافتنا وتطويرها من خلال تبيان وضعية المتحول من الثابت فيها وذلك بإثبات هويتنا في وجه تيارات العولمة الثقافية حتى نتمكن من المحافظة على قوميتنا العربية
– إيجاد رؤية تصور العالم على أنه مجموعة واحدة نتبادل المنافع دون إسقاط الخصوصية التي تميز كل جماعة في موروثها الثقافي.
– رفض العزلة والهيمنة في الوقت نفسه ومحاولة وضع وجودنا الثقافي في المعترك الحياتي من خلال تطويع الثقافة الجديدة مع ثقافتنا حتى تصبح مزيجا من الأصالة والمعاصرة وهنا يمكن المحافظة على هويتنا ومواكبة الآخر
/ 79cfb.gif
الخاتمة
تعتبر العولمة الثقافية من التحديات الكبرى التي تهدد خصوصيتها الثقافية فالإحساس الذي لا زال متنامي لدى المجتمعات بالخطر على الوجود الذاتي لأفرادها بوصفهم ينتمون إلى الأمة كونية لحضارات متعددة هذا الوعي أخذ يولي مسألة الثقافة اهتماما يتعاظم تدريجيا فالثقافة تعتبر المكون الأساسي لوجدان أي مجتمع وتعبر عن العمق التاريخي والمتراكم في المجتمع فالثقافة تعبر عن الهوية والانتماء الوطني وبالتالي فالضرورة ملحة على التواصل الثقافي، والعولمة الثقافية تعتبر تهديدا للهوية القومية من خلال محاولة تحويل نمط الحياة إلى نمط حياة غربي.
ولأن وجودنا الثقافي في المعترك الحياتي سيكون بمثابة الحصن الذي يحفظ خصوصيتنا، وهويتنا من خلال التفاعل مع المناخ الحضاري العالمي وإثبات الهوية الثقافية العربية أمام الآخر وتحويل ثقافتنا من ثقافة استهلاكية إلى ثقافة منتجة مثلها مثل مثيلتها من الثقافات الغربية.
إذن للقضاء على الهيمنة الثقافية وما أفرزته العولمة لابد من خلق أدوات لتحريكي وجودنا الثقافي والمحافظة على خصوصياتنا وهويتنا أمام الأخر وتحقيق وحدة الهوية الثقافية العربية من خلال بناء نموذج ثقافي وطني قومي من جهة والانفتاح على العالم الخارجي من جهة أخرى، فمواجهة العولمة تقضي التعامل معها وليس الذوبان فيها الأمر الذي يؤدي إلى إذابة خصوصياتنا وهويتنا.
/ 79cfb.gif
اتمنى أن يكون الموضوع قد نال رضائكم
لكم مني كل الشكر
كاتبة جنسية
اليوم أتيت لكم بموضوع جديد أتمنى أن ينال رضاكم
بعنوان :- الثقافة العربية و واقع واقع العولمة
/ 79cfb.gif
المقدمة
يقترن وجودنا التاريخي والجغرافي بالوجود الثقافي هذا الوجود الذي يحدد خصوصيتنا الثقافية ويشكل هويتنا وانتماءاتنا لكن هذا الوجود بات مهددا في الوقت الذي أصبحت المجتمعات الغربية تروج لثقافاتها وأنماطها السلوكية المتناقضة مع شخصيتنا العربية عبر وسائل إعلامية مختلفة والتي غدت العقول وأصبحت تشكل في هويتنا الثقافية أمام الآخر فقد كثر الحديث عن الهوية في الوقت الذي تلح فيه الضرورة على أجندة قضايا مجتمعاتنا العربية أسباب وسبل حضورنا على المعترك الحياتي وفي هذا المقال نحاول التطرق إلى أهم تحديات التي تواجه الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة وأهم الاستراتيجيات للحفاظ على هذه الهوية والخصوصية الثقافية لبلداننا على المستوى المحلي والدولي.
إن هاجس الخصوصية الثقافية هو نفسه هاجس الأصالة والمعاصرة معا، ومحاولة تنميط سلوكيات البشر وثقافتهم في المجتمعات كافة وإخضاعها لقيم وأنماط سلوك سائدة في ثقافات معولمة، الأمر الذي يحمل إمكانية تفجير أزمة الهوية التي أصبحت من المسائل الرئيسية التي تواجه المجتمعات الإنسانية على المستوى العالمي، هذه الأزمة والتي من خلالها تنفي الرغبة لدى العصبيات والأقليات القبلية والطائفية والقومية في البحث عن الجذور وحماية الخصوصية المجتمعية
أحد أوجه أزمة الثقافة العربية يتجلى في الوقت الراهن, في الفهم المشوه للهويه, وفي الصراع حول مفاهيم مناقضه لها. المسألة قديمه في بلداننا, لكن الجديد فيها أنها تحولت الى جزء من أزمه المجتمع, وأزمه التطور, وأزمه الثقافه. فاذا كان الخلاف حول العلاقه بين التراث والحداثه, بأسمائها المختلفه, قد عبر, في فترات سابقه, بما في ذلك فترات النهوض, عن اشكاليات الانتقال من التخلف الى التقدم, فأنه يعبر الان, في ظل تفاقم الأزمة العامة عن تراجع في الوعي وعن تراجع في تحديد حاجات التطور الموضوعيه لبلداننا, وتحديد المهمات المرتبطه بها . المشكله حاليا أعمق بكثير من أي وقت مضى, فأ نهيار المشاريع التي حملت شعارات التحرر والتقدم والعدالة الاجتماعية, بأسم الاشتراكية ,أوبأسماء أخرى, قد أعطى للمشكلة أبعادا جديدة. وثمة في الصراع الحالي حول الهوية, في علاقتها بالبحث عن حل للازمة القائمة, نهجان خطران, يكمل الواحد منهما الاخر كما يشير الى ذلك كريم مروه - الاول, يرى الحل في التماهي مع كل مايأتينا من جديد من العالم . ويعتبر التمسك بالتراث عائقا أمام التقدم. فالتقدم, بالنسبة لهذا الفريق, هو عملية مطلقة, وفي الاطلاق ,هنا, تغييب لوظيفة التقدم .اذ لاتقدم الا في الزمان والمكان, وفي الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والانساني ,أي في الخصوصيات القومية, التي فيها تتحدد الهوية. وبهذا الربط بين المكان والزمان والانسان, وبين التقدم, يأخذ التقدم موقعه الصحيح. الثاني ,يرى في العودة الى الماضي.أي الى مايعتبره أنه الاصول , الحل لمشكلاتنا. ويرى المصدر الاساسي للخلل, المتمثل في الازمة القائمة ,هو الابتعاد عن التراث ,بهذا المعنى, أي الابتعاد عما يجري تصويره على أنه أساس الهوية الثقافية والحضارية, في شكلها التاريخي المؤدلج. ويرى هذا الفريق في الخارج عدوا, لمجرد كونه الاخر المختلف , فيرفض كل مأياتي منه, حتى ولو كان فيه مايساعد على تقدمنا.ويتعامل معه ,حتى ولو كان علوما ومعارف انسانية عامة, كسلعة استهلاكية مفروضة علينا. ويبرز, في صفوف ايديولوجيي الرأسمال المعلوم المتوحش, من ينظر لحتمية هذا النوع من الصراع بين هذين الموقفين الخاطئين, في بلداننا, وفي البلدان التي نلتقي معها في الانتماء الى العالم المتخلف ,من نوع صراع الحضارات, ومن نوع حروب الثقافات ,علما بأن صراع الحضارات هومفهوم مصطنع ,لا تبرره كل عناصر الاختلاف والتمايز القائمة بين الشعوب. أما حروب الثقافات فهي موضوعة مضللة أطلقها مؤدلج الرأسمال المعولم هنننغتون .والواقع هو ثمة ثقافات تنتج, اليوم, وتعمم, عن وعي, من أجل أن تكون مصدرا لحروب مصطنعة , وظاهرة التعصب القومي والديني في الظرف الراهن ,لا يمكن اعتبارها , تعبير عن صحوة قوميه, أو صحوة دينية, وهذا الراي لايقلل من أهمية المسالة القومية ,ولا من أهمية المسالة الدينية. ولكنه يرمي الى اعادة الامور الى نصابها, منعا للتشويه, والتزوير
إننا اليوم وفي القرن الواحد والعشرين، الوقت الذي تلح فيه الضرورة على أجندة قضايا مجتمعاتنا العربية أولوية الإصرار على تعزيز أسباب وسبل حضور مجتمعاتنا على المعترك الحياتي الذي يعيشه العالم، معترك الصراع الذي يتحول على المستوى العالمي باطراد إلى جبهة الصراع بين الثقافات، فوجودنا كمجتمعات عربية في التاريخ والجغرافيا مرهون بالمقام الأول بوجودنا الثقافي، في الوقت الذي أصبحت المجتمعات الغربية تروج لثقافاتها وقيمها وأنماطها السلوكية المتناقضة مع ثقافاتنا المحلية والتي باتت تهدد الخصوصيات الثقافية والحضارية لبلداننا وأوطاننا التي أصبحت تعيش حالة تبعية ثقافية من خلال ما أفرزته العولمة، والتكنولوجيا، فالعالم العربي واجه تحديات كبيرة تتطلب منه اتخاذ التدابير والإجراءات الصارمة والفعالة لمواجهة هذه الوضعية التي اخترقت المجال الثقافي لها والتي تهدد بتهديد خصوصيتها الثقافية وكسر انتماءاتها والتي أدت إلى مشكلة الوعي المستند إلى الهوية وكيف يمكن الحفاظ علميا وتأكيدها
/ 79cfb.gif
مفهوم الهوية والخلفية التاريخية لتشكلها .
مفهوم الهوية
الهوية هي السمة الجوهرية العامة لثقافة من الثقافات , لكن هذه السمة ليست ثابتة أو جاهزة أو نهائية , كما يفهمها أو يعرفها البعض أحيانا , ولذلك لايمكننا صياغة تعريف اجرائي لها ولا توصيفها وتحديد خصائص ذاتية لها لأنها مشروع ثقافي مفتوح على المستقبل . ولكنه مشروع معقد ومتشابك ومتغير من العناصر المرجعية المنتقاة المادية والاجتماعية والذاتية المتداخلة والمتفاعلة مع التاريخ والتراث والواقع الاجتماعي .
والهوية ليست أحادية البنية وانما تتشكل من عناصر متعددة , في مقدمتها الاثني والديني واللغوي والاخلاقي والمصلحي و اضافة الى الخبر الذاتية والعلمية والوجدانية . والهوية ليست مجموع هذه العناصر , بقدر ماهي محصلة مركبة من عناصر تشكلت عبر الزمن وتم تلقيحها بالخبروالتجارب والتحديات وردود الافعال الفردية والجماعية عليها , في اطار الشروط الذاتية والموضوعية السائدة والطارئة عليها .
وقد عرف الجرجاني الهوية بأنها الامر المتعقل من حيث امتيازه عن الاغيار والهوية عند ابن رشد تقال بالترادف على المعنى الذي يطلق عليه اسم الموجود .وعند الفارابي(( هوية الشيء.. عينته وتشخيصه وخصوصيته ووجوده المتفرد له الذي لايقع فيه اشراك)) .
وفي الغرب كان غرودياك أول من استخدم مصطلح الهوية في التحليل النفسي ليدل به على أمر غير شخصي في الطبيعة الانسانية .
كما أن الهوية كما جاءت في المعجم الفلسفي لمراد وهبة ((عباره عن التشخص وقد تطلق على الوجود الخارجي وقد تطلق على الماهية مع التشخيص, وهي الحقيقة الجزئية, وقد تطلق على الذات الالهية فهوية الحق هي عينه)). ويرى نديم البيطار في دراسته عن(( حدود الهوية القومية)) بأن(( هوية الام هي هوية تاريخية والتاريخ هو الذي يشكلها وهو يعني لا وجود لهوية خارج المجتمع والتاريخ , فالامة وحدها تملك الهوية سواء كانت مجتمع أو فرد.
والهوية مثل أرض الوطن بالنسبة للشعب أو الامة, هي ملك مشاع للمجتمع ولكن لايملك أحد الحق في التفريط بجزء منها ولايصح التنازل عنها.
ويميز علي الدين هلال المستويات الثلاثة للهوية حيث يقول- ينبغي التمييز بين ثلاثة مستويات مختلفة عند تحليل موضوع الهوية, فهناك الهوية على مستوى الفردي, أي شعور الشخص بالانتماء الى جماعة أو اطار انساني أكبر يشاركه في منظومة من القيم والمشاعر والاتجاهات. والهوية بهذا المعنى حقيقة فردية نفسية ترتبط بالثقافة السائده وبعملية التنشئة الاجتماعية. ثانيا التعبير السياسي الجمعي عن هذه الهوية في شكل تنظيمات واحزاب وهيئات شعبيه ذات طابع تطوعي واختياري. وهناك ثالثا, حال تبلور وتجسد هذه الهوية في مؤسسات وابنيه واشكالية قانونية على يد الحكومات والانظمة. أما الاستاذ محمد عابد الجابري فيرى في الهوية (هوية العربي) بأنها رد فعل ضد الاخر ونزوع حالم لتأكيد (الآنا) العربي بصورة أقوى وارحب. فهوية العربي ليس وجودا جامدا ولا هو ماهية ثابتة جاهزة انه هوية تتشكل وتصير. اذ يؤكد الاستاذ عبد العزيز الدوري بأن الهوية العربيه تكونت مقترنة بتكوين الامة العربية في التاريخ, وهو تكوين استند الى عوامل عدة في مقدمتها اللغة والتقانة في اطار الجغرافية التاريخية .
والاصل في الهوية يرتبط بفكرة المواطنة في الدولة من ناحية الجنسية كظاهرة وكمبدأ قانوني كما ترتبط بالابعاد الثقافية للشخص والمجتمع مثلما تتصل بالانتماء السياسي للدولة .
وعموما تتغذى الهوية من مصدرين هما ..
أولا التراث , وهو المصدر الثابت أو الجوهر الذي يشكل الذهنية التي تقولب الشخصية النموذجية التي تنبثق عنها الهوية .
ثانيا – المجتمع الذي يشكل المصدر الثاني الطارئ والمتغير من الهوية , الذي يؤثر تاثيرا كبيرا , فمن الممكن انه يعيق ماهو ثابت أو يعطله مؤقتا , لان الثابت غالبا مايعيد انتاج نفسه من جديد , ولو بصفة أخرى يقتضيها هو في اللحظة المناسبة ووفق صيرورة المجتمع وشروط تغيره الذاتية والموضوعية . ومن أهم المتغيرات الطارئة هي السلطة والمصلحة والكوارث والحروب والقوى الخارجية وغيرها . ويشير أحمد زكي بدوي , بأن الهوية هي التي تميز الفرد نفسه عن غيره أي تحديد حالته الشخصية . ومن السمات التي تميز الافراد عن بعضهم البعض هو الاسم والجنسية والسن والحالة العائلية والمهنة أما كارميل كاميليري فهو يعرف الهوية بأنها (صيرورة التطور المستمرة لبناء الذات النفسية والمحافظة عليها, والتي تترجم بالشعور بالانا , وبطريقتين---
أولا- كوحدة منسجمة ومتغيرة والتي هي في أساس اليات وجود الهوية.
ثانيا - كوحدة منشغلة بالبيئة تبني ضد كل مايصدر منا ومن حولنا, مقاومة وتحلل وايضا كوساطة باستعمال مايستفيد منه هذا الكائن. هاتين الطريقتين تسمح لنا ببناء علاقة مطابقة في كل لحظة مع ما يصدر منا ومن حولنا, وهي في اساس وظيفة عمليات الهوية في التبني أوفي دورها الفعال أوفي برغماتية سلوكها . عبارة ثانية تعبر الهوية عن وجود الذات التي تتشكل من خلال التفاعل المستمر لمشاعر الفرد مع محيطه ومع نفسه من أجل التعبير عن هذا الوجود, مشاعر تعكس صيرورة العوامل المتدخلة في تكوينها منذ ولادتها, وكما يقول ادمون مارك ليبيانسكي فان الخطاب العائلي يساهم في توجيه تكون الهوية, انه يحدد موقع الطفل داخل العائلة وبنفس الوقت يخطط له مستقبله المنتظر من خلال اقتراح صورة لهذا المستقبل. وحسب راي الان تورين. يمكن التعرف على الهوية من خلال مواقف الفرد الرافضة للتحديد الاجتماعي للادوار التي يجب أن يلعبها ,ومن خلال مطالبته بالحياة والحرية والابداع.
أي أن الهوية تظهر من خلال التحدي في مواجهة تفرض على المشاعر من الخارج أومن داخل النفس باتخاذ موقف ما أو القيام بعمل معين . فدفاع الفرد عن وجوده ضد كل تدخل أوهجوم يهدف الى اضعافه, أو تحديه لاشباع رغبة ما والتسامي بها,مثل هذه المواقف بحد ذاتها تعكس وجود هوية الفرد . اذن فصيرورة هذه المشاعر متوقفة على قدرتها في التصدي لهذه المواجهة بشكل ايجابي أو سلبي. لذلك فغياب المواجهة تعني موت المشاعر وانتهاء الصيرورة والتي مع انتهائها تنتهي الهوية من الوجود. ويعني ذلك أن الهوية هي تعبير عن هجلية تناقضات النفس البشرية التي ترتكز على مايدور من حولها وعلى مايدب في دواخلها من مشاعر والتوليفة التي تبدعها للتكيف مع الخارج ومع الداخل. ولاتتم هذه الهجلية بشكل الي بل بشكل واعي تترجمها مواقفها في الحياة. لذلك فانها تأخذ لها الصفة الفرديه عندما تتعلق القضيه بخصوصية مواقفها اتجاه تعاملها مع مايدور في خلدها وتترجم هذه الهوية الى الواقع بالكيفية التي يرى فيها الفرد نفسه من خلال المعنى الذي يعطيه لعمله والذي يمنحه خصوصية فرديته مقارنة بالاخر. ولكون العمل هو الاخر في تغيير مستمر فان مايطمح الفرد الى تحقيقه يترجم أناه المثالية, وتأخذ الهوية صفتها الجماعيه عندما تثار مشكلة المساس بالعوامل الجماعية لمحيطها, بمعنى مجتمعها, وهي تلك التي ساهمت في تكوينها والتي تشترك معها في قيمها ومعاييرها والتي تعطي ايضا لعملها معنى أخر في اعطاءها معنى متميز لقيمها المشتركة, أي لأناها المثالية الجماعية من خلال مايطلق عليه بالانتماء الى المجموعة
الهوية الجماعية
....
على أثر التغييرات الجذرية التي حدثت في الشرق الاوروبي, وبالتحديد في الاتحاد السوفيتي السابق وتفكك جمهورياته في أسيا الوسطى والقوقاز, قد سلط الضوء على مفاهيم, ومصطلحات سياسية واجتماعية كانت قائمة, الا أنها كانت غائبة عن الدراسات السياسية والاجتماعية, ومن بينها مصطلح الهوية الجماعية. اذ يمكن القول بأن هوية مجموعة بشرية , أو شعب كامل ما , تمثل ذلك الانتماء الجماعي الموحد لافراد وفئات أي منهما . فأعلان هذا الفرد أو ذاك بأنه يمني أو أنها مصرية , يعني بأن هذا الشخص ينتمي مع بقية اليمنيين في صفات واشياء تكون الهوية اليمنية , وكذلك تكون الهوية المصرية أو الانكليزية. وأن الدراسات الحديثه في العلوم الاجتماعية رأت أن العرق, الثقافة , الدين الارض والدولة هي العوامل الرئيسية التي تحدد هوية الشعوب. فمن حيث لون البشرة تقسم الاجناس البشرية الى خمسة أجناس كبرى. الابيض, الاصفر, الاسمر, الاحمر, والجنس الاسود.
وعلى المستوى الجماعي فلون البشرة يمثل أحد ملامح الهوية الجماعية لشعب من الشعوب أو المجموعة من المجموعات البشرية , كما في لون البشرة الاسود في المجتمع الامريكي بشكل خاص.وكل العوامل أو العناصر الاساسية في تشكيل الهوية الجماعية لايمكنها أن تتبلور الا في اطار الدولة
من هنا فقد راود النخبة العربية سؤال محوري واحد. هو لماذا تقدم الغرب هذا التقدم الهائل المبهر, ولماذا تخلفنا نحن العرب هذا التخلف المزري؟ وبالمقابل, ماهي الاسس أو ماهو السر الذي يكمن خلف تقدمهم؟ لقد تعددت الاجوبه عن هذا السؤال. وبدون الحاجة الى الدخول في تفاصيل السجالات والمناقشات والمواقف التي باتت معروفه والتي دارت بين التيارات الفكرية والسياسية , يمكن العثور على قاسم مشترك واحد هو مقولة التحديث – الحداثة-أو التنوير.
والحداثة نبتة أوروبية نمت وكبرت وتطورت وأعطت ثمارها في سياق الثورة التي قادتها الطبقة البرجوازية الثائرة على الطبقه الاقطاعية وما تحمله هذه الطبقه من فلسفة وافكار وثقافة ونظام حكم في الغرب , حيث فجرت هذه البورجوازية قيما انسانية تقدمية وتحررية , كالانسانوية والعقلانية والديمقراطية والعلمانية والعلموية, مهدت الطريق لكل التطور اللاحق للثورة الصناعية, ابتداء من ثورة البخار الى ثورة الكومبيوتر أومايسمى بحضارة ( الموجة الثالثة )التي نراها اليوم على حد تعبير الفان طوفلر واذا كانت العلمنة في تاريخها الاوربي والغربي هي واقع تاريخي ونظري واقتصادي واجتماعي وسياسي , فهي في سياقها العربي الحديث اشكالية نظرية وسياسية لم تجد من التحولات التاريخيه مايكفي لتحويلها الى واقع ولرفعها من مستوى الطلب والطموح الى حيز الصيرورة والحتمية.
فقد اندفع الشاميون والمصريون في حماسة لاسترجاع بعض ماكان لهم من مجد وحضارة منسيين , وسرعان ما حاكاهم سائر العرب فهذبوا لغتهم واثروها, واجتهدو في اعادة خلق أدب وفن دون أن يتحرروا كليا من عبء الماضي, فأستطاعو بذلك أن يؤسسوا مراحل متميزة في تاريخهم الحديث. أنها مرحلة تجدد ومرحلة انبعاث, وكان من نتائجها تقوية الوعي بوجود تراث في الثقافة العربية مع أواخر القرن التاسع عشر , حيث بدأ العرب في اكتشاف تراثهم الماجد في اللحظه نفسها التي اكتشفوا فيها أنفسهم متأخرين في مرأة الغرب المتقدم.
وقد ظهرت بوادر نهضة... شبه تامة. عند المفكرين العرب, ابتداء من الطهطاوي حتى محمد عبده , والكواكبي,وشبلي الشميل, وفرح انطون, واديب اسحاق وغيرهم, ممن تزخر باسماءهم وارائهم الكتابات العربية الكثيرة في التنوير العربي . وهذا يعني ان النهضة ليست مجرد عملية تغيير ثقافي واجتماعي جزئي وانما هي عملية تغير شامل تنبعث من الرغبة الواعية في الافادة من الثقافة الاكثر تقدما ورقيا لتعديل الاوضاع القائمة المرفوضة على الاقل من النخبة المثقفة , وارادة الخروج من حالة التخلف والركود التي سيطرت على الفكر العربي ,واللحاق بالعلم الغربي الذي كان يعتبر في ذلك الحين وتحت تأثير تلك الظروف النموذج المثالي الذي ينبغي الاقتداء به. وفي حدود معينة, تؤخذ في الاعتبار الثقافة التقليدية , وامكانية تعديلها دون أن يؤدي ذلك الى استبدال ثقافة جديدة وغريبة ,هي الثقافة الغربية بالثقافة العربية (الاصلية والاصيلة) أو حتى تغيير هذه الثقافة الى حد الذي تفقد معه ملامحها ومقوماتها المتميزة. .
أن حركة النهضة العربية الاولى حققت منجزات مادية مهمة, بناء جيش قوي , صناعة عسكرية, زراعة منتجة ومتقدمة , الا انها منجزات فوقية افتقرت الى النفس الديمقراطي , وقد وصف محمد عبده ( محمد علي الكبير ) قائلا ( بأنه كان زارعا ماهرا , وصانعا مقتدرا , ومحاربا شجاعا , لكنه لم يترك رأيا يستتر به ضمير (انا) الا ونفاه عن بدن صاحبه) وفي مرحلة لاحقة تمكن النهضويون الاوائل من وضع هدفين أساسيين للتحرر والتقدم يتلخص الاول في التحرر السياسي من الاستعمار . والثاني التحرر الفكري من الجمود والتقليد والرجعية . كما حاولوا ايجاد صيغة تكيف الدين مع واقع العصر . الا أن كل ذلك على أهميته , لم يشكل انقطاعا ثقافيا ومعرفيا نوعيا وحاسما وعاما عن الماضي جملة, ولم يتجاوزوا البنى الموروثة التقليدية بصورة جذرية في ميادين الفلسفة والفكر والتنظيم الاجتماعي , كما انهم لم يستطيعوا أن يستوعبوا حقيقة الحداثة , حيث أن البنى الداخلية للعرب ماتزال ماضوية وهشه ومتداعية , بينما البنى الحديثة تتسم بالتماسك الداخلي والوعي الذاتي.
لقد اثبتت التجربة التاريخية الاوربية أنه من أهم الخصائص الجوهرية للحداثة انها تمثل سياقا مرحليا يتم فيه الانتقال من نمط للمعرفة الى نمط أخرمختلف جذريا.وهو بمثابة انقطاع عن أساليب التفكير التقليدية غير العلمية وتبن لاساليب جديدة .
/ 79cfb.gif
وظائف الهوية:
تتمثل أهم الوظائف للهوية في المجتمعات فيما يلي:
1- ضمان الاستمرارية التاريخية للأمة إذ لا يمكن التشكيك في انتماءاتها.
2- تحقيق درجة عالية من التجانس والانسجام بين السكان في مختلف جهات الوطن الواحد.
3- تمثل الهوية الجنسية والشخصية الوطنية التي تحافظ على صورة الأمة أمام الأمم الأخرى، وذلك من خلال الحفاظ على الكيان المميز لتلك الأمة
/ 79cfb.gif
اختراق العولمة للثقافة :
مرت الثقافة في الفترات القريبة بالعديد من المتغيرات المتسارعة التي تحمل في طياتها إيديولوجية التنميط والاختراق الثقافي، وهي تتجلى في صياغة ثقافية عالمية مندمجة لها قيم ومعايير وسلوك وعادات، وسيطرة غربية على سائر الثقافات بواسطة استثمار المكتسبات العلوم والتقدم التكنولوجي في مجال ثورة الاتصالات وثورة المعلومات والتتويج التاريخي لتجربة مديدة السيطرة بدأت منذ انطلاق عملية الغزو، الأمر الذي يؤدي إلى نشوء قيم ليس لها مرجعية في الثقافة العربية مما أدى إلى حدوث تشويش للهوية الثقافية وفقدان التوازن، ونظرا لكون بعض النقابات مدعمة بوسائل وتكنولوجية يقابلها في الجهة الأخرى ثقافات مجردة من تلك الوسائل مما يؤدي باللاتكافؤ في عملية تبادل العناصر الثقافية ويبقى مجرد نقل ثقافي بين الشعوب والثقافات
إن الخصوصية الثقافية التي ترافق الشعوب والأمم والجماعات البشرية وما إذا كانت ستبقى هذه الخصوصية في عالم وزمن العولمة الزاحفة يجب أن تنشر إلى أن الخصوصية أفضل من الاستقلالية، فالاستقلال في الميدان الثقافي نسبي ومتغير تبعا لعوامل التفاعل الحضري وإذا كانت الاستقلالية نسبية ومتغيرة فكذلك نجد التبعية الثقافية والتي تعني في جوهرها استلاب الأمة أو الدولة من خصوصيتها الثقافية وهذا ما نراه من تأثيرات العولمة ومحاولة الغرب التأثير على ثقافات إلى الآخرين خاصة وهي أمام مجتمعات تستهلك في المجال الثقافي أكثر مما تنتج.
إن الاعتراف بتطور التكنولوجيا في العصر الحديث ووسائل الاتصال ضرورة ملحة ولا بد منها ولكن يجب أيضا أن لا نهمل الماضي فهو الدليل الذي يمكن من خلاله الاهتداء به لصياغة المستقبل والحاضر
/ 79cfb.gif
الهوية الثقافية والعولمة
لعل أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الهوية العربية هو الخصوصية الذاتية والتفرد بصفات وخصائص معينة تعكس هذه الخصوصية وتميز هذه المجتمعات عن بعضها ففي ظل التوجه إلى العالمية نجد أن هناك توجها جديدا نحو تحديد الهوية فعند تحول الفرد إلى العالمية يحاول أن يؤكد هويته وشخصيته المميزة فالهوية تظهر في كل مكان وتؤكد على محورها في كل المجتمعات التي أصبحت مقسمة إلى مجموعات متعددة وسط كل هذا فهناك دول تختفي في الوقت الذي نجد فيه دولا تؤكد على هويتها وتزدهر على المستوى العالمي.
إن التحول الذي أصاب المجتمعات العربية هو الانتقال من الوحدة التعدد الذي أصبح الهدف العالمي فقد أصبح الإختلاف المعترف به الوحدة التي يعترف بها من خلال النظر إلى الاختلافات ومن خلال وضع التميزيات في الاعتبار.
إن السبب الوحيد في هذا التحول هو ما خلقته الهوية من أهمية متنامية دائما على الساحة العالمية، فكل ما يسمى الأمة فهو يمس الهوية الثقافية وتجسيدها التاريخي
وباعتبار الهوية الثقافية القومية هي الهوية المشتركة لجميع أبناء الوطن العربي لا يعني هذا إلغاء وإقصاء الهويات الوطنية ولا يعني أيضا فرض نمط ثقافي معين من الأنماط الثقافية المتعددة الأخرى، فالوظيفة التاريخية لهذه الثقافة هي وظيفة التوحد المعنوي والروحي والعقلي والارتفاع بالوطن وإيجاد أسباب الانفتاح على الثقافة والهوية الخارجية فكل التحولات والتغيرات ترتكز في البنى الاجتماعية التي تعيش في أطر إقليمية محددة وبالتالي يكون التساؤل عن كيفية حدوث هذا التغير في الهوية والبنى الاجتماعية.
إن البلدان العربية في حاجة إلى آليات السيطرة الاجتماعية اللازمة لإدارة العلاقات الاجتماعية وإعادة إنتاجها بها وهذا يمكن أن يخرجها من مأزق اللاتاريخية التي لا زمتها في هذا العصر فالقول بوجود خصوصية في هوية مجتمع ما في مسار تطور هذا المجتمع لا بد أن تنطلق من معاينة وبرهان دقيقين.
وتتميز المجتمعات العربية بخصائص الحضارية طبعت ولا زالت موجودة في ظل التأثيرات الحادثة، وهذا لا ينطبق على المجتمعات الغربي التي يتم فيها الخلط بين العمليات التاريخية الموضوعية والسياسات الثقافية التي تنتج مجالات للاختيار والمفاضلة ومن هنا يجب إدراك عدم وجود التفاوتات بين الأقاليم المختلفة داخل البلد الواحد وجعل لكل منها هوية وخصوصية محددة، لأن المنتمين إلى هويات متماثلة يمثلون إلى العريش في منطقة واحدة، فالتنوع لا يبطل الوحدة العربية.
ولهذا فإن التمسك بالهوية القومية هو وصف المخزون النفسي المتراكم من الموروث وتفاعله مع الواقع فانتقال المجتمع من مرحلة إلى أخرى لا يعني أنه أحدث قطيعة أو انفصال عن الماضي، بل يعني استمرار الحضارة، ولكن على أساس احتياجات هذا العصر وبالتالي فإن قضية الحفاظ على الهوية قضية كفيلة بإظهار وجودنا الثقافي في المعترك الحياتي واكتشاف جذورنا والتمسك بهويتنا.
إذن فتبني العولمة يؤدي إلى تحطيم القيم والهويات التقليدية للثقافات الوطنية والترويج للقيم الاستهلاكية ويمكن تلخيص ما سبق من آثار الثقافة المعولمة على هويتنا الثقافية العربية فيما يلي:
1- التبادل اللامتكافئ بين العناصر الثقافية إذ يكون التبادل أحادي الاتجاه مما يخلق مشكل الخصوصية في ظل شمولية الاتصال.
2- الغزو الثقافي والذي يظهر استمرار آليات التي تحقق السيطرة وامتداد فعاليتها في شكل قوة تغلغل في مجتمعاتنا التي تقف موقف الجمود أمام التغيرات التي تحدث داخلها، الأمر الذي ينمي الإحساس بالتهميش والاستلاب من الثقافة الأصلية وتنامي الإحساس بفقدان هويتنا الوطنية القومية.
3- التبعية الثقافية من خلال اعتماد ثقافاتنا على ثقافات الأخرى في إنتاج وتطوير ثقافاتها وتتمثل هذه التبعية في عدة مظاهر منها إحلال قيم وعادات وأنماط سلوكية محل القيم السائدة في هذه المجتمعات حيث تظهر التبعية في المجتمع التابع كمجتمع مهشم ومتناقض يسوده التفكك وعدم الأصالة.
4- الإمبريالية الثقافية والتي تشير إلى الثقافة المسيطرة من خلال ما تمارسه الثقافة المتقدمة من هيمن على الثقافات المتخلفة والتابعة فتحتل هذه الهيمنة كانت إعلامية أم تكنولوجية مواقع أساسية في ثقافتنا من خلال فرض قيمها وأنماطها السلوكية.
5- التسمم الثقافي ويتم من خلال نفي الدور العربي ومحو الشخصية الثقافية للأمة العربية عن طريق التشكيك بقيمة الثقافة العربية وإبراز وجهها السلبي وإحياء الثقافات الغربية لكسر وجودنا الثقافي وإبراز أزمة الهوية الثقافية
– من خلال لكل هذه الآثار التي تفرزها العولمة الثقافية على ثقافتنا وخصوصيتنا يتنامى الإحساس يوما بعد يوم بفقدان الهوية في مجتمعاتنا فالفرد المعاصر أصبح يخسر قنوات الاتصال بجذوره وعاداته وهويته في عالم أصبحت وسائل الإعلام إن لم نقل الهيمنة الإعلامية تنقل إلينا يوميا عادات دخيلة على مجتمعاتنا تهدد بتهميش ثقافاتنا المحلية ومحو وجودنا الثقافي في المعترك الحياتي
/ 79cfb.gif
طرق الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل العولمة
في الحديث عن طرق الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل العولمة يمكن أن نقول كيفية التعامل مع العولمة الثقافية وتنبع ضرورات التعامل والمواجهة العربية لظاهرة العولمة بالأساس من الحاجة إلى حماية الهوية العربية الإسلامية وصيانة خصوصيتها الذاتية ويتم ذلك من خلال التوجه إلى التطور الحضاري الإنساني ودعم التفاعل الحضاري الثقافي بين الأمم والشعوب ولا بد لهذه الاستراتيجيات أن تكون ممكنة يمكن تطبيقها في ضوء الفرص المتاحة وان تتسم بالنظرة الشاملة وذلك بتحليل مختلف المتغيرات ومدى تأثيرها بعضا ببعض ويتم الحفاظ على الهوية من خلال مستويين يتمثلان في:
على المستوى الدولي
لعل أهم نقطة للبدء في المحافظة على الهوية الثقافية أمام الآخر يمكن إطار التعامل مع قوى العولمة الثقافية وبناء النموذج الثقافي الوطني في المجتمعات العربية من خلال إجراء حوار عام يسفر عن إجماع وطني حول المشروع الثقافي الوطني والدعوة إلى الاندماج في الهوية الوطنية العربية مع الحفاظ على خصوصياتها وهي النقط المحورية التي تسعى من خلالها إلى قوى العولمة إلى تحطيم وحدة البلدان العربية.
إلى جانب ذلك لا بد من إجراء حوار في إطار مفهوم “التقريب” في الوقت الذي يصعب الحديث عن تعامل فعال مع العولمة الثقافية لأنه لا زالت هناك الكثير من التضاربات الثقافية في الوطن العربي إضافة إلى هذا لا بد من التوصل إلى إستراتيجية ثقافية مشتركة بين البلدان العربية والغربية ويمكن ذلك من خلال حوار الحضارات العالمية، فالعوامة تدفع في اتجاه فرض القيم الغربية ومواجهة القيم غير الغربية.
على المستوى المحلي
إذا تحدثنا عن الإستراتيجية على المستوى المحلي فتعتبر الإستراتيجية النواة لفرض وجودنا الثقافي في المتعترك الحياتي واثبات خصوصيتنا الثقافية والهوية الوطنية القومية داخل مجتمعاتنا ورفع هذه الهوية أمام الآخر وتكمن محاور ونقاط هذه الإستراتيجية في:
– محاولة المزاوجة بين المجتمع الحديث والحياة الشعبية التي خلفها الأجداد ويقصد هنا بالمزاوجة هو عدم الانفصام بين النواحي الحياتية والتجارب الموروثة التي لا بد أن تحضر وتحلل وتقدم في ثوب جديد مع الحفاظ على الإبداعية فلكل ثقافة محلية خصوصية، ولكن تجتمع كلها في صفات مشتركة تكون السمة الغالبة للهوية الثقافية.
– تحديث ثقافتنا وتطويرها من خلال تبيان وضعية المتحول من الثابت فيها وذلك بإثبات هويتنا في وجه تيارات العولمة الثقافية حتى نتمكن من المحافظة على قوميتنا العربية
– إيجاد رؤية تصور العالم على أنه مجموعة واحدة نتبادل المنافع دون إسقاط الخصوصية التي تميز كل جماعة في موروثها الثقافي.
– رفض العزلة والهيمنة في الوقت نفسه ومحاولة وضع وجودنا الثقافي في المعترك الحياتي من خلال تطويع الثقافة الجديدة مع ثقافتنا حتى تصبح مزيجا من الأصالة والمعاصرة وهنا يمكن المحافظة على هويتنا ومواكبة الآخر
/ 79cfb.gif
الخاتمة
تعتبر العولمة الثقافية من التحديات الكبرى التي تهدد خصوصيتها الثقافية فالإحساس الذي لا زال متنامي لدى المجتمعات بالخطر على الوجود الذاتي لأفرادها بوصفهم ينتمون إلى الأمة كونية لحضارات متعددة هذا الوعي أخذ يولي مسألة الثقافة اهتماما يتعاظم تدريجيا فالثقافة تعتبر المكون الأساسي لوجدان أي مجتمع وتعبر عن العمق التاريخي والمتراكم في المجتمع فالثقافة تعبر عن الهوية والانتماء الوطني وبالتالي فالضرورة ملحة على التواصل الثقافي، والعولمة الثقافية تعتبر تهديدا للهوية القومية من خلال محاولة تحويل نمط الحياة إلى نمط حياة غربي.
ولأن وجودنا الثقافي في المعترك الحياتي سيكون بمثابة الحصن الذي يحفظ خصوصيتنا، وهويتنا من خلال التفاعل مع المناخ الحضاري العالمي وإثبات الهوية الثقافية العربية أمام الآخر وتحويل ثقافتنا من ثقافة استهلاكية إلى ثقافة منتجة مثلها مثل مثيلتها من الثقافات الغربية.
إذن للقضاء على الهيمنة الثقافية وما أفرزته العولمة لابد من خلق أدوات لتحريكي وجودنا الثقافي والمحافظة على خصوصياتنا وهويتنا أمام الأخر وتحقيق وحدة الهوية الثقافية العربية من خلال بناء نموذج ثقافي وطني قومي من جهة والانفتاح على العالم الخارجي من جهة أخرى، فمواجهة العولمة تقضي التعامل معها وليس الذوبان فيها الأمر الذي يؤدي إلى إذابة خصوصياتنا وهويتنا.
/ 79cfb.gif
اتمنى أن يكون الموضوع قد نال رضائكم
لكم مني كل الشكر
كاتبة جنسية